بعض النصوص المكفرة لأهل السنة في كتاب الكافي للكليني عمدة الشيعة

يعتبر كتاب الكافي لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني  أهم مصدر يعتمده الشيعة الإمامية في اعتقادهم وفي الحكم على ما يعتقده غيرهم . والمطلع على هذا الكتاب يقف عن كثب على تكفير الشيعة لغيرهم خاصة أهل السنة  وفيما يلي النصوص المتضمنة  تصريحا أو تلميحا للتكفير :

ورد في الجزء الأول من الكافي المخصص للأصول في باب : " أصناف الناس" أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه قال : " إن الناس آلوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله ثلاثة : آلوا إلى عالم على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن علم غيره ، وجاهل مدع للعلم ، لا علم له معجب بما عنده ، قد فتنته الدنيا ، وفتن غيره ، ومتعلم من عالم على سبيل هدى من الله ونجاة ، ثم هلك من ادعى ، وخاب من افترى "

فهذا الحديث المنسوب لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقسم الناس ثلاثة أقسام : عالم  حقيقي ومتعلم منه  ينجيه ذلك ، ومدع للعلم هالك . والتقديم بهذا الحديث يعتبر تمهيدا لتصنيف المسلمين ، لأنه سيتضح فيما بعد من نصوص الكافي أن العلم محصور في الشيعة،  وأن غيرهم مجرد جهال  مدعين للعلم معجبين بما عندهم ومفتونين بالدنيا وفتانين  ومفترين، ومصيرهم الهلاك والخيبة.

وورد في نفس الجزء في باب : " طبقات الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام " أن أبا عبد الله الحسين بن علي  رضي الله عنه قال : " إن الله تبارك وتعالى  اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا ، وإن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا ، وإن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا ، وأن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما ، فلما جمع له الأشياء قال : (( إني جاعلك للناس إماما )) قال : فمن عظمها في عين إبراهيم : (( قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين )) قال : لا يكون السفيه إمام التقي "

فهذا الحديث فيه تمهيد لمفهوم الإمامة عند الشيعة  فهي درجة فوق العبودية  والنبوة والرسالة والخلة مع أن إبراهيم الخليل عليه السلام هو عبد الله ،النبي، الرسول، اتخذه الله  خليلا ،وجعله  إماما للناس ،ولا يمكن القول بتدرجه من رتبة دنيا إلى رتبة أعلى كما يفهم من هذا الحديث الذي ينسب للحسين رضي الله عنه . وإمامة إبراهيم الخليل للناس إمامة نبوة  والمقصود بقوله : (ومن ذريتي ) اللهم اجعل النبوة في ذريتي  ، وقد استجاب  الله عز وجل  له فجعل أبناءه وأسباطه أنبياء وأئمة للناس ، وختم الإمامة بنبوة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وهو الذي لا نبي بعده . ويفهم من القول المنسوب لأبي عبد الله رضي الله عنه " لا يكون السفيه إمام التقي " أن الحكم  يكون في آل البيت  فإن كان في غيرهم فهو سفاهة . ومعلوم أن الشيعة يلوون بأعناق آيات القرآن الكريم لتناسب ما يعتقدون  وما يريدون . فالإمامة عندهم إرث ورثوه من إبراهيم الخليل  بعد أن قطع أشواط العبودية والنبوة  والرسالة والخلة ، وهو ما يعني أن أئمة الشيعة مع الأنبياء  بل فوق الأنبياء كما يفهم  من هذا الحديث  ومن عنوانه .

وورد في نفس الجزء في باب : " الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام "  قال أبو عبد الله رضي الله عنه : " إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف " وواضح من هذا الحديث أن الإمامة خرجت عند الشيعة من مفهوم النبوة  والرسالة إلى مفهوم آخر، علما بأن الله عز وجل أقام الحجة على الناس بالرسل    وجعل سيد الخلق صلى الله عليه وسلم حجة على العالمين ولا حجة لأحد بعده لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين .

وورد في نفس الجزء في باب : " الأرض لا تخلو من حجة "  قال أبو عبد الله رضي الله عنه : " إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم وإن نقصوا شيئا أتمه لهم " .

وواضح من هذا الحديث أن المقصود بالإمامة عند الشيعة ليست إمامة النبوة والرسالة  ما دامت الأرض لا تخلو من إمام  في اعتقادهم ، علما بأنه لا نبي بعد رسول الله صلى  الله عليه وسلم،  ولا حجة على الناس لأحد بعده لأنه لم يوح لغيره ولم يكلف غيره بتبليغ الوحي .

