متى يكون الأمرُ جريمة؟ ومَن يقرّر كونَه جريمة؟ ومَن يحاسِب عليه؟

أنواع الجرائم كثيرة ، منها : جرائم بالقول ، ومنها جرائم بالفعل ، ومنها جرائم بهما ، معاً.. ومنها جرائم بغير هذين ، مثل : الجرائم بالترك ، أو الامتناع ! وهي أنواع مختلفة ، من أبرزها : ترك واجب يؤدّي إلى مصيبة ، مثل امتناع الأمّ ، عن إرضاع طفلها ، الواجب عليها إرضاعه ، حتى يهلك جوعاً !

كما أن الجرائم تختلف ؛ من حيث كونها مقصودة ، أو غير مقصودة، وتختلف عقوباتها، بناء على ذلك!

وتتنوّع الجرائم ، بين جرائم حسّية مادّية ، يعرفها عقلاء البشر، جميعاً .. وجرائم عقلية فكرية، لايستطيع إدراكها ، إلاّ أصحاب العقول المتمرّسة ، والخبرات الطويلة والعميقة ! وهذه تخضع، لاجتهادات البشر، من أصحاب القرارات الخاصّة والعامّة ! ويأتي ، في مقدّمة هؤلاء ، مَن يتولّون مناصب ، لها صلة بحياة الناس ، وأرزاقهم ، ومصائرهم ! وهذه الأمور، يختلف فيها الناس ، اختلافاً شديداً ، وفقا لاختلاف عقولهم وخبراتهم ! وقد تدخل فيها الاهواء الشخصية، والأخلاق الفردية ؛ فترجّح بعض الاجتهادات ، على بعضها الآخر! وربّ اجتهاد ، يبدو راجحاً، عقلاً ، لدى شخص ما ، يبدو ، لدى شخص آخر، عقيماً ، أو شديد الخطورة ، أوقليل الجدوى، ويشكّل ، في الوقت ذاته ، مصيبة ، في نتائجه ، أو مآلاته !

جرائم خلقية : الجرائم الخلقية ، قد تواكب كثيراً ، من الجرائم المختلفة : الفردية والجماعية.. السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..! وقد تتلبّس الجرائمُ الخلقية ، بكثير من هذه الجرائم المذكورة !

كما قد تكون الجرائم الخلقية ، منفصلة ، عن الجرائم المختلفة ؛ فتبرز، وحدها ، في الساحة، وتمثّل مَعلماً بارزاً ، في حياة أصحابها ، كالخيانة الوطنية ، مثلاً ! كما أن بعض الممارسات الخلقية ، قد تكون جرائم ، في مجتمع ما ، بينما هي ، في مجتمعات غيره ، تُعدّ نوعاً ، من ممارسة الحرّية الشخصية ، كجرائم الزنا، المستنكرة في المجتمعات الإسلامية ، وتُعدّ سلوكاً شخصياً ، مباحاً ، مَحمياً بالقوانين ، في مجتمعات غير مسلمة !

ولأنواع الجرائم ، أنواع من المحاكم ، تقضي بها ، وتفرض عليها ، أنواعاً من العقوبات ، تختلف بين مجمتع وآخر، باختلاف الديانات والثقافات ، والقوانين الناظمة ، لحياة المجتمعات ، الضابطة لسلوك أفرادها وهيئاتها!

وسوم: العدد 835