حِزبُ العُمَّالِ الكُرْدُسْتانِيُّ
حِزبُ العُمَّالِ الكُرْدُسْتانِيُّ
(بي كيه كيه)
وقُوَّاتُ سُورِيَةَ الدِّيمُقْراطِيَّةُ
(بي واي دي)
وأخَوَاتُهُمَا
وُجُوهٌ لِعُمْلَةٍ واحِدَةٍ
وهُمْ أعداءٌ لِلَّهِ ورَسُولِهِ والمُؤمِنِينَ
وكُلِّ مُسْلِمٍ وحُرٍّ شَرِيفٍ
(اِعْرِفْ عَدُوَّك)
سيد أحمد بن محمد السيد
هؤلاء الحكام الجدد لربع سورية؛ حكام منبج والرقة ...
حلفاء الأمريكان بعد داعش؟!
حقيقة "قوات سورية الديمقراطية - قسد"
من خلال مقالة تفضحها وتفضح أخواتها
لكاتب وأديب من أتباع "دينها" هو بيار روباري؛ عنوانها:
مدينة مبوك "منبج" كانت مدينة كردية وستظل كذلك
(اِعْرِفْ عَدُوَّكَ)
سيد أحمد بن محمد السيد
(منبج مدينة حثية كُردية)؟!
(الغزاة المسلمون كانوا يغزون القواعد العسكرية البيزنطية في الصيف فقط اتقاء لبرد الشتاء)؟!
(أصبحت مبوك "منبج" في عهد عمر وعثمان جزءا من العواصم التي حُدِّدت مهامها بالدفاع عن الحدود الشمالية للدولة المحمدية الاستيطانية؛ لأن كل هؤلاء المستوطنين العرب الحاليين المُقيمين في مُدننا وأرضنا الكُردية جُلبوا في تلك الفترة إلى هذه الديار)؟؟؟!!!
(وهكذا انتقلت قبائل عربية كثيرة من موطنها الأصلي في شبه الجزيرة العربية إلى المناطق الكردية مثل: مبوك، وكركاميش "جرابلس"، وأزاز "أعزاز"، وإدلب، وحلب، وغيرها من المدن والمناطق، واستوطنتها)؟؟!!
وفي عام (1517م) كان آخر سلاطين المماليك "قانصوه الغوري" الذي هزمه العثمانيون في معركة (مرج دابق) قرب حلب، وبذلك انتقلت السيادة من المماليك هذه المرة إلى العثمانيين وأصبحت مبوگ جزءا من الدولة العثمانية مع أكثر من 60% من مساحة كردستان، وفقدت المدينة أهميتها بعد ذلك التاريخ ولم يطرأ عليها أي تغيير في ظل الحكم العثماني سوى أنها استقبلت أفواجًا من الشركس المهاجرين من القوقاز عام (1878م) ليستوطنوا فيها ثم يدَّعون أنها مدينتهم وجزءًا من وطنهم مثل الأتراك والعرب.
وبعد انهيار الدولة العثمانية واصطناع دولة سوريا على يد الفرنسيين اقتطعت المدينة مع قسم كبير من غرب كردستان (القسم الذي كان تحت سيطرة العثمانيين)، وضمت إلى هذه الدولة اللقيطة التي اسمها سوريا، كالدولة العراقية والتركية ويحكمها اليوم المستوطنون العرب المستعربة مرة أخرى!!!"
"بقيت سكان المدينة على المسيحية حتى عام (15) للهجرة أي في عام 636م، إلى أن احتل المدينة محتل آخر جديد، وهذه المرة كان المُحتلُّ عربيًّا شِرِّيرًا بقيادة "عياض بن غنم" كما أوردنا ذلك في بداية هذه الدراسة وجعلوا منها حِصنًا دفاعيًّا مهمًّا للدفاع عن الدولة الأموية ...". بيار روباري
*من مقال لـ بيار روباري وهو كاتب كردي متطرف - بعنوان: "مدينة مَبُّوك (منبج) كانت مدينة كردية وستظل كذلك"- دراسة تاريخية، الجزء الثاني نُشر على الشابكة في "صوت كردستان" (7052) 16/11/2021م. وسأورد المقال كاملا فيما بعد.
سبب كتابة الموضوع، وعثوري على المقال:
بينما كنت أتصفح وأبحث في بعض المواقع عن مدينتي الغالية منبج شَدَّ انتباهي بل صدمني وشدهني، بل صعقني مقال كتبه أحد زنادقة "الكرد" الشعوبيين العنصريين الشوفينيين الحاقدين بل الحانقين على العرب والعروبة والإسلام، وعلى الترك والشركس، وعلى بعض الفاتحين من ساداتنا الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، وسمَّى منهم بعض المسلمين العرب الشرفاء الفاتحين فاتحي مدينة منبج العظماء ألا وهو سيدي عياض بن غنم رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
2
وهو كاتب كُردي نكرة مجهول عُنصري زنديق لم أسمع به من قبل، وأظن جُلَّ القراء الكرام أيضا يُشاطرونني الرأي هذا؛ إنه المُسَمَّى "بيار روباري".
كما أن لغة هذا الكاتب النكرة المجهول ركيكة، وأخطاءَه النحوية والإملائية كثيرة، حفل بها مقاله التاريخي المُطوَّل، كما سنرى.
خلاصة مقالته التحشيشية المسمومة:
*فقد استعرض ذلك الكاتب -الذي يقطر حقدا وسما ناقعا على العرب "الشريرين" عامة، وعلى سيدنا عياض بن غنم خاصة- استعرض تاريخ مدينة منبج العريق والموغل في القدم منذ آلاف السنين، وأقدم العصور التاريخية حتى عصرنا الحاضر.
*هذا وقد أصرَّ على تسمية مدينة منبج "مَبُّوك" في كل مقاله الطويل بدءًا من العنوان إلى آخره؟!
*لكن الكاتب ابتدأ التاريخ -"لغرض ومرض في نفسه؛ بالتركيز على الدول غير العربية كالتركمانية والكردية، ولم يذكر من العرب الحاكمين للمنطقة سوى "سيف الدولة الحمداني والحمدانيين، و"صالح بن مرداس والمرداسيين"؛ الذين حكموا حلب، ثم ذكر عمر وعثمان رضي الله عنهما وهارون الرشيد عرَضًا؟! ولم يذكر علي بن أبي طالب عليه السلام البتة؟! وذكر الدولتين العربيتين الأموية والعباسية عَرَضًا؟؟!!
*كما ذكر الخلافة الإسلامية العثمانية أكثر من مرة، على أنها مُحتلَّة؟!
*لقد ركَّز الكاتب إذًا حديثه على تلك الدول من الأقليات غير العربية والتي حكمت بلاد الشام ومصر عامة ومنبج خاصة- من عهد أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، ثم الدولة الإخشيدية ومؤسسها محمد بن طغج، ثم الحمدانية ومؤسسها سيف الدولة الحمداني الذي صالح الإخشيديين ليحكم الإقليم الواسع الممتد بين "أنطاكية ومنبج".
*ثم ذكر المرداسيين عرَضًا، ليُعرج على الزنكيين بشيء من التفصيل، ثم "احتلَّ" منبج صلاح الدين الأيوبي؟!
ولم يُفصِّل شيئا عن حكم صلاح الدين وأبنائه الأيوبيين لمصر والشام عامة ومنبج خاصة؟!
*ثم تعرض لحكم المماليك البرجية والبحرية للشام ومصر ومنبج لنحو 270 سنة، وتعرُّض منبج خلال حكمهم لغزوين شرسين هولاكو وتيمورلنك.
*ثم خربت منبج على يد تيمورلنك وأصبحت خاوية على عروشها وبقيت مهجورة سنين طويلة؛ كما يقول الكاتب.
*ثم يذكر تولي الخلافة الإسلامية العثمانية لبلاد الشام ومنها منبج، بعد انتصار العثمانيين على آخر سلطان مملوكي "قانصوه الغوري" في "مرج دابق"، وحكمهم إياها 4 قرون.
*يقول الكاتب مُزَوِّرًا التاريخ الصحيح:
"لم يطرأ فيها على المدينة أحداث مهمة تُذكر سوى أنها استجلبت أفواجا من الشركس من القوقاز إلى المدينة الحثية الكردية عام 1878م؛ ليقيموا فيها بهدف تغيير ديمغرافيتها"؟!
*ثم تكلم عن الملك الصالح نجم الدين أيوب، ثم عن المعز عز الدين أيبك التركماني الصالحي.
*ثم أخيرا تحدث عن الخليفة هارون الرشيد وزيارته لمنبج، وتسميته إياها "عاصمة العواصم"، وكان حاكمها عبد الملك بن صالح العباسي ...
*ثم افترى الجاهل الحاقد على المجاهدين المسلمين فرية كبرى زعم فيها أنهم كانوا يغزون القواعد العسكرية البيزنطية فقط في الصيف، ولا يفعلون ذلك في الشتاء خشية البرد؟!
وهذه عبارته - وهي الفِرْيَة بلا مِرْيَة- بحذافيرها:
"وكان يحكمها آنذاك عبد الملك بن صالح بن عباس سنة 789 ميلادي، فعمد إلى بناء صروح كبيرة وقوية، لاستخدامها كقواعد لانطلاق الغزوات الصيفية لأن الغزاة المسلمين كانوا يغزون القواعد العسكرية والمدن البيزنطية فقط في الصيف، وذلك من أجل اتقاء برد الشتاء"؟!
*ثم تحدث عن الزلزال القوي الذي ضرب منبج سنة 748م وكان نكبة لأهلها، وتهدَّمت بسببه العديد من دور المدينة وحوانيتها.
*ثم تحدث عن منبج في عهد الخليفتين الراشدين عمر وعثمان، وأنها "أصبحت جزءا من العواصم ذات مهام الدفاع عن الحدود الشمالية للدولة المحمدية الاستيطانية؛ لأن كل هؤلاء المستوطنين العرب الحاليين الذين يقيمون في مدننا وأرضنا الكردية جُلبوا في تلك الفترة إلى هذه الديار"؟؟!!
يقصد أن القبائل العربية الحالية الكثيرة الموجودة في "المناطق الكردية"؛ منبج، وجرابلس، وأعزاز، وإدلب، وحلب، وغيرها من المدن والمناطق، إنما استوطنتها بعد مجيئها من موطنها الأصلي شبه الجزيرة العربية"؟؟!!
