آرون بوشنل أنهى حياته قرباناً رفضاً لسياسات الأمريكية الفاشية
المجازر التي يرتكبها كيان الصهيوني المحتل بحق المدنيين في غزة، بدعم أمريكي وبريطاني وغربي، هزت بشدة ضمير الإنسانية، وتسببت في حدوث حراك اجتماعي في العديد من بلدان العالم. وأدت الأحداث الأخيرة في غزة إلى اندلاع احتجاجات واسعة النطاق من مختلف الثقافات والطبقات الاجتماعية في أوروبا وأمريكا، ضد قتل الأطفال والنساء الأبرياء. وأظهرت الإنسانية أنها لم تعد قادرة على التزام الصمت إزاء الآثار المدمرة للحروب والعقوبات والحصار ونزعة الهيمنة والصراعات على المدنيين الأبرياء.
الصحافي الأمريكي المعروف كريس هيدجيز، الحائز جائزة بوليتزر، قال في رسالة إلى أطفال غزة: "لقد خذلناكم”. وفي "خطاب إلى غزة"، قالت النائبة عن حزب العمال في مجلس العموم البريطاني، ناز شاه: "أعزائي أطفال غزة، أنا آسفة، فالإنسانية مليئة بالقادة الذين يهتمون بسفن الشحن أكثر من حياتكم، ومصالحهم الخاصة أكثر من الإبادة الجماعية التي تعيشونها ".
وفي قلب واشنطن عاصمة الإمبريالية الأمريكية الفاشية والتي تفوق وحشستها وقذارتها عن المغول والنازية وأمام السفارة الكيان الصهيوني المحتل، وقف الجندى الأمريكي آرون بوشنل (25 عاماً)، بملابس رجال الطيران، الذي قرر خلال ساعات من إستخدام الويلات المتحدة الأمريكية الفيتو في مجلس الأمن للمرة الثالثة ضد قرار بوقف إطلاق النار في غزة، أن يقوم بعملية احتجاج شديدة القسوة، فصور نفسه في فيديو تمت إذاعته بعد ذلك، وهو يتوجه إلى مقر السفارة الكيان الصهيوني الغاصب، موضحاً أمام الكاميرا، أنه لا يستطيع الاستمرار في التواطؤ في الإبادة الجماعية التي تجري في غزة، قال بكلمات نتمنى أن يتوقف أمامها قادة أمريكا والأتحاد الأوروبي وجنود وضباط الجيش الأمريكي والغربي طويلاً، حيث قائلاً : " لن أكون مشاركاً بعد الآن في الإبادة الجماعية في غزة.. أنا على وشك القيام بفعل متطرف، ولكن مقارنة مع ما يلقاه الناس في فلسطين على يد المستعمرين، فهذا ليس تطرفاً على الإطلاق.. هذا ما قرره حكامنا بأن يكون أمراً عادياً"، ثم رش على ملابسه، بمواد إحتراق سريعة إشتعال فأشعل النار في جسده، أمام الكاميرا وهو يهتف وسط ألسنة النار: " فلسطين حرة" ثم يصرخ من الألم ليعود فيصيح من جديد: فلسطين حرة " حتى سقط على الأرض جثة هامدة في مشهد مهيب يتحمل كل من البيت الأبيض وغرفة أركان صناعة وحياكة الحروب والإرهاب والعقوبات والحصار المسمى نفسها بالكونغرس ومجلس الشيوخ لا ترى فيه إلا عجائز داينوصرات مخرفة الأمريكي وغرفة الحرب الصهيونية المسؤولية الكاملة عن الأسباب التي دفعت بهذا الإنسان النبيل مع عجز الدول والمنظمات والشعوب، ليرسل رسالة مؤثرة إلى أحرار العالم في مشهد إنساني له دلالات كثيرة وسيكون له تداعيات واسعة داخل أمريكا وأوروبا، هذا الجندي الذي اختار أن يكون بطلاً وإنساناً ضد الوحشية التي يمارسها كيان المحتل بدعم أمريكي بريطاني ضد الأطفال والنساء والتجويع المتعمد في غزة، هذا الإنسان النبيل اختار أن يكون إنساناً حقيقياً ضد همجية وحوش البربرية، حتى لو كان وطنه شريكاً فيها.. كان من الممكن أن يكون