الحارس الشخصي للأسد أصبح لاجئاً في ألمانيا والشبيحة خطر على أوروبا

السورية نت

نشرت مجلة الأخبار الأمريكية "تابلت"، يوم أمس، تقريراً سلطت فيه الضوء على وجود مجرمي الحرب من قوات نظام بشار الأسد والميليشيات المساندة له في الدول الأوروبية طلباً للجوء، وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته"السورية نت" إن "الخطر الذي يهدد أوروبا ليس داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) بل شبيحة الأسد".

ويذكر كاتب التقرير "بن دافيس" أسماء عدد من الشخصيات العسكرية الموجودة الآن في أوروبا بهدف اللجوء، ومن بينها الحارس الشخصي لبشار الأسد ويدعى "علال الخليل"، بالإضافة إلى محمد كنعان الذي ظهر مع الأسد أثناء زيارة الأخير لمقر قواته القريب من جوبر العام الماضي.

ويقول "دافيس" إنه "منذ عام 2015 عبر ما يزيد على مليون لاجئ إلى أوروبا، من بينهم مئات الآلاف من السوريين الفارين من التطهير العرقي الذي ترعاه الحكومة والذي يتم تنظيمه وتوجيهه جزئياً من قبل القادة الإيرانيين على الأرض، والمدعوم من القوة الجوية الروسية والمدفعية الثقيلة".

ويضيف أن "السوريين المدانين بارتكاب جرائم حرب هم بالفعل داخل أوروبا حالياً. ويرتبط بعضهم مع داعش (...)ومع ذلك، فإن الرواية المثيرة للذعر بشأن تسلل مقاتلي داعش إلى أوروبا لشن هجمات إرهابية، مثل الهجمات المنسقة في باريس في تشرين الثاني من العام الماضي، ليس لها أساس واضح في واقع الأمر. ومع تصاعد أزمة اللاجئين، بدأت بالمرور على حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية للبحث عن معلومات عن المشتبه بهم. وتمعنت أيضاً في المواقع العربية، وصفحات الفيسبوك، وتبادلت المعلومات مع السوريين".

ويشير الكاتب إلى أنه وجد أن الغالبية العظمى من اللاجئين السوريين لا يشكلون بالتأكيد تهديداً للأمن القومي. ولكن كان هناك اتجاه مقلق. ربما بقدر استفادة ما يصل إلى 1000 من المقاتلين الموالين للأسد المتورطين في جرائم حرب من عروض اللجوء السخية.

ويوضح أن هؤلاء "الشبيحة" الذين صادفهم في أوروبا، كانوا قد عينوا من قبل ماهر الأسد شقيق بشار، لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في عام 2011. ويضيف: "تم تجنيد المجرمين المحبوسين، وكذلك السكان المحليين من الأقليات التي تعتبر موالية (وخاصة العلويين والمسيحيين). أصبح الشبيحة سيئو السمعة لارتكابهم بعضاً من أسوأ جرائم الحرب مع تضخم الاحتجاجات لتصبح حرب أهلية، ولا سيما مجازر بانياس وداريا (حتى أن قائد الشبيحة في بانياس ظهر في فيديو يناقش عملية التطهير). وعرض عليهم مبالغ نقدية ضخمة وحتى المنشطات في مقابل ولائهم.ومع انفجار الحرب، أصبح مصطلح الشبيحة يستخدم لوصف الموالين للأسد في كل مجموعة مسلحة. الآن وبعد خمس سنوات من القتل، يستفيد نفس الرجال الذين تسببوا بفرار الكثير من الأزمة ليستطيعوا الوصول إلى أوروبا"، حسب قوله.

ويتساءل الكاتب: "عند هذه النقطة قد يسأل البعض لماذا يكون هؤلاء الرجال أشد خطراً من داعش؟ الجواب هو أن الحكومات الأوروبية قد حددت داعش، وليس نظام الأسد، كعدوها الرئيسي. وهم يبحثون عن أعضاء داعش، والذين يتم إحباطهم غالباً بعد وقت قصير من دخولهم الدول الأوروبية. وهم أقل تهديداً لأنهم ببساطة لا يعطون الفرصة لتشكيل التهديد. الداعشيون مثل الشبيحة يقومون بغباء بنشر وجوههم في جميع مواقع شبكة الانترنت، مستمتعين بارتكاب الأعمال المروعة في العلن. ولكن بما أنهم يُراقبون بفعالية، يمكن تحييدهم بسرعة قبل أن يتمكنوا من إلحاق الضرر".

ويلفت "دافيس" إلى أنه أنشئ أرشيفاً من المقاتلين الموالين للنظام الذين عرفهم من وسائل الإعلام الاجتماعي. وقال: "هؤلاء بعض الأشخاص الذين وجدتهم":

الليث أيمن المهدي: وفقاً لحسابه على المواقع الاجتماعية (قبل حذفه)، ليث من أصل لبناني عراقي عاش في دمشق.وانضم إلى واحدة من العديد من الجماعات الجهادية الشيعية العراقية التي جاءت إلى سورية للقتال إلى جانب النظام.ربما جماعة أبو الفضل العباس.

