قضايا نحوية ذات أهميه

1- تصنيف قوانين علم النحو :

 تتفاوت جهود العلماء في الاتفاق على المهم والأهم والأكثر أهمية في القواعد، وقد رأيت أن أقسم هذه القوانين حسب أهميتها من العام الكلي إلى التفاصيل والفروع وعلى التصنيف التالي :

القانون الكلي العام:

وهو القانون الذي يشمل النحو العربي جميعه في داخله، وتتفرع عنه الشرائح والفروع والأجزاء، وترتبط به القواعد جميعها ارتباط الفرع والساق بالجذور، ووجدت أنه لا يوجد من صنف هذا في النحو إِلا قانون المُعرب وقانون المبني (المتغير والثابت).

قانون المجموعة (أو الشريحة):

وهو القانون الذي يتناول شريحة أو مجموعة من الدروس يجمعها قانون عام واحد للمجموعة يمتد في أصوله إلى القانون الكلي العام، ووجدت من ذلك مجموعة لا بأس بها (قانون المجموعة هو نفس اسم المجموعة) مثل:

مجموعة المرفوعات وتشترك جميعها في الرفع. مجموعة المنصوبات وتشترك جميعها في النصب. مجموعة المجرورات وتشترك جميعها في الجر. مجموعة المجزومات وتشترك جميعها في الجزم. مجموعة التوابع وتشترك جميعها في إتباع ما قبلها في الإِعراب. مجموعة النواسخ وتشترك جميعها في إِزالة حكم المبتدأ والخبر وإِثبات حكمها بدلاً منه. مجموعة الأسماء التي تعمل عمل الأفعال وتشترك جميعها في القيام بعمل الفعل.

ويمكن تصنيف كل مجموعة من هذه المجموعات إلى مجموعات أصغر منها تتشابه في قاعدة ما مثل المفاعيل الخمسة وغيرها.

قانون الفرعي :

وهو الذي يتناول فرعاً من المجموعة مثل الفاعل من المرفوعات، المفعول به وهو فرع من المنصوبات، وهي كثيرة في النحو، وقد ركزنا الجهد في هذا الأطلس على أكثرها أهمية واخترنا منها ما يزيد على الستين فرعاً.

القانون الجزئي:

وهو القاعدة التي تفصل قضية داخل الفرع الواحد مثل: تقديم الفاعل، تأخير الفاعل، حذف الفاعل، وكلها قضايا جزئية داخل فرع الفاعل.

القانون الشاذ:

وهو الذي يحفظ ولا يقاس عليه، في قضية جزئية أو فرعية، وورد عند بعض القبائل، وقد ذكره علماء النحو في تفسير بعض الشواهد المحدودة، واتجهتُ إِلى إِهمال أكثر القواعد الشاذة، حتى لا أُشغل بها ذهن طالب النحو، واكتفيت ببعض المسائل المشهورة، حتى لا يبقى فضول الطالب يدفعه للبحث عنها أو يعتب علينا لإهمالنا لها مثل: مسألة أكلوني البراغيث، ومسألة الكحل وغيرها.

2- المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي: حاولت في أكثر المواضيع الفرعية أن أربط بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي، حتى تتضح الرابطة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي، مما يساعد على كشف الرابطة بينهما، ويساعد كذلك في تذوق العنوان، ويعمق فهم المعنى الاصطلاحي بشكل أفضل، ويهيء نفسية المتعلم لإدراك الموضوع بشكل عام، ومن أمثلة ذلك قولنا: الجزم في اللغة: القطع والجزم في الاصطلاح: انقطاع آخر الفعل عن الحركات وسكونه. ومن وسائل التسهيل التي حرصتُ عليها أن أضع مادة الفرع الواحد على صعيد واحد، ما أمكن، لأن ذلك يساعد المتعلم عندما يجد المادة محصورة في صفحات قليلة ، على سهولة تخيل الموضوع والربط بين الأجزاء، وحيث يُحْرم المتعلم من ذلك عند توزيع مادة الدرس على صفحات كثيرة، تشتت ذهنه ويطرد بعضها بعضاً. وضعت الوحدة الأخيرة وكان هدفها اختيار أبواب جديدة من جهود علماء تسهيل وتيسير النحو، تغطي بعض المواضيع المختصرة أو تضيف فائدة جديدة، أو تعطي مساحة للتطبيقات العملية على مختلف الأبواب بشكل أوسع. ولما رأيت أن جميع العلوم تتكيء على الرسم العلمي والإِخراج الجميل والتبويب والتصنيف، لتبسط حقائقها، وتحقيق أهدافها في الوصول إلى نفس القارئ بسهولة ويسر، رأيت أن ذلك يخدم علم النحو لكشف حقائقه، وإيضاح تفرعه، من خلال الصورة، واللون، والكلمة المرافقة، أسوة ببقية العلوم، ولما فيه من إمتاع للقارئ.

