لاءات الزيـنَـبَـين

فدوى محمد سالم جاموس

فتاتان شابّتان جامعيتان . كل منهما اسمها " زينب " أمّاهما شقيقتان ، فكل منهما ابنة خالة الأخرى . بَيد ان لكل منهما مذهباً في الحياة ، ثَقِفته ، بل شربته ، في المحضن الذي ربيت فيه ..!

نمسك عن ذكر اسم الأسرة ، لكل منهما ، دفعاً للحرج ، ونكتفي بأن نرمز لكل منهما بحرف ..!

زينب "أ" متحرّرة ، صلبة ، عنيدة ، منطلقة كفرس جموح أفلتت من عقالها ، وانطلقت تهيم وترتع حيث تشاء ..!

ترتاد الأندية ، وتشارك في الندوات ، وتقتحم ميادين الحوار كما تشاء ! وهي عضو نشط في الحركة النسائية في بلادها . همّها الأول رفع الظلم عن المرأة الإنسان خاصّة ، وعن الإنسان عامّة . وتردّد عبارتها المألوفة : " لابدّ من إسهام المرأة بقوّة في العمل الوطني العام ، ليتحقّق الهدف المرجوّ : رفع الظلم عن الإنسان " !

زينب "ب" على النقيض من ابنة خالتها .. إنها أقرب إلى الهدوء والبساطة والسكينة والاحتشام ، منها إلى التحرّر والانفلات . هي مثقّفة مثل ابنة خالتها ، ولديها ، مثلها ، نَهم شديد للاطلاع وحبّ المعرفة ! فهي كثيرة القراءة للكتب والمجلاّت ، مثل صاحبتها ، إلاّ أن التزامها بالمحافظة على هدوء نفسها واستقرار مشاعرها ، دفعها إلى تضييق دائرة حركتها ، فهي لا تغادر بيتها إلاّ إلى الجامعة . وربّما خرجت في مشوار قصير إلى بعض زميلاتها ، أو إلى شراء كتاب ، من إحدى المكتبات القريبة . لها فلسفتها الخاصّة في الحياة ، والناس ، والعمل العامّ ، وطنياً كان ، أم اجتماعيّاً، أم سياسياً. كانت تردّد دائماً عبارات معيّنة ، مثل " لاداعي لأن تزجّ المرأة  بنفسها في صراعات لا تناسب طبيعتها الأنثويّة " .. و " لا ضرورة لأن تورّط المرأة نفسها في ولوج معتركات ساخنة خُلق لها الرجال " ..!

كانت لقاءات " الزينبين " ابنتَي الخالة كثيرة ، وكان الحوار الفكري يسخن بينهما ، في كل لقاء ! كل منهما تدافع عن وجهة نظرها ، ثمَّ لا تصلان إلى اتّفاق ، حول أيّ شيء . وغالباً ماكانت تبادر زينب "أ" المتحمّسة ، إلى وصف بنت خالتها الوادعة ، بالتخاذل والسلبية .. وأحياناً بالسذاجة ! فتردّ عليها هذه بابتسامة رضيّة واثقة ، وهمسة ناعمة : عفا الله عنك ..!

وكانت " لاءات" الوادعة " ب " تغيظ ابنة خالتها " أ " فتسخر الأخيرة منها ، قائلة : إنَّ لاءاتك تكاد تفلقني ياعزيزتي ، كأنك لم تحفظي في حياتك غيرها .." لا داعي ..لا ضرورة ..لا حاجة.." فهلاّ تحرّرت منها ، هداك الله ، وبادرت ، ولو بمجرّد الكلام ، إلى تبنّي لاءات جديدة  ذات لون ، أو طعم ، أو، جدوى !؟

فتردّ عليها " ب " مداعبة : وماذا أفعل يابنت خالتي ، إذا لم أكن مؤهلة لتبنّي لاءات مثل لاءاتك الناريّة الحاسمة المصمّمة : " لا بدّ ..لا مناص.. لا مندوحة .." وهي ، بالمناسبة ، تذكّرني ب " لاءات الخرطوم " التاريخيّة المشهورة ، وما أراك نسيتها، أو نسيت ما آلت إليه!

