لُعَب شيطانية ، أم كلمات حقّ ، يراد بها باطل !؟
(إنها كلمة حقّ ، يُراد بها باطل) ، أوّل مَن قالها : الإمام عليّ بن أبي طالب ، حين قال الخوارج : لا حُكمَ إلاّ لله ! فذهبت مثلاً ، ثمّ صارت منهجاً ، لأكثر المُبطلين ، رافعي شعارات الحقّ ، في سائر العصور!
الرافضة: رفعوا شعار(محبّة آل بيت النبيّ) ، وصنعوا منه ديناً ، قائماً بذاته ؛ فكفّروا صحابة رسول الله ، بمن فيهم العشرة المبشرون بالجنّة ! واتّهموا أمّهات المؤمنين ، بتُهم يترفّع عن ذكرها ، كلّ صاحب مروءة ؛ حتى لو كان كافراً ! ونَسبوا ، إلى القرآن الكريم النقص والتحريف ، وتآمروا ، مع كلّ عدوّ للأمّة ، ضدّها ؛ بدءاً بقتل الخليفة الراشد الثاني ، عمر بن الخطاب ، الذي قتله عميلهم المَجوسي : فيروز، أبولؤلؤة الفارسي ، الذي رفعوا له تمثالاً ، في عاصمتهم طهران ، وعدّوا عمله ، من أهمّ الأعمال وأعظمها .. ومروراً ، بتآمر الوزير ابن العلقمي ، مع هولاكو، لاحتلال بغداد ، عاصمة الدولة الإسلامية ، واستباحة دماء أهلها ، جميعاً .. ثمّ تآمرهم المتكرّر، مع الصليبيين، ضد الخلافة العثمانية..حتى العصر الحديث ، الذي تآمروا فيه ، مع أمريكا، لا حتلال أفغانستان ، ثمّ العراق! ثمّ مافعلوه - وما زالوا يفعلونه - من تطهير ديني ، ضدّ المسلمين ، في العراق والشام !
المعتزلة : ابتدعوا بدعة خلق القرآن ، ووضعوا علماء الأمّة ، الذين يرفضون هذه البدعة ، بين خيارين ، هما: (القرآن قديم مثلُ الله) أو (مُحدَث مِن خلق الله) ! وعلى العلماء ، أن يختاروا أحد الاعتقادَين ! وقد أغرَوا بعض خلفاء بني العباس ، باعتناق هذا المذهب ؛ ففتنوا به المسلمين، فترة من الزمن، حتى قيّض الله خليفة عباسياً، هو المتوكّل، فأبطلَه، وأعاد العمل بالسنّة المطهّرة !
جوزيف مكارثي : رفع شعار(محاربة الشيوعية) ، في خمسينات القرن المنصرم ! فصار الشكّ ، هو الأصل ، في كلّ شخص ، حتى يظهر العكس! وسُمّي الهَوَس الذي تملّكه ، وسيطر على مداركه: المكارثية ، نسبة إليه! حتى أبطل الكونغرس الأمريكي ، منهجه الفاسد !
حزب البعث : رفع ، منذ بداية تأسيسه ، في أواسط الأربعينات ، من القرن المنصرم ، شعار: (أمّة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) ! وهذا ، في ظاهره ، شعار غير مرفوض ، من حيث المبدأ ، إلاّ أنه كان مطيّة ، امتطاها بعض المغامرين ، للتسلّط على الناس ! ثمّ خَبا ذكرُ الحزب ، بعد احتلال العراق ، من قِبل أمريكا ، وبعد التسلّط الطائفي ، الذي مارسه آل أسد، في الشام، وعبثوا بكلّ شيء فيها؛ فقامت الثورة السورية ، ضدّ آل أسد، وما تزال قائمة ، حتّى كتابة هذه السطور!
حافظ أسد : رفع شعار( محاربة الإخوان المسلمين) ! وجعله سيفاً مسلّطا ، على رقاب السوريين ، جميعاً! وقتل الألوف ، من أبناء سورية ، بتهمة الانتماء ، إلى الإخوان ، بعد أن جعل الانتماء إليهم ، مجرد الانتماء الفكري، جريمةً ، يعاقَب مرتكبها ، بالإعدام ! وذلك ، بتكليفه مجلس الشعب ، المعيّن ، بإصدار قانون ، بهذا الشأن ! وما زال هذا القانون سارياً ، من الناحية الرسمية ، في عهد خليفته بشار! إلاّ أنّ الثورة السورية العارمة ، جعلت كلّ سوري ، عدوّاً لآل أسد ، إلاّ مَن خَنع ، وصفّق لهم ! وحتّى هؤلاء المصفّقون ، لم يَسلموا ، من التصفية ؛ لأن آل أسد وأعوانهم ، لا يكترثون بالشعارات ، إلاّ من حيث كونها ، مطايا لهم ، تحقق مصالحهم : الشخصية، والأسرية ، والطائفية !
داعش : رفعت شعار( الخلافة الإسلامية ) ! وعبثت بالمناطق ، التي سيطرت عليها ، تحت هذا الشعار، عبثاً شديداً ؛ إذ أقدمت ، على محاربة أهل البلاد ، الذين جاءت لتحكمهم ، باسم دينهم ! ثمّ كانت شعاراتها ، وبالاً على الأمّة ؛ إذ حرّضت عليها ، قوى الشرّ العالمية ، المعادية لأمّة الإسلام ! فاستباحت ، هذه القوى ، مقدّسات المسلمين ، ونفوسهم ، وبيوتهم ، تحت الشعار الذي تبنّته ( شعار: محاربة الإرهاب) ! وما تزال تستبيح بلاد المسلمين ، ودماءهم ، حتّى هذه الساعة ، مستغلّة ما تفعله داعش ومثيلاتُها، وما ترفعه من شعارات !
بل إنّ أمريكا ، أمرت عملاءها ، المحسوبين على ملّة الإسلام ، برفع الشعار، ومحاربة الإسلام والمسلمين ، في بلادهم ، وفي العالم ! وقد توالت الاعترافات ، من صنّاع القرارات ، في الغرب ، بأنهم صنعوا داعش ، لهذا الغرض ! وأثبتت الوقائع ، أن قيادات كثيرة ، من قيادات داعش ، صُنعت ، في أقبية المخابرات ، السورية ، وغيرها !
وسوم: العدد 820