يعزُّ علينا أن تعنون الأخبار : حرب بين سورية ولبنان!!

ومع كل الاحترام لما يسمى السيادة اللبنانية، والخصوصية اللبنانية؛ فإن الأوامر التي أعطيت بالأمس للجيش اللبناني بفتح النار على الجنود السوريين؛ ستبقى مثيرة للقلق، موشحة بالريبة…!!

ويمكن أن نكون لبنانيين حقيقيين، ونتساءل عن أحقية دولتنا اللبنانية، ورئيسها الجديد، في حماية تجار المخدرات والمهربين، الذين ما زالوا يعيثون على الأرض اللبنانية فسادا منذ عقود الأسدين الأب والابن..

لا يستطيع أي لبناني مخلص في لبنانيته أن ينكر أن هؤلاء المهربين والمجرمين، الذين كانت تلاحقهم القوات السورية؛ كانوا هم أدوات عنجر، أو خنجر كنعان ورستم غزالة في إذلال كل لبنان وكل اللبنانين…!!

لا يستطيع أحد من المحسوبين على كل الترويكا اللبنانية العتيدة، أن يتساءل عن مغزى خروج الدولة اللبنانية عن مقتضى سياسة "النأي بالنفس" ليدخل حربا مع العهد السوري الجديد، بعد صمت مفجع دام لبضعة عشر عاما..ظلت هذه العصابات تشترك فيه في قتل السوريبن، وتعفيش ديارهم!!

وإذا أردت أن أكتب بوصفي سوريا أو لبنانيا، وعندي أن لا فرق.. فمن حقٍ أن أتساءل: أليس من واجب الدولة اللبنانية على ما هي فيه، أن تتمسك بقرارها في النأي بالنفس، في كل مرة يُضطر فيها العهد السوري أن يتصرف للدفاع عن سيادة لبنان، وحقوق اللبنانيين والسوريين التي أمعن فيها هؤلاء المجرمون على مدى نصف قرن..؟؟!!

وإذا كان قد بدا للرئيس اللبناني "جوزيف عون" مع الاحترام، أن يمتحن عزيمة العهد الجديد في سورية، فالذي نرجوه، أن لا يستجره الذين لا يعلمون أن يتمادى ليجرب حظه ليمتحن صبر السوريين!!

القضية مع السوريين أكبر من رمانة يا سيادة الرئيس!!

ونحن والله مع القائمين على العهد الجديد، في سورية، أحرصُ على المحبة والأخوة والوئام والسلام ؛ولكن حين تشترطون أن يكون ثمن كل ذلك، الدفاع عن زراع الحشيش وصناع الكبتاغون ومهربي الأسلحة ومدمري مرفأ بيروت، ومغتالي نخبة النخبة من المجتمع اللبناني؛ فإنكم بلا شك، لا تصعبون علينا الاختيار، بل تقطعون علينا الطريق..

نحب لبنان حديقة جميلة زاهية مزهوة..، ونعقد العزم على مطاردة كل القتلة والمجرمين والمخدِّرين والمخدَّرين أيضا..!!

ويسؤونا أن تتناقل الأخبار: حرب بين سورية ولبنان.. بل هي حرب جادة حقيقة بين جند الصلاح والإصلاح وبين الفاسدين والمفسدين في سورية وفي لبنان…

ويوم اجتاز مجرمو الولي الفقيه الحدود المرسمّة لم نسمع ميشيل عون يقول لهم: أنتم تكسرون الحدود.. وتنتهكون السيادة…!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1115