مقبرة الانتظار
- لماذا لا تذهب إلى المقهى القريبة من العدلية؟
- ربما تستشف جديد الأخبار من الموظفين الرواد!
- لا يمكن لعقلك أن يخمد طوال تسعين يوما مبتعدا عن بؤرة الأحداث؛تشجع يا رجل ولا تدع الهزيمة تكسر البقية الباقية،لا تشغل بالك بأحتياجات المعيشة؛فما تلاشت أمعاء من ندرة الطعام،وما أشتعل جوف من نفاد الشراب.
اذهب إلى المقهى زائرا باشا قويا،اقتصد فى الحديث خشية أن تتطاير رذاذات حروفك مخترقة أبواب السادة،ها أنا أفترش مقعدا أمام المقهى،الوقت مازال مبكرا،يستقبلنى محمد مدرس التاريخ وصاحب المقهى ببشاشته المعهودة،أبادره بالاستفسار:
- لماذا غضبت الخميس الماضى وغادرت؟
ارتسم وجهه بالعبوس والتذكر،وكأنه يعانى فقدان القدرة على الكلام،يقول:
- شممت رائحة الكبر من أحد الزبائن،فأستصغرت نفسى.
- ليست كل الطبائع واحدة.
- أيضا هناك حد أدنى من قواعد التعامل المشترك.
- على دارس التاريخ أن لا يتلو مثل هذه الخزعبلات.
- ألسنا بشرا؟
- بلى،ولكن التاريخ صناعة أفراد ؛الأتيكيت والذوق من مراسم الجوقة ولم تكن يوما من مراسم السادة.
ينشغل فى تلبية طلبات الزبائن،موظفوا العدلية يشيرون لى بالتحية،لا يقتربون من مجلسى،بالطبع أعرف الآن لماذا يتجنبون الأقتراب؟ ولن يضيف التحليل والتفسير جديدا،أنهض متجها إلى الباب الرئيسى للعدلية،أعد نفسى للعراك حال أعتراض رجال الأمن دخولى،ألج باحة الديوان العام،ألمح أم كريم تقف فى مركز الدائرة،تهم باحتضانى،أربت على يدها مشجعا،تبادرنى:
- ماذا سنفعل؟
- لا شيئ؟-.
- أين الثورة؟
- اسألى الموظفين،ربما يملكون الأجابة.
- لم نفعل شيئا.
- بل فعلنا الكثير،زلزلنا عرشهم وكادت الأهانة تلحق بهم.
- من الضرورى مقابلة الرئيس وشرح الموقف.
- أتقصدين تقديم فروض الطاعة.
- سمه كيفما تشاء،سأموت أن لم أقبض راتبى هذا الشهر.
- لن تقبضى هذا الشهر والشهور التالية وستعيشين كالجنية.
- اليوم جلسة المحكمة التأديبية والتى ستقرر صرف نصف الراتب الموقوف صرفه من عدمه.
- لا تتوقعين الكثير.
أقصد القاعة رقم 9،الحضور يتجاوز عددهم المائتين،أقعد أقصى يمين الصف الأخير من المقاعد،أتصفح رواية،أتفرج على الكلمات وكأنها لوحة سريالية،يعلن الحاجب عن بدء المحاكمة،تتراص الهيئة القضائية على كراسى الحكم،رئيس الدائرة يتأمل الوجوه المحدقة فيه،يقول فى هدوء ورزانة:
- ما الموضوع؟
تتشابك الحناجر،فتتوه الكلمات،يستاء القاضى:
- سأسمع كل واحد،تذكروا أنكم فى محراب العدالة.