*ثم ختم جولته التاريخية الخرافية "التحشيشية الممزوجة بأنواع المخدرات من الهروين إلى الأفيون إلى الكبتاغون "؟؟!! وهي التي خلط فيها كثيرا من الأكاذيب والأساطير والخرافات ببعض الحقائق، والتي لن تجدها على هذا النحو في أي كتاب من كتب التاريخ سوى في عقل هذا الكاتب المريض وأضرابه المهووسين ممن هم على شاكلته ومرضه، ختمها بفريته الكبيرة وحقده الدفين على العرب والترك والشركس فتقيَّأ قائلا:
"وفي عام (1517 م) كان آخر سلاطين المماليك "قونصوه الغوري" الذي هزمه العثمانيون في معركة (مرج دابق) قرب حلب، وبذلك انتقلت السيادة من المماليك هذه المرة إلى العثمانيين وأصبحت مبوگ جزءًا من الدولة العثمانية مع أكثر من 60% من مساحة كردستان، وفقدت المدينة أهميتها بعد ذلك التاريخ ولم يطرأ عليها أي تغيير في ظل الحكم العثماني سوى أنها استقبلت أفواجًا من الشركس المهاجرين من القوقاز عام (1878م) ليستوطنوا فيها ثم يدعون أنها مدينتهم وجزءًا من وطنهم مثل الأتراك والعرب. وبعد انهيار الدولة العثمانية واصطناع دولة سوريا على يد الفرنسيين اقتطعت المدينة مع قسم كبير من غرب كردستان (القسم الذي كان تحت سيطرة العثمانيين)، وضمت إلى هذه الدولة اللقيطة التي اسمها سوريا، كالدولة العراقية والتركية ويحكمها اليوم المستوطنين العرب المستعربة مرة أخرى!!!"؟؟!!
*وأخيرا: تحدث الكاتب "الحَشَّاش" عن زيارة الرحَّالة البريطاني موندريل لمنبج عام 1697م، ووصفه لها، ثم زيارة الكولونيل البريطاني فرنسيس تشسني لها سنة 1835م ووصفه لها بأنها مُحَطَّمة يعمها الخراب.
ثم زيارة الرحالة البريطاني ريتشارد كوك لها سنة 1745م وتحدثه عن عنها وعن بقايا سورها، وأقنية رَيِّها تحت الأرض.
5
*ثم تحدث -مُطَوَّلًا- عن وضع المرأة المتميز والمُنصف لها كالرجل، في منبج ولا سيما في العهدين الخوري "الكردي" والسومري، وأتى بأمثلة لنساء كرديات أدَّين أدوارا ممتازة.
*ثم تحدث عن الأسطورة وأنها قديمة عند الكُرد؛ بل هي عندهم أقدم من اليونانيين بكثير؟؟!!
*كما جعل الكاتب "الموضوعي الحصيف" الشعب الكردي "الخوريين" أقدم الشعوب شعوب المنطقة، وآلهتهم أسطورة "إنانا" إلاهة بلاد الكرد السومريين؛ التي كانت تُعبد في "سومَر"، مُنذ نحو 4000- 3100 ق. م، وهي المُرتبطة بالحب، والجمال، والجِنْس، والرغبة، والخُصوبة، والحرب، والعدالة، والسلطة، والسياسة؟!
وهي نفسها التي عبدها لاحقا الأكَّاديون والبابليون والآشوريون باسم "عِشْتار"، وكانت تعرف بـ "ملكة السماء".
وأن الكُرد "الخوريين" كما كانوا سباقين في الأسطورة فقد كانوا كذلك سباقين في "مجال المُعتقدات الدينية والروحية"؟؟!!
*لكن اليونانيين تفوقوا دون شك على "الخوريين" الكرد في علم الفلسفة.
*ثم تحدث عن "ثيودورا" زوج الامبراطور جستنيان ودورها المهم في منبج، ثم تحدث عن "ثورة نيكا" سنة 532م؟!
*ثم تحدث عن العبادات في مبوك "منبج" ولا سيما معبد وتمثال إلهة الخصب "أتاركاتيس" الذي أسسه ونصبه البيزنطيون نحو سنة 320 ق.م بعد سيطرتهم على المدينة، وجعلها مكانا مقدسا.
*ثم تكلم عن "معبد هيرابوليس" المقدس الذي تحدث عنه لوسيانوس.
*ثم ترجم للوسيانوس المنبجي الفيلسوف من أهل القرن الثاني الميلادي.
*ثم تحدث عن أشهر الأعياد المقدسة في "مبوك"؛ وهو سيمون أي: "الذهاب للبحر".
*ثم تكلم عن قصة الطوفان وقصص الفيضانات المتعلقة بملاحم زبوسودرا، وجلجامش، وآتراهاسس، وفي "سفر" في التوراة، وبعده وعد "يهوه" الناجين ألَّا يحكم على الأرض بالطوفان مرة أخرى.
ولم يذكر قصة الطوفان في القرآن نهائيا، مع أنها وردت فيه مُفصَّلة؟؟!!
*ثم ذكر أنه في القرن 19 ترجم جورج سميث عالم الأشوريات السجل البابلي عن الفيضان العظيم في بلاد ما بين النهرين، وأقرب سجل لما ذكر في سفر التكوين في نسخة بابل ملحمة جلجامش عام 700 ق.م.
*ثم تحدث عن أهمية منبج الدينية المتقدمة على جميع المدن بكونها مركزا دينيا يزدانيا شمسيا فيها معبد الإلهة "أتاركاتيس"، مما جعل اليونانيين يتأثرون بها، عن طريق جنودهم العائدين بحمل معتقدات وطقوس دينية، وثقافة الشعب الخوري "الكردي" - الحثي زمن الإسكندر المقدوني وخلفائه السلوقيين، بالاستعانة برهبان منبجيين لإحياء احتفالات دينية في "ديلوس" اليونانية، كما في بلاد الخوريين والحثيين الكُرد.
*ويختم مقالته المطولة التحشيشية بكون منبج قديمة جدا، وأنها تعود إلى الألف الثاني ق.م، وأنها أقدم دار ونقطة لضرب المسكوكات المالية، في المنطقة، بل الشرق الأوسط.
هذا مع امتلاكها موقعا عسكريا وتجاريا مهما في العصرين الروماني والبيزنطي؛ فكانت أهم قواعد الثغور والجيوش.
*وحين بدأت المسيحية بالانتشار في بلاد الخوريين أسلاف الكرد وصلت إلى منبج بعد وصولها لمدينة حلب الخورية "الكردية منتصف القرن 3م، وحينها أصبحت من المدن المسيحية الهامة، وانتعشت التجارة فيها بحكم موقعها الوسيط بين الجزيرة الفراتية شرقا وحلب وللاذقية ودمشق غربا. كما أنها كانت مركزا هاما لفن النحت المتميز بمفهوم جمالي محلي.
*ثم يختم مقالته التحشيشية العجيبة الغريبة بهذه القنبلة والخبصة من العيار الثقيل وبكلام "ما ينزل بقبَّان" كما يقول الحلبيون؛ فيقول شَلَّ الله لِسانه:
"بقيت سكان المدينة على المسيحية حتى عام (15) للهجرة أي في عام 636م، إلى أن احتل المدينة محتل آخر جديد، وهذه المرة كان المُحتلُّ عربيًّا شِرِّيرًا بقيادة "عياض بن غنم" كما أوردنا ذلك في بداية هذه الدراسة وجعلوا منها حِصنًا دفاعيًّا مهمًّا للدفاع عن الدولة الأموية ...".
7
*أهم الملاحظات والمآخذ على المقالة، وبعض ضلالات الكاتب:
*أُمُّ الملاحظات: آراء الكاتب في مقالته الخطيرة تلك ليست خاصة به، وتعبر عن رأيه الشخصي فحسب؛ بل هي لكل جماعته وهم بالملايين في سورية وتركيا والعراق، وإيران، وهم أتباع حزبه "البي واي دي" وفروعه "البي كاكا" وأخواتها؛ فهم جماعة استيطانية سرطانية كالصهاينة تماما، ويعملون كما عمل هرتزل وجماعته قبل نحو 125 سنة لإقامة كيانهم الصهيوني؛ فهم يعملون لإقامة دولتهم الكردية الكبرى ما بين الفرات والبحر الأبيض المتوسط؟؟!!
ولذلك تُحاربهم وتعاديهم تركيا، والعراق، والمعارضة السورية، وكل مسلم وعربي وحر وكردي شريف في العالم.
1- فيها كثير من الأخطاء اللغوية والإملائية، وسأذكرها كما هي؛ ليلاحظ القارئ الكريم مستوى الكاتب المُتَدَنِّي، وللأمانة العلمية.
2- يُصِرُّ في مقالته على تسمية منبج باسم قديم غير مشهور وهو "مَبُّوك"!
3- فيها كثير من الأخطاء والمغالطات والتزوير والتجني على التاريخ عامة والتاريخ الإسلامي خاصة.
4- يُركز في مقالته على حكام منبج والمنطقة عامة من غير العرب كالكُرد والتركمان كالدولة الطولونية، والإخشيدية، والزنكية، والمماليك.
أما حكامها العرب فيذكرهم عَرَضًا؛ كالحمدانيين والمِرداسيين، وعلى أنهم مُحْتَلُون أو حُلفاء لدُول أخرى؟!
5- صلاح الدين الأيوبي مُحتَلٌّ لمنبج؟؟!! مع أنه كُردي! ربما لأنه مسلم يدين بدين الإسلام كالعرب الأمويين والعباسيين والعثمانيين "المُحتلين الاستيطانيين"؛ بحسب تعبير الكاتب المريض.
6- فيها يتجلَّى حِقدُ الكاتب الشديد بل حَنَقُه على الإسلام، ونبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم "صاحب الدولة المحمدية الاستيطانية"؟!
7- حنقه على الفاتحين العرب لمنبج "المُحتلين الجُدد الشِّرِّيرِين" من الصحابة الكرام، بقيادة عياض بن غنم رضي الله عنه، سنة 15هـ.
8
8- تركيزه على الأسطورة والأساطير والآلهة القديمة كـ "آتاركاتيس"، و"حدد"، و"عشتار"، و"إنانا" إلاهة بلاد الكُرد السومريين ... .
9- تركيزه على التاريخ القديم لمنبج والمنطقة بذكره الأكاديين والبابليين والآشوريين واليونانيين والسلوقيين والرومان، والإعجاب باليونانيين.
