الرياضة في مواجهة بدانة الأطفال
الرياضة في مواجهة بدانة الأطفال
الباحث: نعمان عبد الغني
زادت النسبة المئوية للأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن إلى أكثر من الضعف خلال السنوات الـ 30 الماضية. وبالرغم من أن العديد من العوامل تسهم في هذا الوباء ، إلا أن نشاط الأطفال يزداد خمولا. وبعبارة أخرى ، الأطفال يجلسون أكثر من أي وقت مضى هذه الأيام.
وفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ، ويشاهد الطفل في المتوسط قرابة 3 ساعات من برامج التلفزيون يوميا. ويقضي الطفل في المتوسط ساعتان ونصف الساعة في متابعة جميع وسائل الإعلام مجتمعة، وفقا لمؤسسة أسرة كايسر.
لذا يجب على الآباء والأمهات يحرصوا على أن يحصل أطفالهم على ما يكفي من التمارين. ولكن كم من التمارين يحتاجون؟
وفقا لتعليمات مؤسسة التغذية للعام 2005 في الولايات المتحدة ووزارة الزراعة ووزارة الصحة والخدمات البشرية (وزارة الصحة والخدمات الإنسانية) ، جميع الأطفال من سن 2 سنة فما فوق يجب أن يحصل على الأقل على 60 دقيقة من التمارين المعتدلة إلى القاسية، ويفضل أن تكون خلال أيام الأسبوع. بالإضافة إلى توفير المزيد من المشورة العملية بشأن كيفية إعطاء طفلك حمية صحية ومتوازنة ، والتركيز على منح الأطفال فرصة لتناول المزيد من الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة.
تُعرف السمنة بأنها زيادة في مجموع نسبة الدهون الكلية في الجسم مقارنة بالأنسجة الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة في وزن الجسم. ويعتبر مؤشر كتلة الجسم، وهو طريقة حساب نسبة الدهون في الجسم على أساس الطول والوزن، أكثر وسيلة محبذة لقياس زيادة الوزن والسمنة. ويحسب مؤشر كتلة الجسم للأطفال باستخدام ذات الأسلوب المتبع مع البالغين، أي الوزن بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالمتر، بالإضافة إلي استعمال الرسوم البيانية الخاصة بالعمر ونوع الجنس.
* انتشار السمنة
* تعتبر منظمة الصحة العالمية أن الشخص “زائد الوزن” إذا كان مؤشر كتلة جسمه أكثر من 25، وسمين إذا كان المؤشر 30 فأكثر. في دراسة أجرتها وزارة الصحة البريطانية لقياس السمنة لدى الأطفال دون 11 عاما، وجدت أن 27.7% من الأطفال يعدون زائدي الوزن، في حين أن 13.3% يعانون من السمنة. تعتبر الولايات المتحدة من أكثر الدول الشائعة بالسمنة وزيادة الوزن فالإحصائيات تشير إلي أن 17.1% من الأطفال والمراهقين بين عامين و19 عاما يعانون من الوزن الزائد. في غضون ذلك أجريت دراسة مقارنة لتحديد مدى انتشار زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال في المملكة العربية السعودية دون 18 سنة، فأظهرت النتائج أن نسبة زيادة الوزن عند البنين كانت 10.68%، في حين ارتفعت نسبة السمنة إلي 12.7%، كما لاحظت الدراسة أن المعدلات عند الفتيات تقل عن البنين بما يعادل النصف. أما البحوث في الإمارات فأظهرت أن 21.5 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-17 سنة زائدي الوزن و13.7 يعانون من السمنة. وفي معظم الدول الأخرى تشير الدراسات إلي أن هنالك زيادة في وزن الأطفال والسمنة مع تباين النسبة بين العمر والجنس.
* كيف يزيد وزن الطفل؟
* الوزن الزائد والسمنة هما نتيجة لاختلال التوازن بين كمية الأغذية المتناولة والنشاط البدني كما يوضح مركز مكافحة الأمراض الأميركي. لكن الأطفال والمراهقين يختلفون عن الكبار بأنهم بحاجة إلى النمو، والنمو لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كانت كمية الطاقة المتناولة (الطعام والشراب) تفوق الطاقة المستهلكة. يخزن الجسم تلك الطاقة الزائدة في انسجه جديدة تتكون من الدهون، وتعمل هذه بمثابة طاقة احتياطية، يمكن إعادة استخدامها عند حاجة الجسم إليها.
