ميثاق شرف حول إعادة تأهيل السجينات وإعادة تأهيل المجتمع
الحلقة الأضعف: لا تطحنوا بناتنا الثائرات بين حجري الرحى..
ولو أراد الإنسان أن يجمع جزءً حديثيا لطيفا، في وصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنساء لوجد خيرا كثيرا. وما أكثر ما قال سيدنا صلى الله وسلم عليه :اتقوا الله في الضعيفين: المرأة واليتيم. فقرن حال المرأة في واقعها الاجتماعي باليتيم، وسماهن في حديث آخر "فإنهن عندكم عوان" وفسر قوله عوان بأنهن في حكم الأسيرات، وقرنهن في سياق ثالث بما ملكت اليمين. وفي الرواية أنهن كن من آخر ما أوصى به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على فراش الوداع. كان يشغل همه ثلاث حلقات يجري عليها الاستضعاف في بنية المجتمع الذي ودع : المرأة واليتيم والرقيق. ويجادلونك...!!
وقرر الفقهاء في متونهم: أنه عندما يقع النفير العام ينفر المسلمون كافة، "فيخرج العبد من غير إذن سيده والمرأة من غير إذن زوجها" وهو حكم له حق واستحقاق وتبعة. لعلنا نتفكر
وكنت منذ بضعة أعوام قد قدر الله لي أن ألقى فريقا من بناتنا اللواتي كتب الله عليهن الاعتقال، والسجن، وذقن على أيدي زبانية الأسد ما ذقن، من تعذيب، ومن إهانة، ثم خرجن ليجدن أنفسهن في سجن اجتماعي أكثر ظلما وظلمة..وتتغشاني ظلمة أشد لو حاولت أن أدخل في بعض التفصيل!!
وكتبت يومها استحث أولي الأحلام والنهى في سياق هذه الثورة المباركة أن يصدروا ميثاق شرف إسلامي شرعي أخلاقي وطني، يرفعن فيه مقام هؤلاء الأخوات والبنات المجاهدات الثائرات إلى مقام الأطهر والأجمل والأرقى والأنقى ..وأن تمنح كل واحدة منهن على خلفية جهادها وصبرها ومصابرتها "وسام الطهر والشرف والبطولة" وأن يجدن في سجنهن الاجتماعي الكبيرـ بعض ما يليق بما قدمن ...
وأن يؤكد هذا الميثاق أن أيما أب أو أخ أو زوج، يثرّب على هذه الطبقة من بناتنا وأخواتنا، فإنما هوشريك للمجرم الأول، ومكمل لمشروعه، وأن إلقاء اللائمة على هذه المجموعة من أخواتنا فيما نالهن، أو وقع عليهن، مهما كان شأنه ،هو رجس من عمل الشيطان تأباه الشريعة كما تأباه الرجولة أيضا لكل المتذرعين بالرجولة من الذكور..
وحملتْ إلي وسائل التواصل منذ أيام حكايةنحكي فتقول: وبعد سنوات في سجن الأسد، خرجت المجاهدة المرأة الأم من السجن، وقد لاقت ما لاقت، وعانت ما عانت، خرجت وأول ما يخطر على قلب الأم أبناؤها، لتفاجأ بالزوج الغيور، يتبرأ منها، ويزيد فيحرمها حتى من رؤية أطفالها، ولا تنفع مع الجبل الأشم وساطة الوسطاء، ولا شفاعة الشفعاء..!!
يخرج السجين من السجون المدنية العادية، بحاجة إلى إعادة تأهيل، بحاجة إلى طبيب نفسي، بحاجة إلى لمسة عطف وحنان؛ فكيق حين يكون هذا السجين امرأة وأما تحتاج أول ما تحتاج مع كل ما قدمت، وضحت إلى إعادة اعتبار...
أعتقد أن كل مؤسسات المعارضة السورية جديرة بأن تجعل في يرامجها وفي حطابها مواد حقيقية تعيد ترتيب العقل الاجتماعي، بما يحفظ المكانة لهؤلاء المجاهدات. وأولى من يخاطب في ذلك من أولي الأحلام والنهى من السوريين النفر الغر الكرام من الفقهاء الذين يملكون أقوم المسالك إلى العقول والقلوب معا..
تحتاج هؤلاء المجاهدات إلى برامج حقيقية لإعادة التأهيل، وما يحتاجه المجتمع من حولهن أكثر...
احذروا على بناتنا أن يطحنّ بين حجري الرحى، حجركم وحجر بشار..
أريد أن أقول فأجدني أضعف، وأجد الكلمة تحتاج إلى ماضغين أشد ليمضغاها. (وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)...
وإنما هو بلاغ ...
وسوم: العدد 1015