10- استشهاده على الطوفان وغيره ببعض أسفار الكتب المقدسة السابقة كسفر التوراة والتكوين، وبأقوال بعض الباحثين الغربيين، وتجاهله للقرآن الكريم تماما، وعدم ذكره ولا مرة واحدة؟!
11- زعمه أقدم شعوب المنطقة الشعب الكردي "الخورِيِّين"؟!!
12- حَنَقُه على العرب والتُّرْك والشَّرْكَس، وعَدُّهُم مُحْتَلِّين ومُستوطِنين كالصهاينة اليهود في فلسطين؟!
13- زعمه بأن حلب ومنبج وجرابلس وأعزاز وإدلب مناطق كُردية الأصل؛ كانت للأكراد الخُورِيِّين الحِثِّيِّين؟!
14- زعمه بأن المجاهدين المسلمين كانوا يغزون القواعد والمدن البيزنطية في الصيف فقط، اتقاء لبرد الشتاء؟!
مع أن المؤرخين الصادقين حدثونا عن نظام الصوائف والشواتي.
15- كل العرب الحاليين المقيمين في المدن والأراضي الكردية؛ التي ادعاها وحدَّدها بزعمه -"حلب، ومنبج، وجرابلس، وأعزاز، وإدلب، وغيرها"- كلهم كانوا قبائل عربية كثيرة انتقلوا من موطنهم الأصلي في الجزيرة العربية إلى المناطق الكردية، وبعضهم جُلبوا في عهد عمر وعثمان، وما بعد عهدهما إلى المدن والأرض الكردية؟!
16- مدينة منبج ومعها أكثر من 60% من مساحة كردستان استولت عليها الدولة العثمانية؟!
17- الشركس المهاجرون من القوقاز استوطنوا منبج عام 1878م بإذن الدولة العثمانية، ثم ادَّعَوا أن منبج وطنهم، كالتركمان والعرب تماما؟!
18- وَطَّنَت الدولة العثمانية الشركس في منبج بهدف تغيير دِيمُغْرَافِيَّتها؟!
19- دُوَل سورية والعراق وتركية كلها دُول لقيطة؟؟!!
20- دولتا سورية والعراق اللقيطتان يحكمهما اليوم المستوطنون العرب المستعربة مرة أخرى؟؟!!
أي: أن هاتين الدولتين احتَلَّهُما العرب من الأكراد من جديد، كاحتلالهما الذي تَمَّ قديمًا منهم؟؟!!
21- لم يذكر أي مصدر لمقالته المطولة، مع أنها مقالة وبحث تاريخي؟!
22- ليس في مقالته أي إشارة أو ما يمت إلى دين الإسلام، أو كتابه القرآن، أو نبيه محمد عليه الصلاة والسلام وسنته المُطَهَّرة، وهو دين أغلبية سكان مدينة منبج المسلمين السُّنَّة الذين لا يقلون عن 99%؟!
وهم المحكومون جبر وقهرا من هذه الفئة الزنديقة الظالمة الجائرة المُتغلبة والحاكمة والمسيطرة بالقوة الغاشمة البَطَّاشة، وبمُساعدة ألَدِّ أعداء هذه الأمة وهم الأمريكان الغُزاة المُحتَلُّون الأجانب.
فمن يقرأ مقالته - الآتية- يشعر بأنه يقرأ لكاتب مُلحد أو زنديق، لا يرجو لله وقارا، وليس عنده أي إيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله؟!
ومن يقرأ تلك المقالة له يُحِسُّ كأنَّ مَن يتَحَدَّث عنهم وهم سكان منبج عبر العصور هم ملاحدة أو زنادقة، أو لا دينيون على شاكلته؟؟!!
23- ليس في مقالته أي اعتراض أو كراهية وحقد أو مشكلة مع الصهاينة اليهود المغتصبين المحتلين لفلسطين، ولا للغزاة والمحتلين الروس لسورية، ولا للنظام المجوسي الصفوي الإيراني المحتل لسورية، ولا لذراعه الإجرامية "حزب اللات" اللبناني، ولا للأمريكان المحتلين لجزء من شرق سورية، ولا لنظام السفاح المجرم بشار الأسد الذي قتل وشرَّد وسجن ونكَّل بملايين السوريين؟؟!!
أعداؤه الوحيدون في مقالته هم: العرب المُستوطنون لبلاد الأكراد في سوريا والعراق وغيرهما، ودولتهم المحمدية الاستيطانية، والعثمانيون والأتراك المحتلون، والشركس؟!
24- لم يذكر شيئا من معالم مدينة منبج في عهدها الإسلامي الطويل الممتد 14 قرنا؛ فلم يذكر قلعتها، ولم يتكلم على قلعة نجم ، ولا مسجد الشيخ عقيل المنبجي وضريحه، ولا جامع منبج الكبير الحميدي الذي بناه السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1302هـ = 1884م.
25- لم يذكر شيئا عن أعلام منبج علماء منبج ومحدثيها وأوليائها، ومفتيها، وشعرائها وأدبائها خلال أربعة عشر قرنا من عهدها الإسلامي؟!
*فمن محدثيها الكُثُر: حاجب بن سليمان المنبجي "شيخ النسائي"، وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي، ومن شعرائها القدماء: الوليد بن عبيد البحتري، ودوقلة المنبجي، ويحيى بن نزار المنبجي.
*ومن علمائها: علي بن زكريا المنبجي الحنفي ت 686هـ، ومحمد بن محمد الصالحي المنبجي الحنبلي ت 785هـ صاحب كتاب "تسلية أهل المصائب".
*ومن علمائها في العصر الحديث: مفتي منبج الشيخ عبد القادر اللبني ت 1925م، والشيخ مصطفى أبو زلام ت 1944م، وابنه الشيخ جمعة أبو زلام مفتي منبج، ومفتيها قبله الشيخ محمود العلبي ت 1952م، وقبله الشيخ ناجي الكيالي ت 1936م، والشيخ سعيد الغانم، والشيخ جميل كَسِّر ت 1999م، والشيخ أحمد شريف بلق المنبجي ت 2017م.
*ومن أوليائها الولي الشهير عقيل بن أحمد المنبجي ت نحو 558هـ.
*ومن شعرائها في العصر الحديث:
محمد منلا غزيل البحتري الصغير، وعبد الله عيسى السلامة، ويوسف عبيد أبو ضياء، ومحمد الحاج مرعي، وحسن النيفي ... .
وعدم ذكره لهؤلاء الأعلام الكبار وغيرهم يدل على عدم موضوعيته، وعنصريته المقيتة التي أعمت بصيرته، واتباعه لهواه، وأنه لا قيمة ولا شأن عنده لغير الأكراد من الأجناس والعرقيات الأخرى من العرب والتركمان والشركس، مع أنهم أكثر سكان منبج؟!
لم يذكر من شعرائها سوى الشاعر أبي فراس الحمداني؟!
مع أنه ذكر ثيودورا، والإلهة أتاركاتيس، والإله حدد؟!
11
صورة قديمة لمدينة مبوگ (منبج)
مدينة مبوگ (منبج) كانت مدينة كردية وستظل كذلك
- دراسة تاريخية - الجزء الثاني - مختارات
بيار روباري - 16/11/2021م - صوت كوردستان
لقد إستطاع “أحمد بن طولون” أن يمد نفوذه من مصر إلى بلاد الشام وأن يضمها إلى دولته، ونتيجة هذا التمدد أصبحت مبوگ جزءً من الدولة الطولونية،، وقد برر إبن طولون عمله بحجة رغبته بمقارعة البيزنطيين والعودة إلى مجاهدتهم. وفي زمن سيف الدولة الحمداني، إستعرت المعارك بين الدولة الحمدانية والبيزنطيين، وكانت سجالاً بين الطرفين، وقد زادت أعباء سيف الدولة مع أنه وقع مع الإخشيديين خلفاء الطولونيين صلحاً في عام (945م) حصل بموجبه على إقليم واسع يتألف من عواصم أنطاكية و مبوگ، وقد استعادت هذه الأخيرة أهميتها بسبب قربها من مدينة حلب ولثروتها الزراعية، وقربها من نهر الفرات قرب معبر على النهر دعي باسم جسر منبج حيث تقوم قلعة نجم، وفي الواقع أن منبج بقيت هدفاً للبيزنطيين خلال النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، مما جعل الحرب بين الطرفين شبه مستمرة.
أحمد بن طولون: هو أبو العباس أحمد بن طولون هو أمير مصر ومؤسس الدولة الطولونية في مصر والشام من الفترة (868 – 884،
كان أحمد بن طولون والي الدولة العباسية على مصر، ثم استقل بمصر عن الخلافة العباسية، فكان أول من يستقل بمصر، كما استطاع القضاء على الحركات المعارضة له، وتمدد باتجاه الشام بعد تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد الثورات في الشام.
قام ابن طولون بعدة أعمال في فترة حكمه، منها إنشاء مدينة القطائع، والتي اتخذها عاصمة لدولته، وكذلك بنى مسجده المعروف بمسجد أحمد بن طولون، وكان والده من أتراك القفجاق.
لقد ضرب المدينة زلزال كبير عام 1345م كما جاء على لسان “زين الدين بن الوردي” الذي وصفها في بيتين من الشعر هذا نصهما:
منبج أهلها حكوا دود قز …… عندهم تجعل البيوت قبورا
رب نعمهم فقد ألفوا من …… شجر التوت جنة وحريرا”
ابن الوردي: هو شاعر وأديب ومؤرخ، ولد في مدينة معرة النعمان وولي القضاء مانبگ وتوفي بحلب.
وفي زمن سيف الدولة الحمداني، إستعرت المعارك بين الدولة الحمدانية والبيزنطيين، وقد زادت أعباء سيف الدولة رغم أنه وقع مع “الإخشيديين” خلفاء الطولونيين صلحاً في عام (945م) حصل بموجبه على إقليم واسع يتألف من أنطاكية مبوگ، في حين إستعادت هذه الأخيرة نوع من وهجها بسبب قربها من مدينة حلب وثرواتها الزراعية، وقربها أيضآ من نهر الفرات. مع ذلك بقيت مبوگ هدفاً للبيزنطيين خلال النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، مما جعل الحرب بين الطرفين شبه مستمرة.
الدولة الإِخشيدِية أو الإِمارة الإِخشِيدِية: هي إمارة إسلامية أسسها محمد بن طغج الإخشيد في مصر، وامتدت لاحقآ باتجاه الشام والحجاز، وذلك بعد مضي ثلاثين سنة من عودة الديار المصرية والشامية إلى كنف الدولة العباسية، بعد إنهيار الإمارة الطولونية التي استقلَت بِحكم الديار سالفة الذكر وفصلتها عن الخلافة العباسية طيلة 37 سنة.
