غدر اللئام

د/يوسفي عبد القادر

 غدر اللئام

د/يوسفي عبد القادر

[email protected]

في يوم من الأيام  و نحن نيام

طارت حمامتى مع سرب حمام

أصابها سهم  تاجر غرام

 اخترقت فؤادها الرماح

 عبثت بها الرياح

 ثم سقطت مكسورة الجناح

وقعت في الأسر  لم تقاوم

سقاها من معسول الكلام

قال لها:

من يسكن هذا القلب يملك العالم

ثم قال:

 جمالك ألهمني  كتابة الخواطر

علمنى القوافي صيرني شاعر

 قالت :

انا لغيرك كنز مكنون

 انت مجنون

مصيرك السجون

قال لها:

كلامك يدغدغ المشاعر

يجعلني أركب المخاطر

  قالت :

انت شخص مغامر

في تدبير الحيل ماهر

انت ماكر ،ماكر ،ماكر

قال :

سئمت العناد

سأضغط على الزناد

ليذوب الفؤاد

 قالت:

عبثا تحاول

فقلبي لن تكسره المعاول

سيبقى طليقا لن يكبل

ظل يحاول و يحاول و يحاول

حتى استسلمت

هام فِؤادها ،و غرقت في الأحلام

 عاشرته المغرورة عدة أيام

طاف بها حول الصغائر

صدقته فوقعت في الكبائر

ذات يوم

اختفى الحبيب و غاب

كأنه السراب

ترك لها الخراب

انتبذها البعيد و القريب

هجرها الحبيب

فهجرت الديار خوفا من العار

ظلت تكتم أسرار

 تحمل قلبها و تجوب العالم

تشكو لله ظلم ظالم

و بعد عام من الألم

وجدتها تحمل صبية عمرها عام

تذكرها على الدوام

بعهد مضى و اندثر

برجل أحبته بلا حذر

تبكي و تحكي عن ذاك الزمان

كيف قذفت بها الأحزان

في فوهة البركان

كيف ذابت في الحمم

كيف اعتراها الندم

كيف صارت رمم

تلهو بها الصقور الحوم

اختفت حمامتي

انقطعت اخبارها مدة عام

ثم وجدتها في ملجا للايتام

  اندهشت

صارت حمامتي

كومة من عظام

قلت الست'' سهام''؟

امتنعت عن الكلام

تركت الدمع يروي غدر اللئام

قلت لا عليك

فهمت  ما جرى بالتمام

لا تقولي

ولنبقى عن الكلام صيام

سهام

اين البشاشة والابتسام

  أماطت عن وجهها اللثام

ابتسمت و بكت

ثم اختفت في ذاك الظلام

كفكفت دمعي و رفعت القلم

لأكتب شيئا عن الألم

أكتب عن حمامة

سارت في درب مجهول

غرها لئيم  فتحدت المعقول

أنعم انا المسؤول

و سيبقى يراعي مسلول

يقطر حبرا

يتحدى واقعا مرا

ليصنع من الكلمات بحرا

اركبه لبلوغ المرام

اهزم حزنا لازم  حمامتي  أعوام