فتقوم صاحبتها " أ " مغضبة ، وهي تتمتم : يبدو أنه لا فائدة منك ، عفواً .. أعني لا فائدة من محاورتك !

ولطالما تشعّبت الأحاديث بين ابنتي الخالة ، وتلوّنت وأخذت أبعاداً شتّى : اجتماعية ، سياسيّة ، أدبيّة ! ولطالما دخلت صور الأدب : تشبيهاته ، واستعاراته ، وكناياته ، في الأحاديث ، مثل صلابة الحجارة ، أو هشاشتها تحت مطارق الحياة .. وتماسك الصخور، أو رخاوتها في مواجهة السيول !

وجاء المنعطف .. فقد اعتقل الجدّ ، جدّهما المشترك ، والد أُمّيهما الأختين، لأسباب قيل إنها سياسيّة.. وقيل إنها خطيرة !

كان رجلاً كهلاً.. بل ربّما شيخاً.. تجاوز الخامسة والستين من عمره ، واقترب من السبعين .. له مشاركات معروفة في النضال الوطني ، منذ كان في العشرينات من عمره ، حتّى جاوز الخمسين . ولم يعد لديه الآن ، سوى فكره وقلمه وأوراقه .. إنه مثقّف ، وطني ، صلب ، حرّ .. وهذه الصفات أثمانها باهظة في أسواق هي ممنوعة فيها ، بل محظورة ، بل محرّمة .. وكان لا بدّ من دفع الثمن .. وقد دفعه ..

وغاب الشيخ أيامّاً ..!

قيل : إنه يتعرّض لضغط شديد ، وتعذيب مستمرّ ..

وقيل : إنَّ هذه حملة واسعة ، لاعتقال الخصوم المناوئين فكريّاً ، وتصفيتهم ..!

وقيل: إنَّ الحملة لن تقف عند أصحاب الأفكار المخالفة ، بل قد تمتدّ لتشمل بعض مَن يلوذ بهم من أهل وأقارب ، فالفكر وباءٌ معدٍ ! ربّما كان معدياً بالاحتكاك والمعايشة ، وربّما كان معدياً بالوراثة ..!

واستمرّت لقاءات الزينبين .. واتّخذت الحوارات منحى آخر..  وبدأت مواقع " اللاءات " تتبدّل ..

لقد خيّم القلق والفتور والذهول على الزينب " أ " وخفّ نشاطها وضعفت حركتها مع ضعف حماستها ..

في أحد الحوارات ، سألت " أ " ابنة خالتها " ب " :

       " أ " ما رأيك فيما يجري ؟

      " ب " غلط .. ظلم ..!

" أ " ومارأيك في مقاومة هذا الغلط وهذا الظلم ؟

      " ب " لا بأس في ذلك .

      " أ " وأنا هذا رأيي .

  " ب " الحمد لله على أنك وافقتني في إحدى لاءاتي ..!

" ضحك حزين " .

" أ " لأنك صعدت من لاءاتك السلبيّة إلى " لا " أرقى .

  " ب " وأنت .. ألا تلاحظين أنك تواضعت قليلاً ، فنزلت عن " لابدّ " إلى " لابأس" !؟

  " أ " ربّما .. فأنت تعلمين أن للضرورات أحكاماً !

   " ب " صدقت .. ولا ألومك .

واستمرّت غيبة الشيخ أسابيع .. ووصلت معلومات من داخل " برجه العاجي " إلى معارفه وذويه .. تسرّبت من داخل البرج العاجي الذي أعدّته السلطات للمفكّرين وذوي الأقلام ، خاصّة ! ليمارسوا ، داخله ، حريّة التفكير دون جلبة أو ضوضاء ، أو شواغل أُسريّة ، أو مشكلات اجتماعيّة واقتصاديّة .. ! 

وأفادت المعلومات بأن موقف الشيخ خطير ، وبأن الحملة قد تطال مَن له به صلة ، صلة قرابة أو نسب ، أو صلة تفكير !

وتوالت اللقاءات بين الزينبين ..

زينب " أ " بقلق : ما رأيك بهذه التطوّرات ؟

زينب " ب" : الوضع حرج وخطير .. ولابدّ من فعل شيء .