كان مؤسس هذه الدولة محمَد بن طغج مملوكآ تركيآ، عيَنه الخليفة العباسي أبو العباس محمد الراضي بالله واليآ على مصر، فأقرَّ فيها الأمن والأمان وقضى على المتمردين على الدولة العباسية، وتمكَن من الحد من الأطماع الفاطميَة بِمصر. فلما تمكن من ذلك منحه الخليفة لقبآ تشريفيآ فارسيآ هو «الإخشيد» تكريمآ له ومكافأة على عمله.
وما لبث الإخشيد أن سار على طريق أحمد بن طولون مؤسس الإمارة السابقة لِإمارته، فاستقل بِمصر عن الدولة العباسية، وإستولى على أغلب فلسطين ودمشق وحمص والأُردن عدا حلب التي تركها لِلحمدانيين. ثم ضم
الحجاز إلى دولته، وكان ابن طولون قد حاول أن يضمها إليه فلم ينجح. وأخشيد تعني ملك الملوك.
وعندما إحتل الفاطميون جنوب بلاد الخوريين الكرد (1015م) أصبح “صالح بن مرداس” حاكم مدينة حلب. فضم إليها مدينة مبوگ وتعاقب على هذه المدينة سلطات عدة، فقد سيطر عليها السلاجقة الأتراك ثم انتقلت إلى سيطرة الزنكيين إذ بعد وفاة زنكي (1146م) قاد ولده “نور الدين” حملة عسكرية إلى مدينة “رها” لمحاصرتها مارآ بمدينة مبوگ مع قواه العسكرية وآلات حصاره، وكان أميرها يومئذٍ “حسان المنبجي”، وكان حليفآ مخلصآ لنور الدين، والذي باستيلائه على “تل باشر” عام (1151م) أنهى بذلك مملكة الرها. وبعد وفاة الحاكم “حسان المنبجي” منح نور الدين منبج لولده “غازي” كإقطاع إلا أن هذا ما لبث أن ثار على والده. مما جعل نور الدين يقتحم المدينة ويعزل إبنه (غازي) ويعين مكانه أخاه “قطب الدين اينال”.
بعد ذلك وقعت مدينة مبوگ تحت سيطرت الزنكيين، وبقيت تحت سلطتهم حتى إحتلها صلاح الدين الأيوبي (1176م). وتعرضت المدينة في عام (1240م) للنهب والسلب من قبل الخوارزمية الذين أشاعوا فيها الخراب والدمار والقتل والزعر.
بعد وفاة الملك الصالح أيوب ملك مصر وإغتيال إبنه “توران شاه”، انتقل الحكم عمليآ إلى يد القائد العسكري المملوكي “المعز عز الدين أيبك”، ويُعد المؤسس لدولة المماليك في مصر والتي استمرت نحو مئتين وسبعين سنة (1250 ـ 1517م) بفرعيها البحري والبرجي. وقد تعرضت بلاد الشام خلال حكمهم إلى غزوين شرسين:
أولهما، كانت بقيادة “هولاكو” المغولي الذي وضع نهاية للدولة العباسية، إثر إحتلاله بغداد وقتله للخليفة العباسي وأفراد أسرته عام (1258 م)، ثم زحف نحو شرق البحر المتوسط وإحتل القسم الجنوب الغربي من كردستان، وإرتكب جرائم لا يمكن تصورها في مدينة حلب ووالمناطق التي حولها،
ثم إتجه نحو كل من مدينة حماة ودمشق، إلا أن ظروفآ إستجدت، فاضطر إلى الذهاب إلى إيران بسبب وفاة أخيه الخان الكبير، تاركآ جيشه لإتمام الغزو بقيادة أحد قواده، ولكن جيش المماليك بقيادة “الظاهر بيبرس” تمكن من سحق الجيش المغولي في معركة عين جالوت (1260م).
ثانيهما، كانت بقيادة “تيمورلنك”، الذي غزا في عام (1401م) المنطقى وإستولى على مدينة “مبوگ” وجعلها مقرآ لقيادة حملته على كل المنطقة، وبعد ذلك هدمها ولم يبقِ حجرآ فوق حجر، وترك جنوده يفتكون بسكانها، وهكذا أصبحت المدينة خاوية على عروشها، وفي هذه الفترة توقفت الحياة في مبوگ التي بقيت مهجورة لسنين طوية جدآ.
كان آخر سلاطين المماليك قونصوه الغوري الذي هزمه العثمانيون في معركة مرج دابق قرب حلب عام (1517م) وبذلك انتقلت السيادة من المماليك إلى العثمانيين وأصبحت مبوگ جزءً من الخلافة الإسلامية وقد استمرت الخلافة العثمانية في بلاد الشام نحو أربعة قرون 1517م ـ 1918م. لم يطرأ على منبج في ظل الحكم العثماني أحداث ذات أهمية تذكر، سوى أنها إستجلبت أفواجاً من الشركس من القوقاز إلى المدينة الحثية الكردية عام (1878م) ليقيموا فيها بهدف تغيير ديمغرافيتها.
الملك الصالح نجم الدين أيوب: هو إبن الملك الكامل محمد بن العادل ابي بكر بن أيوب الذي لقب أبو الفتوح، ولد فى القاهره سنة 1205 – وتوفى فى المنصورة فى 22 نوفمبر 1249م). سابع سلاطين الايوبيه فى مصر، حكم من 1240 لغاية 1249. بيعتبره المؤرخين من أحسن الملوك الايوبيين. وهوه اللى أسس المماليك البحريه فى مصر، ودخل فى صراعات مع الملوك الأيوبيين فى الشام.
المعز عز الدين أيبك: الملك المعز عز الدين أيبك الجاشنكير التركماني الصالحي النجمي. أول سلاطين الدولة المملوكية. نُصب سلطانآ على مصر في عام 1250 بعد أن تزوجته وتنازلت له عن العرش “شجر الدر” سلطانة مصر وأرملة السلطان الأيوبى الصالح أيوب، وبقي سلطانًا على مصر إلى أن اُغتيل بقلعة الجبل في عام 1257. كان من أصل تركماني.
وزار المدينة الخليفة العباسي الخامس “هارون الرشيد”، الذي كان يحج سنة ويغزو سنة وسمى المدينة عاصمة العواصم لأنها تعصم (المسلمين) من العدو الروماني من وجهة نظره، وكان يحكمها آنذاك “عبد الملك بن صالح بن عباس” سنة 789 ميلادي، فعمد إلى بناء صروح كبيرة وقوية، لإستخدمها كقواعد لانطلاق الغزوات الصيفية لان الغزاة المسلمين كانوا يغزون القواعد العسكرية والمدن البيزنطينية فقط في الصيف، وذلك من
اجل إتقاء برد الشتاء. وقد سبقه إليها “عبد الملك بن صالح بن علي الهاشمي” الذي ولي واليآ عن المنطقة، سأله الرشيد أن يصف له المدينة:
فقال: طيبة الهواء، قليلة الأدواء، قال الرشيد: وكيف ليلها؟
فأجابه عبد الملك: كله سحرفقال الرشيد: صدقت إنها لطيبة.
فأجابه عبد الله: هي بُرة حمراء وسنبلة صفراء، وشجرة خضراء في فيافٍ فيح بين قيصوم وشيح.
ضرب مدينة مبوگ، زلزال قوي ثاني آخر في عام (748م) وكان بمثابة نكبة لأهلها، وبسببه تهدمت المدينة والعديد من دورها وحوانيتها، كما إنهارت كنيسة اليعقوبية فوق رؤوس المصلين الذين كانوا بداخلها. أما في المجالين التنظيمي والإداري فقد أصبحت مبوگ في عهد الخليفة “عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان” جزءاً من العواصم التي حُددت مهامها بالدفاع عن الحدود الشمالية للدولة المحمدية الإستيطانية. نقول إستيطانية لأن كل هؤلاء المستوطنيين العرب الحاليين الذين يقمون في مدننا وأرضنا الكردية جلبوا في تلك الفترة إلى هذه الديار.
وهكذا إنتقلت قبائل عربية كثيرة من موطنها الأصلي في شبه الجزيرة العربية إلى المناطق الكردية مثل مبوگ وگرگاميش وأزاز وإدلب وحلب وغير من المدن والمناطق وإستوطنتها، وكانت قبيلة تغلب اليمنية الأصل والتي ينتمي إليها الشاعر المعروف “الأخطل” قد استوطنت المنطقة الواقعة بين دجلة والفرات والخابور كما تسرب بعض أفخاذها نحو الغرب واتخذوا من منطقة “مبوگ” سكناً لهم بسبب خصوبة الأرض ووفرة المياه العذبة. وفي العصر الأموي عمد الخليفة “يزيد بن معاوية بن أبي سفيان” إلى إحداث جند خامس دُعي باسم “جند قنسرين” وضم إليه إنطاكية و مبوگ والجزيرة حرصاً على سلامة حدود الدولة ودعماً لها.
وفي عام (1517 م) كان آخر سلاطين المماليك “قونصوه الغوري” الذي هزمه العثمانيون في معركة (مرج دابق) قرب حلب، وبذلك إنتقلت السيادة من المماليك هذه المرة إلى العثمانيين وأصبحت مبوگ جزءاً من الدولة العثمانية مع أكثر من 60% من مساحة كردستان، وفقدت المدينة أهميتها بعد ذلك التاريخ ولم يطرأ عليها أي تغيير في ظل الحكم العثماني سوى أنها استقبلت أفواجاً من الشركس المهاجرين من القوقاز عام (1878م) ليستوطنوا فيها ثم يدعون أنها مدينتهم وجزءً من وطنهم مثل الأتراك والعرب. وبعد إنهيار الدولة العثمانية وإصطناع دولة سوريا على يد الفرنسيين إقتطعت المدينة مع قسم كبير من غرب كردستان (القسم الذي كان تحت سيطرة العثمانيين)، وضمت إلى هذه الدولة اللقيطة التي إسمها سوريا، كالدولة العراقية والتركية ويحكمها اليوم المستوطنيين العرب المستعربة مرة أخرى!!!
