الإخوان.. بين الإساءة والإحسان، ماذا تكون نتيحة تجربتهم السياسية المصرية الفاشلة؟

" الإخوان المسلمون:كبرى الحركات الإسلامية" ..هذا عنوان كتاب قديم للدكتور أسحق موسى الحسيني .. وبالرغم من مرور أكثر من نصف قرن على ذلك الكتاب .. ومن تضاعف قوة الحركة ومنتسبيها وأنصارها أضعافا ..ومن تقلبات أحوالها وظروفها ..ومن ظهور حركات أخرى كثيرة إسلامية وغير إسلامية .. فما زالت مقولة الدكتور الحسيني صادقة صالحة بل تزداد مصداقية يوما بعد يوم ....حيث يزداد جلاء وسطية الحركة واعتدالها وشموليتها .. يوما بعد يوم.. كما يزداد حقد أعدائها عليها وتآمرهم عليها بشتى الوسائل وفي مختلف المواقع !

  .. بالطبع الحركة كمجموعة من البشر ليست معصومة ..ولا بد لها من أخطاء وعثرات ..

..ويبقى الإسلام هو حجة عليها وليست هي ولا غيرها حجة على الإسلام

وقد مرت بفترات مد وجزر .. وتقلبت بين يسر وعسر ..وتكالب عليها اعداؤها من مختلف الأصناف !

.. وكما صنف القرآن اليهود كعدو أول للإسلام والمسلمين .ولذا فهم يتآمرون عليه وعلى أتباعه في كل مكان.. كذلك صنف اليهود [ المعتدون المحتلون لفلسطين خاصة والذين كونوا على أساس الإرهاب وعصاباته – وبمساعدة قوى الكفر العالمي-..كيانا لهم في فلسطين  أسموه اسما مقدسا [ إسرائيل]- فدنسوا قداسة نبي الله يعقوب عليه السلام!]

نقول : كذلك صنف اليهود حركة الإخوان المسلمين كعدو أول لهم..يحاذرونه ويحاربونه..وقلما ترى هجوما عليهم أو إساءة لهم أو أذى - إلا ووراءها الكيد اليهودي والموسادي – مباشرة أو بشكل غير مباشر!!

..وواضح أن اسم الدولة الدخيلة وكثيرا من تصرفاتها ..دليل على أسس دينية توراتية قامت عليها ..سماها البعض [ أساطير] ..مثل الفيلسوف والمفكر الفرنسي المرحوم ( روجيه جارودي ) – وحتى بعض اليهود بددوا أساطير الدولة الصهيونية ..وأثبتوا زيفها ..مثل البروفسور ( شلومو ساند) أستاذ التاريخ الإسرائيلي في جامعة تل أبيب .. وخصوصا في كتابيه – الجريئين!( كيف تم اختراع الشعب اليهودي – و- كيف تم اختراع ارض إسرائيل)!!

.. فهي إذن دولة وهمية خيالية .. قامت على رمال أوهام وأضغاث أحلام وعلى شفا جرف هار .. ما يلبث أن ينهار بها فتقبر إلى أبد الآبدين..ولا نجد رموزها إلا في جهنم يوم الدين!!!

 اليهود المعتدون المحتلون لفلسطين .. أعلنوا مرارا وتكرارا ..أن الإخوان هم عدوهم الأول ..بل والأخطر .. وسلطواعليهم أدواتهم وأذنابهم في مختلف الأماكن والعصور يشوهون سيرتهم ويحاولون الإساءة إليهم بمختلف الصور ..وأوضح ما نراه الآن ما يجري في مصر .. حيث أن معظم تصرفات الإنقلاب تثبت أنه صهيوني .. فلم يكتف بمحاربة الإخوان بلا هوادة ..وبكل قذارة ولؤم وخسة [صهيونية] بل قام يجهود كثيرة -وما زال -.. كلها لصالح الدولة العبرية في الدرجة الأولى .. وغالبا ما تكون ضد صالح مصر وشعبها وتاريخها وشرفها !!

