اعتراف ... ولكنه جاء متأخرا
اعتراف ولكنه جاء متأخرا ــ يا أبا يعرب ــ لعلك تذكر منذ خمسين سنة تقريبا كنا نتناقش في هذه المواضيع ، وقلنا لك يومها ــ وبعد خطبتي للجمعة ــ في جامع الغزالي بالمنطقة الصناعية في ديرالزور ، إنه لافلاح لهذه الأمة إلا بالعودة إلى القرآن الكريم ، ولا نصر على اليهود ــ لعنهم الله ــ إلا باتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي بشرنا بالنصر عليهم بإذن الله ، وذكرت لك يومها الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله)، وزاد مسلم في صحيحه : (إلا الغرقد؛ فإنه من شجر اليهود) متفق عليه ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام . ولعلك تذكر ــ أنت ــ ماقلته في تلك الساعة ولا حاجة لذكره في هذه الساعة ، وبعد وصول رسالتك ــ التي تكاد تستعر لهيبا على واقع سوريا المرير ، وبعد مرور مئة عام على إقصاء الإسلام عن حكم سوريا ، بلد الإسلام ، البلد الشريف المبارك ، أجل وكما قلت أنت : ( مضت مئة سنة بالتمام والكمال على وجود سوريا كدولة ، ولم يحكمها ولا ليوم واحد الإسلام ولا الشريعة الإسلامية ولا مسلم متدين ، وكل هذا الخراب ، وكل هذه الوحشية التي لانظير لها في تاريخ الأمم ، وكل هذا الفشل، جاء من حكم سوريا لعلمانيين، وملحدين، وطائفيين ... ويقولون لك إن الحل في سورية هو في العلمانية وإقصاء الإسلام، وفصل الدين عن الدولة. وقد حاربوا الإسلام وأبعدوه عن كل مجال ، وأنا أشهد على ذلك . والإسلام مفصول عن الدولة في سورية ، أقول هذا للدجالين والكذابين من ١٠٠ سنة بالتمام والكمال. كل محرمات الإسلام من الربا والزنى والخمر والدعارة والقمار والإلحاد والكفر والردة والخيانة أباحها المتسلطون في سورية، منذ سقوط الخلافة العثمانية ومجيء الاستعمار الفرنسي ، إلى حكم الانقلابات العسكرية العميلة ، إلى حكم الوحدة الفاشلة بين مصر الكنانة وسورية الإباء ، وإلى حكم حزب البعث بكل شعاراته التي كنا نهتف بها وندافع عنها ، إلى هذه الحقب وما فيها من مرارات و ويلات ، إلى الاستعمار الصفوي الشيعي مع المتغطرس الشيوعي السوفييتي ، إلى ماتراه العين من الفواجع والتفكك ، أقول والإسلام غائب تماما على مدى هذا القرن منذ عام 1920م وإلى هذا العام 2020م وكل واجبات الإسلام وأحكامه معطلة غير واجبة ... ) . أخي أبا يعرب أكتفي من رسالتك إلى هنا والبقية أحتفظ بها ، وأعتز بما فيها من مشاعر وحقائق لايجهلها أحد من المعاصرين .