حمّل الليث العديد من الصور على حسابه الشخصي في الفيسبوك. في أحد هذه الصور، يقف فيما يبدو أنه مركز احتجاز مع بندقيته. وتنتشر جثث الرجال الذين قتلوا حديثاً حول قدميه. وفي صور أخرى يقف فوق أكثر مما كان في الصورة السابقة. يحمل زيه العسكري شعار الشيعة الذي يقول "نحن هنا من أجلك يا زينب" وهو الشعار الذي استخدم لتبرير قتال السنة (حيث تدعي الدعايات الإيرانية بأنهم فتكوا بضريح السيدة زينب، المبجلة من قبل الشيعة). وعلى تويتر، يرتدي زي حزب الله العسكري.

في عام 2015 نشر ليث صوراً له في الجزر اليونانية. وغير موقعه لاحقاً إلى نيوستادت (بريمن، ألمانيا)، مدّعياً بأنه لاجئ "سوري". وهذا غريب، نظراً إلا أن أي من والديه ليس سورياً. بعد أن تم كشف حسابه، قام ليث بإغلاقه.

ويعتبر كاتب التقرير أن وجود مقاتل سيء السمعة من ميليشيا "حزب الله" في أوروبا هو أمر مقلق. "فقد فجر حزب الله أهدافاً مدنية في أوروبا من قبل، هل سيكون لدى رجل مثل ليث تحفظات قليلة حول قتل الأوروبيين كداعش؟"، يتساءل "دافيس".

علاء عادل خليل: خليل أيضاً عضو في وحدة نخبة النظام. وهو من القامشلي وملاكم في الأصل، تطوع في "لجان النظام الشعبية" (الاسم الرسمي للشبيحة). يبدو أن خدمة خليل قد أعجبت رؤسائه، لأنه نقل إلى القوات الخاصة السورية (قوة مؤلفة من نخبة الموالين للنظام). وتمت ترقيته بسرعة، بحلول عام 2012 كان بمثابة حارس الأسد، لا سيما عندما ألقى الأسد خطاباً في ساحة الأمويين. وارتبط خليل أيضاً بالحرس الجمهوري، القوة المحصورة تقريباً بالعلويين المكلفة بحماية الأسد. واتهمه ناشطون بأنه وراء مذبحة السجناء المدنيين عند نقطة التفتيش.

وصل خليل إلى ألمانيا في أواخر عام 2014 باعتباره "طالب" هرب من الحرب. إلا أن حساباته المتعددة على الفيسبوك (علاء خ وعلاء عادل) تثبت عكس ذلك. ويزعم أحد جهات الاتصال السورية أن علاء يعيش هناك حالياً، ويدرس معهم في أكاديمية سباراتشين. ويزعم بأن خليل تفاخر بخدمته عندما تمت واجهته من قبل والد جهة الاتصال، بما في ذلك كونه تدرب كقناص في روسيا.

محمد كنعان: خدم كنعان حول دمشق. والتقى مرة ببشار الأسد شخصياً بشكل ودي كما هو مبين في الفيديو الذي صور في جوبر في كانون الثاني 2015. وقد زعم نشطاء الانترنت أن كنعان عذّب السجناء واغتصب وقتل عند نقاط التفتيش وباع سيارات مسروقة. وقد قاتل في العديد من المعارك الرئيسية، بما في ذلك المعارك في الغوطة. في هذه المعارك طوق جيش الأسد مدن مختلفة (بما في ذلك مضايا) ومنع وصول أي طعام إلى السكان في ظل سياسة"الركوع أو الجوع".

في عام 2015 ظهر كنعان في السويد، ممولاً رحلته من الغنائم. وقد ادعى كنعان على حسابه الشخصي بأن السوريين الذين شاركوا صورته هم "حثالة" و"سيتعامل معهم".

ويذكر كاتب التقرير أيضاً أسماء مقاتلين آخرين كانوا في قوات النظام ووصلوا إلى أوروبا للحصول على اللجوء، وهم متورطون في أعمال قتل وتعذيب بحق المعارضين للنظام.

ويقول "دافيس": "من الصعب القول بأن هؤلاء الشبيحة القتلة لا ينتمون إلى السجون. إذا كان هؤلاء الرجال ليس لديهم أي تحفظات حول الضرب بالهراوات واطلاق النار على السوريين من جميع الأعمار، فالهجوم على أوروبا لن يسبب لهم الأرق. والأكثر إثارة للخوف هو أن العديد من الشبيحة الذين حددتهم يبدو أن لديهم خدمات اتصالات ومال وأجهزة استخبارات نظام الأسد تقف وراءهم، مما يجعلهم أدوات محتملة لأعمال عنف مستقبلية منظمة تنظيماً جيداً تخدم أهداف الدولة السورية وحلفائها".

ويضيف في نهاية التقرير: "يرتكب الشبيحة بالفعل جرائم في وطنهم الجديد. فقد تم نهب مطعم فلافل بيروت سكام(مطعم لبناني في برلين) لرفعه العلم السوري. وشوّه مرتكبو الجريمة العلم وكتبوا سورية الأسد على الجدران. وتمت كتابة تهديدات بالقتل أيضاً. وبعضهم يواصل ترويع مواطنيهم ويتاجرون بالمخدرات. داعش هي خطر لا شك فيه.ولكن الغالبية العظمى من التهديدات الحقيقة التي تواجه الغرب الآن يمكن أن تعزى إلى نظام الأسد بلا منازع، وليس إلى معارضيه. هل نشعر بالأمان حقاً، مع معرفتنا بأن الرجال الذين وظفوا للتعذيب والقتل والاغتصاب يمشون بحرية في شوارع أوروبا؟

وسوم: العدد 663