..من ذلك تصرفاته الإجرامية في سيناء ونحو القضية الفلسطينية –ومقاومتها الشريفة وخنق غزة وتشديد الحصار عليها .. ! ودعوة جميع العرب للاعتراف بعدوان اليهود واحتلالهم ومصالحتهم!! والإشادة بالإرهابي النتن وكيل المديح له وللإرهابين الصهاينة القتلة ! وبمعاهدة الخيانة!....والشريط العازل ..الذي خرب بيوت آلاف المصريين [ لسواد عيون الدولة الصهيونية المعتدية]..وكذلك إغراق أنفاق غزة وحدودها بمياه البحر .. وقد اعترف اليهود بأن ذلك من أوامرهم و ولصالحهم ..اسمعوا مثلا الخبر أو التصريح التالي:

السبت, 06 شباط/فبراير 2016  قال وزير البنى التحتية والطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس : إن "الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، غمر الأنفاق على حدود بلاده مع قطاع غزة بالمياه، بناءًا على طلب من إسرائيل".

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير الإسرائيلي، في ندوة ثقافية، عُقدت في مدينة بئر السبع (جنوب)، بحسب الإذاعة الإسرائيلية (رسمية)، والتي تطرق فيها إلى علاقة بلاده مع مصر، موضحاً أن "التنسيق الأمني، بين البلدين أفضل من أي وقت مضى"، على حد تعبيره. وكانت السلطات المصرية، قد غمرت بالمياه، في الأشهر الماضية، عدداً من الأنفاق بين قطاع غزة، والحدود الشرقية للبلاد، بحسب تصريحات متعددة، صدرت في أوقات سابقة عن مسؤولين بالجيش المصري. ويعتبر شتاينتس، من المسؤولين المقربين لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كما أنه عضو في المجلس الوزاري المصغر المعني بالشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" الذي من صلاحياته اتخاذ قرارات الحرب والسلم.

 *** مما يثبت أن انقلاب العملاء موسادي يهودي بحت ..وأنهم – كما قال المتقاعدون العسكريون الأمريكان في إحدى نشراتهم:[ حولوا مصر إلى أكبر مستعمرة إسرائيلية في الخارج] !!  فهم يحكمونها لصالح العدو الصهيوني !

..أما تصريحات واعترافات اليهود بخطر الإخوان عليهم .. فقد تواترت في مناسبات ومرات كثيرة على مدى عشرات السنين الماضية .. ليس فقط  مما أحسوه عمليا في الدور القوي الذي لعبه مجاهدو الإخوان في فلسطين – منذ سنة 1948- في حرب العصابات الصهيونية لاغتصاب فلسطين والتي يسمونها حرب التحرير ؛ وقد أبلى الإخوان فيها بلاء حسنا .. مما جعل [القوة الخفية والمساندة] يوعزون لدولة [النقراشي – فاروق] في مصر ..فاستقبلوا جميع المجاهدين العائدين من فلسطين في معتقلات الهاكستب والطور وليمان طرة وغيرها ..واغتالوا مرشدهم ومؤسس الحركة (الإمام حسن البنا رحمه الله)!..وغيره .. ثم تم الانتقام –فيما بعد- من بعض الرموز الأخرى التي أنكت باليهود وآلمتهم مثل الشهيدين( يوسف طلعت ومحمد فرغلي) ..وغيرهما في صور متعددة من التعذيب حتى الموت أو الإعدام أو غير ذلك!!

 وليس ذلك فحسب بل لآن اليهود يعرفون مباديء الحركة وأدبياتها – جيدا ..

والحق لأنها ليست الحركة وحدها ..بل كل مسلم ملتزم بإسلامه – أو عربي حر ..بل كل إنسان منصف- .. لا يرضى أن يسيطر اليهود على بلد عربي إسلامي على حساب شعبه ..وتشريد شعب فلسطين العربي في أنحاء الأرض!!

ولذا فإن المتآمرين الذين خططوا لزرع المشروع الصهيوني الشرير في قلب العالم العربي – الإسلامي .. لم يغفلوا عن أن يوجدوا حوله البيئة المناسبة لاستقراره –على أن يمثل القائمون على [ مراكز حراسته] – ولو لفترة – أنهم معادون له وأنهم وطنيون مخلصون للأوطان والشعوب وقضية فلسطين ..ويستمر التخدير إلى أن ينكشف فربما يغيرون بعض الأوضاع بانقلابات ..او غيرها ..إلخ

..ولمزيد من التضليل [ والضحك على الذقون] يصنفون أنفسهم ..أو يصنفهم [ عناكب المخططين] ..إلى تقدميين ورجعيين – ويمين ويسار – وممانعة واعتدال!..وصقور وحمائم..إلخ !!