يتقدم سكرتيروا الدوائر بمذكرات ممهورة بتوقيع الرؤساء؛تفيد إداءهم العمل أثناء المظاهرات،يبرر ناصر مشاركته للحد من شطحات المتظاهرين وتهدئة الأجواء،وهذا ما أكده محمد عيد العضو النقابى،يتنصل الجميع من المسئولية،وكأنها كانت نزوة طارئة،أردد فى سريرتى:
- أيستحق هؤلاء أن يطلق عليهم لفظ ثوار؟
- أيخجلون من دفاعهم عن حقوقهم المالية؟
- أيظنون أن الحقوق تمنح هكذا دون تعب أو تكاليف؟
أستغرقت الجلسة خمس ساعات،حاول بعض أعضاء الدائرة معرفة مضمون التصريحات الأعلامية؛فرفض الرئيس آمرا زميله:
- حرية إبداء الرأى مكفولة للجميع،ولا يجوز محاكمة الرأى.
قدمت للمحكمة ورقة كتبتها على عجل،شرحت فيها ما حدث،ومبرراته،وتأجيج الإدارة للنيران،أقررت بالمشاركة،ووصمت الموظفين بالتخاذل،أرتاحت نفسى،سكنت جوارحى؛فالحياة لن تعاش إلا مرة واحدة،أكثر من أربعين موظف يتنصلون،قدمت الإدارة قرارات الإيقاف،ومكاتبات الأحالة إلى النيابة العامة والإدارية،وبعض (السيدهات)المصورة للأحداث،يتذمر الأعضاء من إداء الرئيس،فيضطر لرفع الجلسة تمهيدا لأصدار القرار.
ألتفت إلى الوجوه المحيطة،لا أشعر بالراحة تجاهها،استنفدت رصيد الأحترام،أستغرب من وجود إبراهيم عبد الفتاح،زميلى فى الجامعة والذى لم يشارك فى المظاهرات،أقترب ليستدرجنى فى الحديث:
- إن شاء الله خير.
- نفتقد وعى دفع فواتير التكلفة.
- لا تنس قوتهم وعنفوانهم.
- ضعفنا فكرى،ولم يكن بسبب وضاعة الوظيفة.
- يعتقدون أنهم وزراء وما نحن إلا خفراء.
- اساءوا إلى رسالتهم،فهم أعلى من أى وظيفة تنفيذية.
- ربنا يستر.
- لماذا تحضر اليوم ولم تشارك فى الأحداث؟
- خشيت تطاول المتظاهرين وأقتحامهم القاعات ؛وهذا ما حدث.
- لم يحدث أقتحام كما تتخيل وصور البعض،فهناك محاكم رفضت تعليق جلساتها،ومع التفاوض أكتفت بنظر الدعاوى المستعجلة وتأجيل الباقى،وهناك البعض الآخر الذى رفض التفاوض،فلم يكن متاحا سوى التضييق عليها،قد اضطروا للتأجيل،ألم تعلم أنه هناك آلاف القضايا لم يحكم فيها منذ عشرات السنين،فأين أذن حجة تعطيل سريان العدالة؟
- جميع الصحف أقرت بالأقتحام.
- أى نعم الصحف تنفخ الكير حتى يتطاير الشرر.
طال الحوار ،تطرق لشتى الأمور،تأخر خروج القضاة،الواضح أن جهة الإدارة تمارس ضغوطا قوية على الرئيس،فالصراع صراع وجود وهيبة مفتقدة،أتمشى فى الممرات الجانبية المحيطة بالقاعة،يصلنى صوت الحاجب،فأعود للقاعة،تتربع الهيئة بكاملها على المقاعد،يتشحون بالأوشحة،يستهل الرئيس الكلام:
- لا علاقة للقاضى بالإدارة،ولا يحيد القاضى عن العدل وإن كان النزاع مع قضاة.
يستطرد تاليا الحكم:
- قررت المحكمة صرف نصف الأجر الموقوف صرفه.
يصفق البعض،تزغردأم كريم،ينصح القاضى:
- لا يجوز استحسان الأحكام أو السخط منها إلا من خلال الطريق الذى رسمه القانون.