شريكاً في القتل مع عصابة "تل أبيب"، وكان من الممكن أن يجمع الأموال مع جنود المارينز القتلة، ولكنه اختار أن يكون صوتاً من أصوات الحق والإنسانية والقيم النبيلة. هذا الجندي لم يتحمل حرب مجازر الإبادة الوحشية التي ينفذها كيان الصهيوني المحتل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وبدعم عسكري وسياسي ومالي أمريكي وبريطاني وغربي، لذلك قررت إنسانية هذا الطيار البطل رفض ما ذهب إليه عصابة البيت الأسود من دعم وانحياز للإرهاب الصهيوني النازي فقرر أن يقدم نفسه قرباناً من أجل غزة عله يكون الشرارة التي توقظ سبات العالم الغربي، ويلفت إنتباه أحرار الشعب الأمريكي وشعوب أوروبا من أصحاب القيم فيرتفع صوتهم ويغيروا الواقع السياسي للممارسات الغربية الداعمة للإرهاب الكيان الصهيوني وقتل الأطفال والنساء وهدم المستشفيات وتعطيش وتجويع المتعمد سكان غزة التي لم تعرف لها البشرية مثيلاً مثلما طبقوا ذلك بحق الشعب العراقي منذ عام 1990- 2023 الذي قتل ملايين العراقيين وغالبيتهم من النساء والأطفال الأبرياء، يشجعه العالم الجبان الذي لم يحرك ساكناً، سواء في محيطه العربي أو الإسلامي أو الدولي، لا بل إستخدام الفيتو ضد إرادة العالم المطالبة بوقف إطلاق النار ومنح كيان الغاصب إذناً إرهابياً بإجتياح رفح اذا كان هنالك خطة محكمة للضغط على المفاوض الفلسطيني لتقديم تنازلات لكيان الصهيوني، فثلاثين ألفاً من الشهداء ومئة ألف مصاب لم تحرك ساكناً لدى البيت الأسود ولندن وألمانيا وفرنسا ولم تدفع بأمريكا وبريطانيا لإستخدام أدوات ضغطها على كيان المحتل.هذا الجندي، سواء كان طياراً أو جندياً عادياً، سجل أكبر إدانة لهذا العالم الهمجي المتوحش البربري، وسوف تبقى سيرته في سجلات شرفاء هذا العالم، لأنه رفض أن يعيش مع وحوش وذئاب ومصاصي الدماء هذا العصر.. وأمام سفارة كيان المحتل وفي قلب عاصمة الدمار الشامل والحروب والحصار وصناعة الأكاذيب والعقوبات ونزعة الهيمنة، أنهى حياته على طريقته في رسالة أدان فيها عصر الحروب والقتل والجوع وإمتهان آدمية البشر.. هذا الجندي الذي أنتحر في ثورة غضب ورفض لجرائم كيان الصهيوني وجرائم الأمريكي والبريطاني سيكون أكبر وثيقة أتهام تتجاوز كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والهيئات الدولية المتواطئة.. بعض الناس يمنح الحياة مهابة وقيمة وجلالاً، والبعض الآخر يأخذ مكانه في مزبلة التاريخ.. وفي آخر كلمات الجندي الأمريكي آرون بوشنل قائلاً :" إن الإنسان قادر على أن يختار لحظة رحيله.. رغم قسوة قرار الأنتحار"، كان أكبر إدانة لعصر إستباح قيم إنسانية البشر وقيمة الحياة.
والحقيقة أن هذا العمل الإحتجاجي، على شدة قسوته، ليس الأول من نوعه منذ بداية الحرب البربرية الوحشية التي يقودها كيان الصهيوني المحتل في غزة، ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي قام شاب آخر من ولاية جورجيا بحرق نفسه أيضاً إحتجاجاً على دعم بلاده للحرب، فكم من الشباب الأمريكي عليه أن يحرق نفسه قبل أن تدرك الإدارة الأمريكية حجم الجرم الذي ترتكبه بدعمها حرب مجازر الإبادة التي يقودها كيان الغاصب ضد الشعب الفلسطيني؟ .
