الدفاع عن المفاسد محاولة مكشوفة لتبرير التلبس بها
من المعلوم أن المفاسد هي ما خالف شرع الله عز وجل ، وأنكرته الفطرة السليمة ،وهي كثيرة ومتعددة منها ما يمس الاعتقاد ، ومنها ما يمس السلوك ،وهما صنوان لا ينفك أحدهما عن الآخر صلاحا و فسادا .
ولقد سجل القرآن الكريم علاقة صلاح وفساد الاعتقاد بصلاح وفساد السلوك من خلال سرد أحوال أمم سابقة ورد ذكرها فيه . وما طغيان فرعون ، وهو رمز من رموز الفساد في التاريخ البشري سوى انعكاس لفساد اعتقاده ، وما علوه واستكباره في الأرض وهو قمة الفساد سوى اعتقاده الفاسد بألوهيته الزائفة كما عبر عن ذلك القرآن الكريم محاكيا قوله لقومه : (( أنا ربكم الأعلى )) ، وقوله : (( ما علمت لكم من إله غيري )) ، وقوله : (( ما أهديكم إلا سبيل الرشاد )) ،ولم يقف عند حد اعتقاده الفاسد بل حاول الدفاع عنه لتبرير تلبسه به . ونموذج فساد الاعتقاد الفرعوني المترتب عنه فساد السلوك لن ينفك عن البشرية حتى تقوم الساعة .
ولو تأملنا كل مدافع عن الفساد مهما كان نوعه لوجدناه إنما يحاول بذلك تبرير تلبسه به ، فأصحاب الفكر أو السلوك الشاذين والمنحرفين عن الجادة السوية يستميتون في الدفاع عنهما ، ويبذلون من أجل ذلك قصارى جهودهم من أجل التمويه على انحرافهم وفسادهم وشذوذهم ، ولنا في واقعنا المعيش أمثلة على ذلك نذكر منها ما يفي بالغرض، وحسبنا من ذلك ما يكتفي به متقلد القلادة مما يحيط بعنقه .
وأول مثال نسرده يتعلق بالمدافعين عندنا عن العلمانية بإصرار واستماتة في بلد دينه الرسمي الإسلام كما هو منصوص على ذلك في دستوره الذي اختاره الشعب وصوت عليها بالإجماع ، فهؤلاء إنما يدافعون عن توجههم العلماني المنحرف لتبرير مروقهم من الإسلام الذي يدعون الانتماء إليه كذبا ، وأقوالهم وأفعالهم تكذبهم ، وتنقض ادعاءهم ، وهو نفاق هذا العصر. ومن هؤلاء من لا هم لهم سوى ابتغاء الطعن بشراسة في الإسلام مشككين في مصداقية مرجعيته قرآنا وسنة ، ومستهدفين بالسوء كل من له صلة بهما ماضيا وحاضرا يسفهونه ، ويقذفونهم ، ويسخرون منه باستعلاء وكبرياء مع أنهم لا يتعلقون بغباره .
وسر دفاعهم عن العلمانية والدعوة إلى تنزيلها في بلد الإسلام وما ينبغي لها وما تستطيع إنما هو محاولة لتبرير فسادهم ، وفساد من هم على شاكلتهم .
والرأي العام الوطني يعرف جيدا منهم نموذجا شاذا فكرا وسلوكا لا حاجة لذكر اسمه لشهرة عدائه للإسلام وخوضه السيء في قضاياه ، متطفلا عليها، وما هم منها في عير ولا نفير كما يقال ، ولكنه ولقلة ماء وجهه يصر على حشر أنفه فيها ، وقد أغراه بذلك ما يصفه به من هم على شاكلته فسادا وانحرافا عقديا وفكريا يمتدحونه من أستاذية زائفة ، وخبرة وهمية ، وتخصص واه في حقول معرفية هو أبعد ما يكون عن الأهلية لسبر أغوارها ، وقد صده عن ذلك أنه حبيس تعصبه العرقي ،وحساسيته المفرطة من كل ما له صلة بالعرب والعربية. فهذا النموذج السيء فكرا واعتقادا وسلوكا أهم ما يدافع عنه فاحشة الزنا ،لأنه من المتلبسين بها ، وقد نشرت وسائل التواصل الاجتماعي ما صرحت به من كان يزانيها بعقد زنا سطره بخط يده ، وأشهد عليه صنما جعله شريكا لله تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
وعلى شاكلته كل من يدافعون عن هذه الفاحشة الممقوتة ذكورا وإناثا محاولين إضفاء المشروعية عليها في بلد دينه يحرمها ويجرمها ، وقد حادوا عن التسمية القدحية التي سماها بها الله عز وجل في محكم التنزيل إلى تسمية الرضائية والمثلية محاولة منهم للتمويه على فحشها وقبحها ، ومنهم نسوة كن يجتمعن في لقاءات ومؤتمرات وهن يستمتن في الدفاع عنها ، وما دفاعهن عنها سوى لتبرير ملابستهن لها ، وفيهن العجوز الشمطاء التي لم ترعو وقد كسا هامتها الشيب ، وغيرت ملامح وجهها التجاعيد رغم الإسراف في صرف الأموال على المراهم لطمس معالمها بما فيها تلك المستخرجة من ثمرة الصبّار التي أصابتها لعنتهن ، فصارت أثرا بعد عين بسبب حشرة خبيثة أفسدتها حتى بلغ اليوم سعر الثمرة الواحدة السليمة منها وقد صارت نادرة كما كشف أحد الفيديوهات مؤخرا ما بين 10 و15 درهما ،وهي التي جعلها الله تعالى طعاما المحتاج والمسكين ، لكنها صار بفعل الفساد مرهم المتبرجات بالزينة من العجائز ، والمجاهرات بالدفاع عن الزنا والمستميتات في ذلك ، ومن هن اللواتي شاع وصفهن بلفظ " الأميمات " وهو تصغير "أم " لأنهن يتصيدن وهن عجائز الأغرار من الشباب ممن هم في أعمار أبنائهن لو كن ولودات، ويغرينهم بالمال لممارسة الفاحشة معهم حتى صار كل عاطل منهم يحلم بأميمة تدفع عنه ذل البطالة مقابل ابتزازه جنسيا ، وهي تسمي ذلك رضائية ، وتطالب بإسقاط القانون المجرم لها .
ومن الطنز المثير للسخرية أن تدعي يعض المدافعات عن فاحشة الزنا تحت شعار الحريات الفردية أنهن لا يمارسنها ، وفي ادعائهن هذا ما يوقعهن في تناقض صارخ إذ كيف يعقل أن يرضين لغيرهن ما لا يمارسنه وما لا يرضينه لأنفسهن ؟
وعلى غرار هذه النماذج من المدافعين والمدافعات عن الفساد يوجد كثير من الفاسدين والفاسدات والمفسدين والمفسدات في كثير من المجالات والميادين ، ودأبهم واحد في الدفاع عن الفساد من أجل التمويه على تورطهم في أوحاله . ومن هؤلاء أيضا الدعاة إلى ممارسة " المتعة " والمدافعون عنها ممن يدعون التدين والعلم والفقه تمويها على ممارستهم لها باسم الدين وما هي إلا فاحشة زنا قد ثبت تحريمها مع تحريم أكل لحوم الحمر الأهلية في حديث صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا يطعن فيه إلا محب لممارسة الفاحشة وساءت سبيلا .
وسوم: العدد 985