كيف حافظ المسلمون على إسلامهم في ظل حكومات معادية للإسلام
قمت بزيارة للاتحاد السوفييتي في السبعينات من القرن الماضي لأبحث عن أوضاع المسلمين هناك وكانت هذه الزيارة بعد زيارة شيخ الازهر محمد الفحام إلى الاتحاد السوفييتي
وكان المعتاد في تلك الفترة أن من يذهب إلى هناك لابد أن يكون في إطار صفقة شراء أسلحة أو شيء من هذا القبيل
حتى راجت في الأوساط الشعبية آنذاك طرفة بأن شيخ الأزهر سافر إلى موسكو لشراء «مدافع رمضان»!
وكان معنا الشيخ محمود خليل الحصري الذي قام بتلاوة القرآن الكريم في أحد المساجد هناك
ولا زلت أذكر أن أغلب من حضروا تلك التلاوة امتلأت عيونهم بالبكاء ، كل ذلك يعبر عن شوق ديني هز قلوبهم ولامس مشاعرهم ..
وعندما خرجنا وجدنا شرفات المنازل مشرعة وهي تمتلئ بالنساء والأطفال ، وقد اغرورقت عيونهم بالدموع أيضاً من أثر ما سمعوا ، وذلك شوقاً للدين والقرآن وللممارسات الدينية التي كانت محل تقييد وقتها في الاتحاد السوفييتي
ولا أنسى مواقف بعض الشباب هناك عندما سألني بعضهم عن سيد قطب ومحمد قطب وبعض الكتاب الإسلاميين المعروفين والذين لم أكن أعتقد أنهم معروفين عندهم
وللأمانة وجدت في الاتحاد السوفييتي بكل دهشة بعض الطرق الصوفية مثل النقشبندية وهكذا عندما تضيق السبل بالناس ينسحبون الى هذه المساحة ( الطرق الصوفية ) ففي حالة القمع التي عاشها المسلمون في الاتحاد السوفييتي لم يجتمعوا للدفاع عن عقيدتهم إلا بهذه الممارسات والأوراد التي كانوا يقومون بها في بيوتهم ..
وفي تركيا بعد كمال أتاتورك ما الذي حافظ على الديانة عندهم ؟ هي الطرق الصوفية وأنا لا أدافع عنها ..
ولكن الناس لم يجدوا سوى أنهم يريدون الأذكار بعد أن منعوا من كل شيء ..
فهي ليست حالة ترد وإنما هي حالة دفاع عن النفس أحيانا .
كما أن الطرق الصوفية هي التي نشرت الإسلام في غرب افريقيا .
من كتاب مجلة العربي 85 .
وسوم: العدد 808