وورد في نفس الجزء في باب : " معرفة الإمام والرد إليه "  قال أبو جعفر، وهو محمد الباقر لرجل يدعى أبو حمزة : " إنما يعبد الله من يعرف الله ، فأما من لا يعرف الله فإنما يعبده هكذا ضلالا ، فقال أبو حمزة  قلت : فما معرفة  الله ؟ قال : تصديق الله عز وجل  ورسوله صلى الله عليه وآله ومولاة  علي عليه السلام والائتمام به وبأئمة الهدى عليهم السلام ،والبراءة إلى الله عز وجل من عدوهم ، وهكذا يعرف الله عز وجل "

 فهذا الحديث واضح فيه اتهام من لا يوالي الشيعة بالضلال ، كما يتهم بالعداء لعلي  وذريته و يجب البراء منه  ، ولا يمكنه أن يعرف الله . وهذا تمهيد لتكفيره كما سيأتي .

وفي نفس الباب جاء أن أبا جعفر قال : " من لا يعرف الإمام من أهل البيت فإنما يعرف  ويعبد غير الله هكذا والله ضلالا "  

ففي هذا الحديث يجعل الشيعة معرفة الله عز وجل بواسطة  الأئمة شرطا ضروريا لصحة  العبادة وإلا فالحكم على من  أخل بهذا الشرط هو الضلال ، وهو الطريق نحو  تكفيره كما سيأتي .

 ومما جاء في هذا الباب أيضا  نسبة  لأحد أئمة  الشيعة أو لاثنين منهما : " لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمة كلهم ، وإمام زمانه  ويرد إليه ، ويسلم له ، ثم قال : كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأول ؟ "

 وفي هذا الحديث إخراج الشيعة من دائرة الإيمان من لا يعرف أئمتهم كلهم وإمام زمانه ، وهو تكفير واضح .

ومما جاء في نفس الباب أيضا أن أبا عبد الله وليس المقصود الحسين رضي الله عنه  قال : " كان أمير المؤمنين إماما ، وكان الحسن إماما ، وكان الحسين إماما ثم كان علي بن الحسين إماما ثم كان محمد  بن علي إماما من أنكر ذلك كمن أنكر معرفة الله تبارك وتعالى  ومعرفة رسوله "

وفي الحديث تكفير واضح عند الشيعة  لمن ينكر إمامة علي  والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي . والحديث يجعل معرفة  هؤلاء بمثابة معرفة الله عز وجل  ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وورد في نفس الجزء في باب : "  الأئمة عليهم السلام هم الهداة "  عن الفضيل قال : سألت أبا عبد الله عن قوله تعالى : (( إنما أنت منذر  ولكل قوم هاد ))  فقال : " كل إمام هاد للقرن الذي هو فيه " . ومما جاء في نفس الباب أن أبا عبد الله قال : " رسول الله المنذر وعلي الهادي "  كما قال  أبو جعفر : " رسول الله المنذر وعلي الهادي  أما والله ما ذهبت منا وما زالت فينا إلى  قيام الساعة "

وفي هذا الحديث تأويل باطل لقول الله تعالى ، وفيه تقديم لعلي بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحيث  جعلت مهمة الإنذار للرسول الأعظم  وجعلت الهداية لابن عمه علي  ، وفي هذا سوء أدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وورد في نفس الجزء في باب : " الأئمة عليهم السلام خلفاء الله عز وجل في أرضه وأبوابه التي منها يؤتى " قال أبو الحسن الرضا : " الأئمة خلفاء الله عز وجل في أرضه " . وفيه أيضا قال أبو عبد الله : " الأوصياء هم أبواب الله عز وجل التي منها يؤتى ولولاهم ما عرف الله عز وجل  وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه "

ففي هذين الحديثين يغلق الشيعة الأبواب أمام خلق الله لمعرفته ،  ذلك أنه من لا يعتقد بالأوصياء لا يمكنه معرفة الله عز وجل ، ويستحق  بذلك التكفير.

