ليست "عهد" إنها "لمى الباشا" الطالبة الجامعية التي قضت في سجون الأسد معذبة دون صدى
ليست "عهد التميمي" التي عاشت لأشهر في سجون الاحتلال الإسرائيلي وحظيت بتعاطف العالم بأسره مع قضيتها، ولسيت السجون التي أقامت فيها بسجون الأسد تلك المسالخ البشرية، بل هي "لمى الباشا" التي قتلت تعذيباً في سجون المجرم الأسد.
لمى بنت نواف الباشا، تلك الطالبة الجامعية في كلية إدارة المشاريع، ولدت في مدينة التل بريف دمشق عام 1992، وعاشت في ربوع بلدتها متطلعة لغد مشرق تستطيع فيه إكمال دراستها وتساهم في بناء وطنها الغالي على قلبها.
لمى كمئات من الحرائر السوريات التي رفضت الظلم والقتل الذي شاهدته على يد نظام الأسد وأجهزته القمعية، وهي في سنين دراستها الجامعية الأولى، فعبرت عن رفضها وثورتها ضد الظلم، لتقع في قبضة الأجهزة الأمنية التي اعتقلتها في مدينتها عام 2014.
أربع سنوات عاشت لمى في سجون الأسد المظلمة مغيبة كمئات من المعتقلات السوريات المغيبات في السجون المظلمة، واليوم يفرج عن اسمها بين قوائم المتوفين تعذيباً في سجون الأسد.
خرجت لما من سجون الظلام روحاً وغابت جسداً، ليخلدها التاريخ من أوسع أبوابه، ولكنها لم تحظ برثاء العالم أو تعاطفه معها أو مع ألاف المعتقلين المغيبين في سجون الأسد، فهي لم تكن في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولم تعش كما عاشت "عهد التميمي" بل في زنازين أبسط مايقال عنها أنها مسالخ بشرية تعامى العالم ومازال عنها لسنوات طويلة.
لمى الباشا، أيقونة من أيقونات الثورة السورية، وصورة بيضاء لنظام مستبد ظالم، قتل روح الحياة والبراءة والطفولة وحب المعرفة والإصرار على العلم، قتل شباباً ونساءً وأطفالاً ولم يكترث له العالم والإعلام المتخاذل المنافق.
وسوم: العدد 783