الصحراء البيضاء
بقيتُ سهراناً حتى بعد منتصفِ ليلةٍ شتويةٍ شديدةُ البرودة والعتمة ، ونحن في منتصف المربعانيّة ، حتى بدا لي المذيعُ في التلفاز برأسين وأربع عيون ؛ وقد مرّ على قتل النفس الزكية مائة يوم ، ومرت أربعون سنة على قتل العائذ الأول في مكة المكرمة .
توالت الإرهاصـات في زمـاننا ، وَسَـــكَبَتْ بسخاءٍ الســــماءُ ماءَها شرقاً وغرباً ، وما زال الأعرابُ لا مكان لهم في الإعراب ، والأرض في هذا العام على موعد مع ثلاث كسـوفات شمسية ، وخسوفين للقمر ، وقد استقبلنا في الأسبوع الأول من هذا العام ، واليوم الأول من شهر جمادى الأولى كسوفاً جزئياً للشّمس حَجَبَهُ السّحابُ عن أبصارنا .
وللمرة الأولى ربما ترتدي الصحراءُ الصفراءَ الرداءَ الأبيضَ على استحياءٍ وحُبور لاستقبال ذو العـباءة الزرقاء ، والذي سـتحدث على يديه عـظائم الأمور ، والمحجوب عن العيون .
والعجبُ العُجابُ والحالة هذه تهافتُ كثيرٍ من العلماء على أبواب السلاطين تهافُتَ الذباب على فضلات طعام ٍ فاسد ؛ وليس لهم حُجّةٌ وعذر مهما قالوا سوى ما للذبابِ من حُجّةٍ وعذرٍ لمّا تهافتَ على تلك الفضلات .
أمّا من لم يتهافت من العلماء الأعِـــفــّاء وأتباعهم فقد ألقوا بهم في غيابة الجبّ ؛ حتى جاءتهم سيارة فسطاط الإيمان فركبوها حامدين شاكرين داعين الله ألا يكونوا ممّن أتاهم الله آياته ِ فانسلخوا منها فكانوا من الغاوين .
وها هم قد خرجوا وقد صقلهم الجبّ كيما يكونوا بطانة يوسف القائد القادم .
وسوم: العدد 807