نرفض وصاية ولاية الفقيه على الشيعة العرب
السيد محمد علي الحسيني
في غمرة الاحداث الاستثنائية التي تشهدها المنطقة والتي تجري بسياقات متباينة حيث تتداخل فيها العديد من الاسباب والعوامل المختلفة، يسعى النظام الايراني ومن خلال سعيه المستمر للتدخل في الشؤون الداخلية لأقطار الوطن العربي وخصوصا تلك التي يتواجد فيها الشيعة العرب، استغلال ورقة الشيعة العرب واستخدامها في ظل ظروف وأوضاع عربية وإقليمية و دولية حساسة وبالغة الخطورة من جانب، وفي ظل اوضاع بائسة ومزرية يمر بها هذا النظام وتکاد أن تکتم على أنفاسه.ولئن سبق لنا ومن خلال موقعنا المرجعي، ان حذرنا مرارا وتکرارا من التدخلات المريبة لنظام ولاية الفقيه في الشأن الداخلي البحريني و نبهنا من مخاطره وآثاره بالغة السلبية على أمن واستقرار البحرين بشکل خاص ودول الخليج العربي بشکل عام واعتقد البعض بأننا نتحدث في امور وهمية لاوجود لها على أرض الواقع، لکن تواتر الاحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة بشکل عام ومملکة البحرين بشکل خاص، أکدت حقيقة وواقعية تحذيراتنا المستمرة و أثبتت للعالم أجمع النوايا السيئة والمشبوهة التي يضمرها نظام ولاية الفقيه ضد سلامة امن واستقرار و استقلال هذا البلد. نظام ولاية الفقيه، ومن خلال محاولاته المتعددة الاوجه لبسط نفوذه على مملکة البحرين بصورة خاصة ودول الخليج العربي بصورة عامة، يبذل کل جهوده من أجل تفعيل هذا النفوذ من خلال وصاية مزعومة له من خلال تصدير الثورة على مبدأ ولاية الفقيه المرفوض من قبل غالبية الفقاء الشيعة بشکل عام ومرفوض من جانبنا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب جملة وتفصيلا، ذلك أن هذ النظام يبتغي من خلال هذا المبدأ المشبوه تمرير سياسات وأهداف وأجندة معادية للأمة العربية تمس في خطها العام صميم الامنين القومي والاجتماعي العربي، ولعل السعي الحثيث للنظام الايراني من أجل إفشال کل المساعي الخيرة والنبيلة والوطنية المبذولة من جانب المسؤولين البحرينيين و على رأسهم جلالة الملك و سمو ولي عهده، يؤکد حقيقة النوايا السيئة وحجم الشر الذي يضمره هذا النظام ضد أمن واستقرار البحرين وضد أمنه الاجتماعي بشکل خاص جدا.ان نفخ النظام الايراني في قربة مثقوبة من خلال عزفه على وتر الطائفية البغيضة في مملکة البحرين وسعيه لذر الرماد في الاعين وخلط الحقائق والأوراق وقلبها وتحريفها وتزييفها أملا في إيصال الاوضاع في هذا البلد الى مفترق اللاعودة، هو أمر قد عرفناه منذ أعوام طويلة خلت وتوقعنا بحدوثه في أية لحظة، لکن النقطة الاهم من ذلك هي ثقتنا المفرطة والمتناهية بإخواننا الشيعة العرب العقلاء منهم والحكماء في البحرين و إيماننا الکبير بأنهم لن يقفوا مکتوفي الايدي أمام هذا المخطط المشبوه الذي ينفذه بعض من المغرر بهم او اولئك الذين إلتبس عليهم الامر، ونؤکد بأن لاوصاية أبدا للنظام ولاية الفقيه الإيراني على شيعة البحرين و لا على الخليج ولا على الشيعة العرب في مختلف الاقطار العربية و في سائر ارجاء العالم، بل وان وصايته قد باتت ليست محل شك وانما حتى مرفوضة أساسا من جانب الشعب الايراني نفسه، وعليه فإن الواجب الشرعي والمسؤولية الوطنية والمنطق يحتم على جميع اولئك الذين يعتقدون خيرا بالدعوات المشبوهة للنظام الايراني، أن يرکزوا جيدا على نقطة رفض وصاية النظام الايراني على الشعب الايراني نفسه و تتبع الاهداف و الاسباب والعوامل الکامنة خلف ذلك والتي تتجسد جميعها في فقدان هذا النظام لشرعيته من خلال إتباعه لسياسة قمعية استبدادية هوجاء وبالغة القسوة ضد أبناء الشعب الايراني.اننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، ندعو مرة أخرى إخواننا الشيعة في البحرين والسعودية والدول العربية إلى الوقوف سدا منيعا بوجه المؤامرات والخطط والدسائس القادمة من نظام ولاية الفقيه وجعلهم مصلحة بلدهم و امنهم واستقرارهم فوق کل أمر و مصلحة أخرى واننا نجزم بأن الشعب البحريني سيخرج منتصرا ومرفوع الرأس من هذا الظرف الطارئ.
المرجع الإسلامي للشيعة العرب