ثرثرة على الحدود التركية السورية

ثرثرة على الحدود التركية السورية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

مكثت طوال النهار أثرثر لوحدي

أتحدث مع نفسي وأحيانا بصوت يملأ المكان

سمّوا المكان باب الهوى

هناك وقفت وأرسلت همساتي وأحيانا صرخاتي

وطيور فوقي تعبر , وتغدو وتعود بحرية السماء

وأنا لست إلا خليفة  للأرض خلقت, فلا أجد فسحة لافي الأرض ولا في السماء!!!

تركت الهوى وباب الهوى فهو بادية تعم بها أشجار الزيتون وحمامات متعددة الألوان

وتحركت لمكان يكون أقربب

عند جبل الأقرع قباله تحط قريتي الصغيرة . ببساتين التفاح والخوخ والرمان

هناك توجد تغطية سورية للهاتفف

فتحت الخط وتحدثت مع إحدى بناتي

ألو

نعم

مين

كيفك يارانيا

أنت مين

صوت تعرفه نغمة اعتادت عليها بالتلفون

صوت أباها أكيد

تلعثمت بالكلام

إنه رقم داخلي والصوت صوت أباها

فأي أمر قد حصل

تحاول أن تلفظ.... بابا

ولكن تتلعثم ليس من المعقول هو

تلكأتُ قليلا بإخبارها

شردَت أكثر, اجتمعت العائلة كلها

تقول :

إنه صوت بابا ولكن النمرة داخليه

لابد من  أن أبي وصل

علا الصياح في البيت اشتدت الدهشة عند الجميع فقدت ابنتي السيطرة على الكلام تلعثمت ارتعدت فرائصها أتفرح أتغني أم هي واهمة

أعطت الهاتف لأمها

تقول ألوو

مين

قلت لها أنا

أنت من

أنا زوجك ياحبيبتي

تلخبط كيانها واهتزت مشاعرها

وربما دمعت عيناها

هل أنت رجعت إلينا قائلة

 هل عدت أخيرا

ويعلو صياح الأولاد في البيت كما كان في السابق

عندما أكون قادما يقولون بصوت واحد... بابا بابا

ولم تدم الفرحة طويلا

وعرفوا القصة

وعادت البسمة من مكانها ليستقر بدلا عنها هموم الشوق والحنان.