نصوصٌ لاَ تهُمّ أحَدًا

هشام بن الشاوي

* تلفزيون ملوّن:

اندهش بعرضه ...

 أجهزة (تلفزيون) ، بأسعار مخفضة ..

 عرض عليه شرب أي شيء .. اعتذر بضيق الوقت ،  واستعجل صرف الشيك ..

طلب منه بطاقة الهوية:  

- سأنتظر حتى تصرفه بنفسك ، بقيت ساعة ، وينتهي الدوام .

وضع النقود في جيبه دون عدها ...

- سنذهب إلى بيت شريكي ،إنه بالقرب ...

توقفا قبالة بيت ، أشار بإصبعه:

- توجد زوجته فقط .. انتظرني هنا حتى نرجع .

صوب نظره نحو معصمه ، أدرك أنه انتظره أكثر من ساعتين !..

*صهيل الروح :

تدهورت صحة الجد واستقر في بيته بالمدينة  - التي لا يطيقها - مع زوجته .. عمليتا الغسيل الكلوي - خلال كل أسبوع - أنسته كل شيء ...

جرح عميق في أعماق  العم ..

أخوه لأبيه  (خ) نائم في البيت ليل نهار ، و(أمه)  تدافع عن أبنائها المهاجرين بإيطاليا ، تكذب عليهم زاعمة أن صحة أبيهم بخير حتى لا يرسلوا  أي شيء ...!

- ليت (خ) يساعد أخاك (م)... على الأقل، يهتم بالمواشي .

- قبل الحرث ، كنت أذهب بالأبقار إلى ( لعزيب ) البعيد ، ثم أعود إلى الغنم، و بعد العصر أنهي الحرث ..

- أنت محظوظ ...!!

- حتى أتمكن من جلب قطيعي البقر والماشية قبل حلول الظلام .

- ولم لم تكن تحضرهما معا ؟..

-  لكي لا تفسد الغنم الحقول ، وحين علمت (و دائما يتحدث عن زوجة أبيه بضمير المجهول  ، ولا ينطق باسمها ) بأن أبي سيساعدني  في الزواج قالت له  :إذاُ ، أعد تزويج (ع) و(خ) !

صمت ، شرد ذهنه لحظة ،  واستدرك بتأثر :

- حين كانت الفرس تسمع صوت دراجته النارية  ، والكلبان يتسابقان أمامه متطلعين إلى قفته .. تطل من نافذة الإصطبل وتصهل  ، فيعاتب أهل البيت بأنها  لم تأخذ كفايتها من العلف أو الماء !

يصهل العم  مقلدا صوت الفرس :

- عندما مات (بركني) ، ورأى حصانه نعشه يُحمل وقف على قائميته الخلفيتين متطلعا إلى السماء ، وصهل ..

لا ذ  العم بالصمت برهة ، ثم استند بساعده إلى جدار ، وبدأ جسده ينتفض ...

*وليمة :

نصغي باهتمام إلى (التباري) متحدثا عن صهره المرحوم ..

نتخيله في مقر الجماعة القروية  وهم  يستقبلونه  بما لذ وطاب  من أكل وشرب ، وقد ارتدى زيه التقليدي الفخم ..

و يعلو صخب (الرايس)  في الحديث  والضحك - كالمعتاد - في الولائم .

يعلق أحدنا :

- إنه شره ، ويحب الولائم  ..!

ولأنه أميّ ..

يفرح بتوقيعه المهم جدا حين يقال له :

- سينِي * هْنا أ السّي عبد السلام .. (ويستطرد التباري باسما) هومَا يْقسْمو الميزانية بيناتهُمْ ، وْ هْوَا يرْجع  لْ(بطيوَة ) .**

وتلعلع قهقهاتنا الصاخبة ...

               

هامش :

* سيني : وقع

* بطيوة  :دوار بالقرب من مولاي عبدالله أمغار /  إقليم الجديدة