لا حديث للعالم خلال الساعات الماضية إلا عن ذلك المشهد المؤلم للطيار الأمريكي آرون بوشنل، الذي أشعل النار في نفسه أمام السفارة الصهيونية في واشنطن، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، احتجاجاً على حرب مجازر الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.. أراد بوشنل، أن يرسل رسالة إلى كل دول العالم بصفة عامة، وإلى الرئيس الصهيوني الأمريكي المجرم الحرب جوزيف بايدن، ساكن البيت الأسود، وإلى الشعب الأمريكي والغربي لوقف المجازر التي يرتكبها كيان الغاصب على مدى خمسة أشهر ضد أطفال غزة والنساء والعجائز والمدنيين، بمباركة ودعم عسكري وسياسي واقتصادي غير مسبوق من أمريكا وحلفائها .
إن موقف الشجاع لآرون بوشنل يؤكد بداية تحرر الرأي العام الأمريكي من "الأساطير الصهيونية" التي تهيمن منذ عقود على الإعلام الغربي، بمستوى المأساة التي بلغتها مجازر الإبادة الجماعية في غزة صدمت الضمير العالمي، وقد رأينا ذلك في التحركات التي لم تتوقف منذ أكثر من خمسة أشهر في أهم العواصم الغربية رغم التضييق والمنع والأعتقال والطرد من العمل. وما إقدام الجندي آرون بوشنل على حرق نفسه أمام السفارة الصهيونية بواشنطن إلا تعبير عن ذروة الغضب وإنتفاضة الضمير الشعبي العالمي على هذه الجرائم البربرية. نؤكد وجود جيل أمريكي جديد يتبنى القضايا العادلة في العالم، رغم محاولات صناعة رأي عام مزيف من خلال الحملات الإعلامية المكثفة، فإن ذلك لم ينجح في إخفاء فظاعة ما يرتكبه كيان النازي الغاصب في غزة وإذا كانت حرب فيتنام والغزو العدواني الظالم المجحف للعراق رسمت علامة فارقة في التاريخ الأمريكي، فإن ما يحصل الآن في غزة والموقف الأمريكي والبريطاني غير العادل منه سيكون له كبير على الوعي الجمعي الأمريكي والغربي لعدة عقود .
أن رد الفعل الشعبي في أمريكا وأوروبا على المجازر في غزة أكد بروز أجيال جديدة من الشباب المتحرر من الأساطير الصهيونية ومن هيمنة الآلة الإعلامية الجاثمة على الرأي العام.
إن الصدمة التي لم يستطع الرأي العام الأمريكي والغربي تحملها لا تتعلق ببشاعة المجازر الصهيونية في غزة فقط، وإنما أيضاً بالسقوط الأخلاقي الذي وقعت فيه الحكومة الأمريكية والغرب عندما صدعوا رؤوسنا بالقيم الكونية التي طالما بشروا بها، ووفرت دعماً عسكرياً ومادياً، غطاء دولياً، ما كان لكيان الصهيوني المحتل أن توغل في جرائمه من دونه .
الحقيقة هي أن طوفان الأقصى وتحديداً نصر السابع من أكتوبر (تشرين الأول)2023، جاء في لحظة حاسمة من تاريخ الإنسانية، وساهم في إعادة توجيه البوصلة العالمية نحو القضايا الحقيقية اللائقة بالبشرية، خصوصاً بعد أن تداعى الغرب نحو تبني قضايا محل جدل عميق وخلاف بين الحضارات والثقافات، وتبدو غير مقنعة لشرائح واسعة في المجتمعات الغربية، من قبيل المثلية .
