سيولُ الثورات : تَحتمل زبَداً رابياً ، في أوّلها .. فماذا تَحتمل في آخرها ؟

تعريف الزبد : هو الفقاعات المتجمّعة ، من الماء ، وغيره ، والتي لا تُعَدّ شيئاً ، بل هي تذهب، جُفاءً ، دون أن تترك أثراً !

قال تعالى : (أنزلَ من السماء ماءً فسالتْ أودية بقدَرها فاحتملَ السيلُ زبَداً رابياً وممّا يوقِدون عليه في النار ابتغاءَ حِليةٍ أو متاع زبَدٌ مثلُه كذلك يَضربُ الله الحقّ والباطلَ فأمّا الزبَدُ فيَذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفعُ الناسَ فيَمكثُ في الأرض كذلك يَضربُ الله الأمثال).  

أنواع الزبَد الرابي ، في الثورات :

الرجال : ما أكثر الرجال ، الذين ظهروا ، على سطح الأحداث ، حين قامت الثورة السورية ، على المستويات جميعاً : السياسية ، والعسكرية ، والإعلامية .. وغيرها ! تسلّقوا على أكتاف غيرهم ، فبرزوا، فترة من الزمن، ثمّ تلاشَوا، مع استمرار الأحداث، كلّ منهم تلاشى، بطريقة ما:

بعضهم : سرق أموالاً ، جُمعت للثورة - ثوّارها ومَنكوبيها- ! وحين انكشف أمره، غاب عن العيون ، ولم يعد له ذكر! ومَن ذكَرَه ، فإنّما يذكره بالسوء ، للعظة والعبرة ، وضرب المثل!

وبعضهم : تملّق بعض أصحاب الشأن ، في الثورة ، فتسلّق ، ليكون له شأن يُذكر! وصار في الواجهة ، ثمّ سقط ؛ نتيجة لتفاعلات الأحداث: السياسية والعسكرية والاجتماعية .. وغيرها !

وبعضهم : وجد الكلفة باهظة ، أثقل ممّا يطيق ، فعاد إلى (حضن الوطن!) أيْ: حضن الأسد!

الأحزاب : شُكّلت أحزاب عدّة ، عبر أشخاص ، ذوي مطامح سياسية ، أو شخصية ! ثمّ انطفأت الأحزاب وأصحابها! وبعضُ هذه الأحزاب ، انشقّ عن أحزاب قائمة راسخة ، ظلّت في الساحة ، وتلاشى المنشقّون عنها، حين لم تساعدهم الظروف، على الاستمرار؛ لضعف أشخاصهم ، أو فساد نيّاتهم، أو هُزال أحزابهم!  

الطموحات والآمال والأوهام : كثرت الطموحات والآمال والأوهام ، بكثرة أصحابها المتسلّقين،  المتاجرين : بالدماء ، أو المواقف ، أو العلاقات..! ثمّ تلاشت ، بتلاشي أصحابها !

وسوم: العدد 833