وعندما زار الكاهن الأنكليكي والأكاديمي البريطاني من جامعة إكسفورد “هنري موندريل” الذي عاش بين أعوام (1665-1701) مدينة مبوگ بشهر نيسان عام (1697) هكذا وصفها:
“لم يبق لهذا المكان شيئآ من عظمته”. ويضيف: لقد عم الدمار والخراب والفوضى كل أرجاء المدينة، فقط من الجهة الشرقية ما تزال بعضآ من سورها سليمآ ولم يدمر بعد، وفي الجهة الغربية من المدينة يوجد حفرة عميقة مليئة بالماء، يصل قطرها إلى حوالي 100 ياردة (91,4م). ويكمل حديثه ويقول: على ما يبدو أن هذه البحيرة الصغيرة كانت محاطة بأبنية عظيمة، وإستنتج أنه كان هناك أبنية عظيمة من خلال الأعمدة والحطام المتبقي حول هذه البحيرة.
بينما الكولونيل فرنسيس رودن تشسني (1789 – 1872 م) والذي كان ملاحآ ومستكشفآ بريطانيآ، والذي أسندت إليه الحكومة البريطانية: مهمة إستطلاع طريق بري يمتد من سوريا إلى الخليج وكان ذلك عام 1835م. وصف المدينة بأنها مدينة محطمة ويعمها الخراب، وتقع وسط سهل صخري في مكان منعزل.
بينما الرحالة والأسقف البريطاني “ريتشارد بوكوك” (1704 – 1765)، تحدث عن المدينة وأقنية الري تحت الأرض وبقايا سور المدينة عندما زارها في عام 1745 ميلادي حيث قال: بلغ إرتفاع السور (30) قدم وعرضه (9) أقدام، إضافة لوجود برج نصف دائري عند كل باب لحمايته.
18
هنري موندريل:
من مواليد انكلترا عام 1665م بدأ عمله استاذا في جامعة اوكسفورد ثم اصبح رجل دين وكان قسيس “شركة المشرق” التجارية في سورية التي تأسست في 1592 بامتياز منحته الدولة الانكليزية الى مجموعة من التجار لتنظيم التجارة مع الامبراطورية العثمانية والمشرق.
اقام في حلب في اطار عمله في هذه الشركة التي كان يمثلها اربعون رجلا يعيشون في دير كنيسة المشرق ومركزها في حلب. قام بزيارة إلى فلسطين في نهاية القرن السابع عشر في عام 1697 م. وسجل مشاهداته في هذا الكتاب وتوفي بعد اصدار الكتاب بقليل عام 1701م في حلب. كان هذا النوع من الرحلات والكتب التي تصدر بعدها تهدف لاستكشاف الافاق الاقتصادية التجارية في المناطق التي تستهدفها الرحلات لاعداد تصور اقتصادي تجاري انطلاقا من الدراسات الاجتماعية و التجارية لواقع البلدان التي تتم الرحلات اليها. وهذا ما مهد لاحقا لتقديم استراتيجية مدروسة لتحقيق المصالح الانكليزية في المنطقة عبر الاحتلال المباشر او غير المباشر. ومن مؤلفاته “رحلة من حلب إلى القدس”.
في الواقع تُعد مدينة مبوگ الخورية التاريخية لؤلؤةً مكنونةً، بمخزونها الأثري العريق الذي يُظهر عراقة أجداد الكرد وأصالة تراثهم ومدى تقدمهم في تلك الحقبة الزمنية، وهذا واضحٌ فيما خلفوه من آثار عريقة ومتنوعة في نفس الوقت، تتوزع هذه الأثار على كافة أماكن المدينة، وفي عصور وحقب تاريخية مختلفة، وتتميز مبوگ بمنشآت دينية وجنائزية، بما فيها المعبد والأكروبول والسور، والحي البيزنطي.
19
خامسآ، وضع المرأة في مدينة مبوگ:
Rewşa jinê li Mabugê
في هذه الفترة الزمنية المبكرة من التاريخ الإنساني لعبت المرأة دورآ بارزآ في حياة مجتمع مدينة مبوگ والذي كان جزءً من مجتمع أوسع، إن المرأة في مدينة مبوگ إحتلت مكانة مميزة ومرموقة، والسبب في ذلك يعود لمسؤولية المرأة عن الخصوبة، ومن هنا كان إتخاذ المرأة رمزآ وإلهة للحصوبة مثل الإلهة “أتاركاتيس”. هذه الإلهة لعبت دورآ كبيرآ في حياة سكان المدينة والمنطقة برمتها، ووجودها عززت من دور المرأة، وعلت من مكاناتها الإجتماعية وشأنها دون شك.
وهذا الدور الإستثنائي المنوط بالمرأة أي الإنجاب، منحها مكانة عالية في المجتمع الخوري والسومري من أيام أنانة السومرية. من هنا كان أسلاف الكرد يجلون المرأة ويمنحونها دورآ قياديآ في المجتمع، والكثير من ألهة الكرد كانوا نساء وهذا ما لا تجدوه في عقائد الشعوب الأخرى. ورأينا عبر التاريخ الشعب الكردي، نساء ملكات وقائدات سياسيات ولعبنا أدوارآ مهمة في جميع المجالات. ولليوم المرأة الكردية، دوره يعادل دور الرجل في المجتمع الكردي ولا تمييز بين الجنسين، إلا في نطاق محدود تشمل فئات دينية متطرفة ومنغلقة على نفسها، ومثل هذه الأفكار السوداوية بعيدة عن طبيعة المجتمع الكردي.
الكثيرين من الكرد وحتى العرب يعتقدون أن الإسطورة منتوج غربي وإستوردناه من الغرب، وهذا غير صحيح على الأقل فيما يتعلق بالشعب الكردي، لأن الإسطورة لدى الكرد كانت أقدم من اليونانيين بكثير وحتى تسمية الإسطورة في اللغة الكردية (أفسان)، أقدم من التسمية اليونانية (ميتا)، وليس هذا وحسب فإن أقدم إسطورة أو ملحمة في الكون كله، كانت كردية – سومرية ودونت في سومر. وليس صحيحآ أن أرسطو خلال مرافقته “للإسكندر المقدوني” أثناء زيارته لمدينة مبوگ التاريخية، هو الذي نشر شعائر علم المثيولوجيا.
20
إضافة إلى أسبقية الخوريين والسومريين أسلاف الكرد في الإسطورة، كانوا أيضآ سباقين في مجال المعتقدات الدينية والروحية. اليونانيين كانوا سباقين في علم الفلسفة وتفوقوا على الخوريين وبقية الشعوب دون شك. وخير دليل على أسبقية الكرد في مجال الإسطورة هي إسطورة “إنانا” السومرية. وإنانا هي إلهة بلاد الكرد السومريين وهي مرتبطة بالحب، الجمال، الجنس، الرغبة، الخصوبة، الحرب، العدالة، السلطة والسياسية. كانت تعبد في سومر وعبدها لاحقآ الأكاديون والبابليون والآشوريون تحت إسم “عشتار”. كما كانت تُعرف باسم “ملكة السماء” وكانت ربة معبد إينا في مدينة الوركاء، والتي كانت لها مركز عبادة رئيسية. لقد ارتبطت بكوكب الزهرة وكان من أبرز رموزها الأسد والنجمة ذات الثماني نقاط. كان زوجها هو الإله “دوموزيد” الذي عرف لاحقآ بإسم (تموز). المرافقة الشخصية لها، كانت الإلهة “نينشوبور”، التي أصبحت فيما بعد الإله الذكر (بابسوكال).
كانت “إنانا” تعبد في سومر على الأقل منذ فترة الوركاء حوالي (4000-3100 ق.م)، لكنها كانت لديها مجموعة صغيرة من التابعين العباد قبل فتح سرگون أكاد. خلال حقبة ما بعد السرگونية، أصبحت واحدة من أكثر الآلهة الموقرة على نطاق واسع في المعبد السومري، بالأضافة إلى المعابد في جميع أنحاء بلاد الرافدين. إستمرت عبادة إنانا، والتي ربما كانت مرتبطة بمجموعة متنوعة من الطقوس الجنسية، وكانت محبوبة بشكل خاص من قبل الآشوريين، الذين رفعوها لتصبح أعلى ألوهية من آلهتهم، متقدمة في ذلك على إلههم “آشور”.
كما تم الإشارة إلى الإلهة “إنانا” في التوراة، وكان لها تأثير كبير على الإلهة الكنعانية “عشتروت”، التي أثرت بدورها على تطور الإلهة اليونانية أفروديت. لقد إستمرت عبادتها في الإزدهار حتى تلاشى دورها تدريجيآ بين القرنين (الأول والسادس) الميلادي في أعقاب ظهور المسيحية كديانة، على الرغم من أنها حافظت على صيتها في أجزاء من بلاد الرافدين حتى أواخر القرن الثامن عشر. إن مصطلح ميثولوجيا اليوناني، والذي تُرجم إلى العربية تحت مسمى “علم الأساطير أو علم دراسة الأساطير”، هو فرع من فروع المعرفة، ويُعنى بدراسة الأساطير وتفسيرها.
21
Bi îngilîzî: Myth ——> Mythology.
Bi kurdî: Efsan ——> Efsanî.
Bi erebî: علم إلإسطورة <—– إسطورة
المرأة الثانية التي لعبت دورآ مهمآ في حياة المدينة وسكانها هي الملكة أو الإمبراطورة “تيودورا” زوجة الإمبراطور “جستينيان الأول” إمبراطور بيزنطا، بحكم زواجها من الإمبراطور وكانت شريكة زوجها في العرش. بكلام أوضح هي التي حكمت فعليآ الإمبراطورية البيزنطية في الفترة ما بين أعوام (527-548م). وبفضل هذا الموقع كان للسيدة “تيودورا” تأثيرآ وسلطاناً كبيرين في تاريخ الامبراطورية الرومانية ولم يحظى بمثل هذه المكانة أي إمرأة أخرى. وكلا الكنيستين الشرقية الأرثوذكية والكاثوليكية الغربية يران فيها قديسة إلى جانب الميافيزيون، ويحتفلون بعيدها كل عام بتاريخ (14) تشرين الثاني.
هذه السيدة قادة أهم دولة أو إمبراطورية في العهد القديم، وهذا ما منح المرأة مكانة إجتماعية عالية يليق بها من ضمنها في مدينة مبوگ، وإستطاعت أن تنظم شؤون الحكم ووقفت في وجه ثورة “نيكا”، رغم أنها تنحدر من عائلة مغمورة وعلمت في الخمارات ولكن جمالها وذكاءها الحاد جعل الإمبراطور يعجب بها ويتزوجها. وتمكنت من حماية عرش زوجها وتغلبت على الثورة والتمرد، وأصدرت قانون إداري بإسم “جوستنيان” زوجها، تم بموجبه تحرير نساء القصر من العبودية.
