صاحب الكرش الكبير

صاحب الكرش الكبير

امجد عطيوي

[email protected]

الولايات المتحدة

خرجت بلا هدف . لم تحتويك الشوارع . ضاقت بك الدنيا . لا احد يهواك . يا صاحب الكرش الكبير . من شارع لشارع تبحث عن ام غير امك وعن اب غير ابيك . احسست ببرد شتاء يتلاشى وثيابك رثة . تأملت الناس . هنا طفل تمسك امه بيده الصغيره وهناك اسرة مكتملة الاب والام والابناء يبدو انهم ذاهبون في نزهه . وعاودت نفس الصور يوم طردت ويوم صرت بلا مأوى . تذكرت تلك الليلة التعيسه حينما احسست بخوف لا مثيل له . اين اذهب ؟ قلت . طرقت اول باب . استنجدت بصاحب الدار . لكنه وصوت عال طردك . اخيرا لم يبقى من خيار. استلقيت على ذلك الرصيف ونمت . تكومت على نفسك من الخوف ومن البرد ثم حلمت . ربما كنت طائرا من تلك الطيور التي اعتادت ان تكون مهاجره .

يا صاحب الكرش الكبير . تخرج من المدينه التي لم تستطع احتمالك واذا ستعود الى مدينتك الاولى. لست سعيدا بهكذا عوده . لكنك بلا خيار . سارت قدماك . تمر الساعة الاولى . تجلس على حجر صغير لكي تستريح . يمر احدهم . لم ينظر الي هكذا ؟ قلت .وقفت وسألته عن السبب . قال : اذهب من هنا . قلت الى اين ؟ . قال : لا يعنيني . اذهب وحسب . قلت في نفسك لا بأس ساكمل الطريق . تتابعت خطواتك . عند المغيب كنت على ابواب مدينتك الاولى . تذكرت كل ما جرى . كيف ضربت . وكيف بكيت وامك التي باعتك . قلت : لن ادخلها . لا لن اعود الى مدينة لم يحبني فيها احد . سأعود . لا لا بل سأكمل طريقي الى مدينة اخرى . سأجرب . سأجرب . قد يقبلني احد هناك . سأجوب كل المدن

يا صاحب الكرش الكبير لا تتعب فانت في بداية الرحلة ولا زال عمرك خمسة عشر عاما

كتبت في 20/4/2004 عندما خرج ولم يعد

قال احد الاطفال الذين التقوا به في تلك الليلة

ان ثيابه كانت خفيفه وانه كان يحس ببرد قارص