زينب " أ " شاردة ساهمة : لا أرى الوضع يحتمل فعل أيّ شيء من قِبلنا.. فلا جدوى ، في تقديري ، لأيّ تحرّك .. أعني.. أقصد ، أنه لا داعي لأن ننغمس في موقف أو سلوك يزيد الأمر حرجاً والطين بلّة .

زينب " أ " : بل لا مناص أمامنا من فعل شيء ، لرفع الظلم عن جدّنا الشيخ الأبيّ ، ومَن على شاكلته من المضطهدين الأحرار ! السكوت على مثل هذه الممارسات الجائرة ، ضدّ أعلام الأمّة ومناراتها الوهّاجة ، ضعف وجبن وخوَر .. لابدّ من فعل شيء ، إزاء هذا العبث الرهيب .. لا بدّ ..!

 انتبهت " أ " من شرودها ، وقالت بابتسامة قلقة : ويحك ياابنة خالتي .. أراك صادرت منّي لاءاتي ، وتشبّـثت بها أكثر منّي !

قالت " ب " باسمة بفتور: كما هجمت أنت ، على لاءاتي السلبيّة ، وانتزعتِها ، وبدأت تعضّين عليها بالنواجذ !

قالت " أ " : اعذريني ياعزيزتي ، فالخطر أكبر من أن نواجهه ، والصلابة هنا لا تجدي شيئاً ، ولابدّ من المرونة والتسليم بالأمر الواقع !

قالت " ب " : أراك لم تنسَي هنا لغتك الجازمة " لا بدّ " إنّما انطلقت بها من منطلق آخر !

قالت " أ " : قلت لك إنّ الأمر خطير ، ولا تجدي فيه الصلابة شيئاً !

قالت " ب ": وأين ياعزيزتي ، ومتى ، تجدي الصلابة ، إذا لم تجد في مواجهة الأمور الخطيرة والصعبة والحرجة !؟

أتجدي في الهرولة وراء الشعارات الفارغة ، حين لا يكلّف الجري وراءها كثيراً ولا قليلاً !؟

قالت " أ " : يبدو أننا سنظلّ مختلفتين ، برغم تبادل مواقعنا ، أو بالأحرى ، برغم تبادل مواقع " لا ءاتنا " !

قالت " ب" : ولكننا اتّفقنا في " لا " واحدة .. أم أنك نسيتِ !

قالت " أ " : لا.. لم أنسَ .. لقد اتّفقنا على " لا بأس" حين كنتِ صاعدة وكنتُ نازلة !

قالت " ب" : جميل منك الاعتراف بأنك نزلت !

قالت " أ " : أعترف لك بعجزي عن المواجهة ، في أجواء تُخنق فيها الحرّية !

قالت " ب " : فمتى تكون المواجهة ، إذا لم تكن في هذه الأجواء ياعزيزتي !؟ سهل على الناس جميعاً ، أن يدّعوا أنهم أحرار ، في أجواء لا تكبَت فيها الحرّية .. فإذا بدأ الكبت والخنق والتضييق ، قلّص الكثيرون منهم ، أحجامهم المنتفخة بدعوى الحرّية ، ليعودوا إلى أحجامهم الحقيقيّة الصغيرة ، أحجام العبيد ، ويكيّفوا أنفسهم راضين باسمين ، مع أجواء العبودية التي فُرضت عليهم ! أمّا الحرّ الحقيقي ، فالموت أسهل عليه من حياة العبوديّة ، بل من العيش ساعة ، في أجواء العبوديّة ! فإذا فُرض عليه جوّ العبوديّة يوماً ، ظلّت ( لاءاته ) اللاهبة المدوّية تجلجل في أعماقه ، حتّى تفجّره ، أو تفجّر الجوّ الخانق المفروض عليه !

