ثورة شباب العراق والتداعيات الخطيرة
العراق مقبل على مخاض كبير له تداعيات واسعة . ونسأل الله أن يكون وليد هذا المخاض صالحاً ومفيد ..ا!. بعد مرور سبعة عشر عام على احتلال العراق من قبل القوات الامريكية وتسليمه الى ايران وفق توافق المصالح ، وسيطرة ايران على الحكم في العراق ، وتدمير البنية التحية وتدمير النسيج الاجتماعي واثارت الطائفة ونهب خيرات البلد ، وسلب سيادة وهوية القومية ، وتحويلة الى بلد المجاعة واعادة خمسون سنة الى الوراء من التخلف والفقر ، من خلال برنامج صفوي حاقد على عراق الحضارات وقلب العروبة النابض . والذي جعلته يعيش الفوضى في جميع الميادين واهمها السياسية والأمنية والاجتماعية. والفجوة التي باتت تتسع بين جيل جديد واجيال قديمة، وبين جيل جديد والحكومة والساسة في العراق ..!!.
ثارا شباب العراق ثأرا لوطنهم الغالي وطن الحرية والكرمة ، ولاسترجاع سيادة وكرامة ، وللحفاظ على وهوية القومية ، ولإعادة دوره الوطني والقومي ، وللحفاظ على الثروات الوطنية ، مضى على ثورة تشرين السلمية المباركة ما يقار الستة اشهر ، تعرضوا الى اشد انواع التأمر ، وقدموا عدد كبير من الشهداء والجرحى والمغيبين في سجون السلطة ومليشيات الاحزاب الحاكمة ، ورغم كل ذلك استمرت الثورة بصمود شبابها الشجعان رغم كل التضحيات ، وحاولت ايران من خلال ذيولها وبكل ما اوتيت من مكر وخبث ودهاء القضاء على ثورة الشباب لم تستطع ، وكانت المؤامرة ما قبل الاخير بقيادة منظر حلم الامبراطورية الفارسية قاسم سليماني والمسؤول على الاذرع الخارجية ، في محاولة فرض السيطرة بالقوة على الدولة العراقية والقضاء على ثورة الشباب ، ولكن الحلو لم يكمل من خلال استباق القوات الامريكية الحلم قبل ان يستيقظ ، والقضاء على قاسم سليماني وحلمه المريض ، انكفئ نظام الملالي لفترة من الزمن حتى يستعيد وعيه لهذه الضربة الموجعة ، وعاده الى نفس الحلم المريض ، وبداء بأدوات جديدة مع نفس الذيول ولكن في سيناريو قديم جديد ، بعد اصطدمت وتقاطعت المصالح بين امريكيا وايران على ارض العراق ، وجعل العراق حديقة خلفية ومسرح للصرع الامريكي الايراني ، فأخذت تشيع من خلال ابواقها المأجورة وجيشها الالكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الاعلام ، على وجود مؤامرة انقلابية تقودها امريكا في العراق ، واستدلت في المناورات التي تجريها القوات الامريكية في الامارات لإعطاء مصداقية لإخبارها الكاذبة ، وبدأة تنشر اخبار لإثارة الطائفية من جديد بعد ان وادتها ثورة شباب العراق والى غير رجعة ، عن نية القوات الامريكية في استهداف احد الاماكن المقدسة في النجف او الكاظمية ، املا منها لتصديق الشعب العراقي ذلك ، علمنا ايران قد اعدت الخطة للتفجر مسبقا قبل مقتل قاسم سليماني وكان السيناريو البديل في حال عدم نجاح فرض السيطرة على الحكومة والقضاء على ثورة الشباب باستخدام القوة ، واستمرت في حياكة المؤامرات رغم كل الظروف التي تمر بها طهران من حصار وتفشي الوباء وانعدام الخدمات بكل مناح الحياة حتى صارة تعتبر ايران مركز للوباء ، وان إيران نفسها باتت تعاني صعوبات داخل العراق وخصوصا بعد وباء كورونا وانخفاض أسعار النفط ، وان الدلائل على قرب تنفيذ هذا السيناريو كثيرة :
1 . اجتماع الاحزاب السبعة التابعة لإيران خلال الايام الماضية لأول مرة منذ زمن طويل ، للتخطيط في كيفية الحفاظ في السلطة والقضاء على ثورة الشباب ، مع العلم لم تجتمع سابقا رغم كل ما مره فيه العراق من تدمير واغتيالات والعدد الكبير لشهداء والجرحى والمعتقلين لثورة الشباب ، وانهيار وسرقات لثروات العراق .