ثورة نيكا: بلغ خطر حزب الخضر وحزب الزرق أشده في ثورة نيكا سنة 532م، وبالتالي لم يكن جستنيان في مركز يمكنه من الالتفات لمشاريعه الكبري قبل سنة 532 أي قبل القضاء على الخطر الداخلي وتلافي خطر الفرس. وبالرغم من التنافس السابق بين الحزبين (الخضر والزرق) فقد وحدا صفوفهما ضد جستنيان واخذ أنصارهما يعيثون في القسطنطينية فسادا، بل وتمكنوا من التغلب علي بعض القوات الحكومية، وقد تحرج مركز جستنيان لدرجة أنه فكر في الفرار من مدينته القسطنطينية، ولكن عارضتهم الامبراطوره ثيودورا، قائلة: "في مثل هذه الظروف التي نواجها ليس لدينا الوقت لمناقشة هل على المرأة أن تسكت إذا ما تحدث الرجال أم لا".
ورأيي أن هذا الوقت ليس مناسباً للفرار حتى لو في ذلك الأمان كله فليس هناك شيء مضمون وكلنا يعلم أن لكل مولود يوم سيودع فيه الحياة، لكن ليس من اللائق على من أصبح امبراطوراً أن يسمى بعد ذلك هارباً، وأني لن أتخلى أبداً عن العباءة الامبراطورية. والآن إن شئت أن تنجو بنفسك فليس ذلك صعباً ولا شيء يمنعك فالمال وفير والبحر وسيع والسفن كثيرة على الشاطئ، أما أنا فإني لن أتمسك بالقول القديم أن العباءة الإمبراطوريه خير الأكفان”.
قالت تيودورا هذه الكلمات التي كان مفعولها كالسحر على الحاضرين وخاصة جستنيان، وبدأ يخطط في القضاء على الثورة. أمر جستنيان قائده (نارسيس) باستمالة رؤساء الاحزاب بالأموال والهدايا وخاصه زعماء الزرق وفعلا نجح في ذلك وإنسحب الزرق من “الهبدروم” جمع بليزاريوس جيوشه وحاصر المتظاهرين في الهبدروم، وأحدث فيهم مذبحة مروعة ذهب ضحيتها على أقل تقدير ثلاثون الف رجل، كما ذكر “بروكوبيوس”. أما عن هيباتيوس الذي نادى به الشعب امبراطورآ فقد قبض عليه وكان من رأى تيودورا قتله وبالفعل أمر جستنيان بقطع رأسهما وبعد هذه الثوره أصبحت ثيودورا مسيطره على شئون الحكم.
سادسآ، العبادات في مبوگ:
Rêûresmên dînî li Mabugê
أنشأ الخوريين المدينة بالأساس كمعبد لعبادة الألهة، وبعد سيطرة الميتانيين ومن بعدهم الحثيين أكملوا المسيرة، أي مسيرة أبائهم الخوريين فحافظوا على طبيعتها، وجميعهم أسلاف الشعب الكردي الحالي. وظلت مدينة مبوگ تحتل مكانة مقدسة، حتى عندما إحتلها الأشوريين والكنعانيين ومن ثم البيزنطيين، نظرآ لما كان يحتوي المدينة على معابد دينية عديدة يزدانية، وكان يحج إليها سنويآ الألاف من الخوريين والميتانيين والحثيين لحضور الأعياد والاحتفالات الدينية التي كانت تقام فيها، والتي كان يشرف على تنظيمها وتنفيذها رئيس كهنة المعبد. وأخذ عن أسلاف الكرد “الخوريين” الكثير من الأقوام هذ الطقوس الدينية ومارسوها في حياتهم، لا بل نقلوها أيضآ إلى موطنهم القديم من حيث قدموا.
23
وزادت قدسية المدينة بعد سيطرت البيزنطيين عليها، وإتخاذهم من المدينة كمقام ومكان مقدس، وأقاموا فيها معبد لإلهة الخصوبة ” أتارگاتيس” ونصبوا لها تمثال يرمز لها ومكانتها العالية حوالي العام (320) قبل الميلاد وإلى جانبها، نصبوا تمثال لزوجها “حدد” جالسآ على عرش مستندآ إلى ثورين.
أقيم معبد الإلهة “أتارگاتيس” على تلة محاطة بسور مزدوج، ويتجه نحو الشمس وهذا دليل على تبني الكثير من الشمس اليزادنية كرمز ديني لهم، ويتم الولوج إليه عن طريق مصطبة حجرية، يليها مدخل الهيكل المزدان بأبواب ذهبية. كذلك الأمر بالنسبة لداخل المعبد، الذي كان يحتوي على مصلى مخصص للكهنة فقط، وقد وضع فيه تمثال من الذهب للإلهة (أتارگاتيس) وآخر للإله (حدد)، وكان هناك حوالي (300) ثلاثمئة كاهن يخدمون المعبد، وكان بينهم عدد من الكنهة أعمارهم تقل عن (18) عام.
وكان هناك شعائر معقدة أثناء الدخول إلى المدينة في أول زيارة لمعبد مبوگ (هيرابولس)، وبالقرب من المعبد كان يوجد بحيرة مقدسة، وكانت هذه البحيرة مركزآ للإحتفالات والأعياد الدينية، وتحتوي على أنواع مختلفة من الأسماك المقدسة، وفي وسطها يرتفع مذبح حجري تُحرق فوقه العطور باستمرار. كل يوم كان الناس يأتون إلى هذا المذبح، الذي يقع في منتصف البحيرة ويصلون إليه سباحة، ويحملون معهم القرابين إيفاءً لنذرٍ ما. وفي فناء المعبد كان يعيش العديد من الحيوانات (عدا الخنازير)، والطيور التي تستخدم كأضحيات في الأعياد. وعلى شاطئ هذه البحيرة كانت تقام إحتفالات كبرى تدعى النزول إلى البحيرة، حيث كانت تنزل كافة تماثيل الآلهة وفي مقدمتها تمثال أتارجتيس، ويذكر “لوسيانوس” العديد من الأعياد التي كانت تجري ضمن هذا المعبد، وأهمها عيد بداية الربيع، وبالمناسبة أصل هذا العيد يعود إلى حضارة (الكرد – السومريين)، كما تحدث عن الطقوس التي تجري ضمن هذا العيد.
ويضيف لوسيانوس: أن معبد هيرابوليس كان من أعظم المعابد قداسةً وإجلالاً، ومن أغنى المعابد التي عرفها شخصيآ، والثروات تأتيه من الكنعانيين، البابليين والآشوريين، حتى أن عدد الاحتفالات الدينية وكثرة الحجاج لا يبلغ عند سكان أي مدينة آخرى، ما يبلغه سكان وأهالي منبگ (هيرابولس). ويتابع لوسيانوس قصة بناء المعبد ويقول:
24
أنه سمع العديد من الأساطير حول بناء المعبد، إلا أنه لا يأخذ بها، ويسرد قصة بنائه على أن الصرح القائم اليوم (يُقصد بذلك أيام لوسيانوس القرن الثاني الميلادي) ليس هو نفسه الذي بُني في الأصل. إن المعبد القائم اليوم هو من بناء ستراتونيس – زوجة أحد الملوك الآشوريين، وهي المرأة التي عشقها ابن زوجها، حيث أن الابن وقع طريح الفراش وأخذ جسمه يذبل يوماً بعد يوم، حتى كشف الأمر أحد الأطباء. ويروي لوسيانوس عن عبقرية الطبيب في كشفه للمرض بعد أن علم بعدم وجود أي علة، حيث طلب الطبيب من الملك أن يستدعي جميع من في القصر ووضع يده على قلب الشاب الذي بدا ساكناً حتى وصول زوجة أبيه حيث أخذ قلبه بالخفقان وتصبب عرقاً، وهنا كشف الطبيب للوالد عن مرض ابنه فما كان من الملك إلا أن نقل له زوجته ومملكته.
لوسيانوس:
ولد في ساموساتا منطقة منبگ وإلى هذه المدينة ينسب، وهو أحد كبار كتاب وفلاسفة القرن الثاني الميلادي. وينسب له أكثر من ثمانين مؤلفاً، رحل إلى أثينا في سن الأربعين حيث هجر البلاغة وتعلق بالفلسفة وطور نوعآ من المحاضرات ذات الطراز الأفلاطوني، جعلته مشهورا في عصره ودفعت روما إلى أن تعهد إليه وظيفة حكومية لصالحها في مصر حيث يعتقد أنه قضى نحبه هناك.
كما كانت تطبع صور “أتارگاتيس” على النقود في مبوگ (هيرابولس)، ويتألف رمزها من الهلال مع قرص الشمس، وتُشاهد في الآثار الرومانية جالسة على عرش بين أسدين، والصورة الموجودة أدناه.
هي صورتها مرسومة على النقود.
25
سابعآ، أشهر الأعياد المقدسة في مبوگ:
Binavûdengtirîn cejên pîroz li Mabugê
إن أهم الأعياد الدينية في مدينة مبوگ، كان موكب “سيمون” أي الذهاب إلى البحر، والذي يقام سنويا مرتين، وتجلب فيه مياه من البحر وتصب في شق تحت المعبد، والهدف من هذا الطقس، كان إحياء ذكرى الطوفان في النفوس حتى لا تمحوه الأيام، ومن جانب أخر على أنه عملية إستسقاء لتنزل الأمطار بواسطة السحر والشعوذة، وثالثآ، إتمام المصالحة بين الآلهة الأرضية المتخاصمة فيما بينها، وقد يرمز موكب الاحتفال المتجه إلى بحيرة الأسماك المقدسة إلى طقوس الإغتسال المقدس.
ويتم الاحتفال بقدوم فصل الربيع بإشعال النيران، ورفع المشاعل بحضور عدد كبير من الحجاج، كما كانت تُحرق الأشجار المزدانة بضروب شتى من الأضاحي والهدايا، وتعذيب وإيذاء الذات وغيرها من طرق الشعور بالنشوة كان يعتبر جزءً من الطقوس الدينية التي تحدث في هذا المعبد، وقد يصل الانفعال التأثري ببعض الكهنة المعرفين باسم (گالا) إلى حد الهوس، فيخصون أنفسهم، ويرتدون ثياب النساء وحليهن. وفي العموم كان كهنة المعبد من الخصيان (مخصيين) الذين إعتادوا على القيام برحلات إلى اليونان وإيطاليا لنشر عبادة (أتارگاتيس) بواسطة التنبؤات والرقص الروحاني، ولجمع تبرعات الأتقياء لأجل معبدها في مبوگ (هيرابولس).