قالت " أ " بنزق : ولكن كم عدد هؤلاء الناس الذين تتحدّثين عنهم ؟ وما نِسبتهم إلى باقي خلق الله !؟

قالت " ب " بهدوء وثقة : أعترف أنهم قلّة .. ولكن عليك أن تعترفي أنت أيضاً ، بأنهم الصخور الراسية التي لا تدحرجها السيول إلى الأودية السحيقة ، ولا تفتّتها وتجرفها معها ذرّاتٍ هشّة ، إلى حيث تشاء ! أم أنك نسيت أحاديثك الطويلة معي حول الصخور الصلبة الراسية ، التي لا تفتّتها المطارق ، ولا تجرفها السيول ، وحول الكتل الهشّة التي تنهار تحت ضربة أول مطرقة ، والتي تتفتّت وتتلاشى ، أمام أول دفعة من سيل جارف !

قالت " أ ": وكيف أنسى هذا يا عزيزتي ، وأنا ما زلت مؤمنة به حتّى الساعة ، وأعلم أن الصخرة الصلبة الراسية هي المؤهّلة ، وحدها ، لمواجهة السيل العارم " ظلماً كان أم فساداً " فإمّا أن يتكسّر مِن حولها ويتجاوزها ، وإمّا أن يغمرها ساعة من الزمن ، ثمَّ ينحسر عنها ، لتعود أكثر نقاء ، وصفاء ، وصلابة ..!

إن هذا منهج فكريّ لديّ يابنت خالتي ، إلاّ أنني عاجزة عن أن أكون واحدة من تلك الصخور .. وأعترف بعجزي هذا أمامك !

قالت " ب" برفق : أنا لا ألومك على عجزك أو ضعفك ياعزيزتي . كل ما كنت أتمنّاه ، أن تعرفي حقيقة نفسك وقدراتك ، قبل أن تصدّعي رأسي بدعاواك الهشّة عن الصلابة والمجابهة ، ومقاومة الظلم والفساد .. أنسيت كم صدّعت رأسي بهذا !؟

ابتسمت الفتاتان ابتسامة حزينة ، وقالت " أ " :

- لم أنسَ ياعزيزتي .. ولكن ربّما كانت سلبيتك القاتلة ، هي التي كانت تدفعني إلى إستثارة همّتك ، بأساليب تحريضيّة ، قد لا أكون مدركة لآثارها الحقيقيّة ، أو دلالاتها الفعليّة . وقد اكون غافلة عمّا كان يجري ، ويبيّت .. وربّما مازلت غافلة عن الكثير !

قالت " ب " : حسناً ، يمكنك ادّعاء الغفلة ، أو التستّر بها ، حاضراً أو مستقبلاً ، لتغطية حقيقة عجزك عن المواجهة .. فإذا انحسر السيل ، عدت بطلة كما كنت ، ولا يبقى في تاريخك إلاّ وصمة (الغفلة) ، وهي وصمة هزيلة ، بالقياس إلى وصمة ( الجبن ) ! وبالمناسبة ، أنت تذكّرينني بكتاب :  "عودة الوعي" لتوفيق الحكيم ، الذي ادّعى فيه ، أنه كان  مغفّلاً " غافلاً عمّا كان يجري ، في عهد ما ، من عهود مصر ، من مظالم ، وانحرافات ..!

لم يكن يعلم بما كان يجري ، لأنه كان مأخوذاً ، أو مشدوهاً بالإنجازات ، وبما كانت تثيره حولها وسائل الإعلام من ضجيج ! فهو– الحكيم – كان جاهلاً.. غافلاً.. مغفّلاً ! وحين انحسر القهر ، ولم تعد الكلمة تكلّفه شيئاً ، عاد إلى الكلام – زالت عنه غفلته - ! لقد هرب الرجل من كلمة "جبان" التي تحطّ من رجولته ، إلى كلمة " مغفّل " وما أيسرها..! فبوسعك أن تقتدي به ، وتتّلمذي في مدرسته  (الرائعة) : ادّعاء الغفلة أهون من وصمة الجبن !

قالت " أ " بفتور : حسبك يابنت خالتي .. حسبك .. لقد أوجعتني . وأعترف لك ، بأنك لقّنتني درساً ، لم يخطر لي ببال !

قالت " ب " : بل أنت لقّنتني درساً رائعاً ، في فهم الناس.. نفسياتهم ، أمزجتهم .. لا سيّما أصحاب الادّعاءات الفارغة منهم !

قالت " أ " : فماذا أنت فاعلة ؟

قالت " ب " : بعض ما ينبغي أن يـُفعل .