وعندما يكون استهلاك الطاقة الاحتياطية قليلا، يبدأ جسم الطفل تدريجيا في مراكمة الدهون التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن أو السمنة حسب كمية الدهون المخزونة. وتنمو خلايا الدهن فقط في مرحلة الطفولة، أما بعد البلوغ لا يمكنها أن تنمو ولكنها تتمدد أو تنكمش حسب استيعاب الدهون داخل أجسامنا، وعليه فان الطفل البدين علي الأرجح أن يكون بدينا عند الكبر إذا لم يأخذ حذره.
* ما هو مفهوم السمنة لدينا؟
* السمنة هي مسألة معقدة تتعلق بأسلوب الحياة، والبيئة والموروثات الجينية، فإذا نظرنا إلى مفهوم السمنة في الماضي نجد أن العرب والدول الإفريقية كانوا يعتبروها نوع من الجمال ودليلا على الغنى والسعادة خاصة للسيدات. وفي غرب السودان ترتبط السعادة الزوجية بسمنة المرأة، كما تجهز بعض القبائل في إفريقيا العروس بتسمينها حتى تكون جاهزة لتحمل الولادة. يقول البروفسور جفري سوبال أخصائي التغذية بجامعة كورنيل انه لم يتدخل الطب في موضوع السمنة حتى بداية الخمسينات وبعد ذلك ابتدأ تغيير مفهوم السمنة وتسمياتها.
* ما هي العوامل المتعلقة بالسمنة؟
* ترتبط السمنة وزيادة الوزن بعوامل كثيرة مثل العوامل الوراثية ومن المسببات الأخرى لها لدى الأطفال:
* محدودية النشاط البدني من خلال عدم ممارسة الرياضة، وقضاء ساعات طويلة في مشاهدة التلفزيون او الكومبيوتر، واستخدام السيارات أكثر من المشي.
* زيادة الكمية المتناولة من الأغذية
* زيادة استهلاك السكر والمشروبات المحلاة بدلا عن الماء.
* كثرة الاعتماد على الوجبات السريعة أو الأطعمة الجاهزة ، بدلا عن الوجبات التي تطهي في المنزل.
الأسباب التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن:
* قلة النشاط الجسمي وقلة ممارسة التمارين الرياضية.
* مشاهدة التلفاز أو العاب الكمبيوتر المدة تزيد عن ساعتين يومياً.
*عدم تناول الوجبات الرئيسية بانتظام والذي قد يؤدي لتناول وجبات صغيرة ومتكررة وقد تكون عالية المحتوى بالسعرات الحرارية.
* كثرة تناول الأطعمة الغنية بالسعرة الحرارية مثل (الشوكلاته ,الأيسكريم ,الكعك وغيره من الحلويات والمشروبات الغازية والأطعمة المقلية والدسمة).
* تقديم كميات كبيرة من الطعام وإصرار الوالدين على أن الطفل يجب أن يأكله كله
* عدم مراقبة الوالدين للأطفال وعاداتهم الغذائية وعدم ملاحظة ازدياد وزن الطفل الغير طبيعي.
* عدم توجيه الوالدين للأطفال بشأن العادات الصحية
* السمنة هل هي صحية أم مضرة؟
* تشير الأبحاث إلى إن السمنة تمثل مشكلة خطيرة للأطفال، لأنها مرتبطة بكثير من المشاكل الصحية ولا سيما عند الكبر، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري ومشاكل القلب. وقد تسبب السمنة مشاكل نفسية للطفل حيث يعاكسه أقرانه فيطلقون عليه أسماء لسمنته مما قد يصيبه بالإحباط وتدني الاعتداد بالنفس. غالبا ما تظهر المشاكل النفسية عند الفتيات، حيث يعتبرن أنفسهن غير جذابات مقارنة مع غيرهن من الصديقات او الزميلات.
* ماذا يمكن للأم أن تفعل؟
* إذا كنت قلقة من زيادة وزن طفلك، تحدثي إلى طبيب الأسرة حول هذا الموضوع حتى تتأكدي إذا كان وزن طفلك زائدا من الطبيعي. حاولي تجنب الإفراط في إتباع نظام غذائي فالأطفال يحتاجون تغذية كافية للنمو، ولكن اجعلي التغييرات على المدى الطويل للأسرة ككل بما فيها التأكد من تنوع الأكل للحصول علي نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بشكل يومي.