العشاء على الأبواب،وفى عودتى يرافقنى إبراهيم عبد الفتاح،نسير سويا إلى محل أحذية،يفكر فى شراء حذاء،أسبقه إلى المقهى المجاور،عزمت على جميع العاملين بزجاجات مياه غازية،لحق بى إبراهيم وبيده الحذاء الجديد،أستغرقنا وقتا فى الدردشة حول التصوف وأثره على المجتمع،فنسيت أن أقول لك أن هذا الرجل من أرباب التصوف فى الصعيد،فهو حفيد شيخ طريقة،حديثه لم يشبع فضولى،فترنيمات العشق والوجد لا تغير واقعا ولا تهدم باطلا ولا تنصر حقا،فهم يختبأون خلف عباءة المساكين هربا من المواجهة،يقول:
- البقاء للأتقياء. أعلق مصححا:
- البقاء الأقوى للأشرار. يسرح مفكرا:
- ما أجمل الخلوة والتأمل! يعطرنى الذكر:
- ما أقسى الجهاد وبذل الدماء. يتذكر وصف الشيخ:
- الشيخ بوصلة النجاة. تهاجمنى الحجة:
- الشيخ سيفر من أمه وأبيه. يتفلسف:
- نصحو حينما ينام الناس.
- أيضا اللصوص يصحون والناس نيام،طريقكم يا باشا وجاهة أجتماعية.
غادرنى متعللا بموعده مع الطبيب،أنتعل أقدامى متوجها إلى باب اللوق،ربما تجد ضالتك بين القلوب التعيسة،صوت نسائى ينده،أصيح:
- ما الذى أتى بك؟
- حزنت لأنك لم ترنى بالمحكمة.
- ما فكرت أنك ستأتين،ولكن ماذا عن هذه الشياكة يا غزال؟
- مجرد بنطلون وتى شيرت عاديان.
- من أين لك بمتابعة أخبارى؟
- بسيطة قرأت عن مظاهرات العدلية،فقلت لنفسى :لا بد أنك شاركت فيها.
- رائعة عقلية البحث الجنائى هذه!
- هذا بعض ما عندكم.
- يعجبنى توقد حماسك.
- ألم تقولى من قبل أننى أخوانى.
- مشادات ذهنية؛عادى.
- والنبى بالراحة على عقلى.
- ألا يمكن لنا التمشية صامتين؟
نصل إلى باب اللوق،الهدوء يعم الأرجاء،نمتطى شارع محمد فريد،يضفى النعاس مسحة من الجمال على البيوت والحوانيت،أبتعد عنها،تقترب أكثر،الليل فى طريقه للأفول،أشرت لسيارة أجرة،طلبت منه الذهاب للمعادى أولا،ثم العودة بى إلى بولاق الدكرور،صعدنا السيارة دون همس
يوقظنى رنين الهاتف،أقرأ على الشاشة خالد الجمال،أرد:
- بعض الزملاء قرروا الذهاب إلى النيابة العامة اليوم حتى لا ترسل من يطلبهم.
- سأذهب معكم،أين مقرها؟
- فى شارع مصر والسودان،مبنى مجمع المحاكم،نيابة الدقى بالدور السادس.
- ساعة وتجدنى هناك.
أصنع كوبا كبيرا من القهوة،استهلك الطريق ساعة بالضبط،أصعد إلى النيابة،أجد خمسة زملاء ومعهم محامى العمال،أسلم على الجميع،لم يأت الوكيل،نشكل دائرة،يخبرنا خالد الجمال أن النيابة أرسلت لجنة من الحى،عاينت القاعات،وجدتها سليمة لا أضرار بها،وهذه يدحض ادعاءات بعض المستشارين،الذين كتبوا فى مذكراتهم أن الموظفين حطموا محتويات القاعات أثر أقتحامها.انقضيت ساعة فى الثرثرة قبل حضور الوكيل،أدخلنا الوكيل دفعة واحدة،أستعرض الحدث قائلا:
- حققت مع زملاء لكم أول امس فى هذا الشأن،وفهمت أنكم تظاهرتم للمطالبة ببعض الحقوق المالية،لم تستجب الإدارة،فتهور البعض بدخول القاعات،وظن بعض المستشارين بإن الأهانة ستلحق بهم فخرجوا من الغرف الملحقة بالقاعات،وكتبوا مذكرات إلى النيابة؛بالطبع المظاهرات كانت سلمية،والحقوق المالية مشروعة بدليل صدور بيان من المجلس الخاص للعدلية يلبى جميع المطالب،أعتقد أن الموضوع كما قلته!
