مطلوبون للعدالة (مجرم الحرب جميل الحسن) 9
الحلقة التاسعة
مجرم الحرب جميل الحسن يرأس المخابرات الجوية وهو أكثر فروع الأمن دموية في سورية
لقد كان مجرم الحرب جميل الحسن لا يقل اجراماً ووحشية عن مجرم الحرب سهيل الحسن ومجرم الحرب علي مملوك، وشغل منصب رئيس المخابرات الجوية في سورية، الذي يُعتبر واحداً من أكثر الأفرع الأمنية دمويةً في البلاد.
أصول مجرم الحرب جميل الحسن وتدرجه بالرتب العسكرية
ولد في قرية القرنية بمحافظة حمص عام 1952، وانتسب إلى الكلية الحربية عام 1972 باختصاص دفاع جوي، وتدرج في الرتب العسكرية إلى أن بلغ رتبة لواء بتاريخ 1/1/2009، وعُين مديراً لإدارة المخابرات الجوية بتاريخ 1/7/2009، خلفاً للواء عبد الفتاح قدسية. وقد صدرت بحق الحسن مذكرة توقيف تم تعميمها على الإنتربول الدولي من قبل المدعي العام في ألمانيا للاشتباه بمسؤوليته عن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت في سورية منذ العام 2011.
يعد الحسن مسؤولاً عن مقتل آلاف النشطاء في الثورة تحت التعذيب في أقبية هذا الجهاز الذي شكّله الرئيس حافظ الأسد في بداية توليه للسلطة عام 1970، ليكون القناع المرعب للسوريين.
تدرج مجرم الحرب جميل الحسن في المهام الإجرامية والمواقع العسكرية
تدرّج مجرم الحرب جميل الحسن في أجهزة النظام قبل أن يترأس جهاز الاستخبارات الجوية، وشارك في المجازر التي ارتكبها النظام بحق أهل حماة عام 1982، والتي أدت إلى مقتل نحو 40 ألف مدني، ثم عمل رئيساً لسرية المهام الخاصة في الاستخبارات العامة، ورئيساً لفرع الاستخبارات الجوية في دير الزور، شرقي سورية، ثم نائباً لرئيس جهاز الاستخبارات العامة، وتصفه مصادر في المعارضة بأنه "يد بشار القذرة" التي فتكت بالسوريين طيلة حكم آل الأسد، ولكنه أظهر دموية لا تُضاهى في محاولة النظام وأد الثورة، وكان شديد الولاء لعائلة الأسد، كما أنه نادر الظهور أمام وسائل الإعلام.
يعتبر اللواء جميل الحسن مدير إدارة المخابرات الجوية أحد أعتى مجرمي الحرب في سورية وهو صاحب المقولة الشهيرة: "أنا على استعداد لقتل مليون شخص وبعدها خذوني إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي".
السجل الدموي لمجرم الحرب جميل الحسن وتسلسله في المناصب
ونظراً لسجله الدموي في قمع المعارضين؛ فقد تم التمديد للواء الحسن كمدير لإدارة المخابرات الجوية سبع مرات على التوالي منذ عام 2011 وحتى عام 2018، وكان آخر تمديد له بتاريخ 18/7/2017 حتى تاريخ 18/7/2018 بموجب مرسوم صادر عن مجرم الحرب بشار الأسد مخالفاً بذلك كافة الأنظمة والقوانين الناظمة لخدمة الضباط في الجيش السوري، وذلك من أجل الإبقاء عليه كمدير لإدارة المخابرات الجوية التي تعتبر من أسوأ الأجهزة الأمنية السورية وأكثرها إجراما.
وكان مجرم الحرب اللواء جميل الحسن قد خدم كمعاون لمدير إدارة المخابرات الجوية إبان تكليف مجرم الحرب عبد الفتاح قدسية مديراً للإدارة، وعمل قبلها رئيساً لفرع المخابرات الجوية في المنطقة الشرقية في دير الزور عام 2009، حيث اشترك مع اللواء جامع جامع رئيس فرع المخابرات العسكرية في دير الزور آنذاك؛ بممارسة الإساءات وارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين والتدخل في الحياة العامة وفي دوائر الدولة، وابتزاز المواطنين ونشر التشيع في محافظتي دير الزور والرقة.
