لا وجود للمساواة بين الذكر والأنثى خارج إطار شرع الله عز وجل
من الأمثال الشعبية المغربية الشائعة قولهم : " لا وجود لذئب يعوي لوجه الله " وهو مثل استدعى استحضاره حشر السفيرة الفرنسية بالرباط أنفها في موضوع المساواة بين الجنسين في المغرب ، وكأنه لا وجود لهذه المساواة في بلد يدين بدين الإسلام ، ويحكمه شرع الله عز وجل منذ الفتح الإسلامي المبارك .
ودون الخوض فيما صرحت به هذه السفيرة بخصوص المساواة بين الجنسين حسب المعيار الفرنسي العلماني كما نقلت ذلك بعض وسائل الإعلام الوطنية لأنه أمر معروف، نرى أنه من الأفيد أن نذكر باختلاف تصور هذه المساواة بين النظرة العلمانية الغربية وبين نظرة الإسلام .
ومعلوم أن إثارة هذا الموضوع من طرف السفيرة الفرنسية يدخل ضمن إقرار ما يسمى بالإسلام الفرنسي ، وهو عبارة عن محاولة لتطويع الإسلام كما أراده الله عز وجل للهوى العلماني ، وذلك تحت ذريعة محاربة التطرف الإسلامي مع إخفاء الهدف الحقيقي الذي هو التضييق على ممارسة الجالية المسلمة المقيمة في فرنسا تدينها بحرية ، وإرغامها على الخضوع للقوانين العلمانية في أمور حسم فيها شرع الله عز وجل في كتابه الكريم وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وادعاء السفيرة الفرنسية في تصريح لها للصحافة بأنه لا وجود لدولة في العالم حققت المساواة الفعلية بين الرجل والمرأة فيه من جهة إنكار وجود هذه المساواة في شرع الله عز وجل، ومن جهة أخرى فيه الزعم بأنها مساواة لا يمكن أن تتحقق إلا في ظل العلمانية ، وهو ما دعا فرنسا إلى طبخ ما سمته " منتدى جيل المساواة " وهي عبارة تكرس أيضا بأن غير هذا الجيل المزعوم لا يمكن أن يحقق المساواة ،علما بأنه منتدى نسويا طبخ منذ ربع قرن ،وتحديدا منذ مؤتمر بكين المعروفة أهدافه، وعلى رأسها ابتذال كرامة المرأة بطريقة ماكرة توهمها بتحررها الموهوم على حساب كرامتها الإنسانية ، وهو ما عبرت عنه السفيرة الفرنسية بدفاعها عن حق المرأة في الجسد، والذي يراد به في حقيقة ابتذال هذا الجسد الذي صانه شرع الله عز وجل صيانة لا وجود لمثلها في الشرائع الوضعية.
إن العلمانية الفرنسية تزعم أن صيانة شرع الله عز وجل لجسد الأنثى من خلال تحديد شكل لباسها أو زيها الذي به تتحقق هذه الصيانة هو مصادرة لحريتها على جسدها ، وهي حرية لا يمكن أن تتحقق إلا بابتذال هذا الجسد بدءا بسفوره وعريه، و انتهاء بالمتاجرة به بشتى الطرق كما هو الحال في استغلاله لإشهار كل ما يسوق من سلع ... إلى غير ذلك من أنواع الاستغلال المهين لكرامة المرأة.
ورفع فرنسا العلمانية شعار الدفاع عن حق المرأة في جسدها أو عن حريتها فيه هو استخفاف بعقلها ، أو انتقاص من قدرتها العقلية التي تمكنها من التمييز بين الفرق الشاسع بين ما يصون جسدها في شرع الله عز وجل وما يبتذله في التصور العلماني .
ومعلوم أن العلمانية الفرنسية لا تكتفي بفرض تصورها للمساواة بين الذكر والأنثى على المرأة الفرنسية بل تريد تسويقه إلى النساء في مستعمراتها السابقة متجاهلة خصوصيتهن الدينية والثقافية .
وإن المرأة المغربية المسلمة لراضية بالمساواة التي ارتضاها لها خالقها سبحانه وتعالى ، وهي فخورة بها ، وليست بحاجة إلى المساواة بالمفهوم الفرنسي العلماني ،وهي تقرأ قول ربها في محكم التنزيل : (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا )) . وإن الضلال المبين هو ما تدعوها إليه هذه العلمانية الفرنسية من خروج عما صانها به خالقها سبحانه وتعالى تكريما لها، وما قسم لها بعدله من حظوظ لن يمكّنها منها غيره .
ولقد أعجبني ما عقب به المعلقون على السفيرة الفرنسية عبر بعض المواقع الرقمية حيث طالبوها بالإقرار بمغربية الصحراء عوض التلكؤ في ذلك ، وحشر أنفها في قضايا المرأة المغربية المسلمة التي لن ترضى أبدا بديلا عن شرع ربها الذي به تتحقق كرامتها ، وهو ما يعكس وعي الشعب المغربي بما تبيّته فرنسا له.
وسوم: العدد 935