مجرم الحرب نتنياهو يُسقط الكونغرس أخلاقيا!
سعى يمين الحزب الجمهوري لإسقاط مايك جونسون حليف ترامب الضعيف، لتعاونه مع الديمقراطيين لتمرير حزمة قوانين يرفضونها، لمجرم الحرب المدان نتنياهو قراراً مسيسا بدعوة الجمهوريين في الكونغرس لمجرم الحرب نتنياهو الذي يرتكب جرائم حرب إبادة على مدار الساعة وللشهر العاشر على التوالي ضد المدنيين الأبرياء العزل في غزة المحاصرة والنازفة.
دعوة نتنياهو لإلقاء خطاب في الكونغرس للمرة الرابعة في حياته السياسية، يجعله المسؤول الأجنبي الأكثر حظوة (أكثر من تشرتشل نفسه) بإلقاء خطب جوفاء مليئة بسرديات كاذبة ومضللة لم تعد تنطلي على الكثير من المشرعين الأمريكيين الذين كشفوا كذبه وتوظيف خطابه في الكونغرس لمصلحته وللبقاء في السلطة بالاستمرار بحرب الإبادة بدعم وتسليح وغطاء أمريكي وهو ما طلبه من الكونغرس حتى أنه باستفزاز وقح سخر من الناشطين المتظاهرين الأمريكيين والفلسطينيين والعرب ووصفهم بأنهم «حمقى إيران «!!
وكان ملفتا مقاطعة وعدم حضور خطابه في صفعة مؤلمة لنتنياهو وغروره-قاطع(112-من 212)عضوا من مجلس النواب وحوالي نصف أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين (24 من 51)-ومنهم قياديون بارزون-نائبة الرئيس ومرشحة الحزب لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بلوسي، قاطعوا خطاب نتنياهو الذي تملق وحاضر وأطلق سيلا من الأكاذيب والتزلف بغطرسة وغرور وكأنه يقول للأمريكيين ما عليهم القيام به وفعله وتسريع تسليم صفقات الأسلحة والتحريض ضد إيران وأذرعها وانتصار إسرائيل هو انتصار لأمريكا وسط تصفيق ومقاطعة خطابه من المشرعين الأمريكيين عشرات المرات.
إسرائيل باتت دولة مارقة ونظاما متوحشا وقاتلا في نظر معظم شعوب العالم الذي لم يعد ينطلي عليها أكاذيب ونفاق السردية الإسرائيلية
ووصف نواب وشيوخ ديمقراطيون نتنياهو بمجرم حرب وخطابه بالتوظيف السياسي. وعلقت نانسي بلوسي رئيسة مجلس النواب السابقة، التي قاطعت خطابه-»بأسوأ عرض قدمته شخصية أجنبية حظيت بشرف مخاطبة الكونغرس»! أما السناتور بيرني ساندرز المستقل التقدمي اليهودي ففضح نتنياهو، ووصفه بأنه ليس مجرم حرب فقط، لكنه كاذب أيضا وعشرات الآلاف من الأطفال يواجهون المجاعة في غزة بسبب استمرار حكومته المتطرفة في منع المساعدات، الإسرائيليون لا يريدونه، فجاء إلى الكونغرس للقيام بحملة انتخابية». جلست بصمت رشيدة طليب أول نائبة فلسطينية ومسلمة، رافعة إشارة «مجرم حرب بوجه نتنياهو أما زملاؤها المشرعون الذين وقفوا وصفقوا كالدمى لترهات وأكاذيب نتنياهو حوالي 50 مرة في أقل من ساعة! حتى الرئيس الأمريكي لا يحظى بذلك الترحيب والشرف!!
استمعنا لحفلة ومسرحية الكذب المفضوح التي روجها نتنياهو في خطابه المستفز والمنفصل عن الواقع هو تأكيده أنه سقط أقل عدد من القتلى المدنيين في حرب إبادة غزة بشرا وحجرا ونزوحا وجوعا من أي حرب مدن…لا أعلم 40 ألف شهيد وأكثر من 10 آلاف ضحية قضوا ودفنوا تحت أنقاض منازلهم و100 ألف جريح ومصاب ومعوق وجميع شعب غزة لاجئ ونازح ومشرد وآلاف المجازر في حرب إبادة ممنهجة-هو أقل عدد من الضحايا في حروب مدن؟ ناهيك عن تحريضه ضد إيران وأذرعها. وكرر كليشيهات ممجوجة لحث الأمريكيين على الشراكة في الجرائم وانتصارنا انتصاركم- «على أمريكا وإسرائيل الوقوف معا متحدين. عندما نتحد سننتصر وسيخسرون»! وحرض ضد إيران وأذرعها!! وكرر سرديته المستحيل تحقيقها من جيش نظامي ضد فصائل مقاتلة بعقيدة في حرب غير متناظرة لم ينتصر بها أي جيش بما فيه القوات المسلحة الأقوى في العالم الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق!!-
لم يكن مقنعا خطاب نتنياهو المستفز ولم يغير السرديات ولم يقلل من حقيقة أن إسرائيل باتت دولة مارقة ونظاما متوحشا وقاتلا في نظر معظم شعوب العالم الذي لم يعد ينطلي عليها أكاذيب ونفاق السردية الإسرائيلية! كما كان متوقعا خلو خطاب نتنياهو من أي إشارة لوقف الحرب ووضع خريطة طريق للتوصل لصفقة تبادل الأسرى مع حماس كما تطالب إدارة بايدن منذ أشهر ومررت قرارا في مجلس الأمن يحث على ذلك في 25 مارس الماضي تخرقه إسرائيل يومياَ!!
أخطر ما جاء في أكاذيب نتنياهو تشبيهه حرب إبادته على غزة «بصِدام بين الهمجية والحضارة»! وتحريضه الأمريكيين للمشاركة فيها لأن باتحادنا ننتصر! «وسنقاتل حتى نهزم حماس وننهي حكمها في غزة ونطلق سراح الرهائن… وأكد على الشراكة مع أمريكا وإسرائيل والدول العربية المطبعة لتشكيل تحالف إقليمي!! ولن نرضى بأقل من ذلك وهذا هو الانتصار المطلق».
ما شهدناه في الكونغرس الأمريكي معيب وسقطة عار تدين المتواطئين والشركاء في الإبادة الوحشية. ويؤكد مقولة بات بيوكانن المعلق الأمريكي المحافظ ومرشح الرئاسة عن الجمهوري-قدم وصفا للكونغرس في تسعينيات القرن الماضي:» الكونغرس الأمريكي هي أراض تحتلها إسرائيل»!! كان محقاً بخضوع أكثرية المشرعين الأمريكيين لنفوذ وتمويل اللوبي الصهيوني حملات المرشحين ورؤساء لجان نافذة الانتخابية بمئات ملايين الدولارات-ليتملقوا ويوالوا إسرائيل وجرائمها!! ثم يتساءلون لماذا نحن مكروهون!
السؤال المهم بعد تنحي بايدن عن سباق الرئاسة ودعمه نائبته كامالا هاريس-وبات رئيسا لفترة واحدة-هل يكفر عن ذنب اصطفافه وشراكته بحرب الإبادة وضحاياها بسلاح ودعم وغطاء أمريكي!
هل يجرؤ بايدن فعل الصواب وتحدي وإنهاء جرائم نتنياهو وإسقاط حكومته ووقف حرب إبادته، ويفعّل رؤيته بحل الدولتين كإنجاز يخلد إرثه المضطرب؟
وسوم: العدد 1089