أن ما تشهده الجامعات الأمريكية والأوروبية وتبني نشطاء شباب بالآلاف بشكل شديد الحماسة قضية الحرية لفلسطين والتصدي للحرب الهمجية والإبادة الجماعية، خير دليل على وقوع المطر في التوقيت المناسب على صحراء متعطشة للماء.: ليس بوشنل إلا هذا الشاب الغربي الذي ملأت القضية العادلة المشرفة روحه حد التضحية بجسده. لقد أراد أن يكتب لنفسه خاتمة تليق بإيمانه العميق والكبير بعدالة هذه القضية الإنسانية الكبرى التي أضحت رموزها - من الكوفية إلى الراية أو رمزية قبعة جيفارا ونجمتها الحمراء، أن هناك تحولات اجتماعية وفكرية عميقة يعيشها المجتمع الأمريكي والغربي، خصوصاً في علاقة السلطة بالمجتمع. ونظن أن هناك تراكمات في اتجاه التغيير - ترجمها موت جورج فلويد واحتراق آرون بوشنل- تتعلق بالسياسات الداخلية التي ما تزال لم تستكمل مشاريع الإصلاح المتعلق بالعدالة الاجتماعية وتصفية تراث العنصرية والسياسات الخارجية، من خلال كسر هيمنة اللوبي الصهيوني على المؤسسات السياسية والإعلامية والمالية والاقتصادية، فضلاً عن إشارات كثيرة تتعلق بالمسائل الروحية والأخلاقية ومكانة العائلة في المجتمع، وفيها تبدو الحضارة الغربية في اتجاه خاطئ تماماً يهدد باستمرار البشرية .
وتزامن ذلك مع تعرض رؤساء الجامعات في بنسلفانيا وستانفورد وهارفارد وغيرها من المؤسسات لأنتقادات شديدة من جانب أنصار الاحتلال،رئيسة الجامعة كلودين غاي، بعد ستجوبها ومطالبات باستقالتها في ظل تداعيات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إضافة إلى رئيسة جامعة بنسلفانيا ليز ماجيل، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتقنية سالي كورنبلوث، وهوجمت السيدات الثلاث، واستقالت رئيسة جامعة بنسلفانيا، بسبب الضغوط التي تعرضت لها .
وما تشهده من حملات قمع وطرد لفنانين من العمل، حيث ألقت السلطات الأميركية القبض على الممثلة وعارضة الأزياء الأميركية هانتر شيفر قبل أن تفرج عنها بعد عدة ساعات إثر مشاركتها في مظاهرة مؤيدة لفلسطين في نيويورك يوم27 فبراير/شباط 2024. كما تعرضت المغنية البريطانية شارلوت تشيرش لهجوم إعلامي غربي ومن كيان الصهيوني المحتل وإتهامات بمعاداة السامية، تضمن الأغنية الشهيرة المؤيدة للفلسطينيين "من النهر إلى البحر.. فلسطين ستتحرر"، وهناك الكثير من الفنانين وأساتذة الجامعات الأمريكية والأوروبية تم طردهم .إذاً، هكذا هو نموذج الحقيقي لمفهوم الديمقراطية في أمريكا والغرب المزيفة. وهنا نستذكر كلمات الشاعر الكبير محمود درويش حين قال:” أمريكا هي الطّاعون والطاعون أمريكا ". وكاتب هذا المقال يقول: أمريكا هي عدوة للبشرية جمعاء .
بصراحة أمريكا هي أعظم أمراض البشرية، وباء أنتشر بعد الحرب العالمية الثانية، وما زال مستفحلاً، ديمقراطية أمريكا هي أعظم كذبات التاريخ وقذاراته، سوف تضحك الأجيال القادمة لمجرد سماع جملة حزبي الديمقراطيين والجمهوريين الأمريكي،
أي ظلام وحقد وتعطش للدم، الكامن في أحشاء هذه الديمقراطية المزيفة !.
الديمقراطية سيدة الحروب والجرائم ونزعة الهيمنة وأبشعها في التاريخ البشري، لا مقارنة بين المغول وأمريكا وبريطانيا؛ أمريكا وبريطانيا مجرمي حرب هذا العصر متواطئا في الإبادة بل يرتكب الإبادة ويمولها . كما وصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "فعلاً أنها عقلية رعاة البقر" التي لا تزال سائدة”.
فأضحوكة حقوق الإنسان وحرية التعبير وحقوق الطفل والمرأة وغيرها من الشعارات الكاذبة التي يتغنى بها الغرب في أمريكا وأوروبا تبخرت في غزو العدواني الظالم المجحف بحق العراق والحرب الأخيرة على غزة . وأنكشف كذبهم ودجلهم على شعوب العالم أجمع، وفضحتهم تلك الجرائم في حق الإنسانية وكل مواثيق ومبادئ وعهود أبسط أدبيات حقوق الإنسان، مشاهد دموية تكررت في العراق وتتكرر كل يوم في غزة وكل فلسطين من قتل للنساء والأطفال وبطريقة وحشية قذرة وإستفزازية مسيئة لكل أبناء الإنساني .
