خلفيات الرسوم والأفلام المسيئة للإسلام ورسوله !!؟
لا شك أن الثقافة الاستشراقية التي انغرست في نفوس كثير من الغربيين خلال عدة قرون دون أن يكون هناك جهود مكافئة لتصويبها وتصحيح مسارها في عقول هؤلاء الناس ، كانت هي المرتكز الذي اندفع منه أدباء وكتاب ورسامون وممثلون لتشويه صورة الإسلام و الانتقاص من عظمة نبيه صلى الله عليه وسلم .
ومن المعلوم كما يقول د. محمود حمدي زقزوق ، في كتابه ، سيرة الرسول في تصورات الغربيين ، أن الكتابات الغربية عن الإسلام ونبيه تتراوح بين الجهل التام والمعرفة الموجهة ، بين الإسفاف الشنيع والموضوعية النسبية ، بين الافتراء والإنصاف ، بين الاستعلاء والنزاهة ، بين الفحش الصارخ والتسامح العاقل !؟
إن تصورات الغربيين ، وتحامل المتعصبين من المستشرقين كان يجب أن تدخل في عالم النسيان بعد انفتاح الأمم على بعضها وتلاقي الثقافات وتحاور الأفكار .
ولعل الدكتور مصطفى السباعي – رحم الله – في رحلته إلى بلاد الغرب قبل أكثر من ستين عاما كان خير من واجههم بالحقائق في عقر دارهم وفي كتابه " الاستشراق والمستشرقون : مالهم وما عليهم " تفنيد لافتراءاتهم ، وإبطال لمقولاتهم ، يقول السباعي " لقد تم لهم في القرن التاسع عشر دراسة التراث الإسلامي من جميع نواحيه الدينية والتاريخية والحضارية ، ولكن هذه الدراسة لم تستطع أن تصيب وجه الحق لسببين أولهما : التعصب الديني الذي ما تزال آثاره باقية فيما يكتب الغربيون عن الإسلام وحضارته والآخر : غرورهم وانطلاقهم من عقدة التفوق التي حكمت نظرتهم إلى تراث جميع الأمم الأخرى !؟
وهذه الدراسات المتعصبة والمغلوطة والمتجنية على الإسلام ورسوله هي التي شكلت خلفياتهم الثقافية التي انطلق منها أولئك المصرون على الرسوم السيئة ؟! وهم يعاودون نشرها مرة بعد مرة !؟
ويبقى سؤال يحز في النفس : لماذا لم تتوقف هذه الرسوم رغم الاحتجاج والتهديد بمقاطعة بضائعهم ، بينما استطاع السفير العثماني في باريس عام 1842 م أن يوقف تمثيل مسرحية " محمد أو التعصب " لفولتير حين احتج لدى الحكومة الفرنسية وعقد مؤتمرا دعا إليه كتاب فرنسا الأحرار ، فأوقفت الحكومة تمثيلها حينذاك ؟؟!!
وسوم: العدد 835