نهاية مطاف التظاهرات
يسأل الكثير من الناس عن جدوى التظاهرات الجارية في بغداد والمحافظات وهل ان استمرارها سيؤدي الى نتائج؟ وهل هي محمودة أو مذمومة؟ وما الى غير ذلك من التساؤلات التي قد تكون ناشئة من مرارة التجربة العراقية في تاريخها الحاضر، وإن التضحيات الجسيمة التي يقدمها العراقيون من وقتهم وجهدهم وراحة انفسهم واستقرار عملهم غالباً إن كنا متفائلين لم تأت بشيء يذكر فالانتفاضة الشعبانية بكل عنفواتها وجبروتها واسقاطها لأعتى نظام طاغوتي في الارض حالياً قد التف عليها من قبل الامريكان والسعوديين وايقافها عند الحد الذي وفقت عنده عندما سمحت إدارة بوش الاب باستخدام القطاعات العسكرية بالتحرك لقمع الانتفاضة من صحراء الناصرية والسماح لطائرات الهلكوبتر بضرب المنتفضين بدعوى المساعدات الانسانية وغيرها، وأيضاً مواجهة بعض العراقيين الشرفاء الاحتلال الأمريكي بغية إخراجه من العراق بدلاً عن خروجه باتفاق مزمع مع بعض القوى السياسية التي تبجحت بإخراج الاحتلال ووقفت ضد مواجهته بالقوة، ومنعت بشكل وآخر المقاومة وقد سمتها بالإرهاب، وقد كان خروجه نقمة على العراق وأهله، واتضح الآن حجم مخلفات هذا الخروج ولو كان اخراجا ًلكانت ا لكثير من مفردات حياة العراقيين وعلاقتهم بدول الجوار قد تغيرت ومن هذه وغيرها كان تخوف البعض مبرراً واخذ بطرح السؤال المتقدم.
وقيل الجواب لا بد من ملاحظة هذه الفكرة فقد وجدنا جميعاً بأن الطبيعة العراقية دائماً من تضع نتائج الخطوة قد بدأها وغالباً ما يكون سلبية إذا كان فيها شيء من التحدي أو الجهد أو المطاولة وبالنتيجة تفشل قد بدئها، فما ان تحدثت مع أحد الا وقال لك لا تنفع ولا تفيد ولا تنتج وكأن هذه أمور ترتكزه في اعماق نفوس العراقيين ولعل الحق معهم بعد تجارب مريرة عاشوها وأختزنت في انفسهم حتى باتت تبرز على سطح قناعاتهم في أية خطوة تتخذ وخصوصاً الاصلاحية منها، ولا يسلم من ذلك حتى الحوزة هذا اذا لم يرسموا وجهاً قبيحاً للحدث كما يقال بأنها تظاهرات بعثية ومن اللطافة كانت يقال لها (دعوجية) في زمن الطاغية وكاتب السطور قد عاش الوصفين من قبل ضعفاء النفوس، وجبناء الموقف كما حصل في تحقيق جهاز المخابرات العراقية بداية التسعينات القرن الماضي، وكان وصف المحقق لي بـ (الدعوجي) وفي تظاهرات عام 2011 التي دعمناها بقوة وشارك مكتبنا بشجاعة حتى انبرت الابواق من بعض الخطباء والمتزلفين للسلطة بوصف المتظاهرين (بالبعثية) ناهيك عن فتاوى بالحرمة من بعض وقطع الطرقات من السلطة ومظاهرات لتأييد البحرين من بعض، ومجموعة مجرمين – بلطجية – في ساحة التحرير لتفريق المتظاهرين وتخويفهم و ...
ومع هذه الخصلة فأقول للمواطن الكريم عليك ان تجرب بنفسك وتحاول بقدرتك وتتحرك بوعيك قبل ان تسمع باذنك ، يكفي هذه التظاهرات انها كشفت زيف الساسة وحقيقة ملتهم وأرست في نفوس المواطن امكانية مواجهتهم وتعريتهم أمام الرأي العام وسقوط مستقبلهم السياسي في العراق ونبذ المواطن لهم وعدم قدرة السياسي يظهر لهم بغير مظهره وإن سُمعته قد نزلت الى الارض ولو كانت له كرامة وانسانية لترك الأمر بعد رفض الناس له بعد ما كانت اصواتهم هي من اهلته لهذا المنصب أو ذاك وليعرف هي من انزلته منه!!
وهذه خطوة جيدة جداً ومفتاح اصلاحي كبير على المواطن عدم التقليل من اهميته وإن المواطن قد وعى كثيراً وبانت عنده الاقنعة المتساقطة وإن بامكانه ان لا يقلل من قيمته وقدراته على التحرر من خداع الإعلام السياسي وبعض تعابير المتزلفين لهم.
وما على المواطن الا الاستمرار بها بنسق تنظيمي لا يؤدي الى الفوضى.
مكتب المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي
وسوم: العدد 631