واليوم ليس لنا أن نلومَ مَن ضلَّت دعاواهم في سعادة المجتمعات في العالم الرأسمالي الغربي ، ولا نوجه اللوم لأقرانهم في العالم الشيوعي الشرقي ، ولا على العلمانيين الذين أوغلت أوهامهم في مدارات التباب ، فهؤلاء وأولئك لم يذوقوا طعم الإيمان بالله ، ولم يشعروا بلذة الأخذ من شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ودعاواهم في إسعاد البشرية هُراء وتزييف ،وادِّعاؤُهم بالقدرة الخارقة لتخطِّي ناموس الكون عجرفة خسيسة هابطة ، وحين أجملوا فكرتهم الضَّالة الخبيثة في قولهم : ( إنَّ الله والأديان ... وكل القيم التي سادت المجتمع السابق ليست إلا دمى محنطة في متاحف التاريخ ) إنما عبَّروا عن عجزهم في مواجهة المد الإسلامي ، وحقدهم على تألُّق المؤمنين الأوفياء بالإسلام وتفوُّقهم بدعوتهم الأثيرة للرجوع إلى القرآن الكريم ، وإلى السُّنَّة النبوية المطهرة ، وإلى سِير أهل الفضل والإحسان ، أهل التقوى وقيام الليل وصيام النهار ، أهل الخشوع والسجود لله وحده ، الذين سعد بهم المجتمع وعمَّ بجودهم وبركاتهم الخيرُ العميم ، وأثمرت بساتين السعادة تظلل الناس بالطيبات الدانيات ، ولا عجب بعد حسدهم وحقدهم إذا قالوا : ( نحن لسنا بحاجة لإنسان يصلي ويركع خاشعا ذليلا ، بل نحن بحاجة إلى إنسان اشتراكي ثائر ، يؤمن بالإنسان أنه الحقيقة المطلقة ) !!!.
والحمد لله ، ثم الحمد لله ... حيث تداعت جدران الشيوعية الصهيونية على قواعدها . وانهارت أعمدة الرأسمالية المادية منقلبة على عقبها . وحيث كانت نتائج الثورة الصناعية شؤما وقلقا على أهلها ، بعد أن أوجدت وسائل التدمير والخراب للإنسانية ، بدلا من السعادة المنشودة لفقراء العالم ومحتاجيه ومعذبيه . ووجم أهل القول المذموم والفكر المهزوم مخذولين مدحورين أمام انجلاء الغُمَّة ، وظهور نتائج العبث البغيض بمقدرات البشرية . وتبيَّن للعميان كما تبيَّن للمبصرين أن مَن أوجد واختلق تلك المذاهب والأفكار إنما هم صهاينة اليهود ، أعداء الله أعداء الأنبياء وأعداء الشعوب ... وليس لنا أن نلومهم أو نردعهم ، فهم أعداء ديننا وأمتنا ، ولكننا نوجه اللوم لأبناء جلدتنا وأوطاننا الذين ركبوا حمير الذين غضب الله عليهم ولعنهم ، وظنُّوها خيولا ضمرا يمكن أن يفوزوا من خلالها بالسباق ، ويقدموا لأمتهم الجوائز الثمينة من سعادة وخير وطمأنينة ولكن !!! .
أبناء جلدتنا هؤلاء لم يتربوا في محاريب الهداية الربانية ، ولم يشعروا بمكانتهم التاريخية التي أرادها المولى تبارك وتعالى لهم في هذه الحياة الدنيا ، فكانوا أذنابا لأشرار الخلق ، وأتباعا لمنظومة الشيطان التي استفحل خطرها في العقود الأخيرة ... فكانت غفلتهم وبالا عليهم وعلى مجتمعاتهم ، بل ترجموها حُمقا وظلما وصلفا ذاقت الشعوب منه المرارة والقهر والحرمان ولا تزال .، وباؤوا بسخط الله عليهم وحُرموا ثمرات العمل لأنه كان للهوى وللشيطان ولم يكن لله . وفساد الأعمال يودي بأصحابها وبمَن يعولون مِن شرائح مجتمعاتهم ، أو مَن يحكمونهم إن وصلوا إلى كراسي الحكم والمسؤولية . إنَّ مشاهد الهوان والجوع والقلق والضَّجر ، ومناظر التقهقر والانهزام ، وأضابير التبعية والتآمر ، وحيثيات الانتكاسات المتتالية ، والتَّرهل على مقاعد اليأس والإهانة ... إلى آخر برامج الهزائم في شتى الميادين ، هي ماوصلت إليه النخب التي اختارت لنفسها هذا الطريق في غيابٍ متَعَمَّد عن الحضور الشعبي الذي لايرضي مطلقا بغير الشريعة الإسلامية منطلقا للتجديد ، وراية لرصِّ الصفوق وتوحيد الأمة التي طال بعدها عن ربِّها وهَدْيِ نبيِّها صلى الله عليه وسلم . ولذا كان ماكان ، وهجم الفقر المدقع والقلق المفزع والمآسي والأوجاع النفسية والجسدية على أبناء الأمة ، ويزداد رصيدهم منها يوما بعد يوم !!!