 ويزايد بعضهم على بعض ..والكل يحمي البؤرة التي جاءت بهم إلى سدة الإدارة !

و يطول الكلام عن [ خططهم الجهنمية ] التي وصفها الله تعالى بقوله " ومكروا مكرهم..! وعند الله مكرهم,,! وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال"

..وأليكم [ عينات من التصريحات اليهودية] مما يؤكد كلامنا ويزيده وضوحا:

                               ( 1 )

- حذر الجنرال عاموس جلعاد - رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع 'الصهيونية' - من أنسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على 'تل ابيب'، نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا.

ونقلت إذاعة الجيش 'الصهيوني' 'جالي تساهال' التصريحات التي أكد فيها الجنرال 'الصهيوني' عاموس جلعاد أن 'تل ابيب' ستواجه كارثة وستصبح مهددة دائمًا بالحرب مع الإخوان المسلمين في مصر وسوريا والأردن، إذا نجحت الثورة السورية الجارية منذ أسابيع متواصلة في الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي يمثل وجوده مصلحة لـ'تل ابيب'. وأوضح رئيس الهيئة الأمنية والسياسية بوزارة الدفاع 'الصهيونية' أن الفكر المعلن الذي تنتهجه جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا يهدف إلى تصفية ومحو دولة 'الكيان الصهيونى'، وإقامة إمبراطورية إسلامية تسيطر على منطقة الشرق الأوسط. وأكد الجنرال عاموس جلعاد أن 'تل ابيب' شعرت بالأخطار التي تواجهها من عدة جهات، خاصة في مصر، لهذا قررت أن تحسن علاقاتها مع تركيا، وتتحاشى القطيعة الدبلوماسية معها، حتى لا تضطر تل أبيب إلى محاربة المسلمين في عدة جبهات مفتوحة ستؤدي في النهاية إلى خسارتها بالتأكيد.

ملاحظة : كان هذا الكلام أوائل اشتعال الثورة السورية سنة 2011

                          (2)

كتب فريدمان: «بسبب الخوف من سيطرة الإخوان المسلمين قام رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بتحذير الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، في سنة 2005، من مغبة إسقاط الأسد.

( عن مقال لصبحي حديدي في القدس العربي في 1/1/ 2015)  بعنوان:

[النظام السوري في 2014: مباهج دلال صهيوني وإسرائيلي ]

                             (3)

العنوان الرئيس لصحيفة معاريف اليهودية – بعد الانقلاب المؤامرة:4/7/2013

(السيسي البطل استطاع استعادة مصر من قبضة الإسلاميين..إلى         [ أحضاننا ] من جديد ) !

 هآرتس الإسرائيلية: الفريق عبدالفتاح السيسي هو بطل إسرائيل الجديد في مصر

بل إنهم يحاربون كل توجه ديني ( خصوصا إسلامي)!.. :

  أكد رئيس الموساد السابق إفرايم هالڤي أن دولة الكيان الصهيوني تشارك في الصراع ضد الدين والأيدلوجية في دول العالم العربي، وأن "إسرائيل تواجه بحق مجموعة من الخيارات غير المسبوقة،عمليا واستراتيجيا وسياسيا،

وأكد أنه من خلال الصراعات الكبري في العالم العربي ستكون هي مستفيدة لو انتصرت قيم العالم الحر - الغربي - على الأيدلوجية الدينية، "ففي هذ السياق نحن لاعبون أساسيون، ولدينا الكثير لنقدمه، والكثير لننتفع به".

 لا نقول هذا لتزكية الإخوان فهم لا يحتاجون لتزكية أحد ..مع أنهم يحتاجون إلى العون ولو بالدعاء والتضامن..حيث تسلط عليهم عملاء الصهيونية والصليبية ..وذأنابهما ..

