زيارة وزير الخارجية الامريكي لقطر ولقائه مع السادة وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي
سعادة وزير الخارجية: الحوار بين دول الخليج والولايات المتحدة بناء واستراتيجي
الدوحة/المكتب الإعلامي/ 03 اغسطس 2015/ أكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية أن الاجتماع المشترك بين أصحاب السمو والمعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسعادة السيد جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، الذي انعقد اليوم، كان بنّاء واستراتيجيا، وتناول كثيرا من الأمور التي تهم دول مجلس التعاون مع الولايات المتحدة.
وقال سعادة وزير الخارجية، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي عقب الاجتماع: "إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أطلعنا على تفاصيل الاتفاق النووي مع إيران ومجموعة (خمسة زائد واحد)، ونحن نهنئ السيد جون على المجهود الذي بذل خلال العام الفائت للوصول لهذه النتيجة".
وأضاف "أن الاتفاقية مع إيران هي الخيار الأنسب من بين الخيارات لمعالجة مسألة السلاح النووي عن طريق الحوار، وهذا ما تم بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها.. وما قامت به يجعل المنطقة أكثر أمانا واستقرارا".
وتابع سعادته بالقول:" ناقشنا خلال الاجتماع نتائج قمة كامب ديفيد، وآليات عمل اللجان الست المشتركة وجميع المناحي التي يجب أن نطورها مع الأصدقاء في الولايات المتحدة، سواء المجالات السياسية والعسكرية والأمنية، كما تحدثنا عن الأوضاع في المنطقة في سوريا والعراق واليمن، وكانت المواقف متشابهة في هذه المسائل".
وردا على سؤال حول موقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من الاتفاق مع إيران بعد لقائها بسعادة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية: "نحن في دول مجلس التعاون ندعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وإذا أخذنا في الحسبان أن المفاوضات النووية التي قادتها الولايات المتحدة، التي لديها الإمكانات الكافية لردع أي قوة نووية، وخمس دول أخرى لها التقنية والمعرفة الكاملة بالمجال النووي، فبالتالي دول المجلس رحبت على هذا الأساس بما تم استعراضه من قبل السيد جون كيري أمام دول المجلس، بما في ذلك منع إيران من السلاح النووي، وتطوير رقابة مباشرة لضمان ذلك".
وأضاف سعادته "أن هذا بالفعل مطمئن، ونتمنى أكثر من ذلك، بأن يمتد منع السلاح النووي أبعد من ذلك، ليس فقط إيران، بل كل منطقة الشرق الأوسط".
وحول التواجد الدبلوماسي الدولي الكثيف بالدوحة، قال سعادة وزير الخارجية "نحن كنا دوما نتشاور مع الأصدقاء منذ أن بدأت الأزمات في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، وتواصلنا مع الأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية سواء التواصل الثنائي، أو مع دول مجلس التعاون الخليجي، أو من خلال أصدقاء سوريا، وطلب الأصدقاء في روسيا أن يكونوا متواجدين للتباحث عن الملف السوري، والتباحث حول الحل السياسي، والذي جميعا دون استثناء نؤكد عليه".
وأضاف سعادة وزير الخارجية "لقد ذكر زميلي جون كيري قواعد الحد الأدنى للحل السياسي في سوريا، وهو أن الرئيس والنظام فاقد الشرعية، ولا نستطيع حسم المسألة عسكريا، بل لا بد من وجود حل سياسي، وهذا ما نعمل ونسعى إليه جميعا، لعلنا نستطيع إيجاد حل سياسي يخرج الشعب من هذه المأساة التي يعيشها منذ قرابة الخمس سنوات".
بدوره، أكد سعادة السيد جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية التزام بلاده بأمن واستقرار المنطقة.. مبينا أن اجتماع اليوم ناقش العديد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتطرق إلى العلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وسبل تعزيزها ودفعها قدما. وقال سعادته "إن بيانا مشتركا سيصدر اليوم يلخص ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع". وعن الاتفاق النووي مع إيران الذي تمت مناقشته اليوم، أكد أن الاتفاق سيساهم في استقرار وأمن منطقة الخليج، ويحول دون حصول إيران على القدرات النووية العسكرية. وأضاف "أنا ونظرائي قمنا بوضع الخطوات التي سنتخذها، وكيف نعتزم بناء علاقة وشراكة استراتيجية أقوى، مع التركيز بصورة خاصة على مكافحة الإرهاب والأعمال التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة". وتابع سعادته بالقول "لقد ناقشنا على سبيل المثال عملنا في تطوير قدرات صاروخية استراتيجية مشتركة، كما ناقشنا تعزيز تعاوننا في مكافحة التطرف والعنف والأمن البحري". وأوضح أن الاجتماع "ركز على عدة تحديات تواجهها المنطقة بما في ذلك الحرب ضد تنظيم /داعش/ وغيرها من المنظمات المتطرفة".. وجدد في الوقت ذاته إدانة بلاده للهجمات الإرهابية الأخيرة التي تعرضت لها السعودية والكويت والبحرين.. وقال "نقف اليوم متحدين في جهودنا من أجل دحر الأشخاص المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة". وحول الشأن العراقي، قال سعادته "إنه تم الاتفاق على الاستمرار في مساعدة الحكومة العراقية على دحر /داعش/، وتنفيذ إصلاحات واسعة لتعزيز ذلك".. معبرا عن سعادته بإعادة أكثر من مائة ألف سني إلى منازلهم في تكريت، وقال "هذا أمر لم نكن نتخيله قبل عدة أشهر".. مؤكدا في الوقت ذاته الحاجة إلى معالجة الوضع الإنساني في العراق.
