مقتدى الصدر قاتل ومنافق يا محمد سيد محسن
قال تعالى في سورة النساء/ 92(( وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً)). أي ليس مع سبق الأصرار والترصد كما يفعل التيار الصدري.
في برنامج البوصلة وهو من البرامج المهمة والتي لها تفاعل جماهيري كبير، تحدث مقدم البرنامج الاعلامي اللامع محمد السيد محسن على المساجلة الكلامية بين النائب الخشان والعوادي ممثلا عن التيار الصدري، وكان الكلام في البداية موزن رغم ان مقدم البرنامج اتبع اسلوب (إكسر وأجبر) في محاولة إرضاء الطرفين، المهم انه إنتهى الى ان النائب كان قد اخطأ بوصف مقتدى الصدر بالمنافق، مع انه سبق ان ذكر في بداية الحلقة ان الخشان لم يصف مقتدى الصدر بالنفاق بل برنامجه الإصلاحي. واستطرد بأنه كان من الأفضل ان يصف الصدر بالمتردد او المتذبذب، اي الجبان او الخائف الذي ليس له موقفا ثابتا، يعني كأنك يا بو زيد ما غزيت.
مع هذا نود ان نبين ان مقدم البرنامج فاته تعريف المنافق، او تجاهله في محاولة حيادية لا تصح هنا، لأنه لا يوجد مسلم لا يعرف ما هي صفات المنافق. فقد ورد الحديث النبوي الشريف" آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ". وآخر" أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر". (متفق عليه صحيحا البخاري ومسلم). وربما لا يأخذ مقدم البرنامح بأحاديث البخاري ومسلم، لأنه شيعي، فهذان الحديثان موجودان أيضا في كتب الشيعة مثل (محاضرات في الفقه الجعفري للحسيني الشاهرودي/412)، و(وصايا الرسول لزوج البتول لعلي الصدر/630). (جامع أحاديث الشيعة18/541) وغيرها.
ملاحظات
اولا: يعتبر القاتل اكثر جرما من المنافق، وجرائم مقتدى الصدر وجيش المهدي ووليده سرايا السلام لا تعد ولا تحصى، فهو متهم بجريمة قتل مجيد الخوئي في بداية الغزو، والقضاء المسيس لا يستطيع أن يطبق العدالة مع زعماء الميليشيات خوفا منهم، وعدم الخشية من الله. ومشاركة الصدر الفاعلة في الحرب الأهلية عام 2006 ـ 2007 حيث قتل عشرات الآلاف من أهل السنة، وما يسمى بالقتل على الهوية، ودمائهم برقبته مع ابراهيم الجعفري وعلي السيتاني وعمار الحكيم، علاوة على قتل وجرح المئات من متظاهري تشرين السلميين على أيدي أصحاب القبعات الزرق من شراذم مقتدى، ويمكن ان يرجع السيد ـ ولا اعرف لماذا يصر على إستخدام كلمة سيد ـ الى أرشيف القناة ليشحن ذاكرته عن جرائم مقتدى الصدر وارهاب عناصره، ويستذكر ملف القتلى من أهل السنة (خلف السدة/ مدينة الثورة) الذي هدد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الصدر بفتح الملف، فإخرس الصدر لسانه، ولم يرد.
ثانيا. الحكومات الفاشلة والفاسدة جميعها كان الصدر من مؤسسيها، وكان له حصة كبيرة من الفساد سواء عبر وزرائه او نوابه في البرلمان، وافسد الوزرات في العراق هي الوزارات التابعة للتيار الصدري كالصحة والكهرباء، فطالما هو يتزعم منهج الإصلاح كما يزعم، وسمى كتلته بكتلة الإصلاح، وان الحكومات التالية لم يجر فيها أي إصلاح، فقد كان النائب الخشان على حق في وصفه إصلاحه بالنفاق، لأنه كذب وهذه من علامات المنافق يا سيد. أي إصلاح ذلك الذي قاده الصدر؟ بل أنت نفسك يا سيد وصفت الحكومات المتتالية بالفساد، ولم تبرأ اي زعيم من الحكام، فهل يجتمع الفساد والإصلاح في بوتقة واحدة؟
ثالثا: اعتبر الصدر نفسه وطنيا ومؤتمنا على أمن وثروات الشعب العراقي، ويا ما جاهر بإصلاح الحكومة ووضع نهاية للفساد المستشري فيها كأنه مراقب سياسي، وليس مشاركا في الفساد، فهل حقق الصدر وعده مع الشعب العراقي بحفظ أمنه وثرواته أم خان الأمانة يا سيد؟ النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد الخيانة ان كانت على مستوى الفرد أو الأمة، لكن بما لا يقبل الشك ان خيانة الأمة اي الشعب أفدح بكثير من الخيانه الفردية.
