غُراب بلينكن في المنطقة… سجن سوريا والعرب «الأحمر»… واليمن «يسعدنا»
مجددا وقف أنتوني بلينكن في مطار العقبة أمام كاميرا التلفزيون الرسمي الأردني مثل «الديك المنفوش» لمواصلة مشوار «اللف والدوران»، قائلا: «الاستقرار في المنطقة يتطلب عملية آمنة في سوريا».
في الأثناء، وعلى شاشة القناة 13 الإسرائيلية ظهر «الغدار» جيك سوليفان، لكي يكرر «تفهم بلاده» للأسباب والمخاوف التي تدفع الكيان الإسرائيلي لـ»عمليات احترازية في سوريا»، ثم «تمتم الرجل» بعبارة نفهم منها – سبحان الله – أن منطق «حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها» يشمل الواجهة السورية.
في المقابل لسان «الدول العربية» يكرر تلك الأسطوانة «المشروخة» التي تلطمنا بها قناة «القاهرة والناس»، نقلا عن القيادة المصرية «الاستقرار في المنطقة يتطلب تمكين الدولة السورية».
قبل أسابيع فقط كان «استقرار المنطقة» يتطلب «وقف العدوان على غزة» ثم «تمكين وقف إطلاق النار في لبنان»، والآن نواصل اللهاث وراء «المدفعية الإسرائيلية»، وهي تنتهك الجغرافيا والتاريخ في لبنان وسوريا لكي تردد حكومات العرب الأقاويل نفسها، التي بسببها أصلا «ثار الشعب السوري».
اليمن يسعدنا
ما علينا، ديك واشنطن محترف الكذب اختار العقبة كأول محطة لجولته الجديدة بعد «ليلة سقوط النظام السوري»، وما لفت نظرنا أنه نسي إبلاغ الشعب السوري المحتفل في الميادين منذ أسبوع ومستضيفه الأردني بـالقول «حضرت إليكم بصفتي يهوديا».
بصراحة، أشعر مثل بقية المتلقين لبث شاشات التلفزيون، بالضجر من كثرة الإصغاء إلى الثنائي بلينكن – سوليفان طوال العام الماضي.
يطربنا قليلا صوت المتحدث العسكري باسم «اليمن السعيد» على شاشة «الجزيرة»، وهو يتشبث بدوره بعبارة «مناصرة الأهل في غزة»، وإن كان الإعلام الرسمي العربي عموما والمصري خصوصا يتجاهل ذلك الرأي الفني المذهل للخبيرة، التي قالت إن «الدولة الوحيدة في العالم التي التزمت بقرار محكمة العدل العليا هي اليمن».
نعم قالتها الخبيرة من دون تردد: «ما يفعله اليمنيون على البحر الأحمر التزام نصي بالقانون الدولي بموجب نصوص قرار العدل العليا بخصوص شبهة الإبادة». لم ينتبه أي عربي للمعطى هنا!
وكان لافتا ما جاء على شاشة الفضائية الفلسطينية، حيث شريط إخباري لا يتردد في وصف «المقاومين» في مخيم جنين بأنهم «خارجون عن القانون»، فيما القناة الإسرائيلية التي تحمل الرقم 12 وفي التوقيت نفسه تبث على المباشر خطاب سموتريتش الجديد، الذي يقول فيه «كل ما حول الهيكل لنا.. إنه وعد الرب»!
كذب أم تجمل؟
غير معقول، وغير منطقي حقا أن تركز سلطة شعب تحت الاحتلال على استدعاء النشطاء وحبس الإعلاميين، لا بل ملاحقة المقاومين.
ليس مطلوبا من القنوات الرسمية العربية أن تعمل مثل قناة «الجزيرة» مثلا، لكن عليهم متابعة ما تبثه «سي أن أن مثلا، احتراما للقاعدة التي تقول إن «الإفرنجي برنجي» حتى لا نقول في ربيع المنطقة الجديد إن «الإخونجي الآن برنجي»!
شعرت ببعض الخزي الوطني عندما تابعت أخبار تلفزيون «المملكة» الأردني، وهو ينقل عن مسؤول في السلطة التحدث عن «التصدي لخارجين عن القانون»،
والمعنى أن الأمن الفلسطيني يطارد ويقتل المقاومين، مع أن سموتريتش مجددا مصر على عزل وإقصاء بنوك الضفة الغربية.
في الواقع السلطة تذكرنا بالفيلم المصري العريق، الذي كانت تبثه شهريا القناة العبرية الثانية لآثار الحكيم «أنا لا أكذب، ولكن أتجمل»، حيث البطل يكذب كما يتنفس، وفي كل التفاصيل، ثم يوهم عشيقته أنه يحاول «التجمل» فقط.
السجن الأحمر!
استحضر مئات الأردنيين لقطة يقارن فيها الزميل فيصل القاسم عبر الاتجاه المعاكس القديم، وهو يتحدث للمعارض الوطني الأردني سفيان التل بين «نظامين».
أي مقارنة طبعا مرفوضة في كل الأحوال، والقاسم في تلك اللقطة اختصر علينا النقاش عندما سأل ضيفه: «بعد هذه المقابلة هل ستعود إلى عمان؟» أجاب التل ببساطة «نعم».
في عمان أقارب التل، وهو بالمناسبة شخصية وطنية معارضة صلبة جدا يصبحون «وزراء»، أما في دمشق القديمة أغلب التقدير أن المعارض وأقاربه وجيرانه وكل من باعه بعض الحمص، سيدخلون أقبية «الفرع» قبل التحول إلى جثث مشوهة في السجن الأحمر، لا يحق لأهلها – أي الجثث – التحدث عنها بعد دخول هذا المكان الرهيب والقذر.
وسوم: العدد 1107