في الأسبوع التالي ، تناقلت مجموعة من الصحف والمجلاّت ، العربية والأجنبيّة ، وبعض وكالات الأنباء الدولية ، عناوين ، ومقالات ، وتحليلات واسعة ، من أبرزها :

- أزمة حريّة خانقة في دولة " س " ..

- المفكّرون والمثقّفون في دولة " س " يعانون من الاضطهاد الفكريّ ..

- الطالبة الجامعيّة " زينب " تثير زوبعة احتجاج عنيفة ، ضدّ اعتقال جدّها الشيخ المريض ..

- زينب تتحدّى حكومة دولتها قائلة : إمّا أن تكوني حكومة لهذا الشعب ، فيكون أهمّ عمل لديك هو المحافظة على أمن المواطنين .. وإمّا أن تكوني غريبة عن الشعب والوطن ، فنعرف كيف نتعامل مع الغرباء .. ! وإمّا أن تكوني عدوّة لنا ، فنعرف ، كذلك ، كيف نعامل أعداءنا !

- منظّمات حقوق الانسان تجري اتّصالات مكثّفة ، مع حكومة دولة " س " لرفع الاضطهاد عن الشيخ المريض ، جدّ " زينب " وصحبه ، من ذوي الآراء والأقلام الحرّة .

- زينب تقول : لو كان جدّي أسيراً لدى دولة معادية ، لطلبت من حكومتي أن تسعى للإفراج عنه . فهل يُعقل أن تقوم هي بدور الحكومة العدوّة ، فتأسر مواطنيها لأسباب فكرية !؟

في الأسبوع الذي تلاه ، تناقلت وسائل الإعلام ، مجموعة من الأخبار والتحليلات ، حول قضية الشيخ المريض الأسير وحفيدته زينب ، من أبرزها :

- حكومة دولة " س " تستدعي زينب للتحقيق ، عبر أجهزتها الأمنيّة .

- زينب تتحدّى رجال الأمن قائلة : أثبتوا على جدّي تهمة واحدة تخلّ بأمن البلاد ، ثم حاكموه على أساسها ، أمام محكمة عادلة نزيهة .

- زينب تقول لرئيس جهاز الأمن : أثبتوا أن الوطن مزرعة خاصّة لكم ، ونحن ننسحب منه إلى مكان آخر، في دنيا الله الواسعة ! أو أثبتوا أن الله منحكم حقّ احتكار الصواب، فلا نخالفكم ، في أيّ اجتهاد فكري أو سياسي ..!

- زينب تقول : إن كنّا قد انتخبناكم لتحكمونا ، فأبرزوا لنا العقد الذي خوّلناكم ، بموجبه ، أن تضطهدونا ، وتسجنوا كبارنا وصغارنا ، وتروّعوا أطفالنا ونساءنا ! وإن كنّا لم ننتخبكم ، فأخبرونا من أنتم ؟ ومن أين جئتم ؟ ومَن سلّطكم على رقابنا .. !؟

- رئيس دولة " س " يتدخّل شخصيّاً ، للإفراج عن الشيخ المريض جدّ زينب ، وعن صحبه المعتقلين معه ، بعد الزوبعة العنيفة ، التي أثارتها مقالات حفيدته زينب ، واتّصالاتها الواسعة ، بأجهزة الإعلام ، ومنظّمات حقوق الإنسان .

- الشيخ المريض المفرج عنه يقول : بارك الله بحفيدتي زينب .. ما كنت أحسبها قادرة على أن تفعل ما لا يفعله أشجع الرجال وأذكاهم .. أشهد أنها بالف رجل ..!

- مراسل صحيفة " ن " سأل زينب : ما الذي منحك كلّ هذه الجرأة ، لتفعلي ما فعلت !؟

 زينب : دفعني إلى ذلك اعتزاز الإنسان الحرّ بإنسانيته ، واعتزاز المرأة المسلمة بإسلامها ، واعتزاز المواطنة بوطنها .. ومن تجتمع لـديه صنوف العزّة هذه ، فليس أمامه إلاّ أحد خيارين: أن يعيش عزيزاً.. أو يموت عزيزاً !

وسوم: العدد 665