التكامل التربوي في الإسلام
16حزيران2022
حشاني زغيدي
- المميز في منهاج التربية في الإسلام ترتبط بسمو الغايات و الأهداف تغرسها على مستوى الفرد و المجتمع و المؤسسات ، فهي ترمي في أبعاد الشمول و التكامل ، تعطي العناية الكاملة لشخصية الفرد كونه النواة الأساسية في عملية التربية ، فصالح تربية الفرد عامل مهم لصالح المجتمع ، يعني صالح الفرد أننا نوفر للمجتمع عناصر السلامة ، نوفر للمجتمع الإنسان الصالح المشبع بقيم الصلاح ، نوفر للمجتمع الفرد المدرك لحقوقه و واجباته ، نوفر للمجتمع الفرد الإيجابي الفاعل المؤثر ، هذا الفرد الصالح هو نتاج طبيعي لتربية سليمة متكلمة في بيئة محصنة من عوامل الانحراف ، هو نتاج أسرة صالحة رسمت أهدافها و رسمت خططها بعناية ، تشكل الفرد فيها وفق منهاج تربوي محكم أسرة تؤدي أدوارها بإتقان ..
- هذا التكامل التربوي يرجع سر نجاحه كونه منهج متناغم مع الفطرة الإنسانية ، كونه منهج يلبي احتياجات الفرد و الجماعة ، يوازن بين احتياجات الروح و المادة ، يوازن بين العمل للدنيا و مقتضياتها و الآخرة و سعادتها سواء بسواء ،منهج يوازن بين حاجة الجسم للغذاء و الرعاية و حاجة الروح للتربية و التزكية ، منهج يشجع على العمل و العطاء و الضرب في الأرض و بين حاجة النفس للترويح و التنفيس و الاستجمام في دائرة المباح و الحلال ، هذا التوازن الطبيعي تصنعه التربية السليمة في الفرد و المجتمع ، ينشأ عنه الاستقرار و الاتزان الذي عجزت الكثير من المنظومات التربوية تحقيقه في واقع الناس للأسف .
- لهذا كله على المهتمين بالتربية و التعليم العمل على استدراك الوقت لعلاج القصور و الخلل ، جهد يتضافر جهود جميع المهتمين في شتى القطاعات و التخصصات ، يعمل الجميع من أجل هدف واحد منشود و تحصين الفرد و المجتمع من السقوط و إشهار الإفلاس بإحياء التربية الصحيحة من خلال غرس الإيمان في النفوس و التوكل عليه سبحانه و تقوية التربية الروحية في النفوس ، بالإضافة إلى التحرر من الجمود و التخلف بالأخذ بالأسباب و لا يكون ذلك إلا بإتباع منهج القرآن الذي يشجع التفكير و التأمل و البحث يكفي العقلاء أن يتأملوا مفاتيح الأيات ( يسمعون – يعقلون – يتفكرون – أولي الألباب ... ) و لعل أكثر اختلالات التربية تمثلت في الإقتداء بالنموذج التطبيقي السيئ، نماذج تربوية فاقدة لزمام أمرها ترى في قيم أصالتها النقص ، فاستوردت قيم بعيدة عن موروث حضارتها و قيم هويتها ، و زادها تراجعا عدم استغلال الطاقات البشرية الهائلة تزخر بها الأمة ، الثروة الحقيقية التي تفتخر بها الأمم الاستثمار في الموارد البشرية ، و هذا تميز به غرنا علينا ، هم أكرموا و شجعوا و وظفوا و نحن خالفنا كل ذلك .
- العجيب أن ديننا يقيم الدنيا و ينشد الآخرة، يرعى حق النفس كما يرعى حق الجار، يهتم بالأولاد و الأزواج و الآباء ، يهتم بمناحي الحياة جميعها ، هذا الانتماء الذي يحق لنا الاعتزاز به و الالتزام به في صورته العملية .
نفعني الله و أحبابي بكل كلمة أبتغي وراءها مرضاة و ربي و الفوز بجناته .
وسوم: العدد 984