مجرم الحرب جميل الحسن أبرز المتورطين في التصدي للمتظاهرين السلميين
ومع انطلاق الاحتجاجات السلمية عام 2011؛ ظهر جميل الحسن كأحد أبرز المتورطين في أعمال الاعتقال العشوائي والابتزاز والسرقة والتعذيب وقتل المتظاهرين، حيث وجه رؤساء فروعه في المحافظات السورية بقتل المتظاهرين وتوقيف أعداد كبيرة منهم، والاندساس في صفوف المتظاهرين ومن ثم إطلاق النار عليهم، ناهيك عن جرائم اغتيال الشخصيات الوطنية مثل الناشط الكردي "مشعل تمو" الذي تم اغتياله في مدينة القامشلي في بدايات الثورة السورية، وتصفية المسؤولين غير المرضي عنهم في الدولة، وافتعال التفجيرات في الوحدات الشرطية ودوائر الدولة ودوريات كتائب حفظ النظام التابعين لوزارة الداخلية، كما حدث في حي الميدان بدمشق، وفي حماة وحلب ودير الزور وغيره.
مجرم الحرب جميل الحسن يعتمد التحيز الطائفي ضد المسلمين السنة
مارس مجرم الحرب جميل الحسن خلال فترة الثورة سياسة تمييز طائفي مقيتة، حيث بادر إلى نقل معظم العناصر والضباط السُنة من إدارة المخابرات الجوية وإعادتهم للخدمة في صفوف الجيش، واستبدلهم بعناصر وضباط من الطائفة العلوية حتى بلغت نسبة العلويين في الإدارة نحو 99%.
كما منح مجرم الحرب جميل الحسن صلاحيات مطلقة لكافة الوحدات العسكرية، وخاصة منها المطارات ووحدات الدفاع الجوي والقوى الجوية، لانتقاء العناصر والضباط من هذه الوحدات والاستحواذ على أسلحتها، والسيطرة على المطارات التابعة لها واستخدام طائراتها في مهام القمع الممنهج.
ويعتبر مجرم الحرب جميل الحسن أحد المسؤولين بشكل مباشر عن كافة عمليات القتل التي تمت بواسطة طائرات النظام الحربية والمروحية، حيث أطلق اليد للعميد سهيل الحسن بشكل خاص ولرؤساء أفرع وأقسام المخابرات الجوية بشكل عام لقصف وقتل وتشريد واعتقال المدنيين دون حسيب أو رقيب.
تحدث اللواء جميل الحسن في مقابلة مع وكالة (سبوتنيك الروسية) عن ضرورة الحسم العسكري على شاكلة ما وقع في مدينة حماة عام 1982، حيث كان مشاركاً في المجازر التي ارتكبتها قوات النظام بالمدينة وكان برتبة ملازم أول آنذاك، وتحدثت شهادات موثقة عن دور الحسن في قتل واعتقال وتعذيب عدد كبير من أهالي مدينة حماة، والمشاركة في عمليات اغتصاب النساء والفتيات لدى اجتياح المدينة.
وهي السياسات نفسها التي دأب على ممارستها والإيعاز باعتمادها في فروع إدارة المخابرات الجوية منذ عام 2011، حيث تحدث عنصر أمن منشق يدعى “آفاق أحمد” عن تلقيه أوامر مباشرة من جميل الحسن بقتل كافة المحتجين المتوجهين لفك الحصار عن مدينة درعا بعد أن طوقتها قوات النظام، وهي الحادثة التي سميت فيما بعد “مجزرة صيدا”، والتي قتل خلالها حمزة الخطيب وتامر الشرعي إثر تعرضهما لأبشع عمليات التعذيب قبل مقتلهما؛ حالهما كحال عشرات الآلاف من الشعب السوري.