أحاول التوضيح:
- كريم بيه،أنا موظف إدارى،وسيادته عضو هيئة قضائية،الإدارة المالية بيده،وموازنة العدلية رقم واحد،ومنذ استقلال موازنة العدلية عن الوزارة لم نأخذ أى ميزة مالية حصل عليها قرناؤنا بالوزارة.
هنا طلب كريم بيه من سكرتيره عبد الله افتتاح محضر تحقيقات معى،الوكيل يسأل ويجيب فى آن واحدوفى نهاية التحقيق سأل:
- أليس معك ما يثبت ممارستك العمل أيام المظاهرات؟
- معى قرار من الأمين العام بمأمورية لمدة ستة شهور.
أعطيته صورة من القرار،وجرى التحقيق مع الباقين كما جرى معى،وفى نهاية التحقيقات قال لنا انتظروا بالخارج حتى يعتمد القرار من رئيس النيابة،نسيت أن أنقل لك أنه أثناء التحقيقات دخل أمين شرطة يجر خلفه صف من الأطفال الصغار ومعهم امرأة فى عقدها الخمسينى،قالت العجوز أنها أم لهؤلاء الأطفال،يبيعون المناديل الورقية فى الميادين،أنهم لا يعطلون المرور؛فالشوارع مزدحمة بالسيارات الواقفة،وأنها زهقت من دفع الإتاوات والتى تفوق دخولهم جميعا،سأل وكيل النيابة الأولاد:
- هل هذه الست أمكم؟
فأجابوا بلسان واحد:
- نعم.
أعمارهم تتراوح ما بين الثالثة والخامسة عشر،أمارات الجوع والهزال والملابس الرثة تغزو الجميع،أمر الوكيل بإخلاء سبيلهم بعد إجراء الكشوف الطبية عليهم بالمستشفى الأميرى ونصح المرأة:
- لا تخرجى قبل الفحص الطبى والعلاج.
أمر أمين الشرطة بمعاملتهم معاملة تليق بالبشر،عقب بعد خروجهم:
- البلد مليئة باللصوص والبلطجية (مش)بائعى المناديل الورقية.
ما كاد يفرغ حتى أقتحم أحد الحراس باب الغرفة شاكيا بصوت عالى أحد المحامين الذى كال له الشتائم،فقال كريم بيه:
- دع المحامى يدخل.
جسده مكتنز باللحم والدم،ووجهه حديث عهد باللحية،يتحدث :
- يا باشا الحارس أوقفنى خارج الغرفة أكثر من ساعة،أعطيته الكارنيه،ساومنى ومنعنى من الدخول.
- أرأيت بعينك تكدس الغرفة،كما أنه لا يوجد بالداخل متهم أوكل لك الحضور معه،يعنى الأمر غير مستعجل،ولا يدعو للقلق.
- يا باشا النيابة ضمير الأمة،ولا يجوز لغلاظ القلب والعقل حراسة الضمير.
- المهم ماذا تريد؟
- التأشير على هذا الطلب بتمكينى من تصوير محضر التحقيقات.
يؤشر بالمطلوب،ويستدعى الحارس:
- وظيفتك هى تنظيم الدخول ،وبابى مفتوح لكل من يريد مقابلتى،لا تكرر مثل هذه التصرفات.
طال علينا الوقت ونحن وقوف،فأنهى إلينا خالد الجمال أن الإدارة تحاول التأثير على رئيس النيابة لتتخذ قرارا بعدم الأفراج عنا من سراى النيابة،فأقول:
- نحن جئنا برغبتنا ولم يقبض علينا.
أبتسم المحامى قائلا:
- أستهل المحضر بالقبض عليكم.
- ألا يمكننى المغادرة الآن؟
- بالطبع لا،انظر حولك؛كل من تشاهدهم مندوبون من قسم الدقى.
