نرفض حملة " الانتقام للشام " وندين الواقفين وراءها والعاملين عليها

لم يكن الشام بحاجة إلى نقمتكم وهو لا يحتاج اليوم إلى انتقامكم . الشام سينتصر بالحكمة وبالبصيرة وبالفكر المستنير .

وعندما أحاط بأتباع البغدادي سوء عملهم ، وتأكدوا أن السذج من الضالين منهم قد استُدرجوا إلى الفخ فدرجوا ، وان كثير من قادتهم لم يكونوا إلا قادة في أجهزة مخابرات عالمية ما أرادت يوما للإسلام والمسلمين خيرا ، أعلن زعيمهم البغدادي حملة سماها حملة " الانتقام للشام " دعا من خلالها أتباعه من المغضوب عليهم والضالين إلى المبادرة إلى ارتكاب جرائم تقتيل وتخريب حول العالم تحت عنوان " الانتقام للشام " الشام الذي كان بلاؤه في هؤلاء المنبتين الضالين جزء من مصيبة الأمة الكبرى منذ عقود .

وفي سياق هذه الدعوة المريبة المشؤومة قامت عناصر من هذا التنظيم المنحرف الضال : الأحد الماضي بهجوم مستنكر ومدان على مركز أمني في العربية السعودية شمال مدينة الرياض في محافظة الزلفي ، أسفر الهجوم عن قتل المهاجمين الآثمين وإصابة عدد من الجنود السعوديين .

وإنه من حق علينا نحن أبناء الشام الذين اكتوينا بإثم هذا تنظيم البغدادي ومخططاته المريبة وفكره العقيم ، وسلوكه البائس ؛ أن نؤكد عند كل مناسبة براءتنا من فقه هذا التنظيم وفكره وطرائقه وأساليبه ووسائله . وأن نبرأ كذلك من كل أصول هذا التنظيم وفروعه ومهما تكن طبيعة التسميات .

كما نؤكد إدانتنا الدائمة والمسبقة لكل الجرائم التي يرتكبها هؤلاء الأدعياء باسم الإسلام أو دولته أو باسم الأمة وشعوبها أو باسم الشعب السوري داخل سورية وخارجها على السواء .

لم يكن مشروع الثورة السورية عندما انطلقت ولن يكون بإذن الله مشروع انتقام ولا مشروع ثأر ، ولا تعبيرا عن حقد أو ضغينة أو إثم . وسنظل نرفض أن تسمى ثورتنا الوطنية بكل القها حربا أهلية . أو حربا دينية أو طائفية أو عرقية . هي ثورة شعب خرج مطالبا بالحرية والكرامة ضد زمرة محدودة من المستبدين والفاسدين ولن ينفعهم طويلا إن تجلببوا جلابيب الطائفية وأن استعانوا بأشرار العالم حتى حين .

 يجب أن تكون رسالتنا - نحن السوريين الأحرار - لكل العالم واضحة جليلة أن هؤلاء الدخلاء على ديننا وعلى مشروعنا الوطني كانوا أدوات أعداء الحرية والعدل في تمزيق وحدتنا وتشويه ثورتنا وإحباط مشروعنا الوطني الذي سنظل نصر على أنه مشروع للعدل والحرية والكرامة الإنسانية على قاعدة السواء الوطني التي لا تقصي ولا تستثني ولا تحكم بحرم ولا جرم إلا في ساحات القضاء ..

لقد آن الأوان لكل الشرفاء المخلصين من أبناء الشعب السوري وهم السواد العام فيه ، أن يعوا حجم المؤامرة ، وأبعادها وتفاصيلها وتلافيفها وأن يعودوا إلى الاستمساك بميثاق وطني يجمعهم ويوحدهم ويطمئنهم .

مرة أخرى ...

 لا لحملة الانتقام للشام...

لا للواقفين خلفها والعاملين عليها ..

مع الإدانة المسبقة لكل جريمة تقع في سياقها ..

الحب وليس الانتقام هو علاج الجراح في شامنا الحبيب ..

أيها الضالون الكاذبون المكذبون : كفوا عنا أذاكم فقد كفانا ما لقينا منكم .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 821