وهنا حصحص الحق ، وانكشف الباطل ، وخسئت وقاحة المفلسين ، وبارت تجارة السماسرة المحتالين فتناقضت أهدافهم ، وتنابزت مصالحهم الدنيئة ، وانكسرت شوكة استكبارهم ، ولم يبق لهم إلا مانوَّه عنه الأثر المحمود في سوق الزمان البائر : ( إذا لم تستح فاصنع ماشئتَ ) . لقد توقدت أنوار الفطرة الإلهية في قلوب المسلمين ، وتوهجت جُذاها في صدورهم ، وانطلقت ألسنتُهم رغم كل المرارات تهتف أن : ( لا إله إلا الله ) . عنوانا للعقيدة الصافية، ومنهجا للحياة البشرية السعيدة ، ومفتاحا لخيري الدنيا والآخرة ، ورداء للعزة وتاجا للكرامة ، وسيفا مصلتا على الطغاة والعتاة والجناة ، ووثيقة لكل مَن آمن بها تؤكد أنه حرُّ ، وأن له حقوقا لايهضمها إلا ظالم مستبد ، بل جعلت هذه العقيدة الحق حتى لمَن فُرضت عليه الجزية إذا عجز أن يعامل معاملة المسلمين . جاء هذا في الصلح الذي أقامه القائد العظيم سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه مع أهل الحيرة وكانوا مسيحيين ، فأقر لهم التأمين الاجتماعي إذا كبروا أو مرضوا أو أصابهم الفقر ، بل إنه رفع الجزية عمَّن أمسى في مثل هذه الحالات ، وجعل له نصيبا من بيت مال المسلمين . فتبًّا للملحدين أعداء منهج ( لا إله إلا الله ) ، وسحقا للظالمين الذين عظَّموا شأنهم الحقير واستهانوا بعظمة ( لا إله إلا الله ) وبعدا للأفاكين وأدعياء الثقافة التي جاءت للأمة بهذا السيل الجارف من الزنادقة وهذه الأرتال المهينة من أهل الغناء والتمثيل والزنى والخمر والفجور ، والموبقات والإباحية والسفور . أهذه هي دعواهم في أن الإنسان هو الحقيقة المطلقة ، أُجزم بأنهم لايعقلون !!!
الإنسان هو محور الإعمار في الأرض ، وعليه مدار الاستثمار والتنمية ، وهو ــ بإذن الله ــ صاحب القدرة والفكرة ، وصاحب النهضة المبنية على تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، لترتقي به الأمة وينعم بمآثره المجتمع الذي يعيش فيه ، وهذا الإنسان ذو ضمير حيٍّ ، وذو إيمان راسخ ، وذو سلوك يترجم قيم الرحمة والتآخي والتواد ، وهو بهذا يُدير دواليب التَّحول المنشود للأفضل والأسمى ، في ظلال انعتاقه من حب الذات الذي يزرع الأنانية ويوجِد البخل ، و يكون عاملا عند الله الذي يعلم مصلحة عباده ، منفذا لأحكام ربه التي لايعتريها الخلل ، فهي جليَّةٌ واضحة ، يلين جانبه للناس فلا بغضاء ولا شحناء ، وإنما هي المودة والإخاء والتكافل ، فيأتي المسلم بشق تمرة لأخيه يحقق بها التضامن الاجتماعي ، فإن لم يجد فبكلمة طيبة يشرق بها وجه المحتاج أُنسا وطمأنينة ، وهذه الجوانب الراقية تؤكد على وحدة الأمة ، وتآخي أبنائها على البر والتقوى والإحسان ، وردِّ الظلم وكبح جِماح الفاقة والحرمان ، ولا يزال العلم والتَّعلم مطلوبَين لأنهما لسان العالم والمرشد والناصح ، ولأنهما ضالة الجاهل التي يبحث عنهما ، ولا تزال الدعوة وسيلة لتحرير الناس من الجهل ، ولا تزال مصادر التكافل والتضامن في هذا المقام ضرورة ليكتمل صرح النهضة المباركة ، ويعلو صرح الخير ألا وهو جانب الإنفاق ، ومنها الزكاة والصدقات والنذور والتبرعات والوقف الخيري ... وغيرها تحقق التكافل الذي يشمل العديد من الجهات التي تحتاج للإنفاق كالمساجد والمدارس والمستشفيات ، ورعاية الأيتام والأرامل والمحتاجين ، وإيجاد المرافق العامة التي تخدم الناس ، فهل عند الأفاكين كما عند شريعة الله رب العالمين !!!