قصة الطوفان:
تتعلق قصص الفيضانات في بلاد ما بين النهرين بملاحم زيوسودرا وجلجامش وأترا هاسس. تعتمد قائمة الملوك السومريين على حكاية الطوفان لتقسيم تاريخها إلى مرحلة ما قبل الطوفان وما بعد الطوفان. كان أعمار ملوك ما قبل الطوفان طويلة جدا، في حين أن أعمار الملوك بعده كانت أقل بكثير. تروي أسطورة الفيضان السومرية التي عثر عليها في لوح الطوفان في ملحمة “زيوسودرا”، أن زيوسودرا سمع بمخطط الآلهة لتدمير البشرية، فقام ببناء سفينة أنقذلته من المياه. وفي ملحمة “أتراهاسيس”، كان الطوفان بسبب فيضان النهر.
26
بينما في سفر في التوراة، قرر الرب إغراق الأرض لعظمة ذنوب الإنسان وطلب الرب من النبي نوح لبناء فلك عظيم. عندما إنتهى نوح من الفلك، جمع عائلته وزوجين من جميع الحيوانات في الأرض لدخول الفلك. وبدأ بعدها الطوفان المدمر الذي أفنى جميع الحياة على الأرض. إنحسرت المياه ونزل كل من كان على متن السفينة ووعدهم يهوه ألا يحكم على الأرض بالطوفان مرة أخرى. وخلق بعدها قوس قزح كعلامة على هذا الوعد.
وفي القرن التاسع عشر، ترجم عالم الآشوريات “جورج سميث” السجل البابلي عن الفيضان العظيم. أنتجت الاكتشافات عدة نسخ من أسطورة الفيضان في بلاد ما بين النهرين، وأقرب سجل لما ذكر في سفر التكوين موجود في نسخة بابل من ملحمة جلجامش في عام (700) قبل الميلاد. في هذا العمل، يلتقي البطل “جلجامش” مع الرجل الخالد “أوتنابيشتيم”، ويصف هذا الأخير كيف أن الإله “إيا” أمره ببناء سفينة ضخمة تحسبآ لفيضان من صنع الإله سيدمر العالم. أنقذت السفينة أوتنابيشتيم وعائلته وأصدقائه والحيوانات التي حملوها معهم والنبتات.
لقد حازت مدينة مبوگ على مركز متقدم من بين جميع المدن التي كانت موجودة حينذاك بالمنطقة، كمركز ديني يزداني أي شمساني، فقد بُني فيها معبد للإلهة “أتارگاتيس” إلهة الخصب والمياه والتي إعتبرت إحدى أهم آلهات الأنباط، واعتُبر ذلك المعبد واحدآ من أكثر المعابد قداسةً في تلك الفترة، إذ أصبحت مبوگ العاصمة الدينية لحضارة العديد من أقوام المنطقة وأقيم فيها هيكل إله العواصف حدد.
إن السمعة الدينية التي إشتهرت بها مدينة مبوگ (هيرابوليس)، جعلت اليونانيين يتأثرون بها وذلك عن طريق جنودهم العائدين إلى بلادهم حاملين معهم معتقدات وطقوساً دينية، وثقافة الشعب الخوري- الحثي وذلك في زمن (الإسكندر المكدوني) وخلفائه السلوقيين. وقد دفع ذلك أصحاب السلطة في اليونان إلى الاستعانة برهبان من مدينة مبوگ لإحياء احتفالات دينية في مدينة “ديلوس” اليونانية مماثلة لما كان يجري في بلاد الخوريين والحثيين الكرد، مما جعل المدينة اليونانية محجاً لليونانيين وأمثالهم من سكان المناطق المجاورة.
27
وكما ذكرنا سابقآ، إن أقدم ذكر لمدينة مبوگ يعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد، حيث وصِفت بأنها دار ضرب للمسكوكات المالية (الذهبية والفضية) في المنطقة، ومن ثم يمكن عدها أقدم نقطة لصك الأموال في الشرق الأوسط، إلى جانب إمتلاكها موقعآ عسكريآ وتجاريآ مهمآ في العصرين الروماني والبيزنطي.
فكانت فيها أهم قواعد الثغور والجيوش، وحين بدأت المسيحية بالانتشار في بلاد الخوريين أسلاف الكرد وصلت إلى مبوگ بعد وصولها لمدينة حلب الخورية، وكان ذلك في منتصف القرن الثالث الميلادي.
وأصبحت حينها واحدة من المدن المسيحية الهامة، وإنتعشت التجارة فيها بحكم موقعها الوسيط بين الجزيرة الفراتية شرقاً وحلب واللاذقية ودمشق غرباً، كما أنها كانت مركزاً هاماً لفن النحت الذي تميز بمفهوم جماليٍ محليٍ.
بقيت سكان المدينة على المسيحية حتى عام (15) للهجرة أي في عام 636م، إلى أن إحتل المدينة محتل أخر جديد، وهذه المرة كان المحتل عربيآ شريرآ بقيادة “عياض بن غنم” كما أوردنا ذلك في بداية هذه الدراسة، وجعلوا منها حصنآ دفاعيآ مهمآ للدفاع عن الدولة الأموية، وتحولت في العهد العباسي إلى جزء مهم من إمارة الحمدانيين، حيث تولى إدارتها الشاعر أبو فراس الحمداني.
إن السمعة الدينية التي اشتهرت بها هيرابوليس (مبوگ)، جعلت اليونانيين يتأثرون بها وذلك عن طريق جنودهم العائدين إلى بلادهم حاملين معهم معتقدات وطقوساً دينية جديدة، وبعض ثقافات شعوب المناطق التي قدموا منها، وذلك زمن الإسكندر المكدوني وخلفائه السلوقيين. وقد دفع ذلك أصحاب السلطة في بلاد اليونان إلى الاستعانة برهبان مدينة هيرابوليس “مبوگ” لإحياء احتفالات دينية في مدينة (ديلوس) اليونانية مماثلة لما كان يجري في بلاد الخوريين، مما جعل المدينة اليونانية محجاً لليونان وأمثالهم من سكان المناطق المجاورة.
نهاية الجزء الثاني وإلى اللقاء في الجزء الثالث، ونحن في إنتظار أرائكم وملاحظاتكم القيمة ومنكم نستفيد.
28
بي كاكا، بي يا دا، يا با غا، قسد، مسد؟!
أحمد كامل - منصة الأيام 18/11/2022م "ترك برس"
عن قصد، وبفعل فاعل، يتم إغراق المتابع للشأن الكردي السوري، بأسماء كثيرة، معظمها تحمل معاني عامة، غير محددة (الإدارة الذاتية، الاتحاد الديمقراطي، قوات حماية الشعب، قوات حماية المرأة، قوات سورية الديمقراطية، مجلس سورية الديمقراطية..).
29
وللإغراق في التعميم، والتعمية، وإخفاء الحقيقة، يشار إلى هذه المسميات بالأحرف الأولى لها (بيدة، يبغه، يبجه، قسد، مسد..).
والحقيقة أن كل تلك الأسماء، والكيانات، شكلها حزب واحد، ويقودها شخص واحد. شكلها حزب العمال الكردستاني (البككة) وهو تنظيم عسكري تركي يجمع بين التطرف القومي الكردي والشيوعية الستالينية العنيفة، مصنف إرهابي من قبل عشرات الدول، تشكل عام ١٩٧٨برعاية حافظ الأسد، وفي مناطق سيطرته في سورية ولبنان.
زعيم البككة هو التركي الكردي عبد الله أوجلان، الذي اعتقل عام ١٩٩٩، ويحل محله الآن جميل بايق، وهو موجود في جبال قنديل شمال العراق.
حزب البككة شكل فرعًا سوريًّا عام ٢٠٠٣ سماه الاتحاد الديمقراطي (البيدة)، رئيسه صالح مسلم.
شكل البيدة عام ٢٠٠٤جيشاً سماه وحدات حماية الشعب (يبغه) رئيسه مظلوم عابدي.
وشكل عام ٢٠١٢جهاز أمن وشرطة (الأسايش).
وشكل عام ٢٠١٣ جيشاً خاصاً بالنساء سماه وحدات حماية المرأة (يبجه).
وشكل عام ٢٠١٣ كياناً مستقلاً، فيه مواصفات الدولة، سماه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وشكل عام ٢٠١٥ميليشيا سماها قوات سورية الديمقراطية (قسد).
وشكل مجلساً سياسيًا لها سماه مجلس سورية الديمقراطية (مسد).
احتلت هذه الكيانات أراض شاسعة من سورية، تعادل ربع مساحة سورية، وتضم ثلثي ثروات سورية الطبيعية من النفط والغاز والماء والكهرباء والقطن والقمح والثروة الحيوانية.. احتلت كل المدن والبلدات ذات الأغلبية السكانية الكردية، ثم المدن والبلدات التي فيها أقلية من الأكراد، ثم بدأت باحتلال مدن وبلدات عربية ليس فيها أكراد (الرقة والطبقة ودير الزور والشدادي وتل رفعت..).
30
وكادت عام ٢٠١٦ تمتد من العراق إلى البحر المتوسط، وبقي لها عدة كليومترات لتخنق سورية، وتقطع كل صلة برية تصلها بتركيا وأوربا، وتحرمها من ثرواتها، وتحوَّل ما بقي منها إلى منطقة محاصرة غير قابلة للحياة، لولا عملية درع الفرات التي قامت بها تركيا والمعارضة السورية، فقطعت هذا التمدد شمال حلب، وحالت دون خنق سورية بكيان عنصري ستاليني توسعي.
أدلة على أن قسد ومسد تابعين لليبغة، واليبغة واليبجة والإدارة الذاتية، والأسايش تابعين للبيدة، والبيدة تابع للبككة:
- صور مؤسس البككة عبد الله أوجلان مرفوعة في كل موقع لهذه الكيانات.
- ألوان أعلام كل هذه الكيانات هي نفس ألوان علم البككة وخاصة نجمته الشيوعية الحمراء.
- العقيدة، والشعارات، والأهداف لكل هذه الكيانات، واحدة.