وأعلن سعادة السيد جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم بلاده 62 مليون دولار من المساعدات الإنسانية الإضافية للشعب العراقي ليصل حجم المساعدات الأمريكية إلى 475 مليون دولار. وأوضح سعادته أن اجتماع اليوم ناقش الوضع في سوريا، وقال "إن اجتماعا ثلاثياً هو الأول من نوعه بين الولايات المتحدة والسعودية وروسيا سيعقد لمناقشة هذا الملف". وقال "إن سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بسوريا واضحة.. فالأسد ونظامه فقد شرعيته بسبب وحشيته المستمرة ضد الشعب السوري، وهذه كانت نقطة اجتذاب للمقاتلين الأجانب إلى سوريا، وساعدت على تغذية نمو تنظيم /داعش/ وغيرها من المنظمات المتطرفة" . وأكد على ضرورة البحث عن حل سياسي للأزمة السورية "بما أنه لا يوجد حل عسكري".. مشيرا في الوقت ذاته إلى استمرار بلاده في دعم المعارضة السورية المعتدلة، وذلك مع الشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي ومواجهه /داعش/ هناك. وعن الوضع في اليمن، أوضح سعادة وزير الخارجية الأمريكي أن أفضل طريقة للحل هي العودة إلى عملية التحول السياسي والالتزام بنتائج الحوار الوطني.. مجددا وقوف بلاده إلى جانب دول مجلس التعاون في إدانة الأعمال العسكرية للحوثيين، وحث جميع الأطراف في اليمن على السماح للمنظمات الإنسانية للوصول بسلام وأمان إلى جميع المناطق المحتاجة. وبشأن الوضع في ليبيا، دعا سعادة السيد جون كيري جميع الأطراف إلى الدخول في نقاش لتأسيس حكومة وفاق وطني. واعتبر أن هناك فرصا للعمل سويا مع دول مجلس التعاون "لتحقيق الأهداف التي نتقاسمها للمنطقة والعالم".. موضحا أن هذا كان هدف اجتماع كامب ديفيد واجتماع المتابعة اليوم.. وقال "لدينا مجموعات عمل ستبدأ عملها غداً في الرياض وفي أماكن أخرى على مدى الأسابيع القادمة". وأضاف سعادته "سنعمل على التوصل إلى جدول أعمال أكثر تفصيلا ليس فقط للتعاون، ولكن أيضا لمواجهة الأعمال التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة".
وفي رده على سؤال حول التوقعات بشأن سلوك إيران عقب الاتفاق النووي، أوضح سعادة السيد جون كيري أن الاتفاقية النووية مع طهران ليست مبنية على توقعات أو تفاهمات فيما ستقوم به إيران وسلوكها في المنطقة.. مؤكدا أن التركيز انصب بصورة حصرية على البرنامج النووي ذاته، واحتمالية حيازة إيران للسلاح النووي. وقال سعادته "هذه الاتفاقية وجه لها البعض انتقادات، ولم يركزوا على القضايا التي كانت ستستغرق خمس أو عشر سنوات لحلها" .. مضيفا "ما تم في فيينا كان صفقة نووية دون تفاهم أو توقع حول ما ستقوم به إيران في المنطقة باستثناء ما يصرح به الرئيس الإيراني ووزير خارجيته أيضا بأن الاتفاق يمكن أن يفتح مجالا أمام علاقات أو حل مشاكل في المنطقة، ونحن لانعرف هذا الأمر، ولم نراهن عليه". وتابع بالقول "هدفنا هو تنفيذ الاتفاقية بصورة كاملة، ونأمل أن تخفف إيران من سلوكها، ونحن نعلم دعمها لحزب الله وللمليشيات الشيعية في العراق والحوثيين، ودعمها التاريخي للإرهاب الذي نستمر في معارضته". وأضاف "سنعمل مع حلفائنا وأصدقائنا للحيلولة دون أي تدخل غير لائق وغير قانوني يسعى لزعزعة الاستقرار في المنطقة". وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أنه تم الحديث اليوم خلال الاجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن طرق لمواجهة مثل هذه التحديات، "ومن ذلك تقاسم المعلومات الاستخباراتية وتدريب القوات الخاصة والمشاركة في الاعتراض البحري ومنع تدفق المقاتلين ومراقبة آليات التمويل والعمل سويا بطرق ملموسة من خلال مجموعات العمل المشتركة لوضع أجندة للعمل والاتفاق على خطوات عملية مشتركة لتوفير أمن أكبر للمنطقة". وأعاد سعادته التأكيد على أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على "تسريع بعض المبيعات العسكرية للأسلحة التي تتطلب وقتا طويلا في الماضي وتدريبات عسكرية مشتركة، لاسيما تدريب القوات الخاصة باعتباره أكثر فعالية في التعامل مع بعض التحديات الحقيقية التي يواجهها الناس". وقال "إنه تم الاتفاق على تقاسم المعلومات الاستخباراتية، لاسيما ما يتعلق بتدفق الأشخاص سواء العملاء أو المقاتلين المتطرفين، وتطوير أنظمة الدفاع الصاروخي في هذه البلدان، وزيادة عدد التمارين العسكرية وتحديث القدرة على الاعتراض البحري والحيلولة دون تدفق الأسلحة والأشخاص بما يعزز أمن المنطقة واستقرارها".
وسوم: العدد 627