مدرسة بابا طاهر (2)
عندما دخلت الصف السابع وبدأت الدرس، بدأوا يكتبون؛ فتمشيت بين المقاعد
أنظر إليهم؛ إلى ملابسهم، أشعارهم، أظافيرهم ...
وجدت البعض منهم لم يقلم أظفاره، فاشتريت مقصا ووضعته في حقيبة دوامي،
وبدأت أنظر إلى أظافيرهم قبل البدء بالدرس، فإن وجدت من كانت أظفاره
طويلة، ناولته المقص وطلبت منه ليقلمها في سلة المهملات...وبالطبع دون
أية إهانة، أو إساءة، أو نظرة ازدراء.
ومن الطبيعي أن تجد في كل صف طالبا مشاكسا يختلق الأعذار ليحتفظ بظفر خنصره!
ولا أعرف الغاية من إعفاء الخنصر من التقليم حتى عند بعض الرجال بعدُ!
يقال إن العازفين يستخدمون ظفر الخنصر للعزف على آلات الموسيقى؛ ولكن أين
هؤلاء المساكين من الاشتراك في صفوف الموسيقى والعزف على آلاتها، والفقر
بائن على سيمائهم؟!
وهناك طلاب يحلقون رؤوسهم حسب الموضة التي روجها لاعبو الكرة وبعض
المطربين والفنانين، ولا أستطيع أنا ولا الأكبر مني من المثقفين أن
ننافسهم في التأثير على الطلاب والشباب.
وبينما كان الطلاب يكتبون الدرس من السبورة البيضاء، قام أحدهم شاكيا:
آقا اين رو پدرم فحش ميده، گفتم براش فحش نده؛ منو گرصه كرد!
فكيف يفقه هذا الطالب (ومثله الكثير) دروس التأريخ والجغرافيا والعلوم
... وكلها تُدرس باللغة الفارسية؟!
فطريقة رطانة طلابي، وإنشاء الطالب الذي انتشر قبل فترة في مجموعات
التواصل والذي قال فيه (مادرم سر قبله را برداشت ديدم برنج بك بك ميكند
ومن فوح را دوست دارم)، قد يثيران السخرية والضحك، لكنهما في الحقيقة
يستحقان الشفقة ... والبحث عن طريق حل.
وسوم: العدد 786