-عند إبرام أي جهة اتفاقاً مع البككة، تلتزم كل هذه الكيانات بتنفيذه، وإذا قصرت بتنفيذه يلام البككة.
- يوجد صور لقادة هذه الكيانات مع عبد الله أوجلان، أو قيادات البككة، أو في معسكرات البككة.
تحظى هذه الكيانات بدعم علني أمريكي وروسي وإسرائيلي ومن النظام السوري، وهدفها تحويل شمال سورية وشرقها إلى كيان عنصري توسعي يلغي وجود سورية، ويشكل قاعدة لشن حرب طويلة، على تركيا، قد لا تنتهي أبدًا.
31
إعطاء مدينة منبج السورية اسما كرديا يُثير انتقادات حادة
محمد الحسين - ملفات وتقارير "عربي 21" إسطنبول 14/6/2016م
أثار اسم "مابوك"، الذي أطلقه ناشطون ووسائل إعلام كردية على مدينة منبج بريف حلب الشرقي، حفيظة وسخرية في أوساط مؤيدي الثورة السورية، وذلك بالتزامن مع تقدم "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، بدعم من التحالف الدولي، في محيط المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، وتعدّ أكبر معاقله في ريف حلب.
وذهبت أوساط كردية، من بينها قناة "روناهي" المقربة من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تتبع له الوحدات المسلحة، الذي ينظر إليه على أنه الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، بالقول إن اسم مدينة "منبج" هو معرّب، وأنها مدينة كردستانية كان يطلق عليها اسم "مابوك". وقالت القناة إن هذا الاسم مؤلف من مقطعين ''ما'' وتعني "بقيت"، و"بوك" وتعني "العروسة"، وتعني معا ''العروسة الخالدة''، بحسب القناة الكردية.
وتسرد القناة على صفحتها الرسمية على فيسبوك" ما تقول إنه تاريخ للمدينة، وقالت إن أجداد الكُرد، (الحثيين)، استولوا عليها بعد مهاجمة بلاد أقربائهم "الميتان هوريين"، ثم استولى عليها "الآشوريون"، قبل أن يستعيدها أجداد الكرد "الميديين"، وفقا للرواية ذاتها.
الاسم هذا وما تبعه من معلومات تاريخية مروية من طرف واحد، قوبل بسخرية من قبل ناشطين في أوساط السوريين، الذين بدأوا بإطلاق أسماء كردية وهمية على مدنهم وبلداتهم العربية تهكما على هذه الرواية، معبرين عن استهجانهم مما يروج له بعض الكُرد، وأن مثل هذه الخطوات تشل محاولة جديدة استباقية لضم هذه المنطقة إلى الإقليم الكردي، كما حصل سابقا مع مدينة "تل أبيض" بريف الرقة، والتي يطلق عليها الكرد اسم "كري سبي".
كما أصبحت مدينة جرابلس المجاورة لمنبج "كركاميش"، وكذلك مدينة الرقة أصبحت "روكا"، كما انتهى المطاف بآخرين ليقدموا دراسات تاريخية غير موثقة، لم يعرف لها أصل في الموسوعات والكتب التاريخية، تدعي بأن
32
مدينة حلب والمعروفة تاريخيا باسم "الشهباء" هي بالأصل من مقطعين "شاه" و"باء"، وتعني "هواء الملك" وأنه تعود تسميتها لعام 2400، على حد قول جهات كردية.
وفي هذا السياق، يعلق الباحث في شؤون الجزيرة السورية، مهند الكاطع، على "موضوع تغيير مسميات القرى والبلدات من قبل منظمة حزب العمال الكردستاني، التي أطلق عليها قوات سوريا الديمقراطية برغبة أمريكية، لمحو الانتهاكات الجسمية التي ارتكبتها تلك المليشيات، والتي وثقتها منظمات محلية ودولية ومنها منظمة العفو الدولية، وربما رغبة أيضا في تخفيف الاحتقان التركي حيال دعم الأمريكان لقوات الحماية التابعة لحزب العمال الكردستاني".
ويضيف لـ"عربي21": "أعتقد أنه (تغيير الأسماء) يأتي ضمن رسائل توجهها هذه المنظمة للغوغاء والعنصريين من الأكراد للإيحاء للإيحاء لهم بأنهم يقومون بعملية السيطرة على أراض بغرض جعلها كردية، أو جزء من كردستان، وفق المخيال الكردي، الذي يفترض وجود أرض كردية في سوريا وفق الخطاب الكردي الجديد للأحزاب الكردية والمتصاعد منذ بدء الثورة السورية"، بحسب تعبيره.
ويضيف الكاطع: "برأيي موضوع تغيير أسماء المدن التاريخية القديمة التي تعود للحقبة الآرامية والآشورية والنبطية العربية، هو أمر لا يعدو كونه هرطقة لا قيمة لها ولا معنى ولا تأثير، فبلدة تاريخية مثل رأس العين تم تحويرها وترجمتها إلى الكردية ليدعي هؤلاء بأنها مدينة كردية، ليُرضوا بعض العنصريين ويضمنوا مساندتهم".
ويتابع: "وكذلك منطقة مثل الجزيرة الفراتية التاريخية اختلقوا لها اسما غريبا "روجافا"، كما فعل تنظيم الدولة، عندما أطلق مسمى ولاية البركة عليها! واليوم منبج يتم تحريف اسمها وادعاء بأنها مدينة كردية أسسها الحثيون".
ورأى الكاطع أن المسؤولين عن هذه الخطوات "يفترضون أن الحضارات البائدة كالحثية والهورية والسومرية، كلها تعود لأجداد الأكراد، وهذا ادعاء باطل يفنده العلماء الأنثروبولوجيون والتاريخيون"، مضيفا: "ماذا عسانا
33
نقول لمن وصلت بهم الادعاءات للقول بأن الشهباء هي تسمية كردية مشتقة من مقطعين "شاه باء" أي هواء الملك بالكردية، وأن العرب جاؤوا إليها منذ حقبة حزب البعث فقط!".
أما الصحفي السوري عبو الحسو، فيقول لـ"عربي21":
PYDما يفعله (حزب الاتحاد الديمقراطي) فعله قبله نظام البعث بتعريب أسماء القرى الكردية والتركمانية (..)، فبعض المناطق لم يتواجد فيها الكرد مطلقا" تاريخيا، ومنها مدينتا حلب ومنبج، مضيفا: "حتى الدولة الأيوبية عندما حكمت حلب؛ لم يكن الرعية كردا، وإن كان الحكام الأيوبيين من الكُرد".
ويختم الحسو حديثه بالقول: "حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يرتكب خطأ تاريخيا بمحاولة تغيير ديمغرافي، وتغيير أسماء مناطق عربية وحتى تركمانية إلى كردية، وما يجمعنا مع إخواننا الكرد الكثير في التاريخ والجغرافيا والدين المشترك، لكن هذه التصرفات ستترك آثارا وأحقادا في النفوس، لن تزول بسرعة وستكون شرارة فتنة دائمة في المستقبل، و نتمنى من العقلاء بينهم الوقوف بوجه هكذا مخططات" قال إنها تحظى بدعم أمريكي وروسي لإنشاء كيان كردي في هذه المنطقة، وفق قوله
من جانبه، علق الصحفي السوري أحمد كامل، على صفحته على فيسبوك، بقوله: بحسب الهستيريا المنظمة المسيطرة على الشارع الكردي، تعدّ المدينة كردية إذا كانت تسكنها الآن أغلبية أو أقلية من الأكراد، ولو لم يسكنها كردي منذ الأزل وحتى يوم أمس"، أو "سكنتها أغلبية أو أقلية من الأكراد لفترة في الماضي، ولو انقطعت صلتهم بها منذ ألوف السنين".
ويضيف كامل محذرا: "بهذه الازدواجية في المعايير والقيم، سيتم محو كل القوميات الأخرى الموجودة في المنطقة منذ بدء الوجود البشري على كوكب الأرض، وستقوم حروب لا تنتهي أبدا"، وفق تقديره.
المراجع
1- مقالة للكاتب الكردي بيار روباري بعنوان "مدينة مبوك (منبج) كانت مدينة كردية وستظل كذلك"، دراسة تاريخية، الجزء الثاني، موقع "صوت كُردستان" العدد (7052) 16/11/2021م.
2- "منبج عبر 30 قرنا؛ - تاريخها- جغرافيتها - أعلامها"، أو: "المبهج في تاريخ منبج". لي، مخطوط.
3- "نهر الذهب في تاريخ حلب". للشيخ كامل بن حسين البالي الغزي الحلبي ت 1933م، تح محمود فاخوري، شوقي شعث، ط 1، دار القلم العربي - حلب، 1411هـ - 1991م.
4- "جولة أثرية في بعض البلاد الشامية". للمهندس الباحث أحمد وصفي زكريا، ط2، دار الفكر- دمشق، 1404هـ - 1984م.
5- "حضارة وادي الفرات، القسم السوري، مُدن فراتية". للأستاذ الباحث عبد القادر عياش ت 1974م، ط1، الأهالي - دمشق، 1989م.
6- "علماء وأعلام تركوا بصماتهم في تاريخ منبج القديم والمعاصر". د. إبراهيم الديبو المنبجي، ط 1، دار طيبة - دمشق، 1429هـ - 2009م.
7- "محافظة حلب" د. عبد الرحمن حميدة ت 2010م، سلسلة بلادنا "1"، ط2، وزارة الثقافة السورية - دمشق، 1992م.
8- مقالة "بي كاكا، بي يا دا، يا با غا، قَسَد، مَسَد"؟! للإعلامي الأستاذ أحمد كامل، "منصة الأيام"، "تُرك برس"، 18/11/2022م.
9- "إعطاء مدينة منبج السورية اسما كُردِيًّا يُثير انتقاداتٍ حادَّة". محمد الحسين، ملفات وتقارير، "عربي 21"، إسطنبول، 14/6/2016م.
35
10- "ويكيبيديا، الموسوعة الحرة" - منبج.
11- "المنتخب من تاريخ المنبجي". لأغابيوس بن قسطنطين المنبجي من القرن 4 هـ = 10 م، انتخبه وحققه أ. د. عمر عبد السلام تدمري، ط 1، دار المنصور، طرابلس - لبنان، 1406هـ - 1986م.
12- "مار فلكسينوس المنبجي- فايس بوك" ت 523م وهو مطران منبج سنة 485م.
13- "معلوماتي الشخصية".
وسوم: العدد 1023