زوجه صالحة
ريمه الخاني
-ازرعها في ذقني حبيب الروح...في هذه المرة..
هذا كان ديدنها كلما وقع في مأزق ما...كانت هي أمه وأخته وحياته....
كان هذا المثل الشامي يكفيها كي تجعله يفضلها على نفسه,و كي تبقى المنارة الوحيدة في حياته, ولكن ما العمل أمام حظ يفلق الصخر؟ كما يقال وبالشامية أيضا!!! يا للعار ويا لحظه العاثر هل بات الحظ هو الحاسم في أمر حياته؟أم التوكل والتوفيق؟ ما إن يبدأ عمل ما حتى يلاحقه شبح الفشل كوحش هائج يريد التهامه..وهي التي أصرت على الزواج به رغم تدني مستواه المادي. هل فكر هو بالعكس؟وقال :
-اظفر بذات الدين تربت يداك؟
لقد كبر الأولاد على خيرات عطائها...على بذل نفس واحتواء منقطع النظير...وكأنها ملاكا ً يقف حارسا أمينا على آمالهم وأحلامهم التي لا تنتهي...
أما وقد ملت حديثه الآن وأحلامه التي دخلت الحائط ففجرت في روحها بعض من بقايا أمل...
فقد أنزوت بروحها لتضع حدا لعطائها ولو بدرجة ما, ...والذي لم يقدره وكأنه ديك يصيح في الصباح كالمنبه الوحيد ليقظتهم!!!
لقد أصلحت له كثيرًا من أموره العالقة ومآزقه التي أرهقتها...ولم تنته!!
هكذا حدثت ابنها البكر...
لقد بات الأمر الآن أكثر سخونة ومرارة من ذي قبل....
لم يعد يعرف أن لصبرها حدود...وأن لحبها رسن...وأن لاحتوائها سياج...
لم يدر أنها بنت العائلة الأصيلة التي تعطي دون منه...ومازال يتشدق بالتزام الزوجة نحو زوجها!!!
هي وحدها المسئولة عن اختيارها ....
بات أعجز من أن يناطحها عطائها الآن.
وقد بلغ من السن عتيا....
ونظرته المليئة بالحسد نحو أهلها تنطق ألما...دون أن تنطق....
***********
ورغم ألمها الآن لفراقه, لكن مرارة مذاق الحياة الشائكة التي عانتها معه , مازال طعمها عالقا في حلقها وفي قلبها...
ما أراح ضميرها أنها ربت رجالا يحق لها الفخر بهم....
-افتحي الوصية أم أحمد....
فغرت فاها!!! غصت....غصب بدموع عينيها .....
صمتت طويلا....
*****
وقيل أنها بناء على رغبة زوجها العزيز في أن يدفن مع ماله...
وضعت له شيكا في قبره وباسمه...
وحولت الأموال لنفسها...
قائلة له لحظات الوداع...
-آن لك الآن أن تلم مالك بنفسك فانهض إن كنت بطلا....