امريكا وسياستها التآمرية والمرتبكة في سوريا
اليوم عادت الولايات المتحدة الأمريكية من جديد الى حضن الحزب الديموقراطي ، لتسير مرة اخرى على خطى الرئيس اوباما وسياسته المكشوفة في المنطقة العربية ، هذا الرئيس الذي انكشف دوره تماماً في التآمر على العالم العربي والاكثرية المسلمة الساحقه من شعوبه بتحالفه المستتر مع ايران والذي كتب عن دوره المكشوف والمشبوه سياسيون وإعلاميون امريكيون كثر .
وعندما جاء الجمهوريون الى البيت الابيض عن طريق الرئيس ترامب أعادوا النظر في بعض سياسات اوباما في المنطقة العربية، ومنها تقليم اظافر ايران لتقليص نفوذها الذي امتد كثيرا خارج حدودها من جهة ومن مراقبة صواريخها البالستية والتي اصبح خطرها واضحا ً ليشمل حتى دول شمال افريقيا من جهة اخرى ولكن كان موضوع الخلاف الظاهر اعلامياً هو تعديل الاتفاق النووي .
ثم عاد اوباما من جديد عن طريق بايدن والذي يسعى من جديد الى اعادة استراتيجية اوباما مع بعض التعديلات البسيطة عليها، مع بقاء امريكا بالنهاية الحليف المستتر لإيران،
ماذا حصل مؤخراً في درعا؟
ماحصل مؤخراً في درعا من اعلان الحرب عليها كان بأوامر امريكية - اسرائيلية وبدعم من ايران و من الاقلية الطائفية في سوريا لنزع السلاح السني من الجنوب السوري وتسليم المنطقة الى عصابات ايران الطائفية وخاصة حزب الله ، تماما كما حصل في جنوب لبنان ، حيث سلم الجنوب اللبناني وبدعم من الاقلية الطائفية الحاكمة في سوريا الى عصابات ايران بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين في اصقاع الدنيا ، فالمخطط واضح تماماً ويرتكز على تثبيت حدود الكيان الاسرائيلي بيد اقليات المنطقة . وقد تم التمهيد لهذه المؤامرة بتصريحات غير مسبوقة للملك الاردني بحيث صبت تصريحاته في اعطاء النظام السوري شرعية بمنطق تآمري عجيب ، لم يتجرأ احد على البوح به ! ، وباعتقادي ان هذه التصريحات دخلت مرحلة الموافقة المسبقة بعرضها على الرئيس بايدن اولاً اثناء زيارته الاخيرة لامريكا والتي كانت منسقة مع الكيان الاسرائيلي ودول خليجية اخرى وضح تآمرها على الشعب السوري المطالب بحريته ، ثم دخلت تصريحات الملك عبدالله مرحلة التنفيذ بإعطاء الضوء الاخضر الأمريكي للنظام السوري وحزب الله ببدء المعركة ضد درعا لنزع سلاح مقاومتها كخطوة اولى ثم اسقاط المنطقة بيد حلفاء ايران ليمتد نفوذها من جنوب لبنان الى جنوب سوريا وبذلك تكون اسرائيل تحت الحماية الايرانية الموثوق بها . هذه هي المؤامرة على درعا وشعبها.
ولكن السؤال هل نجحت مؤامرة بايدن مع عملائه من الملك عبد الله الى حسن نصر الله الى رأس الحربة البهرزي الطامع برضى امريكا ؟
الخطة فشلت فشلاً ذريعاً حتى الآن ولكن هذا لايعني ان امريكا وحلفاءها الظاهرين والمتسترين لن يعيدوا الكرة ثانية باسلوب جديد ، ويبدو ان الروس هذه المرة لعبوا دوراً معاكسا لرغبات امريكا فسقطت مؤامرة امريكا بسبب صمود الشعب في حوران واستبساله اضافة الى عدم استجابة روسيا للمؤامرة الامريكية فاوقفت غاراتها على سكان حوران .وانتصر الشعب السوري في الجنوب واسقط بيد الرئيس بايدن .
اعزائي القراء
ان الحرب على حوران كشفت الكثير من الخفايا وعرت وبصورة واضحة وفاضحة مخطط الولايات المتحدة الامريكية والتي لم تصرح تصريحاً واحداً تستنكر فيه الحرب على حوران واهلها .
وعليه قبل ان اختم مقالتي اقول : على كافة القيادات العسكرية الوطنية في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب ، ان يوحدوا قياداتهم فالاستفراد بهم هي سياسة امريكية اسرائيلية فارسية وضحت تماما وانكشفت بعد الحرب على درعا ، وان تشكيل قيادة أركان واحدة اضحى من الاولويات، وعلينا ان لا ننتبه للإعلام الغربي الذي يركز على ان ايران دولة معادية لامريكا واسرائيل ، فهذا صار هراءاً ونكتة سخيفه.
الحرب على درعا كانت رسالة واضحة لكل الثوار الوطنيين على الارض السورية ان يولوا تحالفهم الاولية القصوى فلم يعد هناك مجال للتفرقة .
والله معكم .
وسوم: العدد 940