الحركى بين ضباط فرنسا والفارين من الجيش الفرنسي المحتل
- لمعرفة معنى من معاني الخونة الحركى أيّام الثورة الجزائرية، لابد من الوقوف على معنى الخدمة العسكرية لدى الجيش الفرنسي المحتل من طرف الجزائري يومها. والسّؤال المطروح: هل كلّ جزائري أدى الخدمة العسكرية لدى الجيش الفرنسي المحتل يعتبر خائنا أم لا؟
- هل أصاب الرئيس الجزائري هواري بومدين رحمة الله عليه في اعتماده على ضباط فرنسا بتعبير البعض؟ والفارين من الجيش الفرنسي المحتل بتعبير البعض؟ والذين أدوا الخدمة العسكرية لدى الجيش الفرنسي المحتل؟
- للإجابة على هذه الأسئلة يستحسن من القارئ المتتبّع أن يقف على طبيعة وأصناف الجزائريين وظروف الجزائريين الذين أدوا الخدمة العسكرية لدى الجيش الفرنسي المحتل يومها؟ ومتى انضموا إلى الثورة الجزائرية؟ ومنها:
- هناك جزائريين أدوا الخدمة العسكرية لدى الجيش الفرنسي المحتلّ والمفروضة عليهم من طرف الاستدمار الفرنسي باعتبار الجزائري يومها فرنسي الجنسية، والجزائر مقاطعة فرنسية.وشملت هذه الحالة أغلب الجزائريين يومها.
- بعض الجزائريين رفضوا أن يؤدوا الخدمة العسكرية لدى المحتلّ وفروا إلى الخارج معتبرين أداء الخدمة الوطنية لدى الجيش الفرنسي المحتل من الذلّ والهوان والعبودية، وعدم أدائها من مظاهر الشجاعة، والرجولة، ومناهضة الاستدمار الفرنسي.وقليل من كان يفعل ذلك بحكم العقوبات القاسية، والإعدام، والتعذيب الذي يتعرّض له صاحبه إن بقي على الحياة من طرف الاستدمار الفرنسي الذي يعتبر عدم الالتحاق بالجيش الفرنسي المحتل جريمة لاتغتفر، وتستحق زهق روح الجزائري، وسجنه، وتعذيبه، وحرق ممتلكاته ونسفها إن وجدت.
- بعض الجزائريين بمجرّد ماأنهوا الخدمة العسكرية لدى الجيش الفرنسي المحتلّ وتزامن ذلك مع اندلاع الثورة الجزائرية، التحقوا مباشرة ودون تردّد ولا انتظار بالثورة الجزائرية.
- بعض الجزائريين التحقوا بالثورة الجزائرية في منتصف الثورة الجزائرية.
- بعض الجزائريين التحقوا بالثورة الجزائرية في أواخر الثورة الجزائرية.
- قرأت في كتاب:L’ALN A L’ANP [1]DE، وهي رسالة دكتوراه حيث تستعمل الأستاذة مصطلح الفارين من الجيش الفرنسي، ولا تستعمل أبدا مصطلح ضباط فرنسا، ولم تذكر الأسباب.
- تعمّد الاستدمار الفرنسي وابتداء من منتصف الثورة الجزائرية إرسال بعض الجزائريين الذين أدوا الخدمة العسكرية بالجيش الفرنسي المحتلّ قصد التغلغل داخل صفوف الثورة الجزائرية. ومن قرأ كتاب: "شاهد على اغتيال الثورة[2]" لبورقعة يقف على بعض الأمثلة التي تعزّز ذلك وتقويه.
- ممّا وصل إليها القارئ المتتبّع وهو يبحث في الموضوع، أنّ أبناء الخونة الحركى والأغاوات لم يكونوا يؤدون الخدمة العسكرية لدى الجيش الفرنسي المحتل، وكانت تلك من المكافآت التي منحها الاستدمار الفرنسي للخونة الحركى ممن باعوا الجزائر والجزائريين.
- من يقرأ كتاب: "[3]LES HARKIS" لكاتبة جزائرية بنت حركي يقف على معنى آخر للذين للجزائريين الذين ظلوا يعملون بالجيش الفرنسي المحتلّ. فهم يستعملون مصطلح "المتعاونين؟!"، وهو نفسه قاموس الاستدمار الفرنسي.
- استعان بومدين بالجزائريين الذين أدوا الخدمة العسكرية لدى الجيش الفرنسي المحتلّ، وظلّ يستعين بهم إلى مابعد استرجاع السّيادة الوطنية. وقد خالفه في ذلك قادة الثورة الجزائرية، ولم يأخذ برأيهم وأصرّ طيلة حياته على قراره. ومن قرأ كتاب: [4]On nous appelait fellagha يقف على بعض الحقائق. ولبومدين أسباب وغايات معلنة وغير معلنة استطاع القارئ المتتبّع أن يقف على ماقدر أن يقف عليه، وليس هذا مقام التطرّق إليها.
[1] للزيادة، راجع من فضلك: Saphia Arezki «DE L’ALN A L’ANP. La construction de l’armée algérienne 1954-1991», Edition barzakh, Blida, Algérie, deuxième semestre, Mars2018, Contient 388 Pages. ونعد القارئ بتقديم قراءة نقدية حول الكاتب والكتاب لاحقا بإذن الله تعالى.
[2] للزيادة، راجع من فضلك : مذكرات الرائد لخضر بورقعة: "شاهد على اغتيال الثورة"، تحرير: الأستاذ صادق بخوش، تقديم: الفريق سعد الدين الشاذلي، الطبعة الثّانية، 8 ماي 2000، ( الطبعة الأولى كانت سنة 1990)، دار الحكمة، برج الكيفان، الجزائر، من 36 صفحة.
[3] للزيادة، راجع من فضلك: Fatima Besnaci-Lancou et Abderahmen Moumen , « LES HARKIS », Edition Mehdi, Tizi-Ouazou, Algerie, Sans date, Contient 128 Pages.
[4] للزيادة راجع من فضلك: Commandant Azzedine «ON NOUS APPELAIT FELLAGHAS», Editions Stocks, France, 4trimestre 1976, Contient 349 Pages.
وسوم: العدد 912