حاولي كذلك أن تجعلي أهدافك أكثر واقعية، أشركي طفلك عند التخطيط لإجراء تغييرات في أسلوب الحياة. وتذكري إن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، عند اتخاذ تلك الخطوة تبدأ رحلتك إلى حياة صحية أفضل <
* 10 اقتراحات لمساعدة طفلك للحصول والمحافظة على وزن صحي 1. شجعي طفلك على الأكل الصحي، ووضع نظام غذائي متوازن. 2. حاولي أن تكوني قدوة حسنة بتحسين عادات أكلك. 3. تأكدي من تحضير الوجبات الغذائية في أوقات منتظمة لتجنب طفلك ‘القزقزة’ طوال اليوم.
4. اجعلي وقت تناول الوجبات مناسبة تجمع الأسرة قدر الإمكان. 5. شجعي طفلك على الأكل عندما يكون جائعا، وليس الأكل من اجل الأكل أو عند الشعور بالملل، ولا تجعلي تقديم الأكل حافزا له. 6. تجنبي تخزين المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر، مثل المقر مشات والبطاطا المقلية والحلويات. 7. شجعي طفلك على شرب الماء أكثر من المشروبات الحلوة. 8. شجعي طفلك على المشي أكثر من استعمال السيارة إن أمكن. 9. يوصي الأطباء بتخصيص وقت في اليوم ليمارس طفلك بعض الأنشطة الرياضية، لا يقل عن 30 دقيقة إلى ساعة. 10. قللي مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك في مشاهدة التلفزيون أو العاب الكمبيوتر، ويوصي الخبراء ألا يتجاوز هذا الزمن أكثر من 14 ساعة في الأسبوع
على الآباء والأمهات المصابين بزيادة الوزن الحذر من الإسهام في نقل هذه المشكلة إلى أطفالهم. حيث إن لهؤلاء الآباء والأمهات دوراً في زيادة احتمال إصابة أبنائهم (أولاد وبنات) بزيادة الوزن والسمنة حيث إن الدراسات تشير إلى أن أكثر من 65٪ من الأطفال أصحاب الوزن الزائد ولدوا لآباء وأمهات يعانون من هذه المشكلة نفسها وقد تم استنتاج هذه المشكلة عن طريق دراسة ثم متابعة أكثر من 150 طفلاً منذ ولادتهم وحتى بلغوا سن التاسعة، وتبين أن الأطفال الذين ولدوا لآباء يعانون من زيادة الوزن هم الأكثر عرضة لزيادة الوزن وقد كان لتعامل الآباء مع الأبناء عبر الغضب كان له دور كبير في زيادة الوزن عند الأطفال وأعتقد أن هذا الأمر ناتج إلى أن الآباء كانوا يقلون من غضب الأطفال أو بكائهم عن طريق تغذيتهم وإطعامهم للتخلص من الغضب لديهم وإرضائهم ومكافأتهم بالغذاء وهذا التصرف في الواقع غير مطلوب بل قد يؤدي إلى زيادة المشكلة لذلك فإنه يجب على الوالدين أو من يقوم برعايتهم التأكد من سبب الغضب أو البكاء وعدم تفسير هذا البكاء بأنه جوع أو رغبة للطعام وكذلك عدم إعطاء الأبناء الطعام دون أن يطلبوه لأن ذلك سوف يساهم بزيادة الوزن وهذا التصرف سوف يجعل الطفل يربط المزاج والغضب والفرح بالطعام مما يجعله يغضب بسبب الطعام والذي له دور كبير في الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن لذلك يجب علينا أن نبعد ربط الطعام بالسعادة وبالغضب بل يجب توفير الطعام سواء كان الحليب أو الطعام العادي للأطفال عند رغبتهم لذلك وليس كلما بكى أو غضب أو تغير مزاجه فقد يكون سبب هذا البكاء أو الغضب ناتج من أسباب أخرى يمكن حلها دون أن نلجأ للطعام.
النوم والوزن:
قد يلعب النوم دوراً في حدوث زيادة الوزن عند الأطفال حيث أشارت الدراسة إلى أن الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن ينامون نحو 30 دقيقة أقل من غيرهم ويرجع ذلك إلى أن الأطفال ينامون لأنهم يبذلون جهداً كبيراً خلال اليوم فإذا لم يناموا بالشكل والوقت المناسب فإن ذلك يوضح أنهم لم يبذلو مجهوداً لأنهم غير متعبين من ذلك يتضح أن للرياضة دوراً جيداً في الحد من زيادة الوزن عند الأطفال فإذا بذل الطفل مجهوداً خلال اليوم سواء في المدرسة أو في البيت أو في مكان اللعب فإن ذلك سوف يجعله ينام بشكل جيد وكذلك يجعله يحرق كميات جيدة من الدهون والسعرات الحرارية وبالتالي يحد ذلك من إصاباته بزيادة الوزن.
