مداخلة على مقال (أ.د. علي القره داغي)

مداخلة على مقال (أ.د. علي القره داغي) وجه فيه تساؤلاً للشباب المسلم.. وسؤال موجه لفضيلته ولجميع سادتنا العلماء  

وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور علي القره داغي تساؤله التالي تحت عنوان:

 سؤال للشباب المسلم الخائف من الله تعالى

هَلْ بَقي عَالِم مِنْ عُلَمَاء الْأُمَّةِ دُونَ تَجْرِيحٍ ؟ لِمَاذَا تَحْطِيم الْقُدْوَةِ ؟ وَمَنْ الْمُسْتَفيد من ذلك؟

أَلَيْسَ هذا مَنْهَج الْيَهُود حَتَّى مَعَ أنبيَائِهِم لِتَسْهِيلِ الْمَعَاصِي وَاِسْتِسَاغَتِهَا لِلْجَمِيع ؟!

فأحببت أن أُعلق بما يأتي:

معظم الشباب الذين يهاجمون وينتقدون علماء الأمة المعاصرين قد يصل أحيانا للتجريح بألفاظ نابية سببه تعرض إخوانهم المسلمين السنة إلى ظلم وقتل وحرق وحصار وتجويع وتهجير وتمثيل بجثث المسلمين وحرقهم أحياء واغتصاب النساء.. وعلماء الأمة الاسلامية غير قادرين على مناصرتهم ودفع الظلم عنهم، وليس لهم أي تأثير على من يظلمهم ، ولا أحد يحسب لما يصدر عن العلماء أي حساب من بيانات وتصريحات وشجب ..

    كل ذلك بسبب تفرق كلمتهم ..

     ومع ذلك فالكثير من المسلمين لم ولن يلتمسوا العذر لكل من  ينال من العلماء الربانيين للأسباب المذكورة في التعقيب على سؤالكم المدعومة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

    ويبقى لمن التمس لكم العذر وأحسن بكم الظن الحق في التساؤل الآتي:

لماذا لا يطبق سادتنا العلماء ما أمرهم الله تبارك وتعالى به: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ وما أوصى به سيدنا عمر: (تشاوروا في أمركم وخذوا صنف الأكثر) بعد أن تيقنتم بأن هيئاتكم العديدة من اتحادات وروابط علمية وجبهات إسلامية مهما بلغ عدد منسوبيها لا تمثل كافة المسلمين السنة مما نتج عنه ظهور دعاة غلاة يستبيحون الدماء ويقتلون الأبرياء باسم الجهاد في سبيل الله، وآخرون يصدرون فتاوى شاذة يبيحون فيها ما حرم الله، وقد استطاعوا أن يضللوا الكثير من أبناء الأمة ولازالوا بسبب تفرق كلمة العلماء الربانيين الصادقين.

     فهل هذا  يرضي الله ويرضيكم يا ورثة الأنبياء ؟!  وهل يرضيكم أن يتحد الصفويون واليهود والنصارى ومعهم كل أعداء الإسلام في شتى بقاع الأرض ضد المسلمين وأنتم متفرقون؟! فالبدار البدار يا علماء الأمة الأخيار للعمل الجاد على توحيد كلمتكم لإرضاء الله, ولنصرة إخوانكم المسلمين, ولحماية شبابنا من المتشددين التكفيريين الغلاة ودعاة التفريط بديننا الحنيف.

بتوحد كلمتكم تقطعون الطريق على الغلاة والمنحرفين، ولن يستجيب لدعوتهم المسلمون لعلمهم بأن هناك بيانات وفتاوى موحدة صادرة من غالبية علماء الأمة الإسلامية بمختلف مذاهبهم .

     وهناك طرق عديدة لتوحيد كلمتكم لتمثل كافة المسلمين السنة، منها:

تأسيس مجلس أعلى للشورى يمثله عدد محدد من الأعضاء يتفق عليه فيما بينكم يمثلون جميع الاتحادات والروابط والمجالس والجبهات والهيئات الإسلامية في عالمنا الإسلامي، يتصدى هذا المجلس لقضايا الأمة المصيرية، كحكم الانتساب لما يسمى دولة الخلافة الاسلامية (داعش) وغيرها من قضايا الساعة التي لا تحتمل التأجيل .. يناقشونها بموضوعية في اجتماعهم في أي دولة يختارونها -وان تعذر ذلك يتم الاجتماع عن بعد بواسطة برنامج يدعم المؤتمرات المرئية عبر الإنترنت وفيه برنامج للتصويت-، فإن اتفقوا فبها ونعمت، وإلا عرضوها على التصويت وأخذوا برأي الأكثرية، والتزموا به جميعًا.. مستندين في ذلك إلى وصية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابة (تشاوروا في أمركم وخذوا صنف الأكثر).

ولن يعرضكم الصدع بالحق لأي أذى أو مساءلة من حكامكم أو من الدول التي تقيمون فيها لأن جميع القضايا ستكون بالتصويت ولن يعلم أحد ماذا صوت كل عالم منكم فإن وجدتم  تلك الطريقة  لا يمكن تطبيقها نناشدكم الله أن تعملوا كل ما بوسعكم وأن يكون شغلكم الشاغل ومن أهم أولوياتكم ما طالبَنا به رب العزة والجلال بقوله:

 ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ﴾  فجميعكم أهل تقوى وعلم وفضل، وأبناء الأمة الإسلامية بحاجة كبيرة في هذا الوقت العصيب إلى أن يتحد علماء السنة على قلب رجل واحد ليكونوا عونًا للمسلمين في رفع الظلم عنهم ونموذجًا يقتدي به المجاهدون والسياسيون.

فالمسلمون قد دفعوا ثمنًا باهظًا بسبب خلافات علمائهم. وأعداءُ الإسلام يسعون بكل ما يستطيعون أن يستمر تفرق المسلمين؛ ليذيقوهم مزيدًا من الظلم والذل.

نسأل الله أن يوفق علماءنا  لتأسيس كيان يجمعهم في أقرب وقت، وأن يكونوا سباقين للتخلي عن مصالحهم ومناصبهم لصالح أبناء أمتهم ، كما نسأله جل علاه أن نكون جميعًا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

وسوم: العدد 663