قصة اللون الأسود

قصة اللون الأسود

بلال الزين

[email protected]

في يوم من الأيام .. وبعد منتصف الليل بدقائق .. وعلى قمة الجبل .. وعند منبع الشلال الأحمر ... هناك بالتحديد عند منبت الأقحوانات الخضر .. والنرجسات ذات اللون الأزرق ... هناك حيث لايوجد ماهو أبيض .. بل لايوجد الا ثلاثة ألوان تشكل محتوانا وترسم باطن خلايانا .. الالكترونات تقفز بجانب النواة .. وكل شيء يسير في فلكه أو هكذا يبدو .. فلايوجد أفلاك لدينا عالم مختلف وحلم ثلاثي اللون عندها تبدأ المعركة ...

يتغلب الأزرق تارة .. وتارة ينتشي الأحمر .. ولكن للأخضر سحره .. فما ان تنوي الثواني على اعلان هزيمته حتى ينفض ويتأهب .. فتتصلب بقية الألوان ويتغلب حينها ولم يشعر بنشوة النصر بعد حتى بدت كأنها احدى نقاط ضعفه ...

نسمات من الهواء قوية .. - ولكن مالفائدة من ذكر جمالها وسحرها فهي ليست محور قصتنا - ايقظتني من هيامي .. نظرت الى السماء مترقبا شروق الشمس .. ولكنها لم تشرق بعد .. هذه هي السنة الثلاثون ولما تشرق بعد .. قد يعجب المرء من طول المدة .. ولكنه اختلاف التوقيت فحسب فالدقيقة لدينا تعادل عشر سنين لديكم .. وجل نظامنا الزمني كنظامكم نهار يتبعه ليل .. ويومنا بمجمله اربع وعشرون ساعة .. والساعة ستون دقيقة .. والدقيقة ستون ثانية .. الا ان معدل متوسط  عمر الشخص لدينا هو ستة دقائق .. قد تزيد وتنقص كما لديكم ... على حد قراءاتي المتواضعة ان معدل عمر الانسان هو بين الستين والسبعين .. عمري حسب التوقيت المحلي والنظام الزمني لدينا هو ثلاث دقائق .. متفائل قليلا بظهور الشمس .. وبدوَ الصبح .. ولكن تفاؤلي ليس الا معجزة .. فهل ياترى تأتي المعجزات ليلا ولايعود هناك ليل ؟؟!! .. قد وقد .........

سحر الهمسات .. ونعومة اللمسات .. وفيض الحواس  .. ولحن الأوتار تداعب الأجفان ... وتبدأ المعركة من جديد .. وتستل الألوان سيوفها .. ويحتد القتال .. وتبدأ النهاية .. فتقتل الألوان بعضها .. وتختلط الدماء لتشكل بطبيعتها لونا واحدا قاتما ...

تسير به فرشاة الفنان حتى تلون سماء ليلنا كما سماء ليلكم بلا نجوم ولا أقمار ...

وتموت المعجزة ...

ويعتلي اللون الأسود عرش الألوان ........