الرضاعة الطبيعية:
على الأم التي ترغب في أن تكون صحة ابنها جيدة وتبعد احتمالية إصابته بالسمنة الحرص على الرضاعة الطبيعية فقد وجد أن للرضاعة الطبيعية دوراً كبيراً في الحد من السمنة عند الأطفال لأن ذلك يرجع إلى توازن الحليب القادم من ثدي الأم وعدم زيادة العناصر التي تلعبه في زيادة الوزن وكذلك يجب توضيح أن للرياضة الطبيعية دوراً فعالاً في صحة المرأة وسلامتها وتساهم في حرق الدهون لديها التي تجمعها خلال الحمل كما أن للرضاعة دوراً في الحد من إصابتها بسرطان الثدي. فالفائدة مشتركة بين الطفل والأم خلال الرضاعة الطبيعية كما أن للرضاعة الطبيعية دوراً كبيراً في العديد من الفوائد الصحية للطفل.
مخاوف الآباء:
قد يكون كذلك أن لمخاوف الآباء والأمهات وعدم وعيهم بالسلوك الجيد وبالعادات الغذائية السليمة والصحية دوراً كبيراً في تعلم الأبناء عادات الأكل غير الصحية لذلك فإن لوعي الأمهات بنوعية وكمية وطرق طبخ الطعام دوراً في زيادة الوزن وعدم الاعتماد على الخدم والمربيات واللاتي لا يعرفن أي أساسيات للتغذية السليمة لذلك فإن مراقبة ما يأكل الطفل وكمية وطرق تحضيره أمرٌ مهم وعدم الاعتماد على الخدم والمربيات وله تأثير جيد في الحد من تفاقم مشكلة زيادة الوزن والسمنة والاعتماد على الغير في تغذية الأبناء له الآثار السيئة على صحة الطفل بشكل عام وعلى زيادة الوزن بشكل خاص
يمكنك معرفة المبادئ التوجيهية الملائمة لطفلك عن طريق الدخول إلى موقع وزارة الزراعة التفاعلية للاطلاع على دليل الهرم الغذائي. هذا الموقع يسمح لك بإدخال سن وجنس ومستوى نشاط الطفل للحصول على واحدة من الأهرامات ال12 لتقديم التوصيات اللازمة لعدد السعرات الحرارية وكميات المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل ، وكذلك بعض التوصيات بالنسبة للأطعمة المعينة ، مثل الحبوب الكاملة ، والفاصوليا ، و الخضار البرتقالية.
أيضا ، نقدم لك التوصيات الحالية لنشاط الأطفال ، وفقا لما ذكرته الرابطة الوطنية للرياضة والتربية البدنية (NASPE) :
الرضع :
فترة النشاط : لا يوجد احتياجات خاصة
ينبغي أن تشجعي الطفل على النشاط البدني للنمو الصحي
الطفل الصغير:
فترة النشاط : 2 ساعة ونصف.
30 دقيقة من النشاط البدني المخطط له، 60 دقيقة من النشاط البدني غير المنظم (الحر)
طلاب المدرسة :
فترة النشاط: 2 ساعة
60 دقيقة من النشاط البدني المخطط لها ، 60 دقيقة من النشاط البدني غير المنظم (الحر)
في سن الدراسة:
فترة النشاط: 1 ساعة أو أكثر
تقسم إلى فترات من 15 دقيقة أو أكثر
ومن المهم أيضا أن نتذكر بأن الأطفال لا ينبغي أن يكونوا خاملين لفترات طويلة من الزمن -- لا تزيد عن 1 ساعة ما لم يكونوا نائمين. والأطفال في سن الدراسة لا ينبغي أن يكون في وضع خامل لفترات أطول من 2 ساعة.
من أفضل الطرق لحصول الأطفال على النشاط هو الحد من طول الفترة التي يقصونها في الأنشطة المستقرة ، وخصوصا في مشاهدة التلفزيون أو العب بألعاب الفيديو. وتوصي اللجنة بان يمتنع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 2 سنوات عن مشاهدة التلفزيون كل الوقت ، وأن تقتصر المشاهدة على متابعة برامج تعليمية أو مخصصة لسنهم وأن لا تزيد عن ساعتين في اليوم