كلّ متدخّل في سورية ، يتّكئ على فريق ، ويحتجّ بفريق .. فإلامَ !؟
أمريكا ، تتّكئ على الكرد ، وتقول :
نحن في سورية ، لقتال داعش .. ولن نخرج ، حتى نقضي عليها تماماً !
ثمّ تقول : نحن نزوّد الكرد ، بالسلاح ، ليحاربوا ، معنا ، داعش ، وغيرها ، من التنظيمات الإرهابية !
ثمّ تقول : لن نخرج من سورية ، حتى تخرج ، منها ، إيران ؛ لأنّ خروجنا ، وإيران موجودة ، سيعزّز نفوذها ، ويجعل المنطقة ، كلّها ، في حالة اضطراب !
ثمّ تقول : إنّ روسيا موجودة ، في سورية ، بقوّة ، وإذا خرجنا ، نحن ، من سورية ، وبقيت فيها روسيا ، سوف يتغيّر ميزان القوى، في المنطقة ، بما يؤثّر، سلباً ، على مصالحنا ، في منطقة الشرق الأوسط ، كلّها !
روسيا ، تتّكئ ، على حكم بشار الأسد ، وتقول :
نحن هنا ، في سورية ، بطلب من بشار الأسد ، الحاكم الشرعي ، للبلاد ـ فوجودنا شرعيّ، ووجود غيرنا ، غيرُ شرعيّ !
نحن ندافع ، عن الحكم الشرعي ، في سورية ، ونحافظ ، على وحدة البلاد !
نحن موجودون في سورية ، لنحارب التنظيمات الإرهابية ، المتطرّفة !
نحن موجودون ، في سورية ، مادامت أمريكا موجودة ؛ فأمريكا دولة استعمارية ، وهي دولة احتلال ، في سورية ! فإذا خرجنا ، وتركناها ، في سورية ، فسوف تهيمن ، على سورية ، وعلى المنطقة ، بأسرها ، وتدمّر مصالحنا ، في الحاضر والمستقبل !
إيران تحشد ، في سورية ، ميليشياتها ، من طهران ، والعراق ، ولبنان .. وتجمع مرتزقتها الروافض ، من سائر أنحاء الدنيا ، وتتّكئ ، على نظام الأسد ، وتقول :
نحن في سورية ، بطلب ، من الحكم الشرعي ، فيها ، ولمساعدته ، في القضاء ، على: الإرهابيين ، والتكفيريين ، والمشروع الصهيوني الأمريكي ، في المنطقة !
نحن ندعم جبهة المقاومة والممانعة ، التي يحمل رايتها بشار الأسد !
نحن ندافع ، عن المراقد المقدّسة ، في سورية ؛ ففي كلّ مدينة ومنطقة ، فيها ، مرقد ، أو أكثر، من مراقد آل البيت ! فوجودنا ، في سائر مناطق سورية ، ومدنها : ضروريّ ، جدّاً؛ لحفظ هذه المراقد المقدّسة ، من أن تضيع ، أويعبث بها العابثون !
بشار الأسد يتّكئ ، على طائفته ، وعلى مرتزقة الطوائف الأخرى ، ويحتمي بالفرس والروس، ويتحدّث، عن السيادة الوطنية ، التي أباحها ، لكلّ مَن هبّ ودبّ ، ويقول :
نحن - بمساعدة الأصدقاء والحلفاء- نحارب الإرهابيين والتكفيريين ، ونتصدّى، للمشروع الصهيوني الأمريكي ، في المنطقة ، ونجابه المؤامرة الكونية ، على بلادنا !
وبين هؤلاء ، جمبعاً ، يفنى شعب سورية : يُقتل ، في الشوارع ، والسجون ، والبحار.. ويشرّد ، في الصحارى ، والغابات ، والمنافي .. بين الحرّ والبرد ، والجوع والعطش ، والخوف والقلق.. ولامجير له، إلاّ الله ، ولا معين له، إلاّ الله ، ومَن يسخّره الله ، من عباده ، في تركيا ، وغيرها !
فمَن يَملك القرار، في سورية .. ومَن يتحكّم بمصيرها ، بين هذه القوى المتضادّة ، والمصالح المتعاكسة المتنافسه !؟ إنه الله ، وحدَه ؛ فالبلاد بلاده ، والعباد عباده .. وهويجري أقداره ، على خلقه ، كما يشاء !
وسوم: العدد 798