دعواهم في إشباع العمال والفلاحين وسد حاجاتهم كذَّبها العمال والفلاحون بعد أن صفَّقوا لها ، وطافت مسيراتهم شوارع الأمة ملتهبة بالصٌّراخ والطبول والصَّفير ، ولكن وجدوا في نهاية المسيرة الجوع والفاقة ، وغضَّوا أبصارهم عن النوازل والمصائب والهزائم ، لأن أصحابهم أشغلوهم بلقمة العيش ، وألهوهم بالأغاني والراقصات وبالمتع الحيوانية التي تعج بها دور السينما والفضائيات وأشرطة الفيديو و و و ... هيهات ماهكذا تورد الإبل أيها الناس ، لابد لكم من العودة إلى محتدكم الأصيل من هذا التغريب العفن ، لقد حصحص الحق فلا مجال للتملص ، كونوا شجعانا واعترفوا بالحقيقة ... إنها حُلوة وليست مرَُّة ، والأمة على موعد لقيادة البشرية من جديد ، لأنها أهل لذلك بما وهبها الله من عقيدة وتشريع ، وبما وعدها من سعادة وأمن وطمأنينة ، هذا تاريخها حافل بمآثرها وإنجازاتها وسُمُو مقاصدها ، لقد كان مجتمعها تمتد فيه معاني التآخي والتعاون والإيثار ، فتغطي جميع مساحاته القاصية والدانية ، حيث لايرضى الإسلامُ أن يهين الفقرُ مسلما لفقره وفاقته ،أو يرفع المالُ فاجرا لثرائه ،ولا أن يستغل القويُّ الضَّعيفَ ، ولا صاحب السلطة أن يفعل ماتمليه عليه نزواتُه ومصلحته .إن الله أكرم الإنسان ، وجعل التقي الذي يترجم في سلوكه قيم الهدى والنَّدى والخير هو الأفضل وهو الأكرم ، وجعل الله عزَّ وجلَّ أبواب الخير ميسرة أمام الغني والفقير ، وأمام القوي والضعيف وأمام الحاكم والمحكوم ... وحسب الإنسان المسلم أن يعيش بهديه إيجابيا في تصرفاته ، منصفا في معاملاته ،لايترفع عن إخوانه المسلمين إذا أصابه الغِنى ، ولا يحقد على أحد إذا ما ابتلاه الله بالفقر ، ولا يشعر بالكِبر والأنفة إذا ملك المال والجاه والسلطان ، أو يشعر بالذلة والهوان إذا ما أصابه العوز ... فالمجتمع الإسلامي غنيٌّ بأبنائه البررة ، في تعاملهم وفي تعاضدهم وفي تكافلهم ، إن فيهم مَن لاتعلم شمالُه ما وضعت يمينُه في يد يتيم أو أرملة أو محتاج ،والتعاون على البر والتقوى مزية ماكانت لغير الأبرار الأتقياء ،يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن كان معه فضل ظهر فليعد على مَن لاظَهر له ، ومَن كان له فضل زاد فليعد به على مَن لازاد له ) . قال راوي هذا الحديث الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : ( ... فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصناف المال ماذكر حتى رأينا أنه لاحق لأحد منا في فضل ) رواه مسلم . سبحان الله !!! أين أبناء جلدتنا الذين غرَّبوا وشرَّقوا بحثا عن السعادة الاجتماعية ، وبين أيديهم أسمى وأجل القيم في هذا المجال !!!