ومن جانب آخر لماذا لا تزين كتب النحو في إخراجها؟ كما تزين كتب الأطفال، حتى تتفتح قريحة المتعلم وتنجذب للجمال والترتيب والإِخراج الجميل، وبذلك تتفتح شهيته ونفسه لتقبل المادة العلمية. لماذا نطرح شعار تجميل الكتب للصغار فقط؟ وهدفنا أن نشد انتباههم، وننسى ذلك عند تعليم النحو، ألا يحب الكبار الجمال كما يحبه الصغار وقد ألفت نفوسهم أن تجد كتب النحو محشوة بالمادة العلمية المتلاحقة والمتون المتعبة، ولماذا نتأخر في الاستفادة من ذلك؟ ونحن نعلم أثر شكل الكتاب وإِخراجه على نفسية المتعلم.

3- التفكير الإعرابي:

التفكير الإعرابي السليم، له طريق مرسومة، وما على الراغب في اكتسابه إلا أن يتابع شجرة «المبني والمعرب» من جذورها متتبعاً الساق والفروع ضمن الخطوات التالية السائرة بين السؤال والجواب وهي: هل الكلمة: اسم أم فعل أم حرف؟

1-   الاسم: إذا كانت الكلمة اسماً، هل هي اسم معرب أم مبني؟

إذا كان الاسم مرفوعاً، ما هو موقعه من الإعراب وما هي علامة إعرابه؟ هل هي من العلامات الأصلية أم الفرعية أم المقدرة؟ إذا كان الاسم منصوباً، ما هو موقعه من الإعراب وما هي علامة إعرابه؟ هل هي من العلامات الأصلية أم الفرعية أم المقدرة؟ إِذا كان الاسم مجروراً، ما هو موقعه من الإِعراب وما هي علامة إِعرابه؟ هل هي من العلامات الأصلية أم الفرعية أم المقدرة؟ إذا كان الاسم مبنياً: هل هو من الضمائر أم من الأسماء الموصولة أم من أسماء الشرط أم من أسماء الأفعال والأصوات أم من العدد المركب أم من أسماء الاستفهام أم من الظروف المبنية؟ ما هي حركة البناء؟ وما هو محله من الإعراب؟

2-      الفعل: إِذا كانت الكلمة فعلاً، ما هو نوعها من الأفعال من ناحية الزمن؟ هل هو معرب أم مبني؟

أ‌.         إذا كان معرباً، ما هو موقعه من الإعراب؟ أمرفوع أم منصوب أم مجزوم، ما هو سبب الرفع؟ ما هو سبب النصب؟ ما هو سبب الجزم؟ وما هي حركة إعرابه؟ أصلية أم فرعية أم مقدرة؟

ب‌.     إذا كان مبنياً، ابحث عنه في جذع المبنيات في بابه من الماضي أو المضارع أو الأمر من «شجرة المبني والمعرب»، وتعرف على سبب البناء وعلامة البناء، ومحله من الإعراب.

3-    الحرف: إذا كانت الكلمة حرفاً، ما هي حركة البناء؟

ابحث عنها في جذع «المبنيات» من شجرة «المبني والمعرب». ما هو نوعها من الحروف؟ هل هي من الحروف العاملة أم غير العاملة؟ إذا كانت من الحروف العاملة، ما هو تأثيرها على ما بعدها؟

وسوم: العدد 801