مسؤولية مجرم الحرب جميل الحسن عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها ضد المدنيين
وفي مقابلة مع "وكالة سبوتينيك الروسية" يوم 15/12/2011 تحت عنوان “بأي طريقة!: مسؤولية الأفراد والقيادة عن الجرائم ضد الإنسانية في سوريا”، عن عنصر مخابرات منشق يدعى “عمر”، وكان مساعداً في مكتب المدير بوحدة العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الجوية فرع دمشق، قوله إن عملية مجزرة صيدا تمت وفق أوامر مباشرة من قبل اللواء جميل حسن، وقد تمكن “مركز توثيق الانتهاكات” من توثيق 98 وفاة بدرعا في 29 نيسان 2011، في حين قدر “عمر” أن عدد القتلى بلغ 120 شخصا.
وقال “عمر”: “استشار مديري، العقيد سهيل الحسن في وحدة العمليات الخاصة نائبه، فواز قبير، واتفقا على تنظيم كمين للمتظاهرين قرب الإسكان العسكري في صيدا، وتمت المحادثة في المكتب الذي أعمل فيه، كما ناقشا ما سيُقال لوسائل الإعلام، حيث اتفقوا على القول أن من خرجوا في مسيرات إلى درعا إسلاميين جاءوا لاختطاف النساء والأطفال من مناطق يغلب عليها العنصر المسيحي، ثم رأيت سهيل يتصل باللواء جميل حسن، مدير المخابرات الجوية، ليحصل على موافقته على العملية، وكان بينه وبين اللواء حسن خط مباشر، وقد استخدم هذا الخط، ولم أتمكن من سماع ما قاله اللواء جميل الحسن، لكن افترضت أنه وافق على المهمة، لأنه بعد ذلك بقليل، بدأت القوات تغادر القاعدة في المزة إلى درعا، وعندما عادت القوات في المساء، جلبوا معهم 120 جثماناً لمتظاهرين قتلى وضعوهم في القاعدة، وكذلك 160 معتقلاً، وقد رأيت القوات تُنزل الجثامين من الحافلات، وسألت أحد الجنود عن عددهم، وكلفني سهيل الحسن بترتيب قافلة لمصاحبة الشاحنات التي ستعيد الجثث إلى درعا.
والمسؤولون عن هذه المجزرة وغيرها من المجازر في دمشق وريفها وحلب بشكل مباشر هم: اللواء جميل الحسن، واللواء أديب سلامة، واللواء عبد السلام فجر محمود، واللواء غسان إسماعيل، والعقيد سهيل الحسن، والعقيد قصي ميهوب.
يذكر أن اللواء جميل حسن خاضع للعقوبات الأوربية، والعقوبات البريطانية، منذ عام 2011 وذلك لإشرافه المباشر على عمليات العنف التي كان يقوم بها عناصر إدارة المخابرات الجوية ضد السوريين.
والحقيقة هي إن إجرام اللواء جميل الحسن قد فاق جميع أقرانه من قادة الأجهزة الأمنية، حيث أصدرت إدارته حوالي 33 ألف مذكرة اعتقال، عدا عن عشرات آلاف المغيبين قسرياً، والقتلى منهم جراء التعذيب الممنهج، حيث تحدث تقرير منظمة العفو الدولية عن أساليب التعذيب التي مارستها أجهزة المخابرات، ووثقت في تقرير صدر عام 2015 بعنوان: "لو تكلم الموتى" الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية.
جدير بالذكر أن اللواء جميل الحسن هو الأب الروحي للعميد سهيل الحسن وميليشياته، ولديه علاقة ممتازة مع روسيا، حيث يحتفظ في مكتبه بثلاث أعلام روسية إضافة لعلم النظام، وقد قام بتكريم عدد من المنتسبين لقوات “النمر”، ومنحهم شهادات تقدير روسية تم إصدارها من قبل قائد القوات الروسية في سورية
-المراجع-
*-العربي الجديد سبت 09/06/2018 م (
*-منظمة “مع العدالة PRO JUSTICE ”- كتاب القائمة السوداء
*-"وكالة سبوتينيك الروسية" 15/12/2011
*-شبكة شام- 07 تموز 2019
*-تقرير منظمة العفو الدولية عن أساليب التعذيب التي مارستها أجهزة المخابرات، ووثقت في تقرير صدر عام 2015 بعنوان: "لو تكلم الموتى" الوفيات الجماعية والتعذيب في المعتقلات السورية.
وسوم: العدد 871