دعاني للكتابة في هذا الجانب الخيري الاجتماعي ، وفي هذه المقارنة بين النظام الإسلامي الرباني ، وبين النظم الأرضية المخالفة للدين الإسلامي هو اعتراف محدِّثي : ( بأن ماكنا فيه وما عشنا عليه من ضلالات واوهام كله هراء وتهريج ... وأكتفي من كلامه بهذا ) لأنه اعترف بأمور أخرى لم تعد خافية على أحد ، وقال : صليت الجمعة مضطرا مع والدي الذي لا أستطيع عصيان أمره ، وكانت خطبة الجمعة عن التكافل الاجتماعي في الإسلام ،وكان الخطيب رغم تحفظه على بعض الألفاظ إلا أن ماذكره كان كفيلا بإلهاب ضميري حين ذكر الحديث النبوي : ( أفضل الأعمال إدخالُ السرور على المؤمن : كسوْتَ عورتَه ، أو أشبعتَ جوعتَه ، أو قضيتَ له حاجة ) وتابع الخطيب ذكر آيات وأحاديث عن رسولنا عليه الصلاة والسلام ، أيقنت وأنا أسمعها أنني ومَن معي فقدنا ألذَّ مايمكن للأذن أن تسمعه وأحلاه ، ذكر منازل الساعي على الأرملة واليتيم ومن يقوم بكفالة الأيتام وتحدث عن منازل الجنة ... فلم أخرج من المسجد إلا وأنا أشعر قد دخلت في دين الإسلام من جديد ، واغرورقت عينا محدثي بالدموع ، فقلت له : أبشر والله بالقبول والرضا ، ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم !!!
وحصحص الحق ، وظهر أمر الله ، وانتصرت قيم الإسلام ليس في هذا الجانب الاجتماعي الكبير ، و إنما في كل جوانب الحياة الأخرى من اقتصادية أو ثقافية أو علمية أو سياسية أو جهادية ... والسِّرُّ في ذلك حُسن الصِّلة بالله ، وعبادة الله بصلاة ذات خشوع ، وصيام ذي سُمُو وصبر ،وبذكر وقراءة قرآن ، وبكل الأعمال التي تقرب العبد إلى الله ، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول ربُّكم : يابن آدم تفرَّغْ لعبادتي أملأْ قلبَك غِنى ، وأملأ يديك رزقًا ، يابن آدم لاتباعد مني أملأْ قلبَك فقرا وأملأ يديك شغلا ) رواه الحاكم . فالمجتمع الإسلامي مجتمع عابد لله ، يؤثر ماعند الله على كل مافي دنيا الناس من متاع ، فيه أقوياء وفيه ضعفاء ، وفيه أغنياء وفيه فقراء ، ولكن لايطغى القوي على الضعيف لضعفه ، ولا يتطاول الغني على الفقير لغناه ، وإنما الجميع على بساط العبودية لله سواء لافضل لأبيض على أسود ولا لعربي على أعجمي ولا لرئيس على مرؤوس إلا بالتقوى ، وبها كان الفتح والخير ، وفي ظلالها كانت السعادة ، وهنا حصحص الحق ، فهل يؤوب السفهاء والمفترون !!! .
أخي الكريم ــ أبا يعرب ــ أسأل الله أن يثبتك على الحق الذي وجدته بفضل من الله ، وأسأله سبحانه وتعالى أن يرد جميعَ زملائِنا في تلك الأيام الخاليات إلى دينهم القويم ، وأصالتهم المباركة ، وقيمهم العالية ، وقد بشَّرْتَنا بعودة الكثير منهم مع أبنائهم إلى دينهم وقيمهم ، ولن يتخلى الله عنا ، ولن يجعل لهؤلاء الكافرين والمرتدين سبيلا إلى إذلالنا وإبعادنا عن منابع شريعتنا الغراء ، ويقولون متى هو ؟ ونقول : عسى أن يكون قريبا .
وسوم: العدد 1003