" مجزرة كفر قاسم " والضرورة لإعادة قراءة المشهد الفلسطيني
65عاماً مرت على تنفيذ مجزرة كفر قاسم الرهيبة التي راح ضحيتها 49 فلسطينياً قتلوا بدم بارد من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ، ورغم مرور عقود على تلك المجزرة ، إلا أن الأخطار المحدقة بشعبنا الفلسطيني هي مخاطر كبيرة وخطيرة ، وما زال خطر الاستيطان ومصادرة الأراضي والترحيل والتهجير والمجازر جاثماً.
ان حكومة الاحتلال تتحمل المسؤولية الكاملة عن اعتداءات قطعان المستوطنين والتي تتم بحماية من جيش الاحتلال ، وهناك ضرورة ملحة لإعادة قراءة المشهد الفلسطيني ، ووضع استراتيجية عمل وطنية موحدة في ظل ما تتعرض له قضيتنا وشعبنا الفلسطيني من إجراءات منظمة وممنهجة تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا يجب أن لا تمر دون محاكمة دولية ، وملاحقة مرتكبي هذه المجازر البشعة في كافة المحاكم الدولية وتقديمهم كمجرمي حرب ، من خلال إعادة فتح ملف مجزرة كفر قاسم سواء من خلال المحكمة الجنائية الدولية أو من خلال مجلس الأمن الدولي .
تعتبر " مجزرة كفر قاسم " واحدة من جرائم التطهير العرقي التي يواصل الاحتلال ارتكابها بحق الفلسطينيين ، لتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم في ظل حالة الصمت المريعة من قبل المجتمع الدولي وتقاعسه عن اتخاذ أي إجراءات فعلية تلزم الاحتلال بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ووقف انتهاكاته رغم المطالبات الفلسطينية المستمرة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحرك.
ومن هنا فان هناك واجب قانوني وأخلاقي ينبغي على مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وكافة محبي العدل والسلام في العالم العمل من أجل تشكيل حراك قانوني لرفع القضايا على مرتكبي جرائم الحرب من سياسيي دولة الاحتلال وجنود وضباط جيش احتلالها العنصري.
رغم مرور كل هذا الوقت على الجريمة / المجزرة في قرية كفر قاسم ، ما زالت حكومات الاحتلال المتعاقبة ترفض كشف كل الوثائق وما فيها من حقائق حول هذه المجزرة وخلفياتها وخفاياها.
هذه المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال ، تقارب في فظاعتها مجزرة كفر قاسم أو تفوقها أثراً ، إلا أن السياق السياسي الذي حدثت فيه مجزرة كفر قاسم أعطاها بعداً أكبر ، وذلك لتزامنها مع أول أيام " العدوان الثلاثي " الذي شنته جيوش العدوان الحربي البريطاني – الفرنسي - الإسرائيلي على مصر ، حيث استغلت قوات الاحتلال انشغال العالم بالحرب لتنفيذ هذه المجزرة الدموية والبشعة بدم بارد.
واليوم نحن نحيي ذكرى شهداء مجزرة كفر قاسم الذين ارتقوا ضحايا العدوان والتطرف العنصري والفاشية الصهيونية ، ما أجوج شعبنا في داخل أراضي الـ 48 للوحدة وجمع الشمل وتوحيد الجهود والطاقات لكافة الأحزاب والقوى العربية الفلسطينية وتفعيل لجنة المتابعة العربية العليا لجماهير شعبنا في الداخل ، ومواصلة النضال وتعميق لغة الحوار الوطني الديمقراطي واستعادة الحالة الوحدوية للداخل الفلسطيني والابتعاد عن كل المحاولات التي تستهدف زرع الفتنة والانقسام والفرقة بين أبناء شعبنا .
ان القواسم المشتركة بيم مختلف القوى والاتجاهات كبيرة وعلينا ان نغلب المصلحة العليا لأبناء شعبنا وأن ننبذ الخلافات جانباً ليصدى الجميع لكل سياسات واجراءات وممارسات حكومات تل أبيب المتعاقبة اتجاه ابناء شعبنا والانتقاص من حقوقهم المدنية والاجتماعية والاقتصادية ومواصلة النضال المشترك لتحقيق المساواة والحقوق وانتزاع كامل الحقوق للمواطنين العرب الفلسطينيين الذين بقوا هناك في قراهم وبلداتهم ومدنهم .
مجزرة كفر قاسم ستبقى لعنة تلاحق حكام وجنرالات وعصابات الاجرام المنظم في " واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط " .
المجد لكم يا شهداء كفر قاسم والعار للقتلة المجرمين الذين لن يرحمهم التاريخ .
وسوم: العدد 953