أشعريني أنني الأول عندك
زوجتي الغالية،،،
ما أحسب أني وحدي من أتمنى أن تقدميني على جميع الناس، فجميع الأزواج، أو أكثرهم، يرغب في أن يشعر أن زوجته تجعله أول الناس لديها، تقدمه عليهم، وتؤثره بحبها واهتمامها ورعايتها.
وأعلم أن هذا لا يقنعك، فأنت ترين أن لأمك وأولادك وأهلك وصديقاتك حقوقاً عليك، وأنه لا يمكنك أن تتخلي عنهم جميعاً من أجل إرضاء زوجك وحده.
وأبين لك أنني معك في هذا، فأنا لا أريدك أن تتركي هؤلاء جميعاً لتتفرغي لي وحدي، ولا أطلب أن تقطعيهم من أجل أن تصلي زوجك دون غيره.
أنا أريد أن تقدميني عليهم، أو أن تشعريني بذلك، دون أن تهملي الآخرين، ودون أن تتركي وصلهم، والاهتمام بهم، والسؤال عنهم، وزيارتهم، وغير ذلك.
ولعلك تقولين: حيرتني، كيف تريدني أن أقدمك عليهم، في الوقت الذي تقول فيه إنه لا مانع لديك من أن أواصل اهتمامي وصلتي بجميع من حولي؟!
لم أحيرك، زوجتي الغالية، حين طلبت منك الأمرين معاً، تقديمي عليهم، ومواصلة صلتك بهم.
أما كيـف يتحقق هذا الذي قد ترينه تناقضاً فأشرحه لك في الأسطر التالية من رسالتي هذه إليك.
أغيب عن البيت أكثر من ثماني ساعات في عملي كل يوم، وأنام ما يعادل هذا الوقت كل يوم، وتبقى ثماني ساعات، هي الثلث الثالث من اليوم الذي أكون فيه معك وتكونين فيه معي، بل حتى هذا الثلث لا نكون فيه معاً طوال الوقت، فقد تدخلين المطبخ، أو تتابعين بعض حاجات الأبناء، وقد أنشغل أنا بتقليب بعض الصحف، أو متابعة نشرة أخبار، أو برنامج، في التلفزيون.
إذن، فإن الوقت الذي نجلس فيه معاً لا يزيد عن ساعات قليلة، وفي هذه الساعات القليلة أريدك أن تكوني قريبة مني، مهتمة بي، وأنت تشعرينني أنه لا شيء تقدمينه علي، أو تنشغلين به عني.
وما أحسب أن هذا صعب عليك، أو مستحيل تحقيقه، فماذا يمنعك منه، ويصرفك عنه؟
عندك ساعات كثيرة لا أكون فيها معك وتستطيعين خلالها أن تَصلي الآخرين، دون أن أشعر أنك انشغلت عني أو آثرت أحداً علي.
زوجك المحب
وسوم: العدد 665