مغالطات الخطاب الايراني
أكد الرئيس الايراني خلال كلمته في الجمعية العمومية للامم المتحدة، وأضاف “نحن مستعدون للمساعدة في القضاء على الإرهاب وتمهيد الطريق للديمقراطية”.وأن بلاده مستعدة لنشر الديمقراطية في سورية واليمن كما نشرتها في العراق وأفغانستان، وأن إيران بلد الحرية مستعدة للتعاون مع الجميع للقضاء على الإرهاب داعياً إلى تحديد سقف زمني للحد من التطرف. وأشار روحاني إلى ضرورة تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التطرف وحل المشاكل الإقليمية بعيداً عن قتل المدنيين، محذراً من تكوين دول إرهابي ـ
أولا ـ مغالطة الحرية
لم يكد روحاني ينتهي من خطابه حتى طوقت «منظمة الجمعيات الإيرانية-الأميركية- OIAC» مبنى الامم المتحدة في مظاهرة احتجاج حاشدة بعنوان ” اصوات من إيران” تعرية لدعاوى روحاني الذي يتظاهر زورا وبهتانا بـ(الإعتدال) “وبداعية (الإصلاح) ونصيرا للحرية !! بالضد تماما من الواقع الايراني الذي يئن تحت وطأة الاستبداد اللاهوتي ومن أضاليل ولاية الفقيه وشعاراتها الزائفة بالعيش الرغيد وبفردوس الحرية والديمقراطية ، فالاوضاع المأساوية المتردية والإنتهاكات المستمرة تؤكد كلها على تدهور مريع لحقوق الإنسان في إيران فالموجات الأخيرة من الإعدامات في ظلّ حكومة روحاني بلغ عددها اكثر من حالة 2000 إعدام، وذلك بالتزامن مع حضور حسن روحاني رئيس النظام الإيراني أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين 28 إيلول/سبتمبر
ومن الغريب أن روحاني «المعتدل» دافع بقوة عن هذه الإعدامات وقال «لايحق لأحد أن يحتج على الإعدامات لأنها تأتي إما تنفيذاً لحكم الله أو تطبيقاً لحكم القانون الذي وضعه الشعب»!! ومعروف أن روحاني كان أحد كبار المسؤولين في نظام الملالي منذ وصول هذا النظام إلى السلطة وفي فترة الإعدامات الجماعية التي طالت عشرات الآلاف من مجاهدي خلق والمعارضين الآخرين.
وأقوى دليل على موقف روحاني في هذا المجال تعيينه الملا مصطفى بور محمدي وزير العدل في حكومته، حيث كان بورمحمدي عضو «لجنة الموت» في طهران في العام 1988 وهذه اللجنة هي التي نفّذت فتوى من خميني بإعدام «جميع المجاهدين المتبقين في السجون» حيث أدى تطبيق هذه الفتوى إلى ارتكاب المجازر بحق أكثر من ثلاثين ألفاً من السجناء السياسيين في صيف وشتاء العام 1988.
ثانيا ـ مغالطة نشر الديمقراطية
مغالطة فاضحة تقوم على قلب الحقائق وتغطية الدور التخريبي والارهابي للجمهورية الاسلامية في الاقطار العربية سوريا والعراق واليمن وفي الكويت ومملكة البحرين ـ
ـ إذا كانت أحزاب السلطة الدينية الموالية لايران ومعها حليفها الحزب الاسلامي ومليشبا الصحوات قد لاذت بالصمت ولم تحرك ساكنا في الرد على مغالطة الرئيس الايراني ، وكأن الامر لايعنبهم فلا رئيس الوزراء ولا رئيس البرامان ابدى إعتراضا ، وقد سبق للعبادي وسليم الجبوري أن زعما بأن هناك مبالغات بشأن التدخل الإيراني في العراق، فيما جاء الرد الحاسم من داخل طهران وعلى لسان كبار المسؤولين .