وورد في نفس الجزء في باب نادر جامع " في فضل الإمام وصفاته "  عن عبد العزيز بن مسلم قال : كنا  مع  الرضا بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة  في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة ، وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها ، فدخلت على سيدي عليه السلام، فأعلمته خوض الناس فيه ، فتبسم ثم قال : " يا عبد العزيز  جهل القوم وخدعوا عن آرائهم ، إن الله عز وجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله حتى أكمل له الدين ، وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء ، بين فيه الحلال والحرام ، والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج الناس إليه كملا  فقال عز وجل : (( ما فرطنا في الكتاب من شيء ))، وأنزل في حجة الوداع، وهي آخر عمره صلى الله عليه وآله (( اليوم أكملت لكم دينكم  وأتممت عليكم نعمي ورضيت لكم الإسلام دينا )) ،وأمر الإمامة من تمام الدين ، ولم يمض عليه السلام وآله حتى بين لأمته دينهم ، وأوضح لهم سبيلهم ، وتركهم على قصد سبيل الحق ، وأقام لهم عليا عليه السلام علما وإماما ، وما ترك لهم شيئا تحتاج إليه الأمة إلا بينه ، فمن زعم أن الله عز وجل  لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ، ومن رد كتاب الله فهو كافر . هل يعرفون قدر الإمامة ، ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم ؟ إن الإمامة أجل قدرا ، وأعظم شأنا ، وأعلى مكانا، وأمنع جانبا ، وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالونها بآرائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم . إن الإمامة خص بها الله عز وجل إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرفه بها ، وأشاد بها ذكره  قال : (( إني جاعلك للناس إماما )) فقال الخليل عليه السلام سرورا بها  : (( ومن ذريتي ))  قال الله تبارك وتعالى : (( لا ينال عهدي الظالمين )) فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله بها  بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال : (( ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة  وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا  وأوحينا إليهم فعل الخيرات  وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين )) فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي صلى الله عليه وآله فقال جل وتعالى : (( إن أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين )) فكانت له خاصة فقلدها صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام ...." إلى أن يقول : " إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله والرسول ، ومقام أمير المؤمنين ، وميراث الحسن والحسين ، إن الإمامة زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعز المؤمنين ، إن الإمامة أس الإسلام النامي ، وفرعه السامي ، بالإمام كمال الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف ...." إلى أن يقول : " الإمام البدر المنير ، والسراج الزاهر ، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار ولجج البحار . الإمام الماء العذب ... الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه بدل ولا له مثل أو نظير . فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره ، هيهات هيهات ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون ، وتصاغرت العظماء ، ، وحصرت الخطباء ، وجهلت الألباء ، وكلت الشعراء ، وعجزت الأدباء ، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله. أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول ؟ كذبتم والله ... راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة  وآراء مضلة فلم  يزدادوا منه إلا بعدا (( قاتلهم الله أنى يؤفكون ))  ولقد راموا صعبا ، وقالوا إفكا ، وضلوا ضلالا بعيدا ، ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة ، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم  عن السبيل  وكانوا مستبصرين ، ورغبوا عن اختيار الله واختيار الرسول إلى اختيارهم ، والقرآن يناديهم (( وربك  يخلق ما  يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة  سبحانه وتعالى عما يشركون )) .

ففي هذا تكفير واضح لمن لا يعتقد اعتقاد الشيعة حيث يؤول كلام الله تأويلا حسب أهوائهم ،ذلك أن كمال الدين عندهم هو إقامة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إماما . ومن لا يعتقد بهذا الاعتقاد فإنه يتهم بأنه يزعم أن الله عز وجل لم يكمل الدين ، وقد رد كتاب الله ، ومن رد كتاب الله فهو كافر به . ههنا تكفير صريح  لمن لا يقبل تفسير الشيعة لقوله تعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) بأنه إقامة علي كرم الله وجهه إماما . والإمامة عند الشيعة أجل قدرا من أن يقيمها الناس باختيارهم لأنها في نظرهم اختيار الله عز وجل واختيار الرسول صلى الله عليه وسلم . ومن راموا إقامة الإمامة باختيارهم ،فهم أصحاب عقول حائرة بائرة ناقصة وآراء مضلة قاتلهم الله أنى يؤفكون ، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل ،ورغبوا عن اختيار الله ورسوله إلى اختيارهم حسب زعم الشيعة نقلا عن الكليني الذي يعتبر كتابه عندهم  لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه وهو مجرد  أباطيل ، وما بني على باطل  فهو باطل .

وأخيرا علينا أن نتصور حجم الضرر الذي يلحق بأصحاب العقول الضعيفة من الأميين والجهال وأنصاف المتعلمين والسذج عندما  تردد عليهم خزعبلات الكليني ، وعلينا أن تتصور حجم الضرر الذي يلحقونه بمن لا يعتقد اعتقادهم من تكفير و بغض وكراهية ولعن وسب وشتم واستباحة للدماء والأعراض .فها هي تعاليم الكليني تنشر بين الرعاع والسوقة والجهلة بواسطة عمائم السوء الذين يسوقونهم سوق الأنعام،  وتتحول إلى جرائم شنعاء في بلاد المسلمين لأن رعاع وسوقة الشيعة يعتقدون بكفر من لا يعتقد اعتقادهم وإن شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمد عبده ورسوله وأنه  لا نبي بعده وأنه لم يوص لأحد بعد بإمامة أو خلافة أو حكم أو سلطان ،بل ترك أمر المسلمين  بعده أمرهم شورى بينهم كما جاء في كتاب الله عز وجل الذي يؤوله الشيعة وفق أهوائهم . وبقي أن نقول إن آل البيت أشرف من أن يعبث بهم الشيعة  هذا العبث الشنيع ، وينسبوا لهم الأحاديث الملفقة الواضحة الوضع والمتكلفة مضمونا وأسلوبا لتكفير أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم . وإن افتراء الكليني هو الذي جعل رعاع الشيعة يتجاسرون على صحابة رسول الله بالشتم واللعن خصوصا الخلفاء الراشدين الصديق والفاروق وذا النورين، وقد تعلموا ذلك من عمائم السوء وأتباع الشيطان . ومقابل شتم ولعن الشيعة لخيار الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يحب أهل السنة آل بيت رسوله الكريم ويصلون عليهم وهم عندهم براء مما يدعيه الكذابون والوضاعون من أمثال الكليني وأشباهه .  

وسوم: العدد 626