وفي بعض المواقع – قبل أن يحبك أؤلئك المتآمرون لهم شيئا أو ينفذوا ما حبكوه في الظلام.. قاموا هم- أي الجماعة– بفعل ذلك بأنفسهم .. وأراحوا المتآمرين من كثير من الكيد والجهد!!

وهاهم الآن – لم تذهب ريحهم ولكن خفتت.. من ضراوة الهجمة الصهيونية والحليفة .. فعداعما حصل في مصر من محنة كبرى نرجو ألا تطول- فقد هدّأوا اللعب – باللهجة الرياضية! - في مواقع أخرى ..وتنازلوا عن الصدارة في تونس – وإن كانت تلاحقهم أي الصدارة – حيث تركوها لبعض فلول العهود الماضية فكأن شيئا لم يكن – إلا القليل ولكن انقسم الآخرون حيث لا يجمعهم فكر بل مصالح !! .وأصبحوا خدما للقصر في المغرب !

ويتناوشهم [عملاء السي آي إيه ] بالإعدامات التدريجية في بنغلادش ..إلخ..

 وفي كل بلد هم في شأن مختلف!

وباختصار ,, فما جرى ويجري وسيجري للإخوان ليس لأنهم إخوان .. ولكن لأنهم يمثلون قوة طليعية منظمة وقوية للإسلام الذي لا بد أن يسيطر في أي وضع طبيعي [ ديمقراطي] مما يوجد حساسية شديدة لدى دولة العدو ضد الحرية ومطالبة شعوبنا بها .. في مثل ما يسمى (الربيع العربي)..ولذلك أوجدوا وشجعوا ضده ما يسمى [الثورة المضادة]..!

لقد بذل الإخوان جهودا جبارة في ميادين الدعوة والإصلاح والتنمية والأفعال الخيرية ..وأثروا في المجتمعات كثيرا وحملوا الكثير عن كثير من الحكومات!.. وكانوا من رواد ما يسمى بالصحوة الإسلامية ..وخدموا مجتمعاتهم خدمات جلى ..

.. وبالتأكيد فإن المحن – كما ثبت تاريخيا بالتجارب العملية - لا تزيدهم إلا ثباتا ..وتمسكا ..وقوة وانتشارا ! ..ولا تزيد جوهرهم إلا صلابة ونقاء‍!

ولا بد أن يعلم – وخصوصا انقلابيو الموساد في مصر وهم في ميدان سبقهم غيرهم – أقوى وأقدر وأكثر شعبية وأقل انكشاقا والفرق بين العميلين كالفرق بين هذا القزم وذاك العملاق!! يكفي [ للدلالة على إتقان صنعه] أن كثيرين حتى الآن مخدوعون به ويأخذون بمقولاته ويتمسحون به!! – ففد حاول القضاء على الجماعة ..,واستقطب تأييدا خارجيا شديدا .. ثم انجلت المعركة .. وعادت الجماعة أقوى مما كانت..! لأن الناس يرون الحقيقة ..ويعلمون إبطال المبطلين وحق المحقين!

..ولكن ..هل يبقى الإخوان مؤهلين لقيادة سياسية .. بعد ما حصل؟

حيث أن – من أخطر الخطر ! بل مثل اقتحام الموت وهجوم الأعزل على الوحش المتربص في وكره! تصدرهم لاستلام الوضع في بلد مثل مصر [ تمثل الروح لدولة اليهود ] وفيها أقوى شبكات موسادهم وقواعدهم السرية هم والأمريكان ويملكون الجيش والشرطة والمباحث..إلخ ..ومعظم مصادر القوة العسكرية والسياسية والمالية - ولا حاجة للإطالة وذكر تقرير أحد وزراء عهد مرسي حيث اكتشف أن السفارات الأجنبية هي مسير السياسة المصرية ..!

.كما أن مصر – أكثر من غيرها – تمثل تركة مثقلة تحتاج إلى عشرات السنين لترمم ما أفسدته العهود السابقة منذ ما سمي [الاستقلال] مدنيين ملكيين – أوعسكريين انقلابيين!

