مع حلول العالم الجديد هل سيتغير الوضع الكارثي في عالمنا بالحد من تعالي الكيان الصهيوني على كل القوانين الدولية والقيم الإنسانية ؟؟؟
إن إدارات العالم الغربي الأوروبية، والأمريكية المتبجحة بقيادة ما يسمى بالعالم الحر الذي يفرض وصايته على باقي دول العالم ، ويدعي الدفاع عن الحريات ،وعن حقوق الإنسان ، والالتزام بالقوانين ، وبالشرعية الدولية ، وباحترام القوانين والقرارات الأممية، صارت اليوم في وضعية شرود أو خارج اللعبة، وقد تنكرت لمواقفها المخزية شعوبها ، وخرجت في مسيرات مليونية غاضبة ، ومحتجة على مساندتها، ودعمها للكيان الصهيوني العنصري الذي يرتكب أفظع الجرائم ضد الإنسانية من خلال إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني، صاحب الحق والأرض التي اغتصبها منه بالقوة بدعم من الغرب ذي الماضي الاستعماري البغيض ، من خلال المتاجرة بمقولة معاداة السامية ، ولا زال يبتز بها كل شعوب المعمور من أجل أن يدوس على كل القوانين والأعراف الدولية ، وكل القيم الإنسانية ، جاعلا العالم بأسره طوع إرادته وهو يركب ظهر دول الفيتو التي تطلق يده طويلة كي يمارس جرائمه في حق الشعب الفلسطيني ، ويتعمد إبادته الجماعية ، وهو يصرح علانية بإصرارعلى الرغبة في تهجيره القسري من وطنه الذي اغتصبه منه .
وهذا الكيان المارق قد دللته الأنظمة الغربية أيما دلال إلى حد لم يعد يأبه بأي قانون دولي أو سلطة عالمية تكبح جماحه ، وتوقفه عند حده من أجل إنقاذ آلاف الضحايا الأبرياء الذين يسقطون يوميا في غزة ،من أجنة في بطون أمهاتهم ، ومن مواليد فيهم خدّج ،ومن رضع ، ومن أطفال في سن البراءة ، ومن نساء حوامل ومرضعات ، ومن شيوخ عجزة ، ومن مرضى أمراضا مزمنة ...
وتمارس الأنظمة الغربية أسلوب ازدواجية متناقضة الأطراف ، فهي من جهة تدعم إجرائيا الكيان المعتدي بأخطر أنواع الأسلحة، بما فيها التي تدعي هي أنها محرمة دوليا ، وقد وضعت على أهبة الاستعداد حاملات طائراتها ،وغواصاتها بما فيها المحمل بالأسلحة النووية لترهيب كل من يريد إنقاذ ضحايا قطاع غزة ، ومن جهة أخرى تصرح بأقوال لا أثر لها على أرض الواقع بأنها تريد إيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر حصارا فاق أضعافا مضاعفة الحصار النازي على مدينة ليننجراد الروسية إبان الحرب العالمية الثانية . وتبدو الأنظمة الغربية خصوصا المالكة للفيتو مستجدية الكيان الصهيوني كي يسمح بدخول بعض الطعام، والشراب، والدواء إلى مواطنين يروعهم القصف الجوي العنيف على مدار الساعة لطائرات هي في ملكهم ، وأغلب الظن بل الراجح أن ربابنتها هم من يصبون الحمم الحارقة على الضحايا البرياء ويهدمون بيوتهم فوق رؤوسهم. وواضح أن هذه الازدواجية التي طرفها دعم عسكري ومادي غير المحدود ، وغير المشروط للكيان العنصري المارق ، وطرفها الآخر هو أقوال بلاد أفعال ، وهذا محض نفاق تمارسه هذه الأنظمة التي لا يقل قادتها وحشية ، وهمجية عن وحشية وهمجية قادة الكيان الصهيوني الساديين سادية قد تشربوها من تعاليم دينهم المحرف ، وهي محض أساطير ، والداعية إلى سفك الدماء التي حرم الله تعالى سفكها في كل ما أنزل من كتب على رسله صلواته وسلامه عليهم أجمعين.
ومقابل تودد الإدارات الغربية لقادة الكيان الصهيوني ، وبذل كل ما في وسعها لإرضائهم ، وإمدادهم بكل ما يطلبونه ، مقابل التظاهر الكاذب باستجدائهم من أجل أن يسمحوا بدخول المعونات إلى من يقتّلون منهم كل يوم المئات ، لا يزيدون إلا تعنتا و إصرارا على إجرامهم ، بل بلغ الحد بأحدهم أن قال لسنا نجمة في علم الولايات المتحدة الأمريكية ، أي لسنا ولاية من ولاياتها ، ومفاد هذا القول أن الولايات المتحدة هي التي صارت زاوية من زوايا النجمة السداسية في علم الكيان الصهيوني ، وأن باقي زواياها هي دول غربية في أوروبا، بل هي كل الكيانات المؤيدة لها في العالم ، والساكتة على إجرامها الفظيع .
ولقد بات من المؤكد تأكيدا لا يلابسه تردد أو شك أن عالمنا لن يخرج من وضعه الحالي والمزري حيث غابت كل القيم الأخلاقية إلا إذا خلا من هذا الكيان العنصري السرطاني المستنبت في قلب الوطن العربي ، وفوق أقدس ربوعه .وسيكون هذا العالم بألف خير دون وجود هذا الكيان المارق الذي يصدر في مؤامراته الخبيثة والماكرة عن عقيدة محرفة تدعو إلى كل نشر كل أنواع الشرور المهددة للسلام والأمن العالميين ، والمتنكرة لكل القيم الإنسانية ، والمستعلية على كل الأعراق والأجناس البشرية ، ولا ترى معاداتها لغيرها من الأعراق والأجناس جرما ، في حين تدين من يعادي إجرامها في حق شعب اغتصبت أرضه التي هجر منها قسرا ، وهو اليوم يموت تحت ردم بيوته مطوقا بحصار لا مثيل له في تاريخ البشرية ، وقد تخلت عنه الجميع ، وخانه من خانه ، وتظاهر بالوقوف معه من تظاهر ، وبقي في الأخير وحيدا يشكو إلى ربه ظلم الغزاة وطغيانهم ، وظلم مجرمين يساندونه، وخذلان أشقاء له ،بل وفيهم من يرغبون في تصفيته تخندقا مع عدوه ، ولسان مقاله وحاله يقول : يا رب ليس لنا سواك مغيثا ، ومنقذا ، ونصيرا ، ولا باب نقف عنده، ونطرقه إلا بابك ، يا رب إني مغلوب فانتصر.
وسوم: العدد 1065