بالفعل هناك أكثر من خمسة أفراد وبيدهم الأصفاد،يخرج أمين شرطة بيده القرار،يتفاوض الجمال معه،يعده بذهابنا إلى القسم فى غضون ساعة وبصحبة أحدهم،مقابل مائة جنيه من كل متهم،وافق الأمين،ولكننا لم نجمع أكثر من أربعمائة جنيه،بل أننى أقترحت وضع الكلابشات فى إيدينا،وألتقاط الصور لنا،ونشرها على مواقع التواصل الإجتماعى،لم يرض أحد بعرضى،ركبنا سيارتين،الشوارع خانقة،كتل مهولة من السيارات تتحرك دفعة واحدة،تعبر أمتار قليلة ثم تتوقف المسيرة،أغيب مع عقلى:
المثول للتحقيق ليس مشكلة،ولكن العدالة تقتضى التحقيق مع كل الأطراف،المقصود بأستقلال القضاء هو استقلال القضاة أثناء تنفيذهم القانون حكما،لا أحد يسألهم،يحاسبهم،يعارضهم.
وصلنا إلى القسم،سلمنا الأمين لضابط النوباتشية،أستلم منه القرار،لم يستقبلنا فى القسم سوى ثلاث أو أربع زملاء،وعلى رأى المثل:الغائب حجته معه. زنهر وجهى،ألتهب جوفى،أخشى الأنفعال وتحطيم العالم بأسره،يرسلون مندوبا لمديرية أمن الجيزة،للكشف عن صحفنا الجنائية،مرت نصف ساعة دون أن يحضر المندوب،مواطن يقص على الأمين أن الدكتورة سهام حطمت سيارته ورفضت أصلاح ما أفسدته وقالت له:
- أفعل كل ما تستطيع عمله.
صعدنا للدور الأعلى،قالوا لنا:
- لن تخرجوا إلا بموافقة رئيس المباحث.
دخلنا غرفة المباحث،عرضها متران ونصف فى أربعة أمتار،بطول الحائط دكة خشب لا يتجاوز عرضها 20سم،وأمامها طاولة بأرتفاع متر ونصف تقريبا وعرضها لا يتجاوز 30سم،فى المقابل دولاب مثبت بالحائط ويحف السقف لا يتجاوز عرضه 30سم،أمامه مكتبان،إحداهما لفرد واحد والثانى خلفه ثلاث مقاعد،ملحق بالغرفة بلكونة عريضة تشرف على بنك فيصل فى الناحية المقابلة ،جلسنا فوق الدكة يجاورنى صبى لا يتجاوز عمره خمسة عشر عاما،يداه مقيدتان بسلسلة من الحديد فى أرجل الطاولة الحديدية،جواره كيس كشرى وكيس عصير قصب،يصيح علينا الأمين:نذهب إليه،يسجل أوصافنا فى أستمارة،ويبكت:
- احمدوا ربنا أن الباشا لم يأمر بتصويركم.
أندفع قائلا:
- أظن أنك تسئ استغلال الظروف.
سأله شاب فى عقده الثلاثينى:
- الاجراءات انتهت يا باشا،من المفترض أن يكون خروجى بالامس.
دس فى جيبه أوراق البنكنوت،حاول أن يوحى للجميع أنه لم يأخذ شيئا،عمدت تذكيره:
- هؤلاء الموظفون واجهوا من لا تستطيع أنت أو مديرية أمنك التصدى لهم.
مرت ساعة أضافية وأصبحنا أحرارا،وقبل المغادرة انقدت سيدة عجوز خمسين جنيها ،قالت لى:سأحصل على حريتى بهذا المبلغ.
أنزاح عن كاهلى هم جرجرتى إلى النيابة،كانت مجازفة غير مدروسة العواقب،ولكنها شر لا بد منه،وتيقنت من توفر عيون للإدارة بالنيابة،ربما تكون النيابة ذاتها؛سيل من المكالمات الهاتفية طارد الوكيل،وحينما أصابه الحرج أغلق الهاتف.
وسوم: العدد 646