2 . اتساع مساحة نشر الاخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام ، تعدها جهات مخابراتية ايرانية عن الانقلاب وشيك في العراق وعن عودة حزب البعث الى السلطة قريب ، وهو ترتيب انقلاب عسكري بطلائع عراقية (وهو ليس انقلاب بيان رقم واحد، وليس انقلاب عسكري بالمعنى المعروف) بل تحرك نخبة عسكرية عراقية بدعم أميركي وبريطاني ، لتحفيز عناصرها وذيولها في الداخل للتحضير لحدث قريب .
3 . نفذت القوات الجوية الامريكية عدت ضربات على مقرات الحشد الشعبي كضربات استباقية ، واستهداف بعض قادتها لإعطاء رسالة لها وللقضاء على قسم من قيادتها التي تشكل خطر على القوات الامريكية ، وسوف تتخلله ضربات شبه مستمرة الى اهداف محدده "ثكنات، تجمعات، مقرات، مخازن، وشخصيات قيادية محددة من اجل إضعاف الحشد ويبدو ان المخطط قد بدأ بإضعافهم وتشتيتهم .
4 . اعادة انتشار القوات الامريكية في العراق ، من خلال استشعارها او معلومات استخباراتية عن قيام ايران بتنفيذ عمل ارهابي داخل العراق ، حيث قامت القوات الامريكية في تجميع قواتها في قواعد في مناطق امينية لغرض تامين الحماية جوية ضد ضربات الصواريخ التي تمتلكها الميلشيات التابعة لإيران ،حيث قامت في تسليم معسكر القائم وقاعدة الجوية في القيارة (قاعدة صدام سابقا ) في الموصل الى القوات العراقية .
4 . استنفار قوات الحشد في العراق وتركيز الحماية حول بغداد من خلال اعادة الانتشار ، بالتنسيق مع القوات الحكومية ، من اجل احكام السيطرة على العاصمة بغداد تحسبنا للإعمال القادمة ، بحجة ردع ومنع الانقلاب ، ومستغلة تخبط السلطة المؤقت وانتشار الوباء في العراق وفق التخطيط الايراني لنشر الوباء على دول الجوار لإشغالهم وصرف الانظاره ، ولاستغلال الوضع القائم في حظر التجوال .
عجبي على الساسة والقادة حبذوا ويُحبذون الانتظار لحلول من الخارج بعد أن أدمنوا ل ١7 عاما كانت ايران تحل مشاكلهم وتوجههم وتجمعهم وتطرحهم. وعند رحيل الجنرال سليماني وانشغال ايران بمشاكلها الداخلية والخارجية تاهوا وبانت عورة أكثرية الساسة. وباتوا عاجزين عّن لم شملهم وتوحيد كلمتهم و رؤيتهم. وباتوا لا يفكرون حتى بالقفز من السفينة المتهالكة بل باتوا ينتظرون الغرق ويريدون اغراق العراق والشعب معهم، فيالها من أنانية مقرفة وياله من فشل ... فليغرقوا وحدهم ولا عزاء عليهم .... فلن يغرق العراق وشعبه ان شاء الله ..!!.
تلوح في الأفق بوادر مخاض كبير في ثياب عصابات مافيا الملالي ، لإطالة عمر حيتان الفساد السياسي والمالي التي أفرغت الحقل من البيدر والشارع من الأمان ، والقلوب من الفرح ، والوطن من السيادة ، ولم تتوانَ عن توجيه رصاص ميليشياتها وقنّاصيها ومرتزقتها نحو صدور المطالبين سلميا بحقوقهم المشروعة بحياةٍ لائقة بالكرامة المتأصّلة في الإنسان .
قد تقدم هذه المافيا على عمل جنوني على نفس سيناريو تفجير ضريح الامام علي الهادي في سامراء، ضننا منها لخلط الاوراق من جديد ولإعادة المشهد من اول وجديد ، لتحويل الانظار عن ثورة الشباب والقضاء عليها بعد ان اثبت عجزها في كل المؤامرات والخبث السابق ، وبنفس الوقت الى توجيه الانظار الى عدو خارجي هو امريكا ، لامتصاص نقمة الشعب الايراني على ما يعانيه من فشل الحكومة في تامين الامان والعيش الكريم والقدرة على مواجهة الوباء الذي فتك وسيفتك بالآلاف ان نقل بملاين من الشعب الايراني .
كيف تظنون أنكم سوف تقهرون شعباً يتخذُ من علم بلادهِ سجادةً لصلاتِه، وكيف تظنون ان أدوات قمعكم ستقهر العراقيين احفاد علي والحسين والعباس ، وابناء المجد والحضارات ، الحذر الحذر يا شباب العراق الثائر من شرا قادم من طهران والله المستعان عليهم .
عاش شباب الثورة الميامين وشعارهم الصبر والمطاولة مفتاح النصر ، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى " يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويضل الله الظالمين ."
اللعبة انتهت وإيران انتهى أمرها في العراق ،إنهاء نفوذ ايران في العراق يعني انتهاء نفوذها في المنطقة كله.
وسوم: العدد 870