ماكبث الأوروبّي ( لصّ الحكم الإسكوتلندي) ومَكابثُ العَرب !

ماكْبِثْ سَرقَ مُلكاً ليس له، فانتابَه سُعار الدم، وسُعار السلطة، وسُعار الرعب ..فقتل خلقاً كثيراً، ثمّ لقي مَصيرَه المحتوم !

 هذا ماكْبث شيكسبير، الإوروبّي (الإسكوتلندي) الذي قتل مَلكَ بلاده ، العادلَ المحبوبَ ، غدراً، وهو ضيفٌ ، عنده ، نائمٌ في بيته !

 قتله ، بإغراء من الساحرات ، وبتحريض من زوجته ، الطامحة ، إلى أن تكون زوجة ملِك ، ووجدت الفرصة سانحة ، حين رأت الملك ، نائماً في بيتها ، وهدّدت زوجها، بأن تقتل ملكَه، إن لم يقتله الزوج ، فقتله،  ثمّ أعلن نفسَه ، ملكاً على البلاد!

 فبدأ التمرّدُ ، لدى شعبه ، وبدأ ، هو، بقمع التمرّد ، ودخلت البلاد ، في الدوّامة الرهيبة : شِدّة التمرّد، تزيد حِدّةَ القمع ، وحِدّةُ القمع ، تزيد شدّة التمرّد ! حتى ابتكر الشعبُ ، حِيلة بارعة ، هي : قطعُ الأشجار من الغابة ، والاختباءُ وراءها ، والزحفُ إلى قصر الطاغية ، والقضاءُ عليه !

  هذا ماكبثُ الأوروبّي ! فما حالُ مَكابثِ العَرب ، اليوم !؟ وكم حاكماً ، منهم ، يختلف ، عن ماكبث شيكسبير، في غدره بحاكمه الأصلي ، أو الشرعي .. وفي بطشه بشعبه ، وفي رعبه من الشعب !؟

 ماكبثُ الأوروبّي ، سَرقَ المُلك ، لنفسِه ؛ ليكون ، هو، الأمرَ الناهيَ ، في بلاده ! فكم ماكبث ، من مكابث العرب ، الذين سرقوا الحكمَ ، يُعَدّ حاكماً حقيقياً، في بلاده، يَحكم شعبَه ، بأمره ، هو، لا بأمر الجهة الخارجية ، التي حرّضته ، على سرقة الحكم ، أو أعانته عليه !؟

 ساحراتُ ماكبث الأوروبّي، اللواتي تنبّأن له، بالمُلك ، فدَغدَغن ، في أعماقه ، شهوة التسلّط الخفية،  التي نقلها إلى زوجته ، فترجمَتها ، إلى إرادة حقيقية ، وإلى فعل حقيقي .. هؤلاء الساحرات ، كنّ عجائزَ شمطاوات ، أقربَ إلى الوهم ، منهنّ إلى الحقيقة !

 فما ساحراتُ مَكابث العرب ، اللواتي أغرَين لصوصَ الحكم ، بسرقة السلطة، أو اغتصاب الملك؟

إنها جوقة من : المنافقين ، والانتهازيين ، والمهرّجين ، من : إعلاميين ، وممثلين ، ومطربين، وصبيان أندية ليلية..وغير هؤلاء وأولئك ، ممّن هم في درجات مختلفة، من درجات السلّم الاجتماعي ! يضاف إلى هؤلاء ، جميعاً ، أصحابُ المطامح الرخيصة ، من المستوزرين ، وطلاّب المناصب ، التي تحتاج إلى مؤهّلات، أهمّها: النفاق، والتزلّف، وتدبيح عبارات المديح، للحكّام!

 ماكبث شيكسبير، الأوروبّي ، انتهى! وكثيرٌ من مكابث العرب ، انتهَوا كنهايته، أو كنهاية مشابهة.. ولكن اللصّ الأوروبّي ، كان واحداً ! أمّا لصوص العرب ، فسلسلة طويلة ، لا يُنهيها شيء ، سوى وعي النُخَب الصادقة ، المخلصة ، التي تعرف ، إلى أين تقود شعوبَها ، وكيف!

وسوم: العدد 767