وسؤال بسيط [ للمغفلين الذين هجموا فجأة على الرئاسة والبرلمان والحكومة] – يالرغم من تصريحاتهم السابقة أنهم لا ينوون ذلك!:

-        هل عندكم أجهزة صالحة للحكم ..وهل عندكم موظفون مدربون؟ أم ستحكمون بنفس الأجهزة الفاسدة والموظفين المرتشين ..وتتحملوا أوزارهم ..وتنسب تصرفاتهم لكم؟!..وهل ستضعون على كل موظف رقيبا؟؟!

كم مدى قوتكم في الجش؟ والشرطة ؟

 ماذا تفعلون بالمديونية الباهظة ..إذا هددكم الدائنون بالاحتلال –بقرار أممي - إذا لم تسددوا الديون؟!..كيف ستسددونها والدولة مرهونة للدائنين؟

هل عندكم جهاز دبلوماسي للخارجية وللسفارات التي معظمها فاسدة وعميلة؟!

 من أين تدفعون رواتب الموظفين والشرطة والجيش [ راتب اللواء 300ألف جنيه شهريا – فقط!] ..إذا قطعت عنكم المعونات ..والتي لا تكون إلا بثمن ..أقله التبعية والانصياع لرغبات الممولين – كما رأيتم وعلمتم!!

هل عندكم [ ولو نفر واحد] يصلح أن يكون مخابرات أو مباحث أو أمن دولة – ومعلوم أنه لا بد أن يكون من شروطه أن يكون[ ابن حرام مصفى! ] يغتصب المعتقلين والمعتقلات ويقتلهم تحت التعذيب .ولا يترك موبقة إلا ويرتكبها – كما يتنفس ..ولا يحلل ولا يحرم ؟!!

من منكم – أيها الصديقون الأنقياء مستعد أن يكون كذلك ..ويبيع دينه وآخرته وأهله ووطنه وعرضه وشرفه؟؟ !!

 كيف ستقضون  على كل الأمراض والمخدرات والحشاشين والبلطجية والزناة ..وهم يملأون البلاد؟

..على كل ..لقد كان تصدي الإخوان للحكم في مصر ..خطأ تاريخيا فادحا جدا .. ومكلفا جدا كذلك! ..ولانريد أن نقول و[ قاتلا] أيضا!! وربما !!

قد يعود الإخوان لميدان الدعوة ..أما ميدان السياسة فقد ثبت فشلهم الذريع فيه – لا فشل الإسلام ونظامه الرباني الأصلح للإنسان ! لأن الله المشرع أعلم بما خلق وبما يصلحه – فليتركوا الحكم لحزب سياسي كحزب التحرير ..أو غيره ..فالسياسة لا دين لها – الآن- ..وتحتاج إلى [ لف ودوران..إلخ] وتدريج وتمهيد كبير وكثير ..وإعداد وخبرة..

لا نريد أن نعيد ما قلنا وما نصحنا وحذّرنا– نحن وغيرنا - في عشرات المقالات والمناسبات ..:أن لا تقربوا الحكم فهو – في شكله ووضعه الحالي- [ فخ ومستنقع!]..وايدوا من ترونه نظيفا – نسبيا- تستطيعون ممارسة إصلاحاتكم التدريجية في عهده ..ودون معوقات كبيرة !!

.. قد تخرج حركة أو حركات إسلامية أخرى ..ولكن كم تحتاج لقطع المشوار ولحشد الأنصار – وتفادي المؤامرات؟ وإصلاح الأوضاع ..في ظل أوضاع [ راصدة لكل نفس] ..وهدامة مباشرة بيد الصهيونية –أوبمؤامراتها وشركائها المعادين في الساحات المحلية والإقليمية.. وفي الساحة العالمية المتوجسة من الإسلام والمسلمين!

وبالتأكيد فالإسلام- وليس الإخوان وحدهم - هو الذي يفرض تحرير فلسطين والأقصى والقضاء على دولة العدوان..ولا بد أن يكون ..فشعوبنا لن تتخلى عن إسلامها ولا عن أقصاها!

ولا بد أن يأتي اليوم (الطبيعي) الذي تستطيع فيه شعوبنا ملك حرياتها وقراراتها ..وحينها ..يعلم [ اليهود المعتدون المحتلوزن ] ما سيكون..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!!

وسوم: العدد 657