رابعا: لو تتبع اي عراقي مسيرة مقتدى الصدر منذ تزعمه جيش المهدي الإرهابي ولحد الآن سيجد انه رجل ذو شخصية غير متزنة، بل إنسان غير سوي مطلقا، فقد زعم بمحاربة قوات الإحتلال الامريكي، ثم باع اسلحة جيش المهدي لقوات الإحتلال، بل طالب بإنهاء الإحتلال سلميا، متصورا انه غاندي العراق، وزعم بمحاربة الفساد، وكان من سادة الفساد، وزعم انه ضد نوري المالكي وتحالف معه، بل اعطاه مهلة مائة يوم للإصلاح، ونكث عهده، وزعم انه من مؤيدي تشرين ونكل بهم وقتلهم، وزعم انه ضد التدخل الايراني، ودرس واعتكف في ايران، وزعم انه إنسحب من الإنتخابات من أجل العراق، وعاد ليدخل بقوة في الإنتخابات من اجل العراق ايضا. كلامه كذب في كذب، ولا يمكن لأحد ان يرقع فتوقات مقتدى الصدر.
خامسا. وصفت يا سيد الصدر بحجة الله، ولا أعرف من أتيت بهذا اللقب، ومتى حصل عليه ومن منحه اياه، وهل يوجد ما يثبت انه وصل مرتبة حجة؟ هل يوجد حجة لله لا يقدر ان يقرأ سورة قصيرة من القرآن الكريم بلسان عربي قويم؟ ثم ان هذا اللقب شركي، ربما لا يعرف البعض ان الرسل هم حجج الله على عباده، ولا يجوز لأي كان ان يصف رجال الدين بالمراجع والآيات. قال تعالى في سورة النساء/165(( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا". وقال الشيخ الصدوق" القول الصواب هو أن يقال: عرفنا الله بالله، لانا إن عرفناه بعقولنا فهو عزوجل واهبها وإن عرفناه عزوجل بأنبيائه ورسله وحججه، فهو عزوجل باعثهم ومرسلهم ومتخذهم حججا". (بحار الأنوار3/273).
سادسا. هل يوجد لمقتدى الصدر موقفا واحدا ثبت عليه طوال مسيرته الإحتلالية؟ الا يتحمل الصدر مسؤولية دماء الآلاف من القتلى الابرياء الذين قتلهم ازلامه من حاكم الزاملي وابو درع وغيرهم من الإرهابيين؟ لو كان في العراق قضاء عادل، ويخشى الله كما يخشى الميليشيات، الم يكن مقتدى الصدر خلف القضبان؟ ان كان الصدر وطنيا؟ فلعنة الله على الوطنية التي أنجبت لنا الصدر وقيس الخزعلي وهادي العامري ونوري المالكي وعمار الحكيم وابراهيم الجعفري وهمام حمودي وباقر صولاغ وجميع الزعماء والعناصر الولائية. لا يمكن ان تفسر الوطنية بالعمالة للأجنبي، وسرقة ثروات الشعب، كل من المعنين يقف على الضفة المقابلة للآخرى.
سابعا: اليست ميليشيات عصائب اهل الحق والنجباء وحزب الله وثأر الله والعشرات غيرها من مفقسات مقتدى الصدر؟ اليست هذه الميليشيات الولائية هي من تمثل الدولة العميقة؟ وهي التي تعبث بأمن العراق وتسرق ثرواته عبر مكاتبها الإقتصادية، وتهيمن على جميع مقدرات الدولة؟ من أين ينفق مقتدى الصدر على ميليشا سرايا السلام؟ من اين الطائرة وعشرات الجكسارات وغيرها من الثروات لمقتدى، فقد كان يملك سيارة ( مسيو بيتشي) قديمة وكانت هدية من صدام حسين له، بعد مقتل أبيه؟
ثامنا: ان عشيرة الخشان معروفة بمواقفها الوطنية على العكس من التيار الصدري، فقد سبق ان اتهم الشيخ فاهم خزعل آل خشان ايران باستهداف المحتجين (متظاهري تشرين) وحملها المسؤولية عن دمائهم، مؤكداً أنهم لن يخافوا من هذه التهديدات، ولن يقفوا مكتوفين أمام الاعتداءات التي تستهدف أبناء عشائرهم والعراقيين بشكل عام. والنائب الخشان من الرموز الوطنية التي لا يشوبها شائب مطلقا، وله مواقف تشهد له وطنيتة على العكس من مقتدى الصدر. ويكفنا قوله" لن أتراجع عن أقوالي ولن أقدم اعتذاري للسيد الصدر، كوني محق وأنا أقف بجانب الحق دائما، وقولي كان ينصرف إلى أن ادعاء الصدر للإصلاح غير صحيح ولا وجود له على أرض الواقع، حيث أفعاله وأقواله متناقضة ومتباعدة".
فقد ترك الخشان التراجع الى سيد التراجع مقتدى الصدر.
قال نصيح بن منظور الفقعسيّ:
إذا ما خَلوتَ الدَّهرَ يوماً فلا تقلْ ... خلوتُ ولكن قل عَلَيَّ رقيبُ
فلا تَحسَبَنَّ الله يَغفَلُ ساعةً ... ولا أنَّ ما يخْفى عَليْه يَغيبُ
(مثالب الوزيرين/375).
تنوية: لست من عشيرة الخشان ولا البركات، وليس لي أية صلة بأن منهم لا عن قريب ولا عن بعيد، ولكننا تصدينا للكذب والنفاق، وقلنا كلمة حق لا أكثر.
وسوم: العدد 947