المروية الفلكية
روى فهيم أبو سليم قال: اختلف القوم في أحوال الفلك، فقالوا لأفلاطون ما بدا لك؟ قال: يدور الفلك بانتظام، في دائرة وانسجام. وذلك هو الكمال، ومثالُ الجمال. أما أرسطو فقال: تسير الكواكب، كأنها حَباحِب. ثم تُبطئ تارَه، كما تفعل الزّهرَه. وسبب ذلك مدارٌ كاللولب، به نفسرُ حركة الكوكب. فردّ بطليموس قائلا: إنه فلك التدوير، عياذًا من التزوير. وألّف المجِسْطي، به اعتنى المجريطي. فشكّك في ذلك ابن الهيثم، وقال بحسَبِ ما يَعلم. لكنّ ابنَ رشد ألْفاها حركاتٍ معقّده، وقال إن الحلّ ما أبسطه. فلنرجعْ إلى قول الحكيم، أليس المعلمُ الأولُ بعليم؟ ولا داعيَ لهذه البدعَه، لتفسير تلكمُ الرَّجعَه. قد فسرّها أرسطو، فلا تشُطّوا. قال فهيم أبو سليم: فلو أن أبا الوليد، ترك التقليد. ونظر في المسأله، معتبِرا بمن قَبله. لبان له قصور التفسير، وبطلان التقرير. والعيبُ كله في تقديس من سلف، والتسليمِ لهم ممن خلف.
وسوم: العدد 795