تصادف هذه الأيام، الذكرى الـ44 لمقتل الموسيقار الأسطوري وناشط السلام المؤثر جون لينون، وقتل كيان الصهيوني المحتل ما يقرب من
ثلاثين ألفاً من طفل. وعندما يذكر اسم جون لينون، أنا متأكد من أن أغنية "تخيل" تتبادر إلى أذهان الكثيرين على الفور. وحين ترسل الويلات المتحدة الأمريكية الفاشية حاملة طائرات وتخصص ميزانية إضافية لدعم نفقات حرب كيان الصهيوني المحتل، وتلتزم دول الأتحاد الأوروبي الصمت وتتواطأ في "قتل الأطفال"، فإن الكلمات التالية لأغنية "تخيل" تلفت الإنتباه في هذه الأيام على وجه الخصوص: "تخيل، ليس من الصعب فعل هذا، لا شيء لتقتل أو تموت من أجله، تخيل أن كل الناس يعيشون في سلام، تخيل أُخوة الإنسان، تخيل أن كل الناس يتقاسمون كل العالم ".
أصبح العالم بحاجة إلى ساسة ومفكرين وفنانين أكثر شجاعة وقادرين على التضحية حتى بأرواحهم ويرفعوا أصواتهم مثل جون لينون الذي يقول: "تخيلوا عالماً لا يقتل فيه الأطفال ".
وها هو البطل الأمريكي يحاول تصحيح الإنحراف القانوني والإنساني الذي إرتكبه البيت الأسود، فهل ينجح النبيل آرون بوشنل بمهمته لإحياء ضمائر الأمريكان والغرب وتذكيرهم بتلك القيم والمباديء الإنسانية التي طالما تغنوا بها وأحرقها المخرف والشريك بالحرب والمجازر الإبادة المجرم الحرب جوزيف بايدن بالفيتو والدعم المطلق للمتطرفين الصهاينة ؟ .
إن موقف الشجاع لآرون بوشنل عله يكون الشرارة التي توقظ ذوي الضمائر الحية لضباط وجنود جيش الأمريكي ليبادروا بإنقلاب عسكري للإخلاص الجذري من الدولة العميقة التي تسيرها اللوبيات الصهيونية وشركات صناعة الأسلحة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذان يمارسان الإرهاب الاقتصادي والأفلام الإباحية وغيرها لتكون بداية تحرر الرأي العام الأمريكي ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين المجتمع الأمريكي بعد تنامي معدلات الفقر والبطالة وتفشي المخدرات وإدمان على الخمور وظاهرة المشردين والخطف والأسلحة النارية التي تفتك بالأطفال في المدارس وتفكيك أسس العائلة ويضع حداً لجرائم الحروب والإرهاب وصناعة الأكاذيب والعقوبات والحصار ونزعة الهيمنة والقتل التي ترتكبها الإدارات الأمريكية على الدول والشعوب العالم.
لقد كان إنساناً ينبض بالقيم وأكد للعالم بأن الإنسانية لا ترتبط بدين ولا بأمة ولا بشعب فسكان البيت الأسود نراهم فاقدون لأي مظهر من مظاهر الإنسانية الحقيقية بينما الطيار آرون إمتلكها وقادته ليعلنها من أمام سفارة الكيان المحتل في واشنطن في برقية لا يفهمها إلا من يحملون جينات آرون من الأمريكان الأحرار، فهل يلتقط البيت الأسود رسالة الطيار آرون بعد أن حرق نفسه وحرق ماء وجه النخب الأمريكية عله يضع بعد وفاته حداً لجرائم الحروب والإرهاب والقتل والحصار والعقوبات ونزعة الهيمنة التي ترتكبها الإدارات الأمريكية وحداً لجرائم الكيان الصهيوني المحتل بزعامة المتطرفين وعلى رأسهم مجرم الحرب نتنياهو ؟.
وسوم: العدد 1072