"الزواج السياحي" ينتشر في سوريا

"الزواج السياحي" ينتشر في سوريا،

ابحث عن الفقر!

الأوضاع الاجتماعية السيئة والإغراءات المادية تدفع الفتيات للقبول بزيجات قد تُحوّل حياتهن إلى جحيم.

"زنى مشروع تحث غطاء ديني"

باتت ظاهرة "الزواج السياحي" أو "زواج الصيف" تنتشر في سوريا في السنوات الأخيرة في ظل معارضة كبيرة من بعض السوريين لهذا النوع من الزواج الذي يمثل الوجه الآخر لزواج المتعة أو المسيار الموجود في بعض دول الخليج وخاصة السعودية.

ويشير موقع "أخبار سوريا" إلى أن ظاهرة "زيجات الصيف" بدأت تنتشر بشكل كبير في سوريا, لافتا إلى أن السفارة السعودية في سوريا رصدت مؤخرا 400 أسرة مشتتة نتيجة لزيجات رجال سعوديين من نساء سوريات.

و"زواج الصيف" هو زواج يعقد في إجازة الصيف دون تحديد وقت للطلاق, ويتعاطى هذا الزواج الأثرياء ورجال الأعمال كثيرو السفر.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن زيجات الصيف تنتشر في عدة دول عربية كالمغرب وسوريا ومصر واليمن.

ويقول الشيخ الدكتور محمد حبش إن "الزواج هو مؤسسة مقدسة في الإسلام ولا يجوز للزواج أن يتأسس على أسباب غريزية فقط, بل لابد من الوعي لان الزواج هو استقرار وأسرة وذرية وأولاد وغيرها".

ويضيف أن "ما يجري الآن من أشكال الزيجات كزواج المسيار والمسفار وزواج الصيف هي إشكال مرفوضة في نظام الأسرة في الإسلام".

ويوضح الدكتور حبش أن "خطورة زواج الصيف تكمن في الواقع في انه زواج مؤقت وهو في الغالب زواج سري وينشأ عنه ضياع في الحقوق وخاصة الفتاة وهذا الزواج غير محمي وغير محصن وتبحث المرأة فيه عن الخلاص من هذه الورطة".

وتقول سمر (25 عاما) التي تستعد على عجل لزواج مؤقت من رجل أعمال سعودي ميسور الحال. إنها تعيش حالة إرباك لأن الوقت لن يسعفها حتى تستطيع تأمين ما يلزم زفافها خلال أيام معدودة.

وتضيف لموقع دويتشه فيلله "تحضيرات الزفاف ترهقني بسبب ضرورة الإسراع في تجهيز الملابس والحلي التي أحتاجها".

وسمر ليست سوى واحدة من عدد كبير من الشابات السوريات اللواتي يتزوجن من سعوديين لفترة أشهر يتفق عليها الطرفان بشكل يتناسب غالبا مع المبالغ المالية التي يقدمها العريس.

ويقول الدكتور احمد الأصفر (باحث اجتماعي) إن "الزواج في ثقافتنا العربية والإسلامية هو مسالة تشريعية وقانونية لها قواعد وأسس", لافتا إلى أن الخروج عن هذه القواعد والأسس يحدث مشاكل اجتماعية كبيرة.

ويضيف "ظهرت مؤخرا أشكال للزواج ليس لها علاقة بالثقافة الإسلامية مختلف حول شرعيتها كزواج الميسار وزواج المصياف (زيجات الصيف) وغيرها", لافتا إلى انه إذا لم تتحدد الحقوق والواجبات في الزواج فان الزواج سيعاني من ضعف في أركانه".

ونقل موقع "محطة أخبار سوريا" عن أحد أصحاب المكاتب السياحية قوله إن "الأعوام القليلة الماضية شهدت نوعا جديدا من السياحة الخارجية وهي السياحة الجنسية الخارجية لكن بصحبة محلية".

وأضاف "درجت العادة سابقا بأن الشباب يقصدون بلدان أخرى مثل لبنان وشرم الشيخ وتايلاند تحت باب ما يسمى السياحة الجنسية لكن الآن تغيرت العادة وأصبح الشباب يسافرون برفقة نساء سوريات غير زوجاتهم".

وأبدى صاحب المكتب استغرابه بأن "معظمهم متزوجون ومن طبقة رجال الأعمال المعروفين اجتماعيا".

ويحذر مراقبون من الانتشار المتزايد للزواج السياحي وتبعاته، لاسيما في حالة إنجاب أطفال يدفعون ثمن غياب علاقة أسرية اعتيادية طويلة الأمد.

وتؤكد بعض المصادر أن ثمة أسباب كثيرة تدفع بعض الفتيات السوريات إلى القبول بالزواج السياحي يأتي في مقدمتها البطالة والفقر والعوز من جهة، وإغراء المال من جهة أخرى، مشيرة إلى أن كثيرا من الفتيات يرين في المبالغ التي يدفعها العريس كمهر أو على شكل هدايا نوعاً من التأمين لهن ولعائلاتهن.

وتؤكد رنا أن وضعها المادي السيء هو سبب قبولها الزواج من رجل سعودي متزوج من ثلاث نساء.

وتضيف "أعرف أني ارتكب خطأ كوني أبيع جسدي، ولكن لا يوجد باليد حيلة" على حد تعبير رنا".

وتقول أسماء كفتارو رئيسة منتدى السوريات الإسلامي إن "الخروج عن القيم والأخلاق شجع الرجل للتغريد خارج السرب ومن خلال الانفتاح على الانترنيت والفضائيات بدأ الزوج يوما بعد يوم يبعد عن زوجته وقيمه وأخلاقه ومجتمعه".

وترى أن "المشكلة في المجتمع نفسه لأنه الرجل حلل لنفسه 'الصاحبة' وسمح لنفسه بارتكاب الغلط بذريعة أن زوجته لا تفهمه أو لعيوب في جسدها لذلك يسمح لنفسه بالخروج عن دائرة القيم, والزوجة تنظر لنفسها على أنها أعطت أكثر ما فيها وغير قادرة على فعل أي شيء لكن الأمر عكس ذلك لأن شهوة الرجل تشبعها امرأة واحدة كما يشبع شهوة المرأة رجل واحد".

ويلقى الزواج رفضا كبيرا في المجتمع السوري، ويعتبره البعض تحايلا على القانون و"زنى مشروع تحث غطاء ديني"، حسب تعبير كنعان عثمان (رجل الأعمال).

ويضيف عثمان أن "الزانية في الملاهي وغيرها تتحمل خطيئتها بنفسها، بينما زانية الزواج السياحي يتحمل القانون والشرع خطيئتها في بيت زوجية يبدو كأنه شرعي".

وكان مفتي سوريا الشيخ بدر الدين حسون وجه كتابا إلى أئمة المساجد في سوريا طالبا منهم رفض الموافقة على هذا النوع من الزواج.

وتحذر رنيم معروف (باحثة نفسية) من خطر هذا الزواج على عودة الفتاة إلى حياتها الطبيعية بعد انتهائه "لاسيما أن الكثير من الفتيات يتعرضن خلاله لأضرار جسدية بسبب تعرضهن لممارسة جنسية عنيفة".

وتقول معروف إن هذا الأذى يجعلهن يتخذن موقفا سلبيا من الرجال ويرفضن الزواج ثانية بسبب خوفهن من تكرار التجربة مجددا.

ـــــــــــــــــــــــــــ

لابد من تعليق واحد وهو أن زواج المسيار لايدخل مع هذه الزيجات كما قال البكاتب ، بل أن زواج المسيار في دول الخليج حل ضروري لانتشار العنوسة في المجتمع ....

وزواج المسيار زواج بكل معنى العقد الشرعي ، سوى أن الزوجة تتنازل عن حقها في المبيت مثل زوجاته اللاتي سبقنها ، وترضى أن يزورها مرة كل شهر أو أقل أو أكثر حسب وقت الزوج ....وقد ترزق منه بولد يحملها في شيخوختها .....