1 ــ أقر مساعد وزير الخارجية الإيراني ، أمير عبداللهيان، بوجود عسكري إيراني في العراق وسورية، مؤكداً خلال مؤتمر صحافي أن إرسال المستشارين العسكريين الإيرانيين إلى البلدين تم بطلبات مقدمة من حكومتي بغداد ودمشق.كما أكد الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في ذكرى الحرب العراقية الايرانية
2 ـ بمناسبة مايسمى باسبوع الدفاع المقدس (22/9/2015) شدد الرئيس حسن روحاني على أن بلاده تمتلك القوة لمحاربة الإرهاب في أي مكان في العالم، مبيناً أن القوات المسلحة الإيرانية قادرة على قهر الجماعات المتطرفة، وأشار إلى تقديم المساعدة العسكرية لجيشي العراق وسورية خلال حربهما على تنظيم الدولة الإسلامية ‘داعش’ بناء على طلب الحكومتين العراقية والسورية .
3 ـ بينما أكد قائد القوات البرية الإيرانية، أحمد رضا بوردستان، أن إيران تتعاون مع العراق وسورية، ومستعدة لتقديم مساعدات إضافية في حال تم طلب ذلك.وأثارت تصريحات سابقة لمسؤول إيراني ردود فعل غاضبة في الأوساط الشعبية العراقية، بعد قول مستشار الرئيس الإيراني، علي يونسي، إن بغداد هي عاصمة الإمبراطورية الإيرانية، لأن إيران والعراق يحملان الطابع الثقافي نفسه وبغداد تمثل العاصمة الثقافية للبلدين، ودعا لاتحاد إسلامي بين طهران وبغداد.
ثالثا ـ مغالطة الدفاع عن شعب اليمن والبحرين
أما السيد خامنئي فقد أعلن اكثر من مرة مساندة بلاده للنظامين العراقي والسوري، واشادته بالإنقلابيين في البحرين واليمن ، وكان آخرها . (23 /7/2015) حيث أعلن بعبارة صريحة أن طهران لن تتخلى عن دعم أصدقائها بالمنطقة، وخاصة المعارضة البحرينية ، وقد عاد ليؤكد مجددا في 18 أب 2015 تأييده للارهابيين في مملكة البحرين واليمن بدعوى الدفاع ((عن شعوب اليمن والبحرين )) ، فيما يبرر المرشد تدخل إيران السافر في الشأن العراقي والسوري ؛ بذريعة أن الحراك الوطني في البلدين بسعيان إلى التقسيم (( لن نسمح بتقسيم العراق وسوريا) ، ولم يتوقف السيد خامنئي عند هذا الحد ، وإنما تمادى في غيه وتناقضاته ؛ وهو يعرب عن “حزنه” على شعب اليمن، قائلا سنقدم المساعدة لليمنيين. وقال خلال استقباله للمشاركين فى الاجتماع السادس للمجمع العالمى لأهل البيت إن بلاده تدافع عن جميع المظلومين ومنهم شعبا اليمن والبحرين،
المغالطة الكبرى بعد كل هذا القدر من التدخل في شؤون البحرين واليمن ، يدعي خامنئي (( “إننا وخلافا للمزاعم التى لا أساس لها لا نتدخل فى شئون هذه الدول !! لكننا سنستمر فى دعم الشعوب المظلومة)) “. !!
وكانت تصريحات المرشد الإيراني، علي خامنئي، بشأن دول المنطقة، قد أثارت ردود فعل مستنكرة من عدة دول، على رأسها البحرين التي كشفت عن تورط طهران بفتح معسكرات لتدريب مجموعات إرهابية.
ولايزال صدى الخطاب الذي ألقاه خامنئي في عيد الفطر يتردد بين الأروقة الإقليمية والدولية، لاسيما في الجزء الذي أشار فيه إلى أن طهران لن تتخلى عن دعم أصدقائها بالمنطقة، وخاصة المعارضة البحرينية.
وتوالت ردود الفعل الرافضة لهذه التصريحات، فوزير الداخلية البحريني، راشد عبدالله آل خليفة، اتهم طهران بفتح معسكرات لتدريب إرهابيين وإيواء مطلوبين لديها، وبتهريب مواد متفجرة وأسلحة وذخائر إلى البحرين.
كما استدعت الخارجية البحرينية القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالإنابة لدى المنامة، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات خامنئي الداعمة للمعارضة، التي وصفها وكيل الوزارة بالتدخل الفج والمرفوضة.
د.سيف الدين هاشم
مركز أمية للبحوث و الدراسات الاستراتيجية
وسوم: 635