خطة إيران لتفريس العراق
لم يعد خافيًا على أحد أن الخطة الإيرانية الساعية لتفريس العراق سائرة على قدم وساق، تنفذ بإشراف مباشر من الولي الفقيه، و تنفذ من قبل المليشيات المنضوية تحت تجمع “مليشيا الحشد الشعبي”، الذي أعلنت أغلب فصائله عدة مرات -وعلى لسان قادتها- بأنها تأتمر بأمر الولي الفقيه , وتساعدها في تنفيذ الخطة حكومة الاحتلال، بقيادة الدعوجي “حيدر العبادي”، وبرلمان حكومة الاحتلال بقيادة المتفرس “سليم الجبوري” _المحسوب زورًا على السُّنة_ وكذلك أحزاب حكومة الاحتلال التي تربطها علاقات وثيقة بإيران، سواء تلك التي كانت في حضن إيران قبل الاجتياح الأمريكي، أو التي خرجت فيما بعد .
ولم تكتفِ إيران بهذه الزمرة من المنفذين لخطة تفريس العراق، بل أسست جمعيات ومنظمات تحت يافطة العمل الإنساني والتطوعي، تروج للفكر الخميني و للمشروع التوسعي الصفوي، الهادف لابتلاع العراق و هضمه، ليتسنى لإيران أن تبسط كل نفوذها عليه، وتهيمن على المجتمع, كما زجت إيران بمجموعة من المعممين الذين غرست إيران فيهم الحقد والفكر الخميني الفارسي في جحور “قم” و”طهران”، و أرسلتهم لكي يعتلوا ما يسمى “المنابر الحسينية” و الحسينيات؛ لتلميع صورة إيران، و تصويرها بأنها الجار الوفي للعراق، و أنها حامية الدين الشيعي .
“لم تكتفِ إيران بمحاولة سرقة الشباب العراقي واستغلاله ؛ بل افتتحت عددًا من المدارس الابتدائية والثانوية”
فقد أنشأت إيران المراكز الشبابية و المضايف في عدة مدن عراقية، وهي تحمل اسم ألد أعداء الإسلام المقبور “الخميني”, تنفث هذه الأفاعي السم الخميني، وتغري بعض الشباب العاطل عن العمل، وتغويه للعمل في هذه المراكز مقابل بعض المال الذي هو بحاجة إليه، في ظل الوضع الاقتصادي السيئ، الذي يعيشه العراق جراء الاحتلال الأمريكي الإيراني وحلفائهم منذ خمسة عشرة عام , كما قامت بلديات بعض المدن -وبتوجيه من إيران- بتسمية بعض الشوارع باسم “الخميني”، و نشر بوسترات دعائية كبيرة في عدة مدن تحمل صورة “الخميني” و”خامنئي”، وتروج لهما على أنهما المنقذان و دعاة الإصلاح و الإسلام، (والإسلام منهم براء).
أقامت إيران عدة ملتقيات ثقافية و اجتماعية، ونشاطات رياضية وكشفية، كانت تحت رعاية السفارة الإيرانية و إشرافها، ونفذها أشخاص يعملون تحت أمرة المشروع الفارسي، وكذلك جمعيات ومنظمات تختص في هذا المجال الساعي لإنشاء جيل من المتفرسين، الذين تريد منهم إيران إدامة زخم مشروعها الفارسي في العراق، و انتشاره عبر أوسع رقعة في البلاد الإسلامية.
تشكل “الملحقية الثقافية الإيرانية” رأس الأفعى في هذا المشروع , إذ تضم هذه الملحقية عددًا كبيرًا من المختصين في مجالات متنوعة، والذين وضعوا خطة التفريس بعد دراسة المجتمع العراقي، وتشخيصه تشخيصًا دقيقًا من الداخل، ثم وضعت الخطة بشكل سلم تصاعدي، يبدأ بشكل جُرَع صغيرة ثم يتصاعد، حتى وصل الآن ذروته في الكثير من المناطق، التي حقق الفرس فيها تواجدًا عبر المليشيات و الأحزاب، و المنظمات والجمعيات التابعة لها، والتي خصصت لها مبالغ مالية كبيرة، سُرِقَت من أموال الشعب العراقي، لتصرف على هذه الحملات السرطانية الفارسية الخبيثة.
“امتلأ السوق العراقي بمختلف البضائع الفارسية الرديئة، بعدما جرى تدمير أغلب المعامل والمصانع والشركات العراقية الرصينة”
لم تكتفِ إيران بمحاولة سرقة الشباب العراقي واستغلاله ؛ بل افتتحت عددًا من المدارس الابتدائية والثانوية، والتي تحمل اسم “الخميني”، بعضها أصبحت تحت غطاء وزارة تربية حكومة الاحتلال, وعددًا كبيرًا آخر تدرس المنهج الفارسي الخبيث، والتي حصلت على ترخيص من وزارة تربية حكومة الاحتلال، التي وقعت مع وزارة التربية الفارسية اتفاقية لتطوير المناهج الدراسية للمدارس العراقية، التي أضحت تعج الآن بالخرافات، و مظاهر (الرافضة)، والتي تعد أحد أبواب التفريس، الذي يتسلل عبر طرق عديدة، منها: إقامة طقوس اللطم في طوابير الصباح في المدارس، و التي افتضحت عدة مرات على الملأ .
لم تعد خطة التفريس تقتصر على ما ذُكِرَ أعلاه ؛ بل يعد الغزو الاقتصادي الكبير جزءًا من خطة التفريس, فقد امتلأ السوق العراقي بمختلف البضائع الفارسية الرديئة، بعدما جرى تدمير أغلب المعامل والمصانع والشركات العراقية الرصينة، لكي يُتاح للفرس غزو السوق العراقي؛ ليحقق هدفين، وهما: تحقيق أرباح اقتصادية من جراء بيع البضائع، و كذلك غزو حياة المستهلك العراقي و جعل اسم إيران يحيط به في كل مكان، لتسهيل عملية التفريس، و التي تبدأ بغرس في عقلية الفرد، المستهدف ضرورة الاعتياد على إيران، و الاعتماد عليها؛ لكونها البلد الأقرب، و الأكثر حضورًا في الساحة العراقية التي أخلتها أمريكا لصالح شرطيها في المنطقة: إيران الفارسية. ثم توالت خطوات التفريس بالتصاعد؛ ليصبح للدراما الفارسية حضور على شاشات القنوات التابعة للأحزاب و المليشيات المدعومة إيرانيًا، و التي تتكفل إيران بترجمتها للغة العربية باللكنة الفارسية، و التي تصرف إيران عليها المليارات جزءًا أساسيًا من خطة التفريس، التي تتضمن مختلف الجوانب و النواحي الاجتماعية والحياتية للفرد العراقي , كما تشهد أسواق الأغاني حضورًا قويًا للأغاني الإيرانية، والتي ملأت السوق بالأقراص المدمجة لمشاهير الغناء الفارسي، والتي يكثر سماعها عند أصحاب التاكسي في بغداد ومناطق أخرى.
وفي خطوة أخرى خطيرة؛ فُتِحَت عدد من المعاهد و الدورات لتعليم اللغة الفارسية، و بعضها مجانًا، و الأخرى بأجور بسيطة يتم اقتناص الشباب وجلبهم للتعلم في هذه المعاهد والدورات؛ بحجة الانفتاح، و تعليم لغة من أجل الفائدة , لكن الحقيقة: يتم في المعاهد والدورات الترويج لصالح مشروع التفريس -وبشكل مبسط وسهل-؛ لكي يتسلل الفكر إلى عقول الشباب، ثم يتصاعد حتى يتمكن منهم بطرق خبيثة عدة، وبإتقان محكم، يمكن تمريرها على البعض من دون أن يشعر بها، حتى يصبح فيما بعد أداة وبيدقًا بيد الفرس، ويصبح أحد المروجين للمشروع الفارسي.
“إذا ضرب خاصرة المشروع الفارسي في المناطق السنية وبسرعة؛ نستطيع حماية العراق و الأمة من المشروع الفارسي”
أما الجانب الإعلامي والسياسي؛ فقد تفوق على كل ما ذُكِرَ أعلاه ،وتقدم بخطوات كبيرة بمشروع التفريس، حتى أضحى هؤلاء البيادق يدافعون عن إيران أكثر من الإيرانيين أنفسهم , ويأتي هذا ضمن خطة التفريس التي أحكمت فيها إيران الهيمنة على الإعلام والسياسة، و التي تعد من أهم خطوات التفريس، التي فاقت الحدود، و أصبحت خطرة جدًا تؤثر بشكل كبير على الجيل الحالي و ما يليه؛ لكون الخطة التفريسية معدة لاستهداف كل الفئات -وعلى مدى سنوات طويلة-، وتهدف إلى سلب العراق وشعبة من حضن العروبة .
وما هو أشد خطرًا هو أن التفريس بدأ يتسلل للمناطق السنية عبر تيارات و أحزاب، ويعد الحزب الإسلامي وتفرعاته وتيارات أحزاب مليشيا الحشد العشائري جزءًا من الممررين للتفريس في مناطق السُنَّة، وفي مقدمتهم “محمد إقبال” وزير التربية، و”سليم الجبوري” و “إياد السامرائي” و “فيصل العيساوي” و “رافع عبد الكريم” و”عبدالله عطالله الجغيفي” و “علاوي الدعباجي” و غيرهم, وكذلك بعض من يسمون أنفسهم رجال الدين، أمثال “عبداللطيف الهميم” رئيس الوقف السني، و “أحمد الكبيسي” المتاجر بالدين، وهو أول من أنكر الجهاد ضد المحتل، و “خالد الملا” و “مهدي الصميدعي” و”جماعة الرباط المحمدي” بقيادة “عبدالقادر الألوسي”، والمجمع الفقهي، كل هذه البيادق تغزو الآن منابر المساجد في مناطق أهل السُّنة، وتسوق لإيران على أنها البلد الذي أنقذ العراق من (داعش) , ولم يعد مشروع التفريس الذي يقوم به هؤلاء الرويبضة هينًا ؛ بل يجب مواجهته بحزم -وبكل ما أمكن- لحماية العقيدة والدين والسنة النبوية من هؤلاء المرتزقة، الذين تبرقعوا بالدين، و الإسلام منهم ومن أفعالهم براء .
فلكل داء دواء، و لكل مشروع خاصرة يمكن أن يضرب بها , فإذا ضرب خاصرة المشروع الفارسي في المناطق السنية وبسرعة؛ نستطيع حماية العراق و الأمة من المشروع الفارسي , فرغم اتساعه؛ إلا أنه يمكن أن توضع العقبات و العراقيل التي من شأنها أن توقف هذا المشروع وتصده , ومن أجل الدين ترخص الأرواح و الدماء، ويهون كل شيء , فبجهاد المرتزقة وتطهير المجتمع من هذه الأدران و الأورام السرطانية؛ نستطيع أن نقطع رأس الأفعى الفارسية، ونوقف خطة التفريس، ونقضي على الحلم الإيراني إلى الأبد ومن غير رجعة